المحتويات
- ما يجمعنا ويوحد بيننا
- ماذا تعرفين عن الثامن من آذار عيد المرأة العالمي
- النساء السوريات يحتفلن بعيد المرأة العالمي
- احتفالات رابطة النساء السوريات بعيد الجلاء في مدينة دمشق
- الاجتماع الاستثنائي للجنة النسائية العالمية للتضامن مع الشعب الفيتنامي
- المرأة في بلد ثورة أكتوبر
- ندوة النساء العالمية في موسكو
- كلمة الدكتور الشاعر أحمد سليمان الأحمد بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي
أيتها الأخت العربية السورية
إن صوت المرأة (لسان حال رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة) هي جريدتك الناطقة بلسانك المعبرة عن مطامحك وآمالك فساعديها وساهمي في نشرها والكتابة إليها.
ما يجمعنا ويوحد بيننا
أيتها الأخت مع إطلالة الربيع فصل الحياة والتجدد يصلك أول عدد من نشرتنا (صوت المرأة) إنها متواضعة وبسيطة ولكنها كالسنونو الذي يبشر بالدفء ويدخل الألفة إلى القلوب، إنها منك وإليك وبقدر ما تساهمين في دعمها وإرسال الأخبار والملاحظات والمقالات إليها تكبر وتترعرع.
أمور كثيرة تجمعنا وتوحد بيننا حبنا لبلادنا وحرصنا على سيادتها وحمايتها من حظر المستعمرين وربيبتهم إسرائيل التي تعتدي على حدودنا.
حبنا لأطفالنا وحصرنا أن نراهم سعداء ينعمون بخيرات بلادهم وينالون الرعاية الصحية والثقافية الكافية بعيداً عن كل الأخطار والمنغصات، ثم طموحنا كنساء أن نصبح قوة فعالة في بناء الوطن وأن نجد مكاننا الطبيعي إلى جانب أخينا الرجل في الحقل والمعمل وكل المؤسسات لنساهم في زيادة الإنتاج ورفع مستوى الشعب الذي نشكل نصفه.
فلتكن نشرتنا هذه المرآة الصادقة التي تعكس آمالنا وآلامنا ونضال أمتنا العربية أينما كانت.
ونضال نساء العالم في كل أقطارهم وأمصارهم ضد المستعمرين ودعاة الحروب في سبيل إنسانية حقيقية وطفولة سعيدة.
ماذا تعرفين عن الثامن من آذار عيد المرأة العالمي جرى الاتفاق على إعلان 8 آذار عيد المرأة العالمي في اجتماع النساء الاشتراكيات الذي انعقد في كوبنهاغن عام 1910 واشتركت فيه نساء بارزات في الحركات الاشتراكية مثل المناضلة الألمانية كارا زيدكين ومن روسيا ناديجد اكروبسكايا وإيلينا شاسوفا.
الاتحاد السوفييتي: اعتبر 8 آذار عيداً رسمياً تعطل فيه الدوائر وتنتج المعامل بضائع خاصة بهذا اليوم كالروائح العطرية التي تحمل اسم 8 آذار.
منذ اليوم الأول من آذار وحتى الثامن منه يعج الغالبية العظمى من زبائن المخازن من الرجال الذين يردونها لاختيار الهدايا لأمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وبناتهم.
في صبيحة الثامن من آذار من هذا العام صدر مرسوم بتحرير المرأة من المطبخ وذلك بفتح مطاعم ومخازن تقدم الأطعمة الجاهزة والنصف الجاهزة بأسعار زهيدة وكانت البشرى السارة لجميع النساء والشعب السوفييتي بجعل أيام العمل خمسة أيام في الأسبوع مع يومي راحة.
في تشيكوسلوفاكيا: يرفق الرجال هداياهم بباقات جميلة من الزهور المزينة بأشرطة ملونة.
إيطاليا: تخرج عضوات الاتحاد النسائي الإيطالي (لودي) إلى الشوارع حاملات سللاً من زهور السيموزا يعلقنها على صدور المارات من بنات جنسهن.
