خمسة عشر عاما وأنا ألهث لتأمين حياة شريفة لأولادي وعرفت أخيرا أن لا مكان لنا تحت ضوء الشمس
وها أنا أكتب لكم من جديد . جئت من الجزائر مع أولادي إثر الاضطرابات التي حدثت عام 1989م, وعدت إلى مسقط رأسي في حماة – سورية وبدأت رحلة المعاناة, فوجئت بأن أطفالي الذين درسوا وتخرجوا لن يعاملوا معاملة أبناء القطر, لأنهم من أب جزائري وقد فقدناه منذ سنين وابنتي الكبرى خلود السايس حرمت من حق المواطنة – الجنسية وحق العمل رغم دراستها للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية وتخرجها من مدرسة التمريض بحلب التابعة لوزارة التعليم العالي, إلا أنها لم تستطع ممارسة عملها لحد الآن بسبب هويتها الجزائرية رغم تنشئتها على منطلقات ومبادئ حزبنا وحب الأرض. لجأت لكل من له صولة وجولة وعدت بخفي حنين, والأدهى من الأمر أن الشرطة تلاحقنا حتى ندفع قيمة ما أنفقته الدولة على خلود من مصاريف أو تلتحق بعملها في المشفى الذي عينت فيه بحلب مع زميلاتها. وقد أخر التحاقها حوالي العامين ولم يجد رئيس جامعة حلب مخرجاً قانونياً لهذه الأزمة وأنا أسأل: 1- لماذا قبلت في مدرسة التمريض في حلب كونها جزائرية الجنسية. 2- لماذا منح لها ترخيص العمل وبطاقة العمل من الشؤون الاجتماعية. 3- إذا كانت وزارة الداخلية لا تمنح حق الجنسية لأولادي الأربعة رغم أنهم ترعرعوا على هذه الأرض وتوفر كل الشروط اللازمة لذلك من تفوق دراستي وانتماء للحزب والشبيبة. إذن لماذا نعامل بهذا الجور والظلم مادمنا امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. أليس من الأجدى لنا لو لقينا مصرعنا في حرب الإرهاب في الجزائر منذ أعوام وارتحنا من حياة ملؤها الحرمان والعذاب. أرجو من جريدتكم المساعدة والإجابة. وفاء الجندي سلمية ـ غريبة
|