المحتويات
· الافتتاحية … آن الأوان، وكل عام وانتم بخير
· الفروق بين الجنسين
· العملية التربوية بين الواقع والطموح
· مؤتمرات نسائية في الشرق ( 2 ) بقلم نجيبة : ترجمة آحو يوسف
· تطور حق الانتخابات للمرأة السورية: ليلى من دمشق
· يوم في حياة امرأة: بقلم راوية
· طلائع موعد وعهد: شعر وصفي قرنفلي
· غابة: بقلم رها
· مع الانتفاضة في الذكرى السنوية الثانية لانطلاقها
· هل سأصبح جدة: بقلم سهى من دمشق
· الزاوية الصحية: المواد الغريبة في الطرق التنفسية
· من وإلى..اقتراحات، قد تفي بالمطلوب!
· صدر حديثاً
آن الأوان… وكل عام وأنت بخير
في الأعياد جرت العادة أن يلاقي الناس بعضهم بعضاً بعبارة: كل عام وأنتم بخير. فيجيب الآخر: وأنت بألف ألف خير… ولأن الحكمة تقول: تفاءلوا بالخير تجدوه، فإن المرء كان يطلق عبارات “المعايدة” تلك مشحونة بكل ما يملك من التفاؤل والأمل بأيام قادمة أفضل، أكثر إمتاع وسعادة.
أما اليوم فعندما تقول: كل عام وأنتم بخير، تجاب: من أين يأتي الخير، فلا تلوم المجيب، ولا تعتب عليه لأنه نبهك إلى واقع تعيشانه معاً.. ورغم ذلك ومع إطلالة آذار لهذا العام نتوجه إلى جميع النساء السوريات والعربيات وإلى نساء العالم بأحر التهاني، وأغلى الأمنيات بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، رمز التضامن بين نساء العالم من أجل التحرر والمساواة والسلام، ذلك لأننا نؤمن قطعاً بقدرات النساء اللامحدودة على النضال الدؤوب الصبور في سبيل حياة أفضل وفي كل الظروف. فالمرأة رمز الوطن والخير وكل ما هو جميل في الحياة، رمز العطاء غير الممنون، تلك التي “تصون خيط الحياة من الانقطاع” لا تعرف اليأس، قادرة أبداً أن تستمد من ضعفها قوة، ومن بؤسها سعادة، ومن شقائها حباً تفيض بهم على من حولها. قادرة أبداً على التصدي لأعقد قضايا مجتمعها ووطنها وأمتها رغم المجتمع الذي تنتفي فيه المساواة الحقيقية بين المرأة والرجل، ورغم الظروف الصعبة والقيود والعسف الاجتماعيين فإنها لا تنتظر الإذن من أحد إذا دعا داعي الوطن، سلوا سهى بشارة وسناء محيدلي ولولا عبود وأخواتها سلوا النساء الفلسطينيات في الضفة والقطاع نساء الانتفاضة الباسلات. سلوا المناضلات الرازحات تحت نير الإرهاب البشع في عراقنا الشقيق والمهجرات منه، سلوا النساء العربية في السعودية اللواتي تفرض عليهن حياة القرون الوسطى، سلوا المناضلات السودانيات والعمانيات والخليجيات وفي كل مكان من الوطن العربي والعالم هل ينتظرن الإذن لمتابعة النضال. وهل منعهن عدم تحقيق المساواة القانونية والاجتماعية من التصدي لأبشع أشكال الوحشية والعسف والاضطهاد. سلوا المرأة السورية الأم والشقيقة والزوجة العاملة والفلاحة، هل منعها نهب البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية والتجارية وسوء الأوضاع المعاشية من السعي ليل نهار بين المؤسسات الخاوية على عروشها، والأفران التي تستعر أسعار خبزها كاستعار نارها، هل منعها “الراتب” الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع من العمل الجاد المثمر والمساهمة البناءة في دفع عجلة التطور في بلدها إلى أمام، ومن تأمين لقمة أطفالها وكسائهم.
المرأة تعطي ولا تنتظر المقابل هذا صحيح، ولكن متى يصحو ضمير المجتمع ويعترف بذلك؟ متى…!
آن الأوان يا أُخيّة أن تلتفتي لنفسك، ولحقوقك المهدورة. لقد أعطيت قروناً وقرون دون أن تنتظري اعترافاً بجميلك، قبعت قروناً في الظل جندية مجهولة. فاخرجي إلى النور، ولن يعيب عليك أحد أن تصرخي بملء فيك: لا أطلب منّة من أحد، ولا أريد عطفاً أو صدقة. أريد اعترافاً غير منقوص بحقوقي كإنسانة، ومواطنة بحقوق متساوية وواجبات مشتركة، وأنا جديرة بذلك كفء له. ولكن عليك أن تصرخي أولاً.
وكل عام وأنت بألف خير
الفروق بين الجنسين
نحن لا نولد بناتاً أو صبياناً إنما يجعلون منا هكذا، ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أن الأطفال يدفعون اعتباراً من يومهم الأول بصورة منتظمة إلى دور جنساني ويمسخون إلى كائن نسميه أنثى أو ذكراً.
إن الخصائص الأنثوية التي تعتبر أصلية مثل عاطفة الأمومة والعاطفية والاهتمام الاجتماعي والسلبية ليست أنثوية بالطبيعة ولا فطرية بل مكتسبة ثقافياً، كيف يحدث هذا؟
عبر تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، في الأيام والشهور والسنوات الأولى من الحياة. يبدأ الأمر في رحم الأم إذا تقلب الجنين بحيوية زائدة قيل إنه صبي وكذلك الأمر في الرضاعة حسب الدراسات التي أجريت على كثير من الأطفال الصغار وطريقة الأم في إرضاعهم، فالأمهات يرضعن البنات بشكل مغاير لإرضاع الصبيان، على البنات أن يتناولن الحليب أسرع من الصبيان وفي المتوسط يفطمن أكبر من الصبيان بثلاثة أشهر هنا تقبل الأم بصورة لاشعورية بسلطة واستقلالية الرجل الصغير، تترك له الإيقاع الطبيعي لرضاعته بينما تقطع على البنت إيقاع رضاعتها ولا تبدي استعداداً لمسايرتها بل تخضعها لإرادة غريبة.
ونلاحظ ذلك أيضاً في اختيار أدوات اللعب للأطفال الرضع فيتحرك فوق أسرة الرضع الإناث، أزهار ـ ملائكة ـ دمى صغيرة وأحياناً بعض المعلقات الجيادية مثل عصافير ـ بطات ـ سمكات. وللذكور توضع جميع الأشياء التي سيلعبون بها عندما يصبحون فتياناً والتي سيستعملونها أو يسعون إليها عندما يصبحون رجالاً: طيارات ـ سفن، سيارات، أحصنة.
في السنين الأولى لعمر الأطفال أي حوالي سنتين وما فوق يعطي للبنت الصغيرة دمية لكي ـ تلعب بها ولكن لا توضع بين يديها مجرد لعبة بل تلقن في ذات الوقت كيف يجب أن تهدهدها وتلبسها وتنزع عنها الثياب وتغسلها وتطعمها أما الصبيان فلا يبين لهم ذلك.
نتيجة لذلك تصبح هذه الحركات مثل المنعكسات وتبدو كأنها فطرية فنتيجة التدريب المستمر على الأنوثة تعتبر هنا خطأ معجزة بيولوجية “بهذا الصغر ولديها غريزة الأمومة”.