فرنسا: يشترك الاتحاد النسائي الفرنسي الذي يضم الاشتراكيات والشيوعيات واللاحزبيات باحتفالات ضخمة تقام في المعامل والقرى والنوادي.
النساء السوريات يحتفلن بعيد المرأة العالمي في دمشق وحمص وحلب ومدن أخرى من سورية الحبيبة ظهرت أقحوانات بيضاء بقلب أصفر ملتهب كشمس بلادنا ولكنها ظهرت هذه المرة على صدور نسائنا لا على قمم جبالنا الشماء وسهولنا الآمنة. ولا عجب فاليوم هو الثامن من آذار عيد المرأة العالمي، والأقحوانة هي الزهرة التي اختارتها النساء السوريات لتكون شعارهن في عيدهن الذي دأبت رابطة النساء السوريات على الاحتفال به منذ أكثر من عشرين سنة.
لقد جرت الاحتفالات بهذا العيد، هذا العام، تحت شعار رص صفوف النساء من جميع أبناء الشعب المخلصين، وفي جو من الحماس والتفاؤل الكبيرين. ففي دمشق عقد اجتماع واسع ضم أكثر من ثلاثمئة امرأة يمثلن مختلف الاتجاهات النسائية. وقد كان بين المجتمعات عدد كبير من العاملات والفلاحات والمثقفات كما حضره ممثلات الاتحاد النسائي السوري وجمعيات أخرى، و كانت عضوات الرابطة يستقبلن ضيفاتهن بالترحيب متمنين لهن نجاحات جديدة كما كن يعلقن على صدورهن أقحوانات بيضاء شعار عيد المرأة في سورية العربية. واستمعت المجتمعات إلى كلمة تضمنت شرحاً لتاريخ الثامن من آذار، وأهمية هذا اليوم في رص صفوف النساء من أجل تحسين حياة الأسرة والطفل وحمايتهما من كل الأخطار التي تهددهما. ثم ألقي تقرير مفصل عن نشاط رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة منذ تأسيسها عام 1948 حتى الآن.
لقد تحدث التقرير عن المساهمة الفعالة لرابطة النساء السوريات وعن كفاحها في سبيل حقوق المرأة والطفل، كذلك تحدث عن قيام الرابطة بفتح المستوصفات المجانية ومراكز مكافحة الأمية، وعن اشتراكها في المؤتمرات الدولية وشرحها لقضايا بلادنا العادلة واطلاع نساء العالم عليها بشكل صحيح، واكتساب عدد كبير من الأصدقاء إلى جانب قضايا الشعوب العربية المكافحة المتحررة، والمساهمة بقسط كبير من قضية الدفاع عن السلم وتحرر الشعوب.
كذلك عدد التقرير المنجزات التقدمية والتحولات الهامة التي جرت في سورية، وطالب برفع مستوى معيشة الأسرة والحد من الغلاء وتأمين الرعاية الصحية المجانية وخفض سعر الأدوية وتحسين شروط العمل وتحقيق الأجر المتساوي للعمل المتساوي بين المرأة والرجل، وأعلن وقوف المرأة إلى جانب الرجل في الدفاع عن حقوق شعبنا ضد شركات البترول الاحتكارية وفي سبيل تكريس ثروات بلادنا لخير شعبنا وحده وفي سبيل حماية سيادة بلادنا ومنجزاتها التقدمية ضد كل المستعمرين ومؤامراتهم وضد ربيبتهم إسرائيل.
وأكد التقرير تضامن النساء في سورية مع شعب عدن الشقيق في نضاله من أجل حريته واستقلاله واستنكارهن للأعمال البربرية التي يقوم بها الاستعمار البريطاني ضد هذا الشعب المناضل، كما عبر أيضاً عن غضبة نساء بلادنا وشجبهن للحرب الوحشية التي يشنها المستعمرون الأمريكيون ضد الشعب الفيتنامي البطل.
وأقرت المجتمعات صيغة برقيات لرئيس الدولة والحكومة، تحيي انتصار الشعب السوري في معركة النفط، وتستنكر جرائم المستعمرين الإنكليز في عدن، والمستعمرين الأمريكيين في الفيتنام وتضامن مع شعبي هذين البلدين البطلين، وقد انتهى الاجتماع ببرنامج فني.
