تقدم هذه الورقة تحليلاً اجتماعياً وتاريخياً نقدياً للأزمة الليبية وتأثيرها على المجتمع الليبي بعد عام 2011، وتستعرض الاستراتيجيات المحلية للبقاء والمقاومة وتسلط الضوء عليها، وتحلل الأزمة الليبية من أربعة منطلقات: الأول هو أن العنف الدائر لا ينبع عن مفاهيم ثقافية مثل التشرذم والقبلية، بل أوجده فشل القيادة والتدخل الخارجي. والثاني هو أن حالة ليبيا ليست مثالاً على دولة فاشلة، بل على انتقال فاشل بسبب تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعجز النخب الوطنية عن قيادة البلد بعد عام 2011. والثالث هو القراءة التاريخية والاجتماعية للعلاقات بين الدولة والمجتمع، وذلك كاستراتيجية ترمي إلى فهم تسلسل التطورات التاريخية التي أفضت إلى الأزمة الراهنة. والرابع هو دراسة معمقة لخمس حالات. وتفسر الورقة أيضاً آثار الصراع، وصمود المجتمع في وجه العنف وغياب حكم القانون وانعدام حضور الدولة بعد عام 2014. وأخيراً، تقدم توصيات محددة لوضع خطة استراتيجية للمضي نحو إجراء حوار محلي، يحقق الاستقرار والسلام والمصالحة في المستقبل.