صوت المرأة، العدد 1 نيسان 1987
المحتويات
– باقة ورد… وتحية
– الرابطة تحتفل بيوم المرأة العالمي
– قراءة في مذكرات أم سلام غير المكتوبة
– من ذاكرة التاريخ
– من يوم الأرض إلى انتفاضة الجولان
– وكتبنا بالدم الغمر الجلاء
– الهدية
– مؤتمر موسكو نحو عام 2000 بدون أسلحة نووية ومن أجل السلام والمساواة والتنمية
– بيان من رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة
– الاستعداد لاستقبال المولود الجديد
– حكاية… إصبع
باقة ورد… وتحية
… في تاريخ الشعوب… كل الشعوب، يوم أغر… تقدم فيه خيرة أبنائه ومناضليه أرواحهم رخيصة في سبيله.
إن السابع عشر من نيسان هو هذا اليوم بالنسبة لشعبنا الأبي… ضحى في سبيله الغالي والنفيس وتسابق أبطاله يسفكون دماءهم الطاهرة… يروون تراب الوطن، لتزهر شقائق النعمان عربون حب ووفاء… خالدة على مر الزمن.
إن شعبنا يذكر بكل الحب والفخر والإكبار أبناء كادحيه الذين كان لهم السبق في التضحية… صانعي الجلاء يذكر اليتامى والأرامل… والأمهات الثكلى اللواتي ذقن حرقة اللوعة. ومرارة الحرمان… شامخات الرؤوس، مزهوات بما قدمن، مستعدات أبداً لمزيد من البذل والعطاء لتبقى راية الحرية خفاقة في سماء وطننا الحبيب. ويعاهدهم جميعاً على صيانة الاستقلال الوطني والمحافظة عليه كحدقة العين بعيداً عن مطامح الطامعين وعبث العابثين متابعاً النضال الذي رسخوا بأجسادهم لبناته الأولى في سبيل التصدي لمؤامرات الإمبريالية والصهيونية والرجعية التي تهدف إلى إفراغ الجلاء من محتواه…
قديماً قال المتخاذلون، العين لا تقاوم المخرز، ولكن شعبنا نساء ورجالاً، شيباً وشباباً وأطفالاً، في سورية ولبنان، وفلسطين والأرض المحتلة، ومصر وفي كل شبر من الأرض العربية والعالم أثبت أن العين لا تقاوم المخرز والدبابة والصواريخ، وكل آلات الحرب والدمار، إن إرادة الشعوب لا تقهر، ولا يمكن إطفاء شعلتها… مهما تفننوا في صنع أدوات الموت والإرهاب.
تحية، ألف تحية لصناع الجلاء، لكل أم وزوجة… لكل مناضل ومناضلة… لكل من وضع لبنة في صرح الجلاء… لكل من زرع غرسة يتضوع أريجها على مر العصور والأزمان… لكل من أشعل قبساً يهتدى بنوره أولئك الذين يتابعون النضال في سبيل توطيد هذا اليوم المجيد، وبناء مجتمع لا مكان فيه لأي شكل من أشكال الاستثمار والاستغلال، لا مكان فيه للسماسرة والبيروقراطيين والطفيليين ناهبي قوت الشعب، مجتمع تزدهر فيه الفرحة على وجوه الأطفال وتنعم الأمهات بالطمأنينة والهناء، ويعمل الشباب دون خوف من المستقبل، مجتمع ينعم أبناؤه، بخيرات كدحهم يظلهم سقف لا يستنزف عرقهم… وتحتضن أطفالهم مدارس ورياض يرتعون فيها بسعادة وهناء… مجتمع لا يهدر أبناؤه طاقاتهم في الطواف لتأمين المواد الضرورية لعيشهم من غذاء وكساء ومسكن وعلاج. بل يسخرون جميعاً هذه الطاقات لبناء المستقبل الذي برغم كل الصعوبات يتطلعون إليه بعيون يحدوها الأمل… الأمل الكبير.
الرابطة تحتفل بيوم المرأة العالمي
أحيت رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، يوم المرأة العالمي لهذا العام… على نطاق واسع شمل جميع فروع الرابطة في بلادنا.
وعقدت بهذه المناسبة عشرات الاحتفالات واللقاءات ضمت أعداداً هامة من مختلف أوساط النساء… عاملات.. فلاحات… موظفات، ربات بيوت، ومثقفات.