أما في الاجتماعات التي جرت في حمص وضمت مئات النساء فقد استمعت الممثلات إلى كلمات تحدثت عن عيد المرأة وشرحت الأوضاع في سورية ومطالب النساء فيها وأرسلت برقيات تضامن مع نساء عدن وفيتنام.
وفي حلب جرت اجتماعات في أحياء متعددة وجرى فيها أحاديث عن أهمية هذا اليوم وعن مطالب النساء وفي حي الميدان كانت الكلمات باللغة العربية والأرمنية.
وفي جبلة واللاذقية اجتمعت العاملات والفلاحات والمثقفات احتفاء بعيد المرأة العالمي وشرحت المندوبات أوضاعهن ومطالبهن وتعاهدن على الدفاع عن الوطن وحماية منجزاته والنضال لتحسين ظروف عملهن ورفع مستوى الشعب بصورة عامة وجمعت التواقيع على عرائض أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد النسائي العالمي تعلن تضامن المجتمعات مع نساء الفيتنام البطلات اللواتي يخضن حرباً مشرفة مع بقية أبناء شعبهن ضد عدوان الاستعمار الأمريكي المجرم.
وتبادلت رابطة النساء السوريات رسائل وبرقيات تهنئة مع المنظمات النسائية من البلدان الأجنبية والعربية.
احتفالات رابطة النساء السوريات بعيد الجلاء في مدينة دمشق لاقت احتفالات أعياد الجلاء، لهذا العام حماساً خاصاً في العاصمة دمشق. وكان إقبال النساء عليها كبيراً وقد جرت في جو من العزم والتصميم على الدفاع عن الوطن ضد الأخطار الاستعمارية والاعتداءات الإسرائيلية الغادرة على حدود بلادنا.
ففي الاجتماعات التي عقدت في مختلف أحياء دمشق وضمت المئات من النساء كانت معظم الكلمات تدور حول أهمية هذه الذكرى بالنسبة لبلادنا وشعوبنا العربية وكل شعوب العالم المتحررة من حيث أنها كانت أولى تباشير الاستقلال في آسيا وأفريقيا، إذ توج نضال شعبنا بالاستقلال وجلاء الجيوش الأجنبية من بلادنا، فكانت سورية قدوة مشجعة لغيرنا من الشعوب في مواصلة العزم لمقارعة الاستعمار في بلادها إن المرأة السورية التي كانت بجانب الرجل في كل الثورات الوطنية ضد المستعمر ثورة 1920 – 1925 تؤمن الطعام للثوار وتخفي الأسلحة وتنقل الرسائل زمن الاحتلال لم يكن سوى من مدرسة ثانوية واحدة والآن نرى المدارس الابتدائية في أغلب القرى السورية والمدارس الثانوية وتشترك في المظاهرات كانت تلقى قيوداً مضاعفة من المستعمر الذي كان يحارب فتح مدارس البنات ففي دمشق لم يوجد سوى ثانوية واحدة ويشجع الجمعيات الرجعية المتعصبة التي كانت تحارب نشاط المرأة ومطالبتها بحقوقها وحقوق شعبها.
عندما كانت المتكلمات تذكر بإعجاب شجاعة طيارينا البواسل الذي هبوا للدفاع عن سماء بلادنا كن يشجبن بشدة المؤامرات الاستعمارية التي يحيكها المستعمرون الأمريكان والإنكليز ضد بلادنا بالتعاون مع الرجعية والقاعدة الاستعمارية إسرائيل.
لقد طالبت المتكلمات من عاملات وفلاحات ومثقفات بوجوب رص الصفوف وتعاون كل المخلصين من أبناء وبنات شعبنا في سبيل الدفاع عن بلادنا ضد الأخطار التي تحيق بها للقضاء على المنجزات التقدمية والسياسة التحررية التي تنتهجها سورية العربية.
