المحتويات
· الرابطة: تحتفل بعيدها الأربعين ومرور عام على انتفاضة أهلنا في الأرض المحتلة
· بيان رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها
· بيننا وبينكن:
· في سبيل تعديل قانون الأحوال الشخصية
· صديقتي صوت المرأة
· إلى من يهمه الأمر: بقلم سناء
· الدم الجديد: بقلم سلام عبد الله
· لقاء مع أختي… الشمس: زويا من السويداء
· جولة في حياة رابطية ـ أجرى الحوار ( سلمى وناديا )
· بعض من أنشطة الرابطة : أعدتها أمل مجاهد
· الحرية للبطلة سهى بشارة والنصر لقضية شعبها
· كيف أنقذ الفتى الصغير مدينته: قصة قرغيزية ـ ترجمة: أميمة ظاظا
الرابطة: تحتفل بعيدها الأربعين ومرور عام على انتفاضة أهلنا في الأرض المحتلة
عيد الميلاد الأربعون لرابطة النساء السوريات: لحماية الأمومة والطفولة، كان من المناسبات التي أطلت علينا في نهاية عام 1988 كما اطل العامة الثاني للانتفاضة الفلسطينية المباركة. وقد أقام المكتب التنفيذي للرابطة حفل استقبال احتفاء بهاتين المناسبتين العظيمتين لبى الدعوة عدد من المنظمات العربية المتواجدة على الساحة السورية.
وقد ألقيت في الحفل كلمة اللجنة التنفيذية، كما ألقيت كلمة بمناسبة الانتفاضة، كما جرى تكريم عدد من الرابطيات القديمات وقدمت إليهن بعض الهدايا وبعض الكلمات التذكارية.
وشاركت فرقة نيسان بعدد من الأغاني الوطنية، وقد ارتجلت الرفيقة أم سليمان (فضة حلال) كلمة مؤثرة باسم الرابطيات القديمات حيّت فيها منظمتها التي كرمتها مع رفيقاتها من الرعيل الأول… وتمنت للرابطة المزيد من النجاحات وللرفيقات جميعاً والسير إلى أمام وتحقيق الانتصارات على الصعيد الشخصي والنضالي.
كلمة اللجنة التنفيذية بمناسبة الذكرى الأربعين للرابطة ألقتها الرفيقة أسماء الصالح:
نحتفل اليوم بالعيد اليوبيلي لتأسيس رابطتنا رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة… وليست هي المرة الأولى التي نحتفل فيها بهذا العيد فلقد مضى أربعون عاماً على تأسيسها حين تنادى عدد من مناضلاتنا الثوريات ممن رأين ما خلفته التركة الاستعمارية على حياة المرأة والطفل إلى إنشاء منظمة نسائية تقدمية تنظر إلى التطور الاجتماعي مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بتقدم المرأة ومرتهناً بسعادة الطفل وحياته الرغيدة.
وهكذا وفي 28 كانون الأول 1948 تأسست الرابطة وفي العام نفسه انتسبت إلى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي. فكانت من أوائل المنظمات النسائية العربية التي تنتسب إليه وساهمت مساهمة جدية في نشاطاته المختلفة وشاركت في ندواته ومؤتمراته العديدة.
وسرعان ما انتشرت بين الجماهير واجتذبت إليها عدداً من نساء المجتمع من أدبيات وشاعرات وعاملات وفلاحات وطبيبات ومعلمات ومثقفات…
ولقد عبرت خلال مسيرتها الطويلة دروباً حالكة هي رغم حلكتها مشرقة مضيئة عبرت عهود الديكتاتوريات المتعاقبة وكان لرفيقاتنا الأوائل شرف المشاركة في التصدي لها وفي المظاهرات العديدة في سبيل الديمقراطية وفي سبيل مطالب الشعب كما شاركت في المواقف الوطنية المختلفة ضد مؤامرات الاستعمار وأحلافه العدوانية كحلف بغداد والنقطة الرابعة ومشروع ايزنهاور. وغيرها من الأحلاف التي كانت تهدف إلى ربط بلادنا بعجلة الاستعمار. فدخلت رفيقاتنا سجون الديكتاتوريات وتعرضت لمختلف أنواع التعذيب.
وأيام العدوان الثلاثي والحشود التركية على حدود سورية كانت الرابطة في المقدمة فدخلت صفوف المقاومة الشعبية وتدربت على السلاح وقامت بحملات شعبية لجمع التبرعات من أجل دعم الجيش السوري المرابط في خط المواجهة وكذلك من أجل دعم الثورة الجزائرية.