وقد عبرت جماهير النساء عن استنكارهن للسياسة الأمريكية الساعية إلى تسعير بؤر التوتر في كل مكان من الكرة الأرضية لدرء خطر الحروب وسيادة السلام العالمي، والتصدي لنهب البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية.
وأكدت الكلمات على مطالب النساء عامة والعاملات خاصة جاء فيها:
1- ضرورة التوازن ما بين الأجور والأسعار.
2- حل أزمة السكن.
3- تشغيل كافة معامل القطاع العام وتأمين مستلزمات الإنتاج.
4- تأمين المواد الغذائية الضرورية والأدوية.
5- الاهتمام بالصحة والسلامة المهنية وخاصة ما يتعلق بالمرأة العاملة أثناء الحمل وبعد الولادة.
6- المساواة التامة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.
7- تعديل قانون الأحوال الشخصية والخلاص نهائياً من القوانين الجائرة بحق المرأة.
8- تأمين دور الحضانة ورياض الأطفال للنساء العاملات بالقرب من أماكن عملهن.
9- الأجر المتساوي للعمل المتساوي في القطاع الخاص بالنسبة للنساء.
وقد وجهت كافة النساء تحية إكبار إلى شهيدة الجولان غالية فرحات الأم التي سقطت برصاص العدو دفاعاً عن وطنها وانتمائها لأرضها. كما وجهت التحيات إلى مختلف المنظمات النسائية الديمقراطية والوطنية الصديقة والشقيقة.
قراءة في مذكرات أم سلام غير المكتوبة
دخلت سلام في يوم ما، وأتت إلي في المطبخ وصاحت:
– ماما، ماما: دعيني أقبلك…
– خير يا بنتي، ماذا جرى؟
وبعد أن أحاطت بذراعيها الصغيرتين عنقي، قبلتني وقالت:
– اليوم، يا ماما، عيد المرأة العالمي، نعم هكذا قالت معلمة الصف حين افتتحت حصة الصباح…
– وماذا قالت أيضاً؟!
– قالت إنه في هذا اليوم تحتفل كثير من نساء العالم بعيدهن وفي بعض البلدان البعيدة، لا تخرج النسوة إلى العمل، ويأتي الآباء والأبناء بالورود والأزهار ليقولوا لزوجاتهم وأمهاتهم: كل عام وأنتن بخير.
* * *
سرحت بعيداً، حتى سمعت صوت سلام يقاطعني:
– فيم تفكرين يا ماما؟
– في مثل هذا اليوم، من تسع أو عشر سنوات، دخل المرحوم والدك المنزل وصاح:
– وينك يا مرا، اتركي الطبخ وتعالي شوي.
هرولت إليه وقلت:
– يعطيك العافية يا رجال، خير.
– انظري هذا وشاح جديد، بلون وجهك حنطي…
– وشو المناسبة يا أبو سلام؟
– قالت لي زميلتنا في المعمل إن اليوم عيد المرأة لكنها والله لم تقل خذ لزوجتك هدية، ومررت على السوق واشتريت لك هدية على قد الحال.
– لا تكن غلطان يا رجال، اليوم 8 الشهر، وعيد الأم بـ 21 الشهر!. لا… لا.. أنا متأكد، عيد المرأة العالمي غير عيد الأم.
– وشو بخليك متأكد كل هالشي؟
– هذه “زين” زميلتنا لا تتكلم خطأ…
– والله يا رجال: أنا خايفة من “زين” هذه كل يوم: قالت “زين” وساوت “زين”… وأنتو الرجال كلمة تاخدكم وكلمة تجيبكم.
– كبري عقلك شوي يا أم سلام: “زين” هذه أخلاقها مثل اسمها “زين” وهي أفضل عاملة في المعمل، تتكلم دائماً عن الفقراء، وعن أصحاب “الدخل المحدود”.
– وشو معناة “دخل المحدود”؟
– “الدخل المحدود” مو “دخل المحدود”: يعني نحنا، ما إلنا غير راتبنا، بتزيد الأسعار عشرين طاق، ليزيد طاق واحد.
– ايه، وشو بتقلك كمان؟!!
– تقول هناك بلاد يحكمها العمال والفلاحون، وأنه هناك عدالة، قد ما بتشتغل قد ما بتاخد!