كما طالبت بضرورة الضرب على أيدي المخربين والمتلاعبين، ومساعدة المرأة للمساهمة في معركة الإنتاج والبناء وتحسين ظروف الأسرة وتأمين الرعاية الصحية وجعل الأدوية بمتناول الجميع بأسعار معقولة وزيادة المستوصفات المجانية ودور التوليد.
لقد أكدت المرأة السورية مرة أخرى على وعيها ووقوفها دائماً في قلب المعركة إلى جانب الرجل لتعزيز استقلال بلادها وازدهار شعبها وسعادة أبنائها وتعلقها بالاشتراكية التي تحقق لها كل ما تصبو إليه.
الاجتماع الاستثنائي للجنة النسائية العالمية للتضامن مع الشعب الفيتنامي انعقد في برلين من 18 – 19 شباط وبمبادرة من الاتحاد النسائي العالمي الاجتماع الاستثنائي للجنة النسائية العالمية للتضامن مع شعب الفيتنام البطل وقد أصدرت اللجنة بياناً جاء فيه:
في عشية الاحتفالات بـ 8 آذار يوم المرأة العالمي اجتمعنا نحن نساء مختلف القارات لنعلن ما يلي:
يتساءل الناس الشرفاء بألم أمام اعتداءات المستعمرين الأمريكيين ضد الشعب الفيتنامي كيف تمتد وتتسع حرب قاسية ووحشية في عصرنا هذا؟
إن الأمهات وكل نساء العالم تعلن غضبتهن على الأعمال الإجرامية الشرسة التي تقوم بها الجيوش الأمريكية والدول التابعة لها في فيتنام، والتي تسبب الموت والعاهات للأطفال وكل السكان المدنيين، والدمار للمدارس والمستشفيات، والخراب الكامل لمناطق كثيرة مستعملين المركبات الكيميائية والغازات السامة وقنابل النابالم وقنابل الفوسفور وغيرها…
إن النساء والأمهات لا تستطيع الصمت أمام هذه الجرائم التي تسبب العذاب والألم للشعب الفيتنامي، وتنال من استقلاله وتهدد أمن السلام لشعوب جنوب شرقي آسيا والعالم أجمع.
غن النضال البطولي للنساء الفيتناميات تساهم بشكل رائع في انتصارات الشعب الفيتنامي، كما أنها مساهمة في النضال التحرري لكل الشعوب إنها تلهم وتشجع قوى السلم وبصورة خاصة النساء بمضاعفة وزيادة نضالهم. ثم يطلب البيان:
1- وقف كل الأعمال الحربية والتدميرية الموجهة ضد فيتنام الشمالية فوراً وبدون شروط.
2- التطبيق الصحيح لاتفاقيات جنيف التي تعترف بسيادة واستقلال ووحدة الشعب الفيتنامي.
3- إجلاء الجيوش والأعتدة الحربية الأمريكية والدول الدائرة في فلكها من فيتنام الجنوبية.
4- الاعتراف بالجبهة الوطنية لتحرير فيتنام ممثلاً شرعياً ووحيد الشعب فيتنام الجنوبية. ويطالب البيان بمضاعفة الجهود للتضامن مع الشعب الفيتنامي وتقدمي المساعدات المعنوية والمادية له.
ولتنطلق من كل مدينة ومن كل قرية الاحتجاجات الموجهة لرئيس الولايات المتحدة. ويطالب البيان أخيراً أن يكون 8 آذار الموافق للذكرى السادسة لتأسيس الاتحاد النسائي للتضامن مع جنوب الفيتنام يوماً مشهود التضامن نساء العالم أجمع مع الشعب الفيتنامي ولشجب الاعتداءات الأمريكية في فيتنام.
المرأة في بلد ثورة أكتوبر
تحتل المرأة في الاتحاد السوفييتي، بلد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، مكاناً مرموقاً يدل على ذلك الأرقام والشواهد التالية:
– إن نسبة المختصات اللواتي يعملن في الاقتصاد الوطني هي 59%، والعاملات في مجال الصحة 86%، وفي مجال الثقافة والتعليم 71% أما نسبة الأخصائيات الزراعيات فهي 40%.
– بين المساعدين والمشرفين والأساتذة في مؤسسات التعليم العالي 50% من النساء أي قرابة 255 ألف امرأة.
– في مجلس السوفييت الأعلى 425 نائبة أي أكثر بكثير من مجموع عدد النائبات في جميع البلدان الرأسمالية.
– لقد منحت لقب بطل العمل الاشتراكي ثلاثة آلاف امرأة. النساء في قيرغيزيا يشكلن نصف المختصين ذوي الثقافة العالية، وثلث المهندسين ونصف المعلمين.
– خصص للأم وسام الأم البطلة، ميدالية مجد الأمومة وقد منحت 9 ملايين امرأة أوسمة الأمومة.
– سن التقاعد للمرأة حدد في الاتحاد السوفييتي بـ 55 سنة، وفي الولايات المتحدة بـ 62، وفي إنكلترا وفرنسا بـ 67 وفي ألمانيا الغربية وفنلندا وسويسرا بـ 65 وفي كندا والنروج بـ 70.
ندوة النساء العالمية في موسكو
في عشية الثامن من آذار توافدت وفود نسائية تمثل 85 بلداً إلى موسكو، لتشاركن المرأة السوفييتية، الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي كانت له أهمية خاصة هذا العام، فالنساء السوفييتيات يعشن مع الشعب السوفييتي أيام العيد الخمسيني لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.
وفي الاجتماع الاحتفالي الضخم الذي أقيم في قاعة المؤتمرات، في الكرملين، وضم ما ينو عن 10 آلاف رجل وامرأة بينهم ممثلو الحكومة والحزب تبارى الخطباء بتمجيد دور المرأة وما قدمته وتقدمه من جهود في مرحلة ما قبل الثورة ومرحلة البناء بعد انتصار الاشتراكية وكذلك بتمجيد بطولاتها الرائعة التي سجلتها والشعب السوفييتي إبان الحرب العالمية الثانية عندما هبت تدافع عن بلد الاشتراكية الأول الذي حقق إنسانية المرأة لأول مرة في التاريخ.
وكانت الهدية للضيفة التي قدمها الحزب والحكومة في هذه المناسبة هي إصدار القرار بتحرير المرأة من عمل المطبخ أو (عبودية المطبخ) كما يسميها لينين، وذلك بتوسيع شبكة الخدمات المنزلية العامة وفتح مخازن ومطاعم جديدة تؤمن الطعام الجاهز والنصف الجاهز، إلى المنازل بأسعار زهيدة، والبشرى السارة الأخرى كانت بجعل أيام العمل خمسة في الأسبوع مع يومي راحة لكل أفراد الشعب العاملين في المعامل والمؤسسات ليتسنى للآباء والأمهات التفرغ لأطفالهم مدة أكبر.
وكان ختام المسك لهذا الاحتفال تدفق سيل عارم من الأطفال الأصحاء السعداء جاؤوا يجملون الأعلام والزهور، ويحملون معها تحية الطلائع السوفييت، إلى الأمهات والأخوات والجدات والمعلمات، في عيدهن وليحملوا إلى ممثلات البلدان الأخرى وإلى أطفال بلادهن أحر التحيات والتمنيات.
وفي التاسع من آذار عقدت ندوة عالمية بقيادة وبمبادرة ودعوة لجنة النساء السوفييتيات لبحث موضوع (دور المرأة في المجتمع الاشتراكي) واشترك في هذه الندوة إلى جانب مندوبات بقية البلدان ممثلات لعشر بلدان عربية منها سورية والجزائر واليمن والكويت..
وقد جاء في التقرير الذي ألقته نينا بابوفا ما يلي: إن المسألة الاجتماعية والسياسية التي تتعلق بوضع المرأة أصبحت في عصرنا هذا موضع اهتمام عميق، لكل نساء العالم وموضوعاً للمناقشة في هيئات الأمم المتحدة، والأونيسكو وغيرها، وكذلك تشكل هذه القضية برامج عمل لكثير من المنظمات العالمية والوطنية، لهذا كله قررنا دعوتكن أيتها الأخوات العزيزات، إلى هذا اللقاء العالمي الأخوي، لنبحث وإياكن (دور المرأة في المجتمع الاشتراكي) ونعتقد بان مندوبات الدول الاشتراكية سيعمقن هذا الموضوع من خلال تجربتهن.