وفي الحقيقة لم يكد ظل الديكتاتورية الثقيل ينزاح عن صدر البلاد حتى أخذت النساء تدخل في الرابطة جذبتها الأفكار الجديدة التي أطلقتها منذ تأسيسها أمومة سعيدة وطفولة رغيدة فتح دور الحضانة ورياض الأطفال منع تشغيل الأحداث ـ تأمين المدارس ـ إنشاء الحدائق العامة ـ تعديل قانون الأحوال الشخصية ـ الأجر المتساوي للعمل المتساوي ـ المساواة التامة بين الرجل والمرأة ـ السلام للعالم… إلخ.. وغير ذلك من الشعارات التي كانت الرابطة أول منظمة نسائية تطرحها على نطاق الوطن كله.
ويتكرر العدوان مرات متعددة وفي كل مرة كانت الرابطيات ينطلقن إلى ميدان العمل إلى المستشفيات والمستوصفات ويساهمن في أعمال التمريض ورفع المعنويات وجمع التبرعات للمنكوبين.
إن النضال من أجل حماية الاستقلال الوطني وتشديد النضال ضد الإمبريالية والصهيونية كان البند الأول في برنامج الرابطة فيما يتعلق بالميدان الوطني.
ويحتل التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة ضد القمع الإسرائيلي وضد أساليب الصهيونية في الإرهاب والتهجير والاستيطان والتمييز العنصري البند الأول في الميدان العربي.
بيان رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها
أيتها الرفيقات الرابطيات:
أيتها الصديقات
يا جماهير النساء
في الأول من تشرين الأول عام 1948 أعلن تأسيس رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، أول منظمة ديمقراطية جماهيرية في سورية، تدافع عن حقوق المرأة ومطالبها ورفع الحيف عنها. وتناضل من أجل رفع مستواها، وزيادة مساهمتها في حياة البلاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتعميق دور جماهير النساء في نضال بلادنا الوطني والاجتماعي.
لقد ولدت الرابطة في جو من النهوض الوطني العارم الذي عم بلادنا بعد جلاء القوات الاستعمارية الفرنسية عنها، والذي كان تتويجاً للنضالات البطولية التي خاضها شعبنا بنسائه ورجاله، والتضحيات الجسام التي قدمها من أجل أن يبزغ فجر الحرية والاستقلال. وانتصبت أمام البلاد مهام كبيرة كان في مقدمتها حماية الاستقلال الوطني الذي تم إنجازه، وتصفية التركة الثقيلة التي خلفتها قرون طويلة من الاحتلال العثماني الأسود، والسيطرة الاستعمارية البغيضة.
وكان تأسيس الرابطة أيضاً تجسيداً للنهوض الديمقراطي الشامل الذي عم العالم بعد انهيار الفاشية، ولصميم أوسع القوى الخيرة في العالم على التضامن والعمل من أجل ألا تتكرر مأساة الحرب العالمية الثانية، ومن أجل صيانة السلم العالمي، وضمان حق الشعوب في التحرر، وفي اختيار تطورها الاجتماعي بحرية، وحماية حقوق الإنسان.
وهكذا ومنذ الأيام الأولى لتأسيسها حملت الرابطة إلى جانب جمعيات نسائية أخرى ذات أهداف متعددة لواء تحرير المرأة السورية وإطلاقها في قمقم البيت، وزج طاقاتها للمساهمة بقسطها في إنجاز المهام الوطنية والاجتماعية.
وقد ساهمت الرابطة وصديقاتها خلال أربعين عاماً من تاريخها جنباً إلى جنب مع القوى الوطنية والتقدمية في النضال من أجل حماية الاستقلال الوطني، ولإحباط المؤامرات والأحلاف الاستعمارية بكل أشكالها، وضد الديكتاتوريات المتعاقبة، وفي المعارك الاجتماعية ضد ظلم الإقطاع ونهب البرجوازية واستغلالها وضد مختلف أشكال القهر الاجتماعي، ومظاهر التخلف التي عانت منها جماهير النساء بشكل خاص.
وفي هذا السبيل ناضلت الرابطة من أجل حق المرأة في التعليم والعمل، ومن أجل الأجر المتساوي للعمل المتساوي، والمساواة القانونية بين المرأة والرجل، وممارسة حقوقها السياسية وبخاصة حقها في الانتخاب، ومن أجل رعاية الأمومة والطفولة، وتوسيع المدارس ونشرها في المدن والريف، وتأمين الخدمات الصحية والاجتماعية وغير ذلك من المطالب الجماهيرية.
