أنا كمواطن عادي أكتب لكم عن شعوري ومعاناتي بأنني انتظر صدور مثل هذا القانون منذ مدة طويلة وخصوصا أن مثله قد صدر في كل من مصر والجزائر وتوجد توصية من وزراء الداخلية العرب بإصدار مثل هذا القانون / لأنني كمواطن عربي مقيم في سورية منذ أكثر من خمسين عاما ولا أعرف من جنسيتي سوى الهوية التي أحملها, إذ إنني ولدت في هذا القطر ولكن والدي (العربي السوري الأصل) حضر إحصاء في ذلك البلد وبالتالي حصل على جنسيته إضافة إلى جنسيته الأصلية وبالتالي فقد ورثت هذه الجنسية عنه, وعندما تزوجت من مواطنة عربية سورية فإن أولادي قد سجلوا في سجلات هذه الجنسية العربية رغم ولادتهم وعيشهم ودراستهم جميعهم في القطر العربي السوري وعلى أرضه قد تربوا وعاشوا في المجتمع العربي السوري ولكن ليس لهم حق المواطنة.
ولذلك أعود للقول بأن بقاء قانون الجنسية الحالي / بالنسبة للمرأة/ بدون تعديل يظلم المرأة لأنه ينزع عنها بنوة أبنائها. أما الضرورة الدستورية لتعديله فلأنها تنطوي على ضرورة اجتماعية, والتعديلات الدستورية هي أولاً وأخيراً تصدر لخدمة المجتمع وبالتالي فإن الضرورة الاجتماعية لتعديل الأوضاع القانونية لأبناء الأمهات السوريات من آباء عرب تخدم بالتالي العدالة الدستورية لقضية المرأة وربط فلذات أكبادها بها باعتبارها أمهم وباعتبارها جزءاً من المجتمع في القطر العربي السوري, وهذه الحالة التي شرحتها سابقاً ليست حالة فردية فأنا بشكل شخصي أعرف عشرات من الحالات المماثلة والمشابهة والتي تعاني القلق الاجتماعي من جراء الوضع غير المستقر للأسرة, ولعل وعسى أن يكون تعديل الأوضاع القانونية لأبناء الأمهات السوريات ومنحهم جنسية أمهم قد يعيد الاستقرار والأمان لمثل هذه الأسر. هذه الحالة من حالات ظلم قانون الجنسية الحالي للمرأة هي حالة اجتماعية قانونية وتصدر عن مواطن عادي, وربما يكون المحامون والقانونيون أكثر اطلاعا مني على المشكلات التي تنجم عن ظلم قانون الجنسية الحالي للمرأة ويدلون برأيهم القانوني والعملي حول هذا الموضوع. وأوجه تحياتي وتمنياتي بالتوفيق لممثلي مجلس الشعب للذين انتبهوا إلى هذه الناحية الاجتماعية والقانونية وأشد على أيديهم كخير ممثلين لمختلف شرائح المجتمع رغم أنني لا أعرف أسماء من تقدم بهذا الاقتراح البناء ولكنهم خير ممثلين لأطيب مجتمع. وكذلك أوجه التحية إلى صحيفتكم التي فتحت الباب لوجهة نظر المواطنين لتنشر على صفحاتها الغراء. راجيا أن تأخذ وجهة نظري طريقها للنشر. مع أطيب تمنياتي لكم بالتوفيق لخدمة الشعب. ممتاز تقي الدين |