إن تجربة غنية تتزايد يوماً بعد يوم، لا في البلدان الاشتراكية وحسب، بل في البلدان الرأسمالية والنامية أيضاً، إنها تجربة النضال في سبيل زيادة دور المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية. ثم عددت نينا بابوفا المتكسبات التي حققتها المرأة في ظل الاشتراكية وما قدمته هي في معركة البناء، بناء النظام الاشتراكي.
واستقبلت المجتمعات بحرارة كلمة السيدة أوجيني كوتون رئيسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي حيث عددت فيها الأمور التي تشغل بال النساء أينما كن، وبصرف النظر عن اتجاهاتهن ومعتقداتهم وألوانهن. مسألة وضع المرأة في المجتمع ثم قلق المرأة من الأخطار التي تهدد البشرية بويلات حرب جديدة، ومن أجد من المرأة التي تهب الحياة بالدفاع عن هذه الحياة ثم الإرادة المشتركة لكل من الأمهات في العالم في أن يرين أطفالهن يكبرون ويترعرعون في جو تسوده السعادة ولا تنقصه الآلام والدموع. وشجبت مدام كوتون بشدة العدوان الأمريكي في فيتنام وقالت: إن إنسان القرن العشرين يندى جبينه خجلاً مما يرتكب من جرائم في فيتنام وقالت إن الحرب الاستعمارية البشعة هذه تهدد السلم والحرية في كل العالم، وطالبت بتشديد حملة التضامن مع شعب الفيتنام البطل ونسائه الباسلات، وختمت كلمتها بقولها آن لنا أن نحقق إنسانية الإنسان.
وبتصفيق حاد عاصف استقبلت مندوبات 85 بلد من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا سفيرتهن إلى السماء فالنتينا تيريشكوفا التي تمنت لأعمال الندوة النجاح وتأسف لعدم تمكنها متابعة كل الجلسات لأنها تستعد لتقديم امتحانات في الرياضات العليا.
لقد تتالت على منبر الندوة مندوبات من كل الأقوام والألوان، ومختلف الأديان والمعتقدات تذكر كل واحدة ما تعتقده الأحسن في سبيل قضايا المرأة وكان الحرص على صيانة الإنسانية من ويلات الحروب ورغبة النساء الشديدة بزيادة دور المرأة في الحياة العامة، وتحقيق مجتمعات أفضل يهنأ فيها الأطفال والشباب بالسعادة من أقرب الأمور إلى قلوب النساء وأكثر الأشياء تردداً على لسان الخطيبات في مختلف اللقاءات والمناسبات.
إن تجربة سورية والمنجزات التي حققت والتعاون بين القوى التقدمية فيها، كانت محور الأحاديث والأسئلة التي كانت تطرحها النساء على الوفد السوري لمعرفة المزيد عنها، وكانت الأيدي السمراء والحمراء والبيضاء تمتد مصافحة لتنقل التمنيات الصادقة بالنجاح والنصر لسورية المتحررة في الدرب الذي اختارته واختطته لنفسها.
كلمة الدكتور الشاعر أحمد سليمان الأحمد
بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي
أروع الأيام يوم لا يسقط
عن صهوة الدورة الشمسية
قم وطف آذار بالدنيا وموجها ظلالا
وانثر الورد يميناً والأقاحي شمالا
واسحب الخضرة أذيالاً إذا رمت انتقالا
لامس العرى فيخضل بكفيك شعاع
وإذا لليل نواتي وأحلامي شراع
وأناشيدي موسيقا مع الموج تذاع
أيها السيدات والسادة
قد أكون لا أعرف شهرا كآذار، عناه الشعراء وأطراه المداح، وحيوه بالكلمة الراقصة الممراح وطوقوه بالنغمة العابقة بالأفراح.
وقد أكون لا أعرف مثل آذار شهراً يسافر في السنين حاملاً في حقائبه الندى والشذى والشعاع السعيد بانفلاته من أسر غيمة، والحكاية التي تنساب كلمتها المسحورة في مجرى الأمل حبات ألف ودفء وإطلاق نجمي المدى كالجمال كالحقيقة كالأغاني التي أهداها الشاعر جناحه فرفرفت في كل أفق وظل الشاعر مثل (انتي) الأسطوري يلاحق رفها وقدماه عالقتان بالأرض.
هذه الفرحة التي تنسكب في أجفان آذار نشوة تحكي مع النبضة تنمو مع الغرسة، تهدل مع الحمام، تجمد لونها في إطار نلمها من ديوان الربيع، ونقرأها في العطور والألوان، هذه الفرحة لا تجمد عند شكل فهي غنية متنوعة، تزداد غناً وتنوعاً كلما ازداد عطاء وتدفقت سماحاً. إنها لا تملك حجباً لسناها فهي مثل العبير في الزهرة، لا يمكن له الآن أن ينتشر وأن يسكر. ولكن هذه الفرحة تتفوق على نفسها كرماً وجمالاً في يوم المرأة، وتزداد نضارة كلما شقت جبينها أثلام الزمن… حيث أغراس الضوء تميس كالسنابل. وأروع الأيام يوم لا يسقط عن صهوة الدورة الشمسية. أروع الأيام ذاك الذي يترك الحديث عنه قطعة روض في كل يوم.
أيها السيدات والسادة
إن المرأة مازالت ولن تزال عطر الإلهام. ولكن أيضاً جمال يؤدي دوراً اجتماعياً وإنسانياً ووطناً مرموقاً. واسمحوا لي في هذا الموقف أن أقدم مثالين من المرأة العربية. أحدهما قديم وقفت فيه المرأة موقفاً سلبياً عفوياً، أعطى صورة إنسانية رائعة ففي رواياتنا الأدبية أن الحارث بن عوف كان قد خطب فتاة من قوه ولما أراد أن يتزوجها وكانت قبيلتا عبس وذبيان تتفانيان في قتال جاهلي لا هدف له قالت له كيف نقم الأفراح وقومنا في مأتم. ورغبت إليه أن يتكاتف مع هرم بن سنان للنهوض بمهمة الصلح الذي كتب له النجاح. فتكون المرأة العربية البسيطة قد أسهمت بذلك إلى جانب الرجل في هذه الظاهرة الإنسانية التقدمية.
وثاني المثالين من تاريخنا الحديث وقفت فيه المرأة موقفاً إيجابياً عنيفاً فقاومت وصمدت وأغنت تراثنا بالوقائع الإنسانية الرائعة. إنها جميلة العربية الجزائرية، إنها الألوف من أخواتها العربيات إنها في الحقيقة إنسانة العصر العربي الجديد.
وقد ألقى قصيدة ننشرها على الصفحة التالية:
ما أعذب الأحلام
هل شاهدت عيناك يا جميلة
أزهارنا البيضاء إذ تنام
في الحقل، في الجبال، في الخميلة
حالمة بأدمع مولودة في الحزن والأفراح
بقطرات من ندى الأرواح
وفي السماء
تلوح نجمة جديدة
إذا هوت في أرضنا شهيدة
وصلبت عذراء
أحس في أعماق روحي الشمس والربيع
قلبي يغني لهما كالطير كالينبوع
أغنية من نار
تغل في الصقيع كدمنا
كدمنا الفوار
وددت لو تطير
مثل الفراشات أغاني النور
وتحرق الجناح
من ذهب وثلج
في وهج
عينيك… من شعاع
يهمس ما لا أعلم الشعاع
عيناك دمعتا قمر
على نهر
وددت لو تطير
أغنيتي كوردة حزينة العبير
كغيمة فرحانة بمولد المطر
إليك يا فارسة القدر
تألقي لؤلؤة تضيء في بحار
أحزاننا العميقة الأغوار
حكاية يحبها الصغار
أنقى صلاة في فم الكبار
فإن في صمتك يا جميلة
أغنية الجدول للخميلة
أنشودة الأنهار في واحاتنا الخصيبة
تحمل في تجديدها بشائر العروبة.