وإلى جانب النضال الوطني والاجتماعي، ساهمت الرابطة وتساهم في الفعاليات التضامنية مع نساء العالم وشعوبه، من أجل صون السلام العالمي، وإبعاد شبح الحروب وإلغائها من حياة الشعوب، وضد استخدام القنابل الذرية والأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الإبادة الجماعية، ودعماً لنضالات الشعوب من أجل تحررها الوطني والاجتماعي ومن أجل الديمقراطية والسلم.
أيتها الرفيقات والصديقات
يا جماهير النساء
إننا ننظر اليوم بفخر واعتزاز إلى الإنجازات الهامة التي حققتها المرأة السورية في مختلف الميادين عبر نضالها الطويل والشاق. ويتجلى ذلك في إقبال فتياتنا على العلم والعمل، والمشاركة المتزايدة مع الرجل في محاولات الإنتاج، والبناء الاجتماعي والوطني، كعاملة منتجة في الصناعة والزراعة، ومهندسة بناءة، ومعلمة مخلصة في تنشئة الأجيال وطبيبة وممرضة تحنو على الأبناء وتزيل كربهم، وعالمة باحثة، وسفيرة، ووزيرة، وعضو في مجلس الشعب، وقاضية ومحامية، وجندية تحمل السلاح وتذود عن الحمى. ويندر أن نجد اليوم دائرة أو مؤسسة تخلو منهن.
إن ما وصلت إليه المرأة السورية، يثلج صدور المناضلات والرابطيات الأول وغيرهن من اللواتي بذلن الكثير وضحين من أجل الارتقاء بمستوى نضال المرأة السورية وتحررها، ومع ذلك ما يزال طريق النضال في سبيل استكمال تحرر المرأة الفعلي وتحقيق المساواة التامة مع الرجل في مختلف الميادين طويلاً وشاقاً… ودون ذلك موروثات اجتماعية متخلفة في نظرتها إلى المرأة ما يزال عدد كبير من نساء بلادنا يخضع لها، وتلعب الرجعية والقوى السفلية دوراً كبيراً في ترسيخها وفي عرقلة عملية التطور ولجمها، كما يشكل الوضع الاقتصادي والمعاشي للجماهير الشعبية في بلادنا عائقاً جدياً أمام تطور المرأة وانطلاقها.
إن رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، وهي تحتفل بالذكرى الأربعين لتأسيسها، وانطلاقاً من شعارات ومقررات ووثائق مؤتمرها المنعقد في أيلول عام 1988، تدعو إلى تشديد النضال من أجل:
– حل سريع للأزمة الاقتصادية التي تعاني منعا البلاد، وتثقل كاهل الجماهير الشعبية الكادحة، وبخاصة منها جماهير النساء، وإن الإسراع في تطبيق مثل هذا الحل أيضاً مهمة وطنية في الدرجة الأولى.
– حل أزمة السكن التي تشكل عائقاً جدياً أمام استقرار الأسرة وتطورها.
– تحقيق المساواة الفعلية بين المرأة والرجل. وتوفير فرص العمل للقادرات عليه.
– تطوير قانون الأحوال الشخصية بما يتلاءم مع روح العصر، وكرامة المرأة، وينسجم مع الدور الذي تلعبه في حياة البلاد.
– تطوير وتوسيع وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية للأم والطفل، وغير ذلك من المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية التي تلعب دوراً هاماً في إطلاق مبادرات المرأة والاستفادة من إمكاناتها في عملية البناء والتقدم.
إن تحقيق المزيد من النجاحات في نضال الرابطة يتطلب توطيد وتعزيز وحدة رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، وزيادة فعاليتها ودورها، ولابد من العمل لتوطيد الجبهة الوطنية التقدمية، والسعي لمد العمل الجبهوي ليشمل الحركة النسوية الديمقراطية في سورية، وتحويل قضية المرأة إلى قضية اجتماعية عامة.
أيتها الرفيقات والصديقات
إننا إذ نحتفل بالذكرى الأربعين لتأسيس رابطتنا نحيي بإجلال وإكبار البطولات الملحمية التي تجترحها جماهير النساء والأطفال في الأرض المحتلة، من خلال المساهمة الفعالة في تأجيج انتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة، التي كان إعلان الدولة الفلسطينية إنجازاً كبيراً لها شكل نقطة انعطاف هامة في نضال الشعب العربي الفلسطيني من أجل ضمان حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
تحية وفاء واعتزاز لنضال أخواتنا في الجولان الحبيب أخوات غالية فرحات المتمسكات بالهوية والوطن.