المهم قالت إنه اليوم عيد المرأة، فإذا كان ذلك غير صحيح تكوني كسبت الوشاح، وإذا كان صحيحاً فكل عام وأنت بخير. قاطعتني سلام:
– وماذا حصل بعد ذلك يا ماما؟
– حين مات أبوك بحادث العمل، كانت “زين” أول من أخذ بخاطرنا، وقالت لي عندها:
نحنا لبعضنا يا “أم سلام”، والله كان المرحوم بيستاهل كل خير، واعتبريني مثل أختك.
– إذاً يا ماما، لم يخطئ والدي حين أهداك الوشاح الحنطي.
– ايه يا سلام، ويومها صنعت الحلوى، وسهرنا بمناسبة العيد.
وفي صبيحة 8 آذار من كل عام، كانت سلام تستيقظ أبكر من عادتها وتقول لأمها: صباح الخير يا ماما، كل عام وأنت بخير، اليوم عيد المرأة، وتضيف في شيء من الحياء:
– لا تنسي يا ماما أن تصنعي لنا الحلوى..!
–
من ذاكرة التاريخ
– كان مجموع ما تدفع سورية سنوياً للاحتلال الفرنسي ضمن أبواب متعددة 15,660,990 ليرة سورية علماً أن الليرة السورية كانت تساوي وقتها عشرين فرنكاً فرنسياً.
– بلغ عدد الجنود الفرنسيين الذين تصدوا للثورات 110 آلاف جندي قتل منهم 30 ألف جندي.
– ضرب الاحتلال الفرنسي مدن: دمشق، حماه، السويداء، راشيا، حاصبيا، النبك، ودمروا عدداً كبيراً من القرى في غوطة دمشق والقلمون ووادي التيم وجبل العرب وقرى عكار.
– صباح 29 أيار 1945 توجهت المدرعات الفرنسية وحاصرت المجلس النيابي حيث كانت تجري الاستعدادات لافتتاح جلسة نيابية وطلب جنود الاحتلال من الحامية السورية تحية العلم الفرنسي ولما رفض رجال الحامية الطلب أطلق المحتلون النيران على المجلس وقتلوا من فيه وقصفوا دمشق لمدة ثلاثة أيام سقط خلالها 616 شهيد وجرح 207 شخص.
– بلغ عدد المتطوعين لمعركة ميسلون 3000 متطوع بقيادة البطل يوسف العظمة مقابل 9000 جندي فرنسي مزودين بأحدث الأسلحة واستشهد خلالها 800 شهيد ومن بينهم يوسف العظمة.
– تظاهر في حمص في تموز 1932 عدد كبير من الطلاب وهم يحملون لافتة كتب عليها “باتا الصهيونية تهدد مصنوعاتكم، اتقوا شرها” وكانت هذه المظاهرة نتيجة دعوة من الطالب وصفي البني الذي نشر فعلاً في القبس في حزيران 1932 يدعو فيه إلى مقاطعة باتا.
– وضع الوطني فخري البارودي ميثاقاً سنة 1923 جاء فيه: “أعاهد الله والشرف على أن لا أصرف قرشاً في حاجة صادرة عن بلاد أجنبية ما دام منها في وطني العربي الكبير وأن أعزز اقتصاديات بلادي وأعمل لترويجها وتصريفها بكل ما لدي من قوة”.
من يوم الأرض
إلى انتفاضة الجولان
بركان ثائر… ذلك هو الجولان… جباله وسهوله، حقوله ووديانه، أسطحة المنازل… شوارع القرى المتفجرة… أزقتها… تعج بالآلاف من سكانه، لا بديل عن الهوية السورية.
وتتسمر العيون على شاشات التلفزيون وتتبع الأحداث: الشبان والشابات، الرجال والنساء والأطفال… يتصدون للعدو الغاصب… يلقنون المحتل درساً كبيراً.
المظاهرات المصطحبة تنقلب إلى اشتباكات مع الصهاينة.. يجرح العشرات.. ويستمر النضال ويتصاعد… وتشتد شراسة العدو نساؤنا في الجولان يتصدين له وهذه هي البطلة غالية فرحات تستشهد ويسكن قلبها الذي خفق طويلاً بحب الوطن وهي تصرخ:
الجولان عربية سورية
لقد عمدّت غالية هذا الشعار بدمها الزكي وقدمت أمثولة عظيمة في الدفاع عن الأرض فكانت للنضال في سبيل رفع راية الحرية عالياً.
ومرة أخرى لا بديل عن الهوية السورية، تلك صرخة مدوية ومن قبل كانت صرخة مدوية أخرى قالتها جماهير شعبنا الفلسطيني في الجليل والمثلث والطيبة.
لا للاحتلال.. لا للاستسلام… لا للصفقات المشبوهة والحلول التصفوية المنفردة.
نعم للصمود والمقاومة، والنضال حتى النصر.
كان ذلك في الثلاثين من آذار 1976… ذلك اليوم الذي انتفض فيه أهلنا في الضفة الغربية من أرضنا المحتلة… وقد استشهد وجرح العشرات وفي كل عام تنتصب ذكرى هذا اليوم الذي أطلق عليه يوم الأرض تومئ إلى الأبناء والأحفاد أن انهضوا واثأروا لشهدائنا وترابنا المقدس.
ويلبي الأبناء وتضج أرضنا المحتلة بالمظاهرات وتشتد الاشتباكات ليتحول هذا اليوم إلى مناسبة وطنية كبرى يتصاعد فيها النضال داخل الأرض المحتلة ولتشكل مصدر رعب دائم للعدو الغاصب.
ويتساءل البعض… هل حركة الجماهير في نهوض. ها هنا برهان ساطع على أن الخط البياني في صعود وجماهيرنا ليست وحدها… هناك كل القوى التقدمية العربية على امتداد العالم العربي… كل قوى الحرية والتقدم والسلام في العالم وفي مقدمتها دول المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي الصديق الوفي.
لقد حظي النضال البطولي في الجولان وفي طول الأرض العربية المحتلة وعرضها بإعجاب العالم أجمع… إن شعباً يدافع عن حقه لن يموت ولن يهزم.
ونحن باسم جماهير رابطة النساء السوريات نحيي أخوات غالية المناضلات وأخواتها الأبطال. ونحن نثق أن طريق التضحية والاستشهاد هو طريق النصر الأكيد.
وكتبنا بالدم الغمر الجلاء
انتزعنا الأرض من غاصبها وكتبنا بالدم الغمر الجلاء
وسقانا كأسه مترعة وسقيناه وفي الكأس امتلاء
كلما جدّل منا بطل زغردت في زحمة الهول النساء
سقطت الجرحى فلم يظمئ فتىً رشف الكوثر من هذا السقاء
شهداء الحق لا أبكيكم حلت الغوطة عن ضعف البكاء
جل هذا الدم أن يرثى له… عاد سفاكيه أولى بالرثاء
الربا في ميسلون استعبرت أين دمعُ الحزن من دَمعِ الهناء
بدوي الجبل
الهدية
كيف أنسى، وفي الدرب ما يذكرني. كيف أنسى وكل الأيام لا تنسى، كيف الفرح ينسى، كيف الابتسامة تنسى، كيف التعب والعمل والجهد ينسى، كيف ابتسامة الطفل ارتسمت على شفتيه تعبيراً عن فرحته تنسى؟!
أطل بابتسامته إطلالة الشمس الربيعية يقول:
صباح الخير يا معلمتي واقبلي مني هديتي عرفاناً وتقديراً مني على تعبك وأتمنى أن تتذكريني.
ودهشت، هل يستطيع ابن السنوات النسيان أن يقول
إن فكرة ولادة طفل تخيف الأم قليلاً ولكن لا داعي للقلق فلست الوحيدة التي ينتابها هذا الشعور. فمعظم الآباء والأمهات يجدون أنفسهم يشعرون بالمتعة لحظات ثم تتعاقب عليهم مشاعر الخوف من القادم الجديد.
عزيزتي الأم اهتمامك بنفسك أمر هام للغاية فما عليك سوى الاسترخاء وكل ما تجهلينه أو تتخوفين منه استشيري طبيبك وهذه بعض الإرشادات المفيدة في حالتك هذه.
يجب عدم صعود سلم أو رفع أحمال ثقيلة خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل وأما مزاولة الأعمال المنزلية المعتادة فهي أمر مسموح به وعند الشعور بالتعب عليك بالاستراحة لبعض الوقت.
المحافظة على صحتك أثناء الحمل شيء مهم لك وللجنين فزيارة الطبيب أو مراكز رعاية الأمومة والطفولة كل شهر من أشهر الحمل هام لإجراء الفحوص العامة لك وللجنين ويجب أن تصبح مرتين في الأشهر الأخيرة.
لا يعني كونك حاملاً أن تتوقفي عن العمل فإن مزاولة العمل دون إرهاق يشغلك نفسياً وجسمياً.
لا تتناولي الأدوية خلال فترة الحمل إلا بعد استشارة الطبيب كذلك يجب الامتناع عن التدخين كلياً وتجنب المشروبات الروحية.
عليك بالرياضة غير المرهقة أثناء فترة الحمل وخاصة المشي في الأشهر الأخيرة.
عزيزتي الأم: كونك حاملاً فهذا يعني أن يستنفذ بكثرة رصيد الكالسيوم من جسمك إذ أن الوليد بحاجة إلى الكلس لنمو عظامه وأسنانه لذا يجب أن تعتني عناية خاصة بأسنانك خلال فترة الحمل وبما أن الحليب أفضل مصدر للكالسيوم فعليك زيادة الكمية التي تتناولينها من الحليب وزيارة طبيب الأسنان أثناء فترة الحمل أما بالنسبة لنظامك الغذائي فيجب أن يكون لتلبية حاجة جسمك أو جسم الجنين فأنت تحتاجين يومياً إلى 2000 كالوري (حريرة) والتنويع بالطعام هام من بروتينات (اللحم والسمك والبيض والدجاج والجبن والحليب) وكذلك الفاكهة والخضار الطازجة والحبوب وكذلك الكبد (السودة) فهي تعتبر مصدراً جيداً للحديد وتعتبر الأسماك والملح المضاف إليه اليود مصدراً جيداً لليود اللازم لنشاط الغدة الدرقية. وتجنبي عزيزتي الأطعمة النشوية والدهنية والسكرية خلال فترة الحمل وحاولي أن لا يزيد وزنك أكثر من واحد كيلوا غرام في الشهر الواحد ومن الطبيعي عزيزتي أن تكون المرأة الحامل معرضة لبعض الأوجاع والآلام العامة مثل الغثيان الصباحي، تورم الكعبين، الصداع، حرقة المعدة القبض والإمساك، تشنج في عضلات الساقين الآلام البطنية. إن كل هذه الأمراض قد تصابين ببعضها وعليك استشارة الطبيب أثناء زيارته وفي النهاية نتمنى لك عزيزتي الأم حملاً مريحاً وولادة مريحة إذا ما اتبعت النصائح السابقة ومبروك مولودك الجديد وأهلاً به بين أطفال بلاده.
مؤتمر موسكو نحو عام 2000 بدون أسلحة نووية ومن أجل السلام والمساواة والتنمية
تواصل المنظمات النسائية في العالم الاستعدادات لإرسال وفودها إلى موسكو، في حزيران من هذا العام حيث يجري الإعداد لحدثين هامين متتاليين أولهما: المؤتمر العالمي للمرأة، وثانيهما المؤتمر التاسع للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي (اندع). يعقد المؤتمر العالمي للمرأة تحت شعار إلى الأمام نحو عام 2000 بدون أسلحة نووية، ومن أجل السلام والمساواة والتنمية.
يستمر المؤتمر خمسة أيام يبدأ الافتتاح يوم 23 حزيران 1987، وتتلوها الجلسة العامة الأولى، يتم خلالها انتخاب الهيئات القيادية للمؤتمر، وقرار جدول أعماله، ثم تتوزع المشاركات على لجان سبه هي:
1- السلم ونزع السلاح.
2- الاستقلال الوطني والتنمية.
3- مشاكل النساء العاملات في المدن.
4- مشاكل النساء في الريف.
5- التربية بروح السلم، ودور وسائل الإعلام
6- الأطفال والعائلة.
7- التنسيق في مجال تطبيق الاستراتيجيات البعيدة المدى المقررة في مؤتمر نيروبي.
كما ستفتتح ثلاثة مراكز دائمة مرافقة للجان: المركز الأول: سينظم سلسلة من المحاكمات وتقديم شهادات لشهود عيان، تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان، وبخاصة انتهاك حقوق المرأة، أما المركز الثاني: فستتم فيه معالجة مشكلات مختلفة مثل قضايا الشابات وتأثير العلم والتكنولوجيا الحديثة على وضع المرأة، وقضايا حماية البيئة، والمركز الثالث: يتيح الفرص للاطلاع على بعض نواحي حياة النساء في المجتمع الاشتراكي.
ويوم 27 حزيران تعقد الجلسة الختامية، وتقدم فيها تقارير اللجان وتطرح الوثائق النهائية التي سيتم وضعها من قبل الرئاسة.
إن النساء من مختلف المنظمات الوطنية والعالمية غير الحكومية والمنظمات المنتسبة (لاندع) والشخصيات التي تشارك فيه، ستجد في المؤتمر منبراً تعرب فيه عن رأيها في مختلف القضايا التي تهم المرأة بكل حرية وترفع النساء في هذا المؤتمر، الصوت عالياً لردع تجار الحروب، ومستغلي الشعوب، ولتصون الطفولة والأمومة وتحميها، لتعود خيرات العالم أجمع إلى مستحقيها.
عاش الثامن من آذار يوم المرأة العالمي
بيان من رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة
أيتها العاملات والفلاحات…
أيتها المثقفات وربات البيوت…
يا جماهير النساء
إن يوم الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، هو يوم تضامن النساء ووحدتهن في النضال من أجل حقوقهن، فلنعمل معاً ولنشدد النضال من أجل:
– المساواة التامة مع الرجل في جميع الحقوق والواجبات، ونعمق المكاسب التي حققتها المرأة السورية في هذا المجال.
– تطوير قانون الأحوال الشخصية بما يحفظ كرامة المرأة ويصون الأسرة.
– توسيع وتطوير الرعاية الصحية للأم والطفل وزيادة دور الحضانة ورياض الأطفال.
– تأمين السكن الشعبي الرخيص.
– إيلاء الاهتمام اللازم لرفع مستوى التأهيل المهني للمرأة العاملة وتأمين العمل لجميع القادرات عليه.
– الضرب بيد من حديد على يد البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية وجميع الذين يسرقون اللقمة من أفواه الأطفال، ويقضون مضاجع الجماهير الشعبية وينهبون ثمار كدحها وجهدها.
أيتها الأخوات
إن الثامن من آذار يطل هذا العام وقوى التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي تتابع في كل مكان، خوض نضالات تزداد احتداماً وشدة ضد الإمبريالية والعنصرية والرجعية من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.
فالمرأة السورية وفي بقية البلدان العربية تضاعف من إسهامها النشيط في النضال البطولي الذي تخوضه الجماهير العربية لمواجهة وإحباط مخططات ومشاريع الإمبريالية الأمريكية والصهيونية والرجعية، وهي تقدم أروع الأمثلة في التضحية والعطاء مؤكدة الارتباط المتين بين أمومتها الدافقة وحبها لوطنها وسعادة شعبها، فهي تتحول إلى قنابل تتفجر في وجه المحتلين الإسرائيليين في جنوب لبنان، وهي في الضفة الغربية وغزة والجولان تقاوم الاحتلال بالحجر والعصي، وتدخل السجون والمعتقلات جنباً إلى جنب مع زوجها وأخيها وابنها وهي في العراق تكافح لإيقاف الحرب المجنونة التي دبرتها وتسعر نارها الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل، والتي ألحقت أفدح الخسائر بالشعبين العراقي والإيراني وبمجمل النضال التحرري العربي، وفي كل مكان من الأرض العربية تتصدى المرأة لحل مهام شعبها بتفان وإخلاص متحدية ركاماً من التراث المتخلف في النظرة إليها مقدمة البرهان الساطع على قدراتها اللامحدودة في النضال والعطاء.
والمرأة السورية التي تسهم مع شعبها في مساندة نهج سورية الوطني، وفي التصدي لمختلف أشكال التآمر والضغوط الإمبريالية الموجهة ضدها فإنها تناضل، في الوقت نفسه من أجل حل سريع للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وتثقل كاهل الجماهير الشعبية الكادحة وبخاصة جماهير النساء منها، وهي ترى أن الإسراع في تطبيق مثل هذا الحل هو أيضاً مهمة وقضية وطنية من الدرجة الأولى، فلابد من عمل جدي وعاجل لإيقاف موجة الغلاء الفاحش المتصاعدة، وتحقيق التوازن بين الأجور والأسعار. ولابد من حل أزمة السكن التي تشكل عائقاً جدياً أمام استقرار الأسرة وتطورها في وجه الأجيال الصاعدة من الشباب والشابات، ولابد من بذل كل الجهود لتوفير فرص العمل للقادرات عليه وتأمين مزيد من دور الحضانة ورياض الأطفال وكل ما يساعد في التخفيف من معاناة المرأة ومن هدر طاقاتها ويزيل العراقيل أمام تقدمها وتطورها.
وتدرك نساؤنا اليوم في مزيد من العمق أن الإمبريالية الأمريكية التي هي عدوة حرية الشعوب وتقدمها هي في الوقت نفسه عدوة السلام. فهي إذ تصر على تصعيد سباق التسلح النووي وتسعى لنقله إلى الفضاء الكوني وعلى إشعال بؤر التوتر والنزاعات المحلية وتسعرها، وترفض بصلف ووقاحة الاستجابة لاقتراحات الاتحاد السوفييتي ومبادراته السلمية البناءة، إنما هي تغامر في مصير البشرية وتدفع بها إلى أتون حرب نووية مهلكة.
لذا فإن جماهير نسائنا يناضلن مع كل قوى الحرية والسلم في العالم، وهن مدعوات لتشديد هذا النضال وتنويع أساليبه من أجل أن يسود السلام لا الحرب على الأرض وبين النجوم ومن أجل أن يتحول كوكبنا إلى مرتع خصب تتفتح فيه براعم الأطفال وتزدهر مواهب الشباب وينمو إبداعهم، ومن أجل تسخير التقدم العلمي لخير الإنسان وسعادته.
وفي هذه المناسبة نوجه تحيات الإجلال والإكبار إلى أخواتنا المناضلات في الجولان اللواتي يتحدين الاحتلال الإسرائيلي ويتمسكن بالهوية السورية.
وتحية إلى بطلات المقاومة الوطنية اللبنانية.
وتحية إلى النساء الفلسطينيات المناضلات من أجل العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية.
تحية إلى النساء في العراق ومصر والأردن والسعودية والبحرين المناضلات ضد الأنظمة المعادية للديمقراطية.
تحية إلى جميع المناضلات من أجل السلم والحرية والديمقراطية والتقدم في عالم.
تحية إلى النساء السوفييتيات ونساء بقية البلدان الاشتراكية بناة المجتمع الاشتراكي.
تحية إلى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.
دمشق في 8 آذار 1987
رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة
الاستعداد لاستقبال المولود الجديد
إن فكرة ولادة طفل تخيف الأم قليلاً ولكن لا داعي للقلق فلست الوحيدة التي ينتابها هذا الشعور. فمعظم الآباء والأمهات يجدون أنفسهم يشعرون بالمتعة لحظات ثم تتعاقب عليهم مشاعر الخوف من القادم الجديد.
عزيزتي الأم اهتمامك بنفسك أمر هام للغاية فما عليك سوى الاسترخاء وكل ما تجهلينه أو تتخوفين منه استشيري طبيبك وهذه بعض الإرشادات المفيدة في حالتك هذه.
يجب عدم صعود سلم أو رفع أحمال ثقيلة خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل وأما مزاولة الأعمال المنزلية المعتادة فهي أمر مسموح به وعند الشعور بالتعب عليك بالاستراحة لبعض الوقت.
المحافظة على صحتك أثناء الحمل شيء مهم لك وللجنين فزيارة الطبيب أو مراكز رعاية الأمومة والطفولة كل شهر من أشهر الحمل هام لإجراء الفحوص العامة لك وللجنين ويجب أن تصبح مرتين في الأشهر الأخيرة.
لا يعني كونك حاملاً أن تتوقفي عن العمل فإن مزاولة العمل دون إرهاق يشغلك نفسياً وجسمياً.
لا تتناولي الأدوية خلال فترة الحمل إلا بعد استشارة الطبيب كذلك يجب الامتناع عن التدخين كلياً وتجنب المشروبات الروحية.
عليك بالرياضة غير المرهقة أثناء فترة الحمل وخاصة المشي في الأشهر الأخيرة.
عزيزتي الأم: كونك حاملاً فهذا يعني أن يستنفذ بكثرة رصيد الكالسيوم من جسمك إذ أن الوليد بحاجة إلى الكلس لنمو عظامه وأسنانه لذا يجب أن تعتني عناية خاصة بأسنانك خلال فترة الحمل وبما أن الحليب أفضل مصدر للكالسيوم فعليك زيادة الكمية التي تتناولينها من الحليب وزيارة طبيب الأسنان أثناء فترة الحمل أما بالنسبة لنظامك الغذائي فيجب أن يكون لتلبية حاجة جسمك أو جسم الجنين فأنت تحتاجين يومياً إلى 2000 كالوري (حريرة) والتنويع بالطعام هام من بروتينات (اللحم والسمك والبيض والدجاج والجبن والحليب) وكذلك الفاكهة والخضار الطازجة والحبوب وكذلك الكبد (السودة) فهي تعتبر مصدراً جيداً للحديد وتعتبر الأسماك والملح المضاف إليه اليود مصدراً جيداً لليود اللازم لنشاط الغدة الدرقية. وتجنبي عزيزتي الأطعمة النشوية والدهنية والسكرية خلال فترة الحمل وحاولي أن لا يزيد وزنك أكثر من واحد كيلوا غرام في الشهر الواحد ومن الطبيعي عزيزتي أن تكون المرأة الحامل معرضة لبعض الأوجاع والآلام العامة مثل الغثيان الصباحي، تورم الكعبين، الصداع، حرقة المعدة القبض والإمساك، تشنج في عضلات الساقين الآلام البطنية. إن كل هذه الأمراض قد تصابين ببعضها وعليك استشارة الطبيب أثناء زيارته وفي النهاية نتمنى لك عزيزتي الأم حملاً مريحاً وولادة مريحة إذا ما اتبعت النصائح السابقة ومبروك مولودك الجديد وأهلاً به بين أطفال بلاده.
حكاية… إصبع
كانت في قديم الزمان إصبع، نعم ـ نعم إصبع تدعى الإبهام، عاشت في الشارع الأخضر في منزل رقم 26، شقة رقم 15 في يد فتاة صغيرة اسمها ناستنكا. كانت حياة الإصبع سيئة جداً وذلك لأن الفتاة كانت تضعها دائماً في فمها وعلى الرغم من أنها نبهت مراراً كير تكف عن هذا العمل غير المستحسن لكنها لم تستمع إلى أحد.
ولم ترق هذه الحياة للإصبع كثيراً فهي حياة مملة رطوبة وغير لائقة، وكانت تعض أحياناً بالأسنان ويمرر عليها اللسان، وعندما كانت ناستنكا تخرجها من فمها كانت تصاب حالاً بالبرد وتنكمش على نفسها. وأخيراً لم تحتمل الإصبع هذا الوضع. وعندما أغفت الفتاة ذات ليل انسحبت الإصبع بهدوء من فمها و… هربت… نعم هربت ولا أحد يعرف إلى أين.
استيقظت ناستينكا صباحاً وأرادت كالمعتاد أن تضع إصبعها في فمها، لكنها لم تجدها، لم تكن الإصبع في مكانها. واحدة اثنتان ثلاث أربع. أربع أصابه موجودات أما الخامسة والضرورية أكثر من غيرها فغير موجودة بحثت ناستينكا هنا وهناك تحت الوسادة تحت اللحاف لا أثر للإصبع. بكت ناستينكا وركضت إلى أمها وأخذت تبحث أيضاً لكنها لم تجد شيئاً وظلت ناستينكا تبكي. العيش قبيح دون الإصبع جلست لتناول الإفطار فوقعت الملعقة من فمها أرادت أن ترسم فلم تستطع أن تمسك القلم بيدها أخذت تلعب بالمعجون فلم تستطع عمل شيء. ما العمل. مصيبة! ركضت ناستينكا ـ لماذا أضع إصبعي في فمي؟ لتعد إصبعي لن أفعل هذا أبداً وفي هذه الأثناء كانت الإصبع تختبئ تحت السرير لا تتكلم سمعت أن الفتاة لن تضعها في فمها أبداً بعد الآن تأثرت لحالها وقررت الخروج عندما عادت ناستينكا إلى النوم ليلاً صعدت الإصبع إلى السرير وأخذت مكانها في اليد وفي الصباح رأت ناستينكا إصبعها في مكانها ففرحت كثيراً وصاحت:
– ماما، ماما لقد عادت إصبعي ومنذ لذلك الحين بدأت الإصبع حياة جديدة مختلفة عن سابقتها ومهمة جداً كانت طوال النهار ترسم الفراشات أو تصنع من المعجون فيلة أو تقص بحيرة من الورق طبعاً ليست الإصبع وحدها دائماً مع الأصابع الأخرى أما في الفم فقد حدث ذلك مرتين فقط حيث كانت ناستينكا تتلمس أسنانها الجديدة أرتها لأمها أولاً ثم لأبيها والمرتان ليستا بالأمر المخيف ذلك ما حدث في الشارع الأخضر في المنزل رقم 26.
ترجمة: أميمة ظاظا