في الحقيقة يسمح للبنات باللعب بعض الأحيان بألعاب الصبيان، لكن الصبيان لا يسمح لهم أبداً اللعب بلعبات البنات لأن كل ما يخص الدور الذكوري يوضع كمعيار ويمكن للبنت أيضاً بعض الحين أن تطمح إليه وإنما كل ما يخص الدور الأنثوي يعتبر ناقصاً لذلك فهو مرذول بالنسبة للصبيان.
حتى بائعي ألعاب الأطفال يقترحون غالباً دون أن يسألهم أحد ألعاباً صبيانية وبناتية تقليدية محددة حسب المعايير الاجتماعية للبنات والصبيان (يسأل البائع: هل تريدون لعبة للصبيان أم للبنات. أغلب الكبار يتقيدون بصرامة بهذه المعايير والقلائل فقط يسمحون للطفل أن ينال اللعبة المرغوبة التي تنحرف عن المعيار الجنساني وقد أظهرت الدراسات أنه لم تشتر للبنات أية لعبة علمية وبالتالي يثبتان دونية واضحة في الألعاب الأنثوية تجاه الذكرية إذ أنها تعتبر أكثر تنوعاً وأغلى ثمناً وقد قدرت بأنها أكثر تعداداً وأكثر حيوية، لعب البنات تعتبر بسيطة وسلبية، اللعب الحيادية تعتبر خلاقة.
إنه في المرحلة التي يتطلب التطور العام مجالاً أكبر للفعل والحركة فإنه يجري التضييق على البنات فتعاق استقلاليتهن الفيزيائية والنفسية فالبنات يربون على التعلق بالمربين وعدم الابتعاد عنهم (إن البنات يتعلقن دائماً بأذيال ثوب الأم). ويضمن ذلك في الوقت نفسه رقابة أشد على سلوك البنات اللواتي يصبحن هكذا دائماً في متناول اليد وتحت الرقابة. أما الصبي فيوجه من قبل الأم إلى الابتعاد والتعود على استقلالية أكبر أي يربون بمعزل عن الأشخاص فمثلاً ترمي الأم بحيوانات قماشية بعيداً عنها كي يبتعد الصبي عنها ويتوجه إلى محيطه بصورة فاعلة وعندما يقترب منها تداعبه بيدها وتديره ثانية عنها باتجاه محيطه من الأشياء وهذا السلوك يربي الصبي على مزيد من الاستقلالية والاهتمام بمحيطه والأشياء المحيطة به وهو سلوك يحرز نجاحاً باكراً جداً.
حوالي السادسة من العمر يبدأ الصبيان والبنات باللعب بألعاب مشتركة إذ تلعب البنات دور الأم ـ المربية ـ المعلمة أم الصبيان فيلعبون دور سائقين ـ فرسان ـ أو (طبيب ـ ممرضة) (طيار ـ مضيفة) وبالقيام بهذه الألعاب الإدارية يعيد الطفل إنتاج الصلات الاجتماعية بين الكبار وبالتالي علاقات الخضوع والسيطرة.
أحياناً يلعب الصبيان والبنات ألعاباً حيادية مثل (ألعاب الورق ـ الشطرنج ـ الطميمة) ويثير الانتباه تقييم الألعاب الحيادية بأنها أفضل الألعاب (إبداعياً) وتربوياً مما يشير إلى إلغاء الانحصار ضمن ألعاب جنسانية مميزة يعني لكلا الفريقين (البنات مثل الصبيان) المزيد من الانطلاق.
مع ازدياد العمر يصبح الطابع الجنساني للواجبات البيئية أكثر حدة إذ يتوجب على البنات في هذه السن أن يعملن في البيت وعمل البنات هذا يصل إلى حجم أكبر بكثير مما كان يتصور المرء حتى الآن /بنات في التاسعة والعاشرة من العمر/ نفض الغبار، ترتيب الأسرة، طبخ، غسيل، كوي. أما الصبيان فيهتون بجلب بعض الحاجيات من السوق فتقسيم (الأنثوي إلى جواني) (الذكري إلى براني) باد للعيان. إذ ذاك يجب أن يؤخذ بالحسبان أن أغلب الواجبات الاعتيادية للبنات تفرض عليهن من حيث الحجم والمضمون متطلبات أعلى مما للصبيان. لذلك فهن يتعلمن بصورة مبكرة ومتقنة أكثر بكثير من الصبيان أن يخضعن اهتماماتهن الشخصية للصالح العام وأن ينظمن عملهن باختصار توجيه سلوكهن حسب المتطلبات الموضوعية ولهذا التدرب على توجيه السلوك وعلى ضبط التصرفات أهمية كبيرة فهو يساهم مساهمة أساسية في أن تبرز خصيصاً لدى البنات بصورة مبكرة وجيدة الخصائص التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلوك الانضباطي: الإتقان ـ الشعور بالواجب ـ المثابرة ـ الاستعداد للمساعدة ـ التضحية ـ الاجتهاد والتغلب على الذات المراعاة. أما لدى الصبيان فتبقى قدرات تربوية هامة إلى حد بعيد دون استغلال.
هذا العمل الملموس يتطلب إذن ويدعم الاستعداد لإخضاع الشخصية الذاتية للصالح العام بل أيضاً لصالح الرجل الفرد. إن عمل البنت الصغيرة يتطابق تماماً مع عمل المرأة الراشدة في التدبير المنزلي وتربية الأطفال على أن الشعور الزائد بالواجب والاجتهاد والتغلب على الذات يعني في المقام الأول أيضاً زيادة في عمل البنات في حين أن الصبيان يبقون إلى حد بعيد معفيين من ذلك ويتمتعون منذ الآن بخدمات البنات.
الكتب المصورة
نلاحظ أيضاً التمايز الجنساني في الكتب المصورة والكتب المدرسية فالأغلبية المطلقة من الكتب المصورة تدور حول الصبيان والرجال إذ يصور أنه يعمل في الحقل مع والده أو يصلح بعض من أمور المنزل أو يعمل في التجارة أما دور الفتاة الصغيرة فيكون في تنظيف المنزل وتهيئة الطعام.
ماذا يعني هذا بالنسبة للبنت الصغيرة (وكذلك بالنسبة للصبيان الصغار) فالبنات الصغيرات اللواتي يقرأن هذه الكتب تنتزع منهن أية إمكانية لمماثلة وتطوير الشعور بالذات فالبنات في الكتب المصورة مخلوقات جوفاء أقل قيمة يقمن بأشياء أقل إثارة، هن ببساطة أقل حضوراً بينما الصبيان ينالون شعوراً بالأهمية والقيمة يشعرون بأنهم متفوقون على البنات ويطورون بذلك موقفاً وتقييماً سلبياً تجاه البنات والنساء.
الطابع الخاص لتقسيم العمل بين الجنسين
إن تقسيم العمل بين الجنسين هو تقسيم خاص من نوعه من حيث أنه يفترض وجود علاقة سلطوية اجتماعية معينة بين الرجل والمرأة وطالما بقي هذا النمط من تقسيم العمل قائماً فإنه سيعيد إنتاج هذه العلاقة السلطوية دائماً من جديد. إن تقسيم العمل بين الجنسين يتحدد بعاملين اثنين:
1- يتضمن القسم الخاص للعمل بين الجنسين قبل كل شيء تبعية المرأة اقتصادياً للرجل فالرجل هو المسؤول الرئيسي عن العمل خارج البيت لكسب المواد الضرورية للمعيشة وبالتالي بيده تأمين كامل الأسرة اقتصادياً.
2- تقوم المرأة بالعمل في المجال الخاص بالأسرة فلا يكون عملها مرئياً بصورة ملموسة إلا من قبل أفراد الأسرة ويسبب مسؤولية المرأة في المجال الخاص فإنها تستبعد إلى حد بعيد عن المجال العام أي المجال الخارج عن المنزل الذي يختص به الرجل وهكذا فإن الرجل يقوم عملياً بالنيابة عن المرأة بالتعامل مع هذا المجال العام ويرسخ بذلك تبعيتها له من هذه الزاوية.
من ناحية سوف لن تتعين التربية الملموسة للجنسين ما لم يبدأ واقع الجنسين بالتغيير ومن ناحية أخرى سوف يتأثر الواقع من جراء تغيير التربية والأمر يبدأ معنا نحن الراشدين، علينا أن نتفحص تصوراتنا الخاصة وأنماط سلوكنا وقبل كل شيء أنماط السلوك الجنسانية اللاشعورية وإذا ما ابتدأنا نحن بالذات في تغيير أنفسنا وتغيير العلاقات التي نعيشها عندئذ نكون قادرين على أن نربي تربية مغايرة.
بالتزامن مع التغييرات التربوية يجب على النساء أن يقاومن في جميع مجالات الحياة والعمل الاستغلال والاضطهاد المميز لأنوثتهن دون أن يقتبسن من أجل ذلك الاستغلال الرجالي وأن يندمجن في عالم الرجال عليهن أن يجدن طريقاً ليست امتداداً لطريق الأنوثة ولا تقود إلى طريق الرجولة، لذلك لا يمكن لتحرر النساء أن يكون شأناً فردياً. إن شمول اضطهاد المرأة في جميع المجالات يجب أن يتوضح كي نكافحه نحن النساء بصورة مشتركة وكي نصبح عنصر قوة قائماً بذاته فقوانا الذاتية وحدها يمكن أن تجعلنا نحن النساء حرات. حمص
العملية التربوية بين الطموح والواقع
من النادر أن يخلو نظام فلسفي من جانب عملي تطبيقي، وتعتبر التربية أهم جزء من أية فلسفة عملية. وقد كان ديكارت يعتبر (أنه لا فائدة في الفلسفة إذا كانت لا ترشدنا إلى أفضل الطرق لإسعاد الإنسانية) ويرى ماركس أن مهمة الفلسفة (تغيير العالم لا تفسيره).
ولكل نظام في التربية أسس ومبادئ يعتمد عليها. والإنسان هو موضوع التربية الذي تهتم به جميع الفلسفات التربوية مهما اختلفت مذاهبها وأهدافها ومنطلقاتها. ولقد تنازعت صلة المعلم بالتلميذ، مواد الدراسة وطرق تعليمها عدة مدارس العملية التربوية، نتج عنها إشكالات عديدة يمكن حصرها في:
في النظام القديم المعلم هو الذي يمثل السلطة المطلقة ومن أهم أعماله أن يحد حرية التلميذ ـ وأن يوجهه في جميع خطواته، وأن يعين له كل ما يجب عليه القيام به من أعمال مدرسية، وأن يدفعه إلى بذلك المجهود مهما كان شاقاً لتحصيل المعلومات وتخزينها في الذاكرة بغض النظر عن اهتمام التلميذ ورغبته وميوله. أما مواد الدراسة فتكون مدونة بالتفصيل بموجب البرامج والمناهج الموضوعة في كتب منظمة متسلسلة يسهل فهمها وحفظها.
أما في النظام الجديد: فينقل مركز الاهتمام من المعلم إلى التلميذ، وتحد سلطة المعلم، ويوسع مجال حرية التلميذ، وتلقائيته، كما أن اختيار موضوعات البحث والدرس يتوقف على رغبة التلميذ واهتماماته. ومهمة المعلم هنا ليست تكوين عقل التلميذ وحشوه بالمعلومات والمعارف، بل مساعدة شخصيته على تكوين نفسها وفقاً لقواني النمو، وذلك بفضل النشاطات التي يقوم بها والتي يجب أن تتحدد باستمرار داخل المدرسة وخارجها. أما مواد الدراسة فلا يجوز تعيينها وضبطها في برامج وكتب مقررة. فمهمة التربية ليست تحصيل المعلومات بطريق4ة منظمة متسلسلة بل تدريب العقل على الملاحظة والتفكير عن طريق ملاحظة التلميذ الخارجية والتجارب التي تجري على كل ما يقع في مجاله الإدراكي.
والتربية الحديثة تهتم بمساعدة التلميذ على أن يفكر لا من أجل التفكير بل من أجل حل المشكلات التي قد تواجهه في حياته حاضراً ومستقبلاً، وشعارها في ذلك أن التربية ليست إعداداً للحياة بل هي الحياة نفسها.
والسؤال هو: أين تقف مدرستنا حيال كل من القديم والحديث؟ وماذا عملت من أجل تحقيق الهدف الأساسي للتربية والأهداف الأخرى التي نص عليها النظام الداخلي؟
على المستوى الرسمي (مؤتمرات، محاضرات، نشرات، كتيبات…) الاتجاه واضح نحو تبني أهداف التربية الحديثة باعتدال وضمن الإمكانات المتاحة.. هذا حسن… ولكن على المستوى العملي التطبيقي فالصورة مغايرة.
فالإطار العام الذي تجري ضمنه العملية التربوية هو: المعلم والتلميذ والصف والسبورة، ومنهاج محدد، وكتب مقررة، ومواد مفروضة، وهذه كلها هي أدوات المدرسة القديمة… فهل يمكن تطبيق التربية الحديثة بأدوات المدرسة القديمة؟
كيف يمكن تحويل المعلم من (دكتاتور صغير أو ملك متوج في صفه) إلى موجه ومدرب لعدد من التلاميذ حده الأدنى 45 تلميذاً، محشورين جميعاً في غرفة قد تتسع أو تضيق، وركان من المعلومات مهما تنوعت أو اغتنت معارفها يجب حشوها في الأذهان وتقديم الاختبار حولها في نهاية كل شهر وفي نهاية العام.
إن الطموح أمر مشروع وهام ولكن غير كاف إن لم يقترن بالعمل الحاد الدؤوب لإحداث تغيير جذري لكل ما يحيط بالعملية التربوية أقله خلق الإمكانات والوسائل التي لابد منها لتحقيق هذا الطموح، والخطوة العملية الأولى في هذا الميدان لم تتخذ بعد.
مؤتمرات نسائية في الشرق
تنشر “صوت المرأة” القسم الثاني والأخير من الملف “مؤتمرات نسائية في الشرق” وكنا في العدد الماضي في العدد الرابع من تشرين الثاني 1989 قد نشرنا القسم الأول منه.
بعد هذه الحملة التحضيرية المطولة التي استمرت من 3 إلى 27 تشرين الثاني، تم أخيراً افتتاح المؤتمر في يوم 27 من الشهر ذاته. وتم الإعلان عن برنامج المؤتمر من خلال الموضوعات التالية:
1- المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في كل القضايا. حق المرأة في أن تشتغل بالمهن الحرة، إذا كان ذلك لن يعيق قيامها بالواجبات العائلية.
2- اتخاذ النساء الإجراءات من حيث مطالبة الحكومة في بلدان الشرق بتنظيم رياض الأطفال.
3- فرض التعليم الابتدائي الإلزامي.
4- فتح مدارس مهنية للصبيان والبنات.
5- توحيد البرنامج المدرسي في كل البلدان مع حسبان الخصوصيات المحلية.
6- إصدار أدبيات للأطفال وصياغة المصطلحات العلمية باللغة الأم.
7- ضرورة تقوية اللغة القومية في المدارس الأجنبية الموجودة.
8- إيصال الثقافة في بلدان الشرق إلى شكل موحد.
9- فرض معايير من حيث السن، فيما يتعلق بالزواج، على ممثلي الجنسين.
10-ضرورة التعارف المسبق بين الشخصين المقدمين على الزواج.
11-التعرف على الوضع الصحي للأشخاص المقدمين على الزواج.
12-تقليص حجم المهر، “المقدم” و”المؤخر”.
13-عدم السماح بتعدد الزوجات، باستثناء حالات الضرورة القصوى.
14-منح المرأة الحق في الطلاق.
15-منح المرأة حصتها الشرعية في الإرث، حتى في حال إذا كان والدها أو زوجها لم يوص لها بشيء.
16-التعاون مع الجمعيات والروابط التي تناضل ضد المشروبات الروحية والميسر.
17-النضال ضد الدعارة وتجارة العبيد.
18-تشجيع الأقمشة والبضائع ذات التصنيع الوطني.
19-المجلس الأعلى لرابطة النساء الشرقيات له مركزان: في سورية وفي الهند… وتتم دعوة مؤتمرها كل سنتين.
20-المجلس الأعلى يتكون من الأعضاء الفعليين المشاركين في عمل المؤتمر من الأعضاء ذوي الصوت الاستشاري، الذين ينضمون إلى برنامج الرابطة.
استمع المؤتمر إلى عدد من التقارير. وعند افتتاح المؤتمر تم الإعلان عن أن ابنة الشاه قد وافقت على القبول بلقب الرئيسة الفخرية للمؤتمر.
ألقى كلمة الافتتاح نائب المجلس السيد أفرنق فأشار في حديثه إلى مغزى التطابق بين يوم افتتاح المؤتمر وذكرى خطبة الرسول. أما رئيسة المؤتمر نور حمادة فقد توقفت في كلمتها عند تاريخ ظهور مؤتمر النساء الشرقيات وعرفت المندوبات على أعمال المؤتمر الأول المنعقد قبل عامين بدمشق.
وأضاءت مستورة أفشار، معاونة رئيسة المؤتمر، نجاحات الحركة النسائية في بلاد فارس، فقالت أنه في زمن آل كاجار كانت المرأة في وضع مبك للغاية. فلم يكن لديها، في الشارع الحق في التحدث مع الرجال أو السفر في عربة واحدة مع الرجال، بمن فيهم أقرباؤها. أما في البيت فكان من المفروض على المرأة الخضوع ليس فقط للزوج والأب، بل وللإخوة أيضاً. وكانت المطالبة بحقوق المرأة تستدعي العقاب. فقد تم، مثلاً، نفي صاحبة المجلة النسائية “جومليه جيهاني زنان” لمدة عامين. ورغم هذا الوضع قامت المرحومة اسكندري بتأسيس الرابطة النسائية. بعدئذ، عند الحديث عن العصر الحالي أشارت السيدة أفشار إلى أن آفاق التقدم الرحبة تنفتح الآن أمام المرأة الفارسية. فقد تأسست في كل المدن مدارس ابتدائية ومتوسطة للفتيات، وثمة تعليم للطبابة والتوليد وغيرها. وقد توجهت الرابطة النسائية إلى السلطات بطلب إرسال 50 مبعوثة سنوياً إلى الخارج، والحكومة ترفع اتخاذ التدابير الملائمة. ودعت مستورة أفشار مندوبات الدول الأخرى إلى المطالبة في بلادهن بقانون حول الزواج مثل ذلك الذي أقر في بلاد فارس منذ عامين.
إضافة إلى ذلك طلبت الرابطة من وزير العدل أن يستصدر قانوناً حول ضرورة الفحص الطبي للمقدمين على الزواج، وطلبت السيدة أفشار من مندوبات البلدان الأخرى السعي إلى اتخاذ إجراءات مماثلة.
من المفهوم طبعاً أن المندوبة الفارسية قد أخفت، من حيث الجوهر، السياسة الرجعية لحكم آل رضا شاه التي ليس يتزعمها عملاء الحكومة مغفلة أن النساء مازلن يعشن في ظروف أنظمة القرون الوسطى.
بعد خطاب المندوبة الفارسية تحدثت أمام المؤتمر ممثلات البلدان الأخرى اللواتي قدمن إخبارات عن وضع المرأة في بلدانهن.
فيما بعد انشغلت الجرائد الفارسية بحدث ذي أهمية أساسية بالنسبة لبلاد فارس وهو إلغاء امتياز “انغلوبيرشن أويل كومباني”، فأصبح الاهتمام الذي توليه للمؤتمر النسائي أقل بكثير، وكانت تظهر على صفحات الجرائد فقط قرارات المؤتمر، دون الحديث عن المداخلات والنقاشات الجارية فيه ولو بكلمة.
اتخذ المؤتمر، الذي استمرت جلساته من 27/11 إلى 2/2/1932 القرارات التالية:
1- بعد أن تصل النساء إلى المستوى المناسب من التطور، بإمكانهن مطالبة الحكومة بحقهن في الانتخاب الفعال والسلبي(*).
2- أن توضع أمام حكومات سائر البلدان قضية فرض التعليم الابتدائي الإلزامي للصبية وللفتيات وقضية مساواة المرأة مع الرجل في مجال الحصول على التعليم العالي.
3- عندما تشغل المرأة مناصب مماثلة لتلك التي يشغلها الرجل، يجب أن يحدد لها الأجر الشهري نفسه.
4- مطالبة الحكومات بتأسيس رياض للأطفال في المدن وبتزويد المدارس بأفلام سينمائية خاصة، دون السماح للتلاميذ والتلميذات بزيارة حفلات السينما العامة.
5- تسهيل وصول المرأة إلى معاهد التعليم العالي.
6- فتح دورات لمحو الأمية لدى النساء في مختلف المناطق، على صعيد كل بلد.
7- يجب أن يتم الطلاق بموجب أحكام الشريعة وليس حسب التقاليد (لأن أحكام الشريعة بهذا الشأن أكثر صرامة، أي أن المطلوب هو تصعيب الطلاق!!).
8- تصحيح نظرة الرجل إلى الزواج والاهتمام بالتربية الأخلاقية.
9- إرسال النساء للدراسة في الخارج مثلما تقرر ذلك في بلاد فارس.
10-استصدار قانون حول الزواج في كل بلد مماثل للقانون الفارسي
11-الاستفهام عن الوضع الصحي للجهتين قبل عقد الزواج.
12-التعارف الشخصي بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ويجب أن تجري اللقاءات بحضور أحد أقرباء المرأة.
13-يسمح بتعدد الزوجات ضمن حدود الشريعة.
14-يجب اختصار “المقدم” و”المؤخر” بقصد تشجيع الزواج.
15-يجب أن تتميز المرأة بأخلاق جيدة وسلوك حسن.
16-منع المشروبات الروحية والمخدرات والتقليص من التدخين.
17-يجب على النساء الشرقيات الأخذ بالعادات الغربية الإيجابية والابتعاد عن العادات والمسالك غير الأخلاقية في الغرب.
18-يجب أن تلبس المرأة أقمشة من تصنيع الإنتاج الوطني وأن تشجع هذا الإنتاج وإقامة المعارض لتشجيع البضائع الوطنية.
19-يجب أن تكون النساء من أنصار السلم، وفي أثناء الحروب الدفاعية عليهن المساعدة، قدر الإمكان، في مسرح الأعمال الحربية مباشرة.
20-يجب منع الدعارة الخفية ويجب على مفتشي الشؤون النسائية الكشف عن أسرار الدعارة النسائية ضدها. كما يجب الحد من الدعارة العلنية.
21-بالنسبة للنساء الضالات مؤقتاً والراغبات في الخلاص من هذا الوضع، يجب تشكيل مؤسسات حرفية، حيث يمكن لهن العمل والعيش.
22-يجب تشكيل لجان نسائية للعمل في مجال الوقاية الصحية والاجتماعية ومساعدة المنظمات المعنية.
(*) يبدو أن المقصود هو حق الترشيح وحق الانتخاب. المترجم.
عدا عن ذلك، تقرر في المؤتمر النسائي نشر محاضر مؤتمر طهران باللغات العربية والفارسية والفرنسية.
ما هي السمة المميزة لقرارات المؤتمر؟
لقد كشفت هذه القارات عن العجز الكامل والرجعية الساخرة للطبقة الحاكمة في بلاد فارس وفي عدد من بلدان الشرق الأخرى، بالنسبة لحل قضية المرأة.
لقد صادق المؤتمر، من حيث الجوهر، على عبودية المرأة ووطد ذلك النمط القروسطي الذي تعيش فيه المرأة الشرقية في المستعمرات وأشباه المستعمرات. فقضايا تحجب المرأة وتعدد الزوجات والحقوق تم إرسالها، كما في السابق، إلى أرشيف التاريخ. هذا فضلاً عن أن قرارات المؤتمر لا تفكر ولو مجرد تفكير بنضال النساء من أجل حقوقهن: يمكن للنساء فقط أن يتوجهن إلى الحكومة بطلبات متفرقة.
من الواضح أن قرارات السيدات ذوات المعالي تتجاهل تماماً مصالح المرأة الكادحة. وطبيعي كذلك أن تتجاهل القرارات مسألة النضال ضد الإمبريالية والاكتفاء بضم الصوت إلى شعار التجار حول بيع الأقمشة الوطنية. في الحاصل تغلب على القرارات سمة الوقاية الصحية.
إن عصبة الأمم، التي جرى المؤتمر بحضور ممثلتها، أعربت مرة أخرى أن الدول الإمبريالية تدعم في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة كل ما هو رجعي وبائد ويعود للقرون الوسطى، كل ما يمكن أن يكون ركيزة لسيادة الإمبريالية.
من الهام الإشارة أيضاً إلى أنه في تلك الحالات التي تنصح فيها قرارات المؤتمر بإصدار قانون ما، تتم الإشارة إلى القوانين الفارسية المعينة بمثابة قدوة تحتذى، ولا توجد إشارات إلى تجربة تركيا التي ألغت الحجاب وتعدد الزوجات ووضعت المرأة، حقوقياً على الأقل، على قدم المساواة مع الرجل (عدا عن حق الانتخاب إلى المجلس). يبدو أن تركيا، بالنسبة للنساء المجتمعات في مؤتمر طهران، تعتبر ثورية جداً.
لقد بين المؤتمر، مرة أخرى، لنساء الشرق الكادحات أنهن سيحصلن على التحرر الكامل فقط عبر النضال ضد الإقطاعية والإمبريالية، بوصفهن إحدى الفصائل القتالية للعمال والفلاحين في الشرق المستعمر.
نجيبة
نقلاً عن مجلة “مواد في مسائل القوميات والمستعمرات” وهي عبارة عن ملحق بمجلة “الشرق الثوري”، التي كانت تابعة للقسم الشرقي في الكومنترن.
“مواد في مسائل القوميات والمستعمرات”، عام 1933، العدد 3 – 4، ص 131 – 139.
تطور حق الانتخابات للمرأة السورية
حق الانتخاب من الحقوق الأساسية التي يتمتع بها المواطنون في أي بلد أي كان موقعه على الكرة الأرضية، وغالباً ما تحرم النساء من ممارسة حقهن الانتخابي بأعذار وتبريرات مختلفة، تبدو في ظاهرها كأنها لضرورات اجتماعية، لكنها في الأساس تستند إلى أساس فكري وطبقي، يرتبط بفكر الطبقة الحاكمة، والتي تصيغ القوانين التي تنسجم مع رغباتها وتطلعاتها، للحفاظ على سلطتها وتحكمها في مقاليد الأمور لأطول فترة ممكنة من تاريخ البلاد.
وفي سورية لم يكن مسموحاً للنساء بممارسة حقهن في الانتخاب أو الترشيح في أوائل عهد الاستقلال، حيث جاء في المادة التاسعة من القانون (325) لعام 1947: “لكل سوري من الذكور، أتم العشرين من عمره في أوائل كانون الثاني من السنة التي يجري فيها الانتخاب، أن يكون ناخباً في الدائرة الانتخابية المسجل من سجلات نفوسها”. وكذلك اشترطت المادة الثانية عشرة منه في المرشح أن يكون: “أ- سورياً منذ عشر سنوات على الأقل. ب- ناخباً مقيداً في جدول الانتخاب”.
وهنا حرم على النساء هذا الحق لأنه لا يمكن أن يكن مسجلات في الدوائر الانتخابية حسب نص المادة التاسعة من القانون.
وفي المرسوم التشريعي رقم (11) تاريخ 30/7/1953، جاء: “المرشح للنيابة هو: كل سوري أو سورية تقدم إلى السلطات المختصة بطلب مستكمل للشروط، يعلن فيه ترشيح نفسه لعضوية مجلس النواب” أي أنه أعطى الحق للمرأة السورية في ذلك الحين بأن تمارس حقها في الانتخاب والترشيح. ولابد أن هذا الحق أعطي بعد نضال طويل للنساء السوريات وكانت “رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة” من أولى المنظمات المدافعات عن حقوق المرأة السورية والمطالبات العنيدات بإعطاء المرأة السورية حقها في الانتخاب والترشيح، وقد أخذت النساء السوريات هذا الحق بتأييد سياسي من القوى والأحزاب التقدمية في ذلك الحين. ولم يشترط المرسوم (11) المذكور أي شروط ذكور أو إناث.
أما في عام 1954 وعندما صدر القانون رقم (188)، والذي ألغى المرسوم (11) لعام 1953 وأعاد العمل بقانون الانتخابات العامة لعام 1949، والذي يشترط على الإناث من أجل ممارسة حقهن الانتخابي، أن يكن حائزات على شهادة التعليم الابتدائي على الأقل، وتخصص لهن مراكز اقتراع مستقلة، وحرم عليهن حق الترشيح حيث جاء فيه:
“يشترط في المرشح أن يكون ناخباً من الذكور، مقيداً في جداول الانتخاب، وأتم الثلاثين من العمر، محسناً القراءة والكتابة”.
وهنا نلمس التمييز الكبير والواضح الذي كان يمارس ضد النساء، فالمرأة ولكي تمارس حقها الانتخابي يجب أن تكون حاصلة على الشهادة الابتدائية، كحد أدنى، أما الرجل وحتى يخوله الترشيح ليكون عضواً في مجلس النواب، فيكفيه أن يحسن القراءة والكتابة، وهو الذي سيناقش القوانين والتشريعات التي تعرض على المجلس النيابي، قبل أن يصدرها رئيس الجمهورية.
وفي عام 1939 صدر القانون رقم (139)، واستبدل الفقرة الخاصة بممارسة النساء حقهن الانتخابي، بأن “تتقدم كل امرأة ترغب بذلك بطلب لممارسة هذا الحق في الدائرة الانتخابية العائدة لها”.
ومن المعروف أن النساء السوريات لعبن دوراً كبيراً في الانتخابات النيابية التي جرت في عام 1954.
وفي الدستور المؤقت لسورية والدائم عام 1970، أعطيت المرأة حق الانتخاب والترشيح مثلها مثل الرجل. وفي قانون الإدارة المحلية أيضاً، وفي قانون التنظيم النقابي والفلاحي والتنظيمات المهنية.
والآن توجد المرأة السورية في مجلس الشعب بعدد لا بأس به، ونأمل أن يزداد هذا العدد في الفترة القادمة، وأن يزداد فاعلية هؤلاء العضوات في مناقشة وصياغة القوانين والمراسيم التي تعرض على المجلس.
إن عدد أعضاء مجلس الشعب في سورية بلغ (195) عضواً رجالاً ونساء، موزعين على فئات العمال والفلاحين وباقي فئات الشعب، وعدد النساء (18) امرأة فقط… أو ليس هذا العدد ضئيلاً، ولا يعبر عن تمثيله لقطاع النساء في البلد، حيث تبلغ نسبتهن 49% مقابل 51% رجال. ولقد حصلت النساء على مختلف العلوم، ودخلن مختلف ميادين العمل من التعليم الذي هو أقدم مهنة مارستها النساء في القطر، والتمريض إلى الكلية العسكرية، والشرطة… فلماذا لا يكون دورهن أكبر، في أعلى هيئة تشريعية تصوغ القوانين والتشريعات لمستقبل الوطن المشرق.
ليلى ـ دمشق
يوم في حياة امرأة
عيد بأية حال عدت يا عيد…
تلبية لرغبة صديقتي في هيئة تحرير “صوت المرأة” أعود لكتابة هذه النتف المقتطفة من أيام أعيشها كأية امرأة في هذا الوطن بحلوها ومرها. ولا أدري لماذا يتوارى الحلو منها خجلاً بين السطور ولا تبقى في الذاكرة إلا المعاناة تعوم على السطح… لماذا… وبما أن العدد لن يصدر قبل آذار رأيت أن أنبش في ذاكرتي يوم الثامن من آذار للعام الفائت.
أذكر جيداً أنني عدت من العمل في السابع منه مكتئبة أشد الاكتئاب وسأروي لكم الحادثة التي لا ولن تزول من ذاكرتي ما لم تنتف مسبباتها. صباحاً في طريقي إلى عملي أمر عادة أمام مدرسة ابتدائية. لفت نظري امرأة تتشح السواد عرفت فيما بعد أنه لباسها الشرعي وليس حداداً على أحد ـ “تتلصص” وتسترق النظر عبر باب المدرسة الحديدي لفت نظري ارتباكها وترددها فبادرتها التحية، ولأنني لم أجد بين شعوب الأرض من هو أكثر من شعبنا مودة وبساطة توقعت أن تستجيب لي وتفضي إلي بذات نفسها وهذا ما حصل بالفعل. في لحيظات عرفت قصتها. إنها تأتي بين يوم وآخر تقف أمام باب المدرسة لترى أطفالها… ولو من بعيد، وتطمئن عليهم… لماذا؟
– لأن زوجي طلقني.. وهددني بحرماني من الصغار إذا تزوجت وأنت تعلمين، إذا كنت بلا مورد وأهلي لا يستطيعون إطعام فم آخر فهل كان أمامي إلا الرضوخ والزواج، زوجي الحالي كادح على خلق عظيم، شهم ومعطاء. وكان ينبغي أن أبدأ حياة جديدة سعيدة وأشكر ربي، بعد معاناتي التي لا توصف مع زوجي الأول، ولكن أنى لأمثالنا أن يسعدوا، لقد أخذ الأطفال ووضعهم في رعاية عماتهم. اللواتي انتفت من قلوبهن الرحمة، ولم يفكرن أبداً في وضع أنفسهن مكاني، ولم يعرفن يوماً حرقة القلب على فلذات الأكباد فما فتئن يحرضن الصغار ضدي ويصورنني لهم بصورة الأم العاق التي تركت أطفالها وانصرفت لملذاتها، وهن أعلم الناس بما تحملته من قسوة وإهانات وضرب من أخيهن حتى فاض بي الكيل ورميت نفسي بنفسي إلى التهلكة وكنت كالمستجير من الرمضاء بالنار.
– وهل تزوج هو.
تزوج ورزق بأطفال. ورفضت زوجته احتضان صغاري ومع أن زوجي كما ذكرت يرحب بهم، ويبدي استعداداً صادقاً لاحتضانهم إلا أنهم يرفضون، بل ومنعوني نهائياً من رؤيتهم.
والقضاء
ماذا عن القضاء هل تريديني أن “أشرشح” نفسي وأطفالي بين المحاكم، الصغار باتوا يكرهونني ولن تفيدني المحكمة في شيء.
– لماذا لا تدخلين المدرسة وترينهم هناك، بل وتطلبي المساعدة في شرح وتوضيح موقفك لصغارك، ستساعدك المدرسة حتماً.
لقد جاءت العمات والزوج إلى المدرسة وبثوا ما شاء لهم حقدهم من الافتراءات ضدي، بل وهددوا مديرة المدرسة إذا هي سمحت لي بمقابلة الصغار أو ساعدتني في شيء. ومنذئذ ترينني أتوارى وراء السور. ريثما يأتي صغاري فأمتع نظري بهم من بعيد وأعود إلى بيتي منكسرة القلب، شاكرة أنهم مازالوا بخير. هل لك أن تتصوري مدى رغبتي الحارقة في ضمهم ولثمهم. صدقيني لو أمكنني الاستقلال عن زوجي وحضانتهم وتربيتهم وخدمتهم مدى الحياة لما ترددت لحظة واحدة ولكن المقدر وقع.
بالله عليكم أي عيد سأمضيه غداً، لكم أن تتخيلوا.
وإلى اللقاء في يوم آخر
“راوية”
شعر وصفي قرنفلي
طلائع موعد وعهد
عاش مع الطبيعة فاتحد بها
ومع المرأة فوهبها ذاته،
عاش مع الفلاح فكان له رفيقاً وأخاً.
ومع الإنسان يكافح ضد الظلم فأحبه.
ثم وحد بين هذه الآفاق فتحولت في قلبه إلى أحاسيس وصور تنطق في قصيد كل بيت من أبياته لوحة كاملة.
ذلك هو وصفي قرنفلي، عاش غريباً عن كل ما حوله وبذات الوقت قريباً منه
حياته في شعره، وشعره في حياته.
نامت عذارانا، على ريفنا كما ينام النغم الشارد
وهوّم الورد، على غصنه عذراؤنا، والورود… قل: واحد
***
نامت عذارانا وأطفالنا، يحلمن بالحب، وعطر الصباح
يا نذراً في الغرب، نبّاحه لا توقظي أطفالنا، بالنباح
***
أمست شعوب الأرض في جانب، والفتح، و(الدولار) في جانب
شعارنا السلم، وأربائهم، من قائل بالحرب، أو كاسب
***
الشعب مِخضابٌ، سخي الدم الشعب، تجميد لمعنى الخلود
إن حدّ هذا القيد، من شوطه، فالوثبة الكبرى، غداً يا قيود
***
طوى الشتاء جناحيه، وصاح به آذار، أخضر، نضراً، وجهه طلق
فالدفء، ينساب في، دن الهواء، رُخا يندى به الجو، أو يزهي به الأفق
والأرض، حسناء، قد جاء البشير لها: نيسان في الدرب، فالأفراح تستبق
مدت له جيدها، وأزينت طربا وشقت العطر، حتى جسمها عبق
طار الحنين بها، والشوق زلزلها، وكاد يهتف في أعماقها القلق
نيسان، وانفلت الريحان، من يدها، نديان، يحلم، فالتفت به الطرق
***
من ديوان وراء السراب الصادر عن وزارة الثقافة 1969
غابة
غابة نعيشها دون أن ندري أنها كذلك… زرعناها سقيناها بدمائنا، رغم عطشنا، رغ جوعنا، فسرقتنا من أنفسنا أضاعتنا في متاهاتها وظلماتها..
لماذا نترك النور لنمشي في الظلام، لماذا نقتل الابتسامة ونصنع طريقاً للأحزان… لماذا نزرع الشجن في نفوس الأبرياء.
كلمات خلقت زينة وعطراً، كلمات إصلاح… كلمات مرح… كلمات هداية… فاستغلت للفساد، واستعملت للبلاء… لهدم الذات أسلحة دمار وقتل…
من هو؟ … من ذا الذي يريد أن يسرق الأمل من النفوس الطاهرة البريئة…؟ هو يائس لم يجد لنفسه شطاً يتسع لمراكبه فاتخذ الصخور مرساه… ولكن… تلك الصخور لن تكون أبداً شاطئ أمان له… ستحطم سفينته، ستغرق في نفس البحر الذي أراد إغراق الآخرين به، عندها لن يجد يداً تمتد له… سيجد نفسه وحيداً وسط الحطام والصخور… سيغرق ويموت دون أن يبكيه أحد.
يريدون أن يبرزوا على حساب سمعة الشرفاء، لعلهم يجدون من يسمعهم لعلهم يجتذبون بتلك الأحاديث الاهتمام والإثارة.
أولئك هم ضعاف النفوس، اعتقدوا أنهم بذلك يبنون لأنفسهم حصناً، قلعة يحمون بها أرواحهم المهزوزة، ولكنهم بذلك يبنون حصناً بخيوط العنكبوت، تكفي نسمة رقيقة فتحطمه وتقطع خيوطه الواهية.
وتلك الأقنعة البيضاء التي يحاولون أن يغطوا بها قذرهم ستمزقها الشمس، وتظهر ما تحتها من خبث أرادوا تلطيخ الوجوه النظيفة به، ولكنهم لن يجدوا من يسمعهم أو يصدق ادعاءاتهم سوى الضعفاء من أمثالهم.
رها
مع الانتفاضة في الذكرى السنوية الثانية لانطلاقها
بدعوة من الاتحاد النسائي العربي العام قامت المنظمات النسائية العربية والفلسطينية العاملة في إطار الاتحاد وخارجه ومن بينها رابطة النساء السريات بفعاليات هامة تضامناً مع انتفاضة الأهل في الأرض المحتلة.
– أقيم يوم 11/12/1989 مهرجان جماهيري خطابي في سينما النجوم في مخيم اليرموك ضم المئات من أبناء وبنات دمشق ألقيت فيه كلمة الاتحاد النسائي العربي العام الأخت حميدة المن رئيسة الاتحاد، وتحدثت نائبة الرئيس الأخت بشيرة توكلنا رئيسة الاتحاد العام النسائي السوري ثم ألقت الأخت ليلى خالد كلمة المرأة الفلسطينية واختتم المهرجان بحفل فني.
– ويوم 14/12/1989 احتشدت النساء في موقع “عين التينة” المواجه لبلدة “مجدل شمس” في الجولان المحتل. وألقيت في المهرجان كلمات تعبر عن مشاعر التضامن والحب. والتصميم على متابعة النضال حتى تحرير آخر شبر من أرضنا الحبيبة المحتلة. كما استمعت المحتشدات بخشوع يشوبه غليان جياش صامت إلى كلمات أخواتنا التي ترددت أصداؤها عبر الراسيات الشوامخ معبرة أصدق تعبير على زيف الأسلاك الشائكة التي تفصل الأحبة وتسعى لتقطيع أوصال الجسد الواحد.
تقول: خسئ المعتدون وخاب فألهم.
كما نفذت المنظمات النسائية العربية والفلسطينية برنامجاً واسعاً في إطار التضامن مع الانتفاضة شمل الفعاليات التالية:
– قام وفد المنظمات النسائية العربية والفلسطينية بزيارة مقبرة الشهداء في المخيم بتاريخ 7/12/1989م ووضعت أكاليل الورد على قبور شهداء المقاومة الفلسطينية.
– وفي المركز الثقافي البلغاري أقامت المنظمات معرض صور للانتفاضة على المجتمع الفلسطيني والمجتمع الإسرائيلي في المركز الثقافي السوفييتي يوم 26/11/1989 أدار الندوة الدكتور خضر زكريا أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق وتحدث الأستاذ داوود تلحمي حول الأنباء الاقتصادية والاجتماعية للانتفاضة الشعبية الفلسطينية في الأراضي المحتلة. ثم تحدث الأستاذ فهد عبد الحميد في تأثير الانتفاضة على المجتمع الإسرائيلي وشارك الحاضرون بالندوة عبر أسئلة وجهت على المحاضرين.
– هذا وقد قامت المنظمات النسائية العربية والفلسطينية باعتصامين في مقر الصليب الأحمر في دمشق الاعتصام الأول بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني. وقد احتشدت النساء في المقر استجابة لنداء القيادة الوطنية الموحدة في الأرض المحتلة رقم (48) وقد قدمت المنظمات مذكرة تبين فيها الأساليب القمعية والهمجية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة. وطالبت المذكرة الهيئات الدولية بالتدخل من أجل وقف حملات القمع وإطلاق سراح المعتقلين والتضامن مع شعب الانتفاضة الجبار.
وتضامناً مع معتقلي أنصار (3) احتشدت النساء في مقر الصليب الأحمر الدولي يوم الاثنين 22/1/1990 تضامناً مع المعتقلين وقدمن مذكرة تضمنت شرحاً لأحوال المعتقلين في معسكر أنصار (3) وأساليب القمع الوحشي التي تمارس عليهم وناشدت المذكرة الهيئات الدولية باسم الضمير الإنساني أن يتدخل لإنقاذ حياة آلاف المعتقلين.
– وبتاريخ 28 شباط 1990 أقامت المنظمات العربية والفلسطينية معرضاً في المركز الثقافي السوفييتي بمناسبة عيد المرأة افتتحه السيد مدير المركز ورئيسات المنظمات النسائية المشاركة وحضر المعرض وزاره العديدات من النساء وأعجبن بالأعمال اليدوية والتراث الفلسطيني.
هل سأصبح جدة
ترنو إلى وليدها بحنان بلغة الحزن تقبله تتنهد وتهمس له. أي حبيب أي قلق يملأ قلبي، الزمن صعب وأنت بعد صغير من أين لي بما يصلب عودك ويحميك من مصاعب الزمن.
تتخيله يحبو يبحث عن فاكهة يكبر ويشرد بحذاء جديد.
تتخيله يافعاً يحلم بدارجة وكتاب ملون. يصبح شاباً فلا يجد مكاناً في الجامعة وإن وجد لا يجد عملاً أو سقفاً يأوي إليه ـ هل ستحب رغم هذا؟ هل ستتزوج وأصبح جدة!!!
تصحو من تخيلاتها على صوت بكائه ـ لقد جاع ـ تمنحه كل ما فيها من حليب تقبله أكثر، ينظر إليها فترة في عينيه نوراً جميلاً وأملاً كبيراً رغبة بأن يتسع له العالم وتصميم على أن يعيش العالم بما فيه.
عندما يحل الليل تقرر أن تنسى كل العذابات، كل الهموم وأن تعيش حياتها تقبل زوجها، حبيبها، فما يهتز، تدغدغه، فيتأفف، تهمس في أذنه فيطلب إليها النوم. تدير وجهها نحو الجدار فهو صديقها الآن.
تبكي الحب الذي دافعت عنه، تبكي ذل الجور الإنساني، تبكي لأنها رغم كل أحلامها وآمالها تبقى امرأة جارية في عيني زوجها العزيز.
سهى ـ دمشق
الزاوية الصحية
المواد الغريبة في الطرق التنفسية
يتعرض الطفل أحياناً لخطر الاختناق نتيجة لإدخاله بعض المواد في فمه، مثل القطع المعدنية الصغيرة والأزرار والبالونات الهوائية وأجزاء من الطعام (الرز، البرغل، نوى الفواكه، السكاكر، البزر… إلخ) فتتوقف هذه المواد في أماكن مختلفة من الطرق التنفسية.
وقد يكون من أهم أماكن توقفها والأعراض التي تسببها:
1- على مستوى الحنجرة: وبذلك تسد مجرى التنفس بالكامل في منطقة الحبال الصوتية، فنرى الطفل قد بدأ يشهق دون أن يستطيع أن يزفر ويزرق لونه.
في هذه الحالة يجب على المنقذ أن يبتعد عن مد اليد إلى فم الطفل، وإنما يجب عليه رفعه من رجليه إلى الأعلى، ويبدأ بالدق على ظهره، وفي أغلب الأحيان ونتيجة لفعل الجاذبية الأرضية والضغط المتولد من الداخل إلى الخارج فإن الطفل يستطيع قذف المادة الغريبة وفي حال عدم خروجها يجب اللجوء إلى خزع الرغامى بأسرع ما يمكن.
2- التوضع في الرغامى وعلى الغالب في منطقة انقسامها إلى القصبتين الرئيسيتين: وهنا يشعر الطفل بصعوبة في التنفس ويبدأ الازرقاق، ولكنه يشهق ويزفر. وفي هذه الحالة يجب نقله إلى أقر مشفى بأسرع وقت حتى تستخرج المادة الغريبة عن طريق جهاز تنظير القصبات.
3- عندما تكون المواد صغيرة الحجم: فإنها تسير إلى الأسفل وتتوضع في القصبات فتتكرر الأعراض المذكورة في (2) وهنا يجب أن نجري صورة شعاعية لصدر الطفل لتحديد مكان التوضع حتى يستخرجها الطبيب.
4- وإن كانت المادة صغيرة جداً مثل الرز أو البزر أو فضلات الطعام، فتستقر في الفص الرئوي السفلي وغالباً الأيمن، وذلك بعد أن يتقشع الطفل ويلفظ فضلات الطعام التي دخلت إلى الطرق التنفسية. ومع مرور الزمن تتشكل الخراجات وتحدث الالتهابات التي لا يمكن معالجتها وهذا ما يستدعي استئصال الفص الرئوي السفلي بالكامل… ولذلك لابد من متابعة أوضاع الطفل بعد تعرضه لمثل هذا الخطر… وعدم الإهمال. ريثما يتم التأكد من زوال الخطر نهائياً.
من وإلى
تلقت “صوت المرأة” رسالة ننشرها بنصها:
اقتراحات، قد تفي بالمطلوب!
لقد لمسنا تطوراً ملحوظاً على مجلتنا “صوت المرأة” وأنا من القارئات القديمات لهذه المجلة وأتطلع مثل كثيرين من أمثالي إلى أن تصبح مجلتنا مجلة نسائية تقدمية تعنى بنشر معاناة المرأة في مجتمعنا وسبل العمل للخلاص مما حملتنا إياه الطبيعة والمجتمع من أعباء.
ومساهمة متواضعة مني لدفع المجلة إلى الأمام شكلاً ومضموناً ارتأيت بعض المقترحات لعلها تفي بالغرض المطلوب وهي:
1- تثبيت زاوية تربوية في كل عدد لما لها من أهمية ونلحظ الاهتمام بذلك في المجلة منذ أكثر من ستة أعداد.
2- زاوية قانونية وخاصة فيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية وأنتن أدرى بأهمية هذا القانون وشرحه للنساء عامة، وتعريفهن بمالهن وما عليهن قانونياً في مجتمعنا.
3- زاوية حوارية (لقاء) مع شرائح مختلفة من نساء مجتمعنا مع التفصيل في أحوال المرأة العامة سواء بمهنتها أو معاناتها والتركيز على أكثر القضايا إلحاحاً مثل: (الغلاء ـ الأزمات (المواصلات… الخبز) مشاكل الأطفال).
4- زاوية من نضالات المرأة محلياً وعربياً وعالمياً ومن المفيد ذكر نضالات آنية وراهنة.
5- زاوية حول امرأة من المشاهير في السياسة أو العلوم أو الاجتماع أو الأدب… إلخ.
6- زاوية حول نشاط الرابطة على النطاق المحلي ـ العربي ـ العالمي.
7- بريد القارئات أي “بيننا وبينكن” وكذلك مساهمتهن الأدبية والفنية.
8- زاوية صحية للمرأة حول العناية بصحة الطفل والأم والأمراض المعدية.
9- زاوية أدبية (شعر ـ مقالة ـ نص نثري).
10-زاوية حول شروط عمل المرأة المنتجة (الأمن الصناعي والمهني). تثبيت ذلك في كل عدد حول مهنة ما وأن يتضمن الحديث عن النقابة ودورها وعلاقتها مع الإدارة والعمال، وأود أن أشير إلى أن المجلة لا تغفل معظم هذه الزوايا لكنني أعدت ذكرها للتأكيد والتثبيت في كل عدد ومن أجل برمجة العمل نحو الأفضل والأمثل.
ومعاً لتحقيق هدف مجلتنا “صوت المرأة” لسان حال رابطتنا السورية.
“سارة”
الصديقة العزيزة “سارة” أشكر لك اهتمامك وملاحظاتك التي إن دلت على شيء، إنما تدل على حسن المتابعة والحرص على تحقيق هدف نسعى له ألا وهو تطوير أساليب العمل في المجلة والرابطة بشكل عام. وأود أن أشير كما أشرت أنت إلى أن عدداً هاما من المواضيع التي طرحتها في رسالتك تأخذ حيزاً متميزاً من اهتماماتنا.
ولكن يا صديقتي من الناحية الفنية كثيرة الزوايا الثابتة يؤدي إلى الروتين والملل لذلك نجد ضرورة لتغييب بعض الميادين ثم العودة إليها. مع التأكيد على أهمية ما طرحته من قضايا لابد من إثارتها وبذلك الجهود لتغطيتها بخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة والمسائل القانونية، أما الزوايا التربوية، والصحية والأدبية فهي ثابتة كما تلاحظين وسنعمل على تحسينها وتوسيعها. تقبلي خالص شكرنا وتقديرنا بانتظار مواد خاصة بنا تعدينها خصيصاً لمجلتك التي تهتمين بتحسينها وتوسيع نشرها.
صدر حديثاً
صدر عن رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة كراساً لوثائق المؤتمر السابع يحتوي على البرنامج والنظام الداخلي وتقارير المؤتمر. الكراس في 32 صفحة.