تحية إكبار لنضال المرأة العربية في لبنان أخوات لولا عبود وسناء محيدلي وسهى بشارة وغيرهن اللواتي تصدين ببسالة لقوى الاحتلال الإسرائيلي وقمعه، ولمخططات الامبريالية والصهيونية وعملائهما دفاعاً عن حرية وعروبة لبنان، ووحدته أرضاً وشعباً.
إننا ننحني إجلالاً لذكرى رفيقاتنا اللواتي رحلن بعد أن أدين واجبهن في النضال الوطني والاجتماعي وفي سبيل قضايا وحقوق المرأة السورية.
ونحيي رفيقاتنا الرابطيات، وصديقاتنا بأجيالهن المتواصلة اللواتي يعملن بوعي، وصبر وتفان من أجل أن تتبوأ المرأة السورية مكانها اللائق والجدير بها في سائر ميادين الإنتاج والبناء.
نحيي جماهير النساء في بلادنا وندعوهن لزيادة وتوسيع مشاركتهن في النضال من أجل قضاياهن، والارتقاء بمستوى مساهمتهن في حياة البلاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
تحية إلى نضال المرأة في أرجاء الوطن العربي وفي العالم من أجل المساواة والتحرر والديمقراطية والسلام العالمي.
تشرين الأول عام 1988
بيننا وبينكن
رسالة وردتنا من أحد القراء الأعزاء، ننشرها بنصها كما وردت. وصوت المرأة تشكر الصديق العزيز على ملاحظاته القيمة. واهتمامه الجدي بتطوير عمل المجلة وموضوعاتها لتشمل كافة الجوانب النضالية المتعلقة بقضية المرأة المتعددة الجوانب، والتي تحظى باهتمام الجنسين بعد أن تحولت إلى مسألة اجتماعية من الدرجة الأولى عالمياً ووطنياً. ويسرنا أن الصديق العزيز قد استعار أحد الشعارات الأساسية للمؤتمر السابع للرابطة وأن هذا الشعار قد وجد لديه استحساناً. ونود أن نقول في هذا الميدان أن المجلة تحرص في كل عدد منها على طرح مشكلة أو قضية تعكس معاناة المرأة السورية.
وصوت المرأة ترحب بأي موضوع ذي صلة بهذه القضايا والمشكلات. وتضع في مقدمة اهتماماتها مسألة تطوير قانون الأحوال الشخصية بما ينسجم مع كرامة المرأة وروح العصر، ويشكل خطوة في سبيل تحقيق المساواة التامة بين المرأة والرجل في مجتمعنا الذي نتطلع إلى أن يقف في مصاف المجتمعات الإنسانية المتحررة.
هيئة تحرير صوت المرأة
في سبيل تعديل قانون الأحوال الشخصية
استأذن باستخدام أحد شعارات المؤتمر السابع لرابطة النساء السوريات، كعنوان لرسالتي هذه لكم.
والحقيقة فلو لم يذكر هذا الشعار في مؤتمركم لقلنا أن هذا الطلب الكبير “والذي يجب أن يكون كذلك” غائب أو شبه غائب. ويؤكد ذلك مراجعة سريعة لمجموعة من أعداد صوت المرأة أو مراجعات انتقادية للنضالات في الفترات الأخيرة. إن الحديث الدائم عن مساواة المرأة وفي إطار العموميات لا طائل منه فيجب رفع شعارات محددة وقيادة النضال من أجلها بخطوات ثابتة وبالدرجة الأولى لحذف أو تعديل الفقرات التي تسيء للمرأة وحقوقها في قانون الأحوال الشخصية في الجمهورية العربية السورية بما في ذلك حرية الزواج والزواج المدني ومنع تعدد الزوجات وتساوي حقوق الطلاق … إلخ.
إن الوضع الاقتصادي والأزمة المستفحلة التي انعكست على جيل الشابات والشباب الحالي تقتضي وتفرض لا الغرق في ظلها والصعود مع النسمات العابرة وإنما الانتقال إلى مرحلة نضالية جديدة بشعاراتها ومطاليبها.
فأين صوت المرأة من هذا؟
صديقتي صوت المرأة
تأكيداً لما جاء في عددك الثالث عن كتاب تاريخ المرأة في بلاد الشام وعن دور المرأة في تحولات المجتمع والثقافة والثروة الزراعية التي قامت بها النساء في العصر الحجري.. فإني أضيف إلى معلوماتك ما جاء في كتاب “محاضرات حول تحرر النساء” لألكسندرا كولونتاتي حول نفس الموضوع: إن المرأة في العصور البدائية ـ هي أول من عمل في الأرض فعندما كان زادها ينفذ كانت تبحث في المكان الذي تنتظر فيه عودة بقية أفراد القبيلة عن حشائش تحتوي على حبوب تصلح للأكل. كانت تأكل هذه الحبوب وتطعم منها أولادها، لكن فيما كانت تطحنها بأسنانها، سقط بعض منها على الأرض تنبت من جديد وهذا الاكتشاف هو الذي عين لفترة طويلة من الزمن مكانة المرأة في المجتمع ورفعها إلى رأس الأقوام. وثمة عدد كبير من الباحثين يعزو إلى المرأة استخدام النار كأداة اقتصادية فكلما ذهبت القبيلة إلى الصيد أو إلى الحرب تركت وراءها الأمهات والأطفال وكان الحفاظ على هذه النار مشتعلة واجباً مقدساً بالنسبة للأمهات اللواتي كن يتعاملن باستمرار مع النار الذي لذلك فقد ألفن خواصها وميزاتها وسخونتها لتسهيل أعمالهن فقد تعلمت المرأة أن تشوي آنيتها. لكن هذه النار حولت المرأة فيما بعد إلى أسيرة للمطبخ. وهناك رأي أن الأكواخ الأولى قد شيدت من قبل النساء للاحتماء مع أولادهن من التقلبات المناخية إضافة إلى أن القدرة على الوقوف التي تعتبر الميزة الأساسية للكائن البشري هي فتح من الفتوحات التي حققتها الأنثى… فقد تعلمت الأنثى في تصديها لهجمات العدو أن تحمي نفسها بذراع وأن تشد بالأخرى على صغيرها المتشبث بعنقها وأن تنتصب الأمر الذي ساعد على زيادة حجم دماغها… كل هذه الأفكار تزودنا بجملة من المعلومات حول دور المرأة في أول أشكال التنظيمات الاقتصادية.
هلا
السويداء
إلى من يهمه الأمر
قد أجريت مقارنة بين القوة الشرائية للراتب المتوسط بعد زيادة عام 1985 وبين القوة الشرائية للراتب المتوسط بعد زيادة عام 1987 فتبين أن ما كان يمكن شراؤه بالراتب قبل زيادة عام 1985 يعادل ضعف ما يمكن شراؤه بالراتب الحالي بعد الزيادتين. وإن القوى الشرائية لمتوسط الراتب حالياً لا تكفي لتأمين الحاجات الغذائية الضرورية للحياة. فأكثرية العاملين في الدولة لا يزيد أساس راتبهم الحالي عن 1500 ل.س، في حين أن كل الدراسات التي جرت لتكاليف المعيشة أعطت نتائج تقول إن المعيشة المتواضعة التي لا تتجاوز الحاجات الضرورية والمتكررة لحياة عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص تحتاج إلى ضعف هذا المبلغ على الأقل.
وإلى من يريد التأكد من ذلك عليه الاطلاع على القائمة التالية ليرى أن الراتب المطلوب لتغطية معقولة من مأكل وملبس لعائلة شابة مؤلفة من أربعة أشخاص يبلغ:
الحاجيات
|
السعر
|
1- أجار منزل
|
1000 – 1500 ل.س
|
2- ماء – كهرباء
|
150 ل.س
|
3- لحمة
|
600 ل.س
|
4- فروج
|
150 ل.س
|
5- جبنة
|
120 ل.س
|
6- لبنة
|
100 ل.س
|
7- زيتون ـ مكدوس ـ مربى
|
150 ل.س
|
8- بيض – خبز
|
180 ل.س
|
9- ملابس
|
200 ل.س
|
10- سمنة وزيت
|
200 ل.س
|
11- بقول وبرغل
|
50 ل.س
|
12- شاي – قهوة
|
150 ل.س
|
13- رز – سكر
|
25 ل.س
|
14- مواصلات
|
200 ل.س
|
15- مصروف شخصي
|
200 ل.س
|
16- جرائد – سينما – مسرح
|
100 ل.س
|
17- مصروف أطفال (حليب – مدرسة – خرجية)
|
400 ل.س
|
18- خضار مشكلة
|
300 ل.س
|
19- فواكه الموسم
|
300 ل.س
|
20- معجنات
|
100 ل.س
|
21- منظفات
|
200 ل.س
|
22- بياضات أطفال
|
100 ل.س
|
23- سمك
|
100 ل.س
|
24- مازوت
|
200 ل.س
|
25- محارم
|
50 ل.س
|
المجموع
|
4325 ل.س
|
ملاحظة: المقال أرسل إلى مجلتنا قبل ارتفاع سعر المنظفات والخبز والحليب فما رأيكم؟؟!!
سناء
الدم الجديد
كان الموقف حرجاً وأنا أستمع إلى الرفيقات الرابطيات القديمات يقدمن أنفسهن وأتساءل: ماذا أقول؟ وأنا ليس لي تاريخ طويل في هذا الميدان وكما يقول المثل: (من امتى صرلك بالقصر! من مبارح العصر).
لكن جاء دوري ولابد من الكلام! استجمعت قواي وقلت: أنا أمثل الدم الجديد، الدم الذي سيختلط مع دماء من سبقنني وأحيين الرابطة وعملها على مدار أربعين عاماً، لي الشرف أن أكون معكن الآن وأتمنى أن يندمج القديم بالجديد ونبدأ العمل معاً.
وحقاً كانت مشاعري مليئة بالتخوف والرهبة، مليئة بالغموض وحب الاستطلاع والرغبة في العمل في ميدان كنت بعيدة عنه.
لقد لمحت الحذر في بعض العيون والحق أقول إن الأكثرية من المناضلات في صفوف الرابطة كن وراء هذه الخطوة الجديدة. متحمسات، راغبات في دفعنا إلى الأمام.
إن طريق العمل طويل والمهام كبيرة وعلى الدم الجديد من أمثالي إثبات مقدراتهن وتغذية جسد الرابطة الذي هو بأمس الحاجة إلى الدماء كافة.
سلام عبد الله
أدب الشباب
لقاء مع أختي… الشمس
أيتها الشمس
الآن أصبح…
للحياة نكهة أخرى…
الآن.. صارت لها صور جديدة
ونظرات شاخصة
تحمل في بريقها…
أملاً جديداً..
حباً جديداً
غداً جديداً
ووطناً نظيفاً
أيتها الشمس الرائعة..
كما تغفر الأم لصغارها
عليك أن تغفري لي…
رعونتي…
طيشي، وغبائي…
فأنا الآن أعود
بوجه جديد…
بعيون جديدة
وبصوت جديد
لم يسمعه أحد من قبل..
فامهليني أختاه..
لتري أنني
ما عدت
كما كنت
أستل سيوفاً..
من حماقات … مبتذلة وحزينة.
ولتري أن سيوفي الآن..
صارت قلماً..
صارت كلمة
صارت وردة
صارت طفلاً… صارت حجراً..
صارت صواعق … وأوارا..
صارت نشيداً… وقنبلة موقوتة.
ولتعلمي منذ الآن…
أنني لن أرضى بغيرك..
صدراً حانياً.
ولن أرضى في إلا قبراً
لم تطأه قدم من قبل
لن أرضى بقبر
إلاك.
زويا
السويداء
20/1/1989
لقاء
جولة في حياة رابطية
كشجرة مورقة جذعها ثابت وفروعها في السماء، انتصبت أمامنا شامخة كشموخ جبل قاسيون وابتسمت ابتسامة من يسترجع ذكريات الماضي. ماض حافل امتد على مدى نصف قرن.
قدمت للوطن عشرة أبناء وثمانين حفيداً زوجها النقابي المناضل جبران حلال أحد مؤسسي نقابة عمال البناء.
أم سليمان (فضة حلال) ولدت عام /1912/. وعندما شبت كانت بلادنا سورية ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي… وكانت المشاعر الوطنية أول شعاع دخل القلب الفتي المتوثب إلى الحرية.
وامتزجت بها المشاعر الطبقية والإنسانية، ابتدأت كلامها قائلة:
– كانت ثورة 1936 في سورية من أبرز الثورات التي قامت ضد الفرنسيين. كنت أحلم أن أحظى بمقابلة أحد الثوار كي أمد له يد المساعدة… وكان لي شرف المشاركة في المظاهرات الوطنية آنذاك..
* هل لك أن تذكري لنا بعضاً من مشاركة المرأة في النضال الوطني؟
– لقد ناضل الكثير من النساء ضد الاستعمار الفرنسي علناً وفي الخفاء… كانت نساؤنا تساهم في المظاهرات وتحمل المؤونة والسلاح توصله إلى المقاتلين في الغوطة وفي الأحياء الشعبية كنا نحن ندعو إلى الاجتماعات وتأتي النساء إلينا فنقوم بتحريضهن ضد الاستعمار ونحثهن على تأييد المظاهرات التي كانت تقوم على المشاركة فيها وتمتلئ الشوارع بالمظاهرات من شباب وشابات والأناشيد الحماسية.
زلزلوا القصر فوق رأس الظالمينا
اطردوا المستعمرينا اسحقوا المستثمرينا
* في 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية… قاطعتني قائلة:
– لقد كانت أياماً عصيبة جداً… كانت أيام مجاعة حقاً وكان يوزع علينا ما يسمى بخبز الوثيقة… وكانت حصة كل فرد من الخبز أوقية واحدة، كنا نعاني من الفقر والفاقة الشديدين.
* ماذا فعلت رائداتنا الأوائل آنذاك؟
– مرة انقطع الخبز أسبوعاً كاملاً عن عدد من العائلات الفقيرة وسرعان ما اكتشفنا أن الخبز يسرق وكذلك الطحين فأخذت أنا وبعض النساء ندور على بيوت الحي حتى جمعنا /450/ توقيعاً وذهبنا مع جمع من النساء إلى المسؤولين. وقد حاول المحتكرون إرضائي شخصياً بتقديم الخبز الجيد لي. ولكن طبعاً كانت مصلحة الجماهير هي الأهم. وكان نضالنا ضد الرشوة… وهكذا كان النضال المطلبي يسير جنباً إلى جنب مع النضال الوطني ضد المستعمرين.
* عام 1948 تأسست رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة.
– لقد انتسبت إليها في العام نفسه وكنت في أول مظاهرة قامت بها الرابطة 1949 ضد الديكتاتورية… سرنا مع أمهات المعتقلين آنذاك وقد اعتقلت مع عدد من الرابطيات وكان ابني سليمان من بين المعتقلين وقد تعرض للتعذيب الوحشي من ضرب وتقليع أظافر ولا تزال أظافره المقلوعة معلقة في منزله للآن عنواناً لوحشية الحكم العسكري الديكتاتوري.
* بقي الحكم الديكتاتوري حتى 1954 فكيف استمر النضال في تلك السنوات؟
– النضال لم ينقطع طوال هذه السنوات المظلمة… كنا نخرج في المظاهرات الطيارة.
وقد شاركت فيها وطوقتنا شرطة الديكتاتورية وقد اعتقلت آنذاك قالوا لي: لن تخرجي بدون كفالة من ولي أمرك… رفضت هذه الكفالة وعندما استدعي المختار لكفالتي قلت له: لن أتعهد بأي شيء وعندما خرجت… أخذت أوزع المنشورات. كنا نربط يافطات كتب عليها: تسقط الديكتاتورية وشعارات أخرى ونرميها على أشرطة الكهرباء. كانت الأمهات تصنعها والشباب تقوم بذلك عام 1952 جرى احتفال بمناسبة الأول من أيار في مقهى (أبو سليم) في بوابة الصالحية وهوجم الاحتفال وجرى اعتقال العديد من الشباب لم أشعر إلا وأنا ألقي بنفسي أمام سيارة الشرطة من أجل تخليص المعتقلين.
* هذا عمل بطولي حقاً. إنها مأثرة تذكرني بالأمهات الفرنسيات عندما كن يلقين بأنفسهن أمام القاطرات التي كانت تنقل الجنود إلى الجزائر.
والآن كيف كان الموقف من القضية الفلسطينية؟
– بعد احتلال فلسطين كان الشعار الوطني الكبير لدينا هو النضال ضد الصهيونية والإمبريالية ونحن نعلم أن شعار تحرير الأراضي العربية المحتلة وحق تقرير المصير ودعم الشعب الفلسطيني في النضال من أجل إقامة دولته الوطنية على تراب الوطن من شعارات الرابطة.
* الرفيقة أم سليمان هل لك أن تحديثنا عن النشاطات الرابطية التي ساهمت فيها من أجل مطالب النساء.
– لقد شاركت الرابطة في المظاهرات وقامت بالمطالبة بإنشاء دور الحضانة ورفعت شعاراً ضد الحجاب وفي سبيل تحرير المرأة اجتماعياً وفي سبيل المساواة والأجر المتساوي للعمل المتساوي وتعديل قانون الأحوال الشخصية كما ساهمت في توعية النساء. النضال ضد مؤامرات الإمبريالية… ضد حشود أساطيلها العدوانية. وضد الأحلاف العسكرية.
* 1956 قام شعب سورية الأبي لنصرة مصر العربية أثناء العدوان الثلاثي الغاشم فكيف كانت مساهمة نسائنا وفتياتنا؟
– لقد انخرطن جميعاً في أعمال المقاومة الشعبية وتدربن على السلاح كانت الحماسة تملأ القلوب وتهز المشاعر وتفتحت الديمقراطية زهوراً حية تبعث الرعب في قلوب الطغاة وجمع المستعمرون جموعهم لمهاجمة سورية وقد دفع التقدميون جميعاً ثمناً باهظاً ودخل المئات السجون من جديد وكنت أنا من بينهم. نعم لقد دخلت السجن مرات كثيرة ولكن السجون لم تكن ترهبنا.
* رفيقتنا العزيزة، ماذا تعني لك دمشق؟
– إنها دمشق الصمود… دمشق الحبيبة. دمشق التي لم تنحن يوماً. دمشق الشعب الأبي الكادح.
يا دمشق شذى هواك هاج فينا المنى والذكر
كيف نصحو وهذي رباك سكرت في عناق القمر.
وجهك السامر، شعبك الثائر، ذهبا في البلاد مثل. وعلى نعمات هذا النشيد الحبيب أغمضت عيني، كما أيام المحن نسمع الأناشيد الوطنية الجميلة من فم هذه السيدة التي رسمت السنون على قسماتها عزم الصبا ورجاحة العقل.
أجرى الحوار: (سلمى وناديا)
بعض من أنشطة الرابطة
1949- مؤتمر السلام في باريس
1952- المشاركة في مهرجان فرصوفيا ـ جمع تواقيع على نداء استوكهولم
1955- حضور مؤتمر الأمهات العالمي في لوزان سويسرا. وانبثقت عن المؤتمر لجنة الأمهات العالمية الدائمة. وكانت إحدى مندوبات الرابطة ممثلة سورية فيها وكان هدف هذه اللجنة النضال ضد الأحلاف العسكرية والعنصرية وفي سبيل السلم وحرية الشعوب ومستقبل سعيد للأولاد.
1956- المشاركة في مؤتمر الشغيلات العالمي في بودابست الذي هدف إلى العمل على رفع مستوى الشغيلات.
1957- حضور ندوة عالمية في تشيكوسلوفاكيا للتحضير النقابي الرابع ـ المشاركة في المؤتمر العمالي الرابع في لايبزيخ.
1959- المشاركة في مؤتمر أنصار السلم العراقيين في بغداد وفي مهرجان الرصافي وأعياد الأول من أيار.
1963- المساهمة في مؤتمر الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في موسكو (أندع) ـ المساهمة في مؤتمر نزع السلاح في موسكو.
1967- حضور مؤتمر النساء الرومانيات.
1968- القيام بإيجاد مراكز لمحو الأمية – حملة لجمع ألبسة وتوزيعها على مخيمات النازحين – مؤتمر في براغ دعت إليه أندع
1969- المشاركة في مؤتمر أنصار السلم في برلين – حضور مؤتمر النساء الألمانيات – الدعوة إلى مسيرة نسائية ومهرجان خطابي على مدرج الجامعة احتجاجاً على العرض العسكري الأول الإسرائيلي في القدس وتضامناً مع المناضلات في الأراضي المحتلة – المساهمة في اجتماع منظمة أنصار السلم السوريين لتأبين أنطون ثابت.
1970- المشاركة في اجتماع مجلس أندع في بودابست.
1971- المطالبة بإطلاق سراح السجينات في اليونان – إدانة العدوان على غينيا – برقية للرئيس نيكسون للمطالبة بحرية انجيلا ديفيز – زيارة للجرحى من الفدائيين ضحايا مجازر أيلول.
1972- المشاركة في مؤتمر تضامني مع المرأة الفلسطينية في القاهرة.
1973- المشاركة في اجتماع اندع في فارنا.
1974- حضور مجلس اندع في وارسو.
1975- المشاركة في مؤتمر برلين بمناسبة العام الدولي للمرأة.
1982- زيارة لمعسكرات مهجري بيروت.
1987- المشاركة في مؤتمر موسكو العالمي للنساء.
1988- لقاء فينيا للتضامن مع نساء وأطفال الأرض المحتلة.
أعدتها: أمل مجاهد
الحرية للبطلة سهى بشارة والنصر لقضية شعبها
عقدت المنظمات النسائية الديمقراطية العربية والفلسطينية العاملة على الساحة السورية اجتماعاً في 7/2/1989. بحثت فيه سبل تطوير وتوسيع حملة التضامن لإطلاق سراح المناضلة الوطنية اللبنانية سهى بشارة بعد أن تم تسليمها إلى جلاديها من قوات العميل لحد. وقد أقر الاجتماع تقديم مذكرات إلى خمس جهات عربية وعالمية للمطالبة بمتابعة الجهود، وتشديد المساعي لإطلاق سراح ابنة الجنوب البارة ورفاقها.
وقد أدانت المنظمات الديمقراطية النسوية العربية والفلسطينية في مذكراتها حملات القمع الوحشي والإرهاب الفاشي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، كما نددت بعملاء إسرائيل، وحذرتهم من المساس بحياة المناضلة سهى ورفاقها، وطالبت بإطلاق سراحهم فوراً بموجب القوانين والأعراف الدولية والإنسانية. وعبرت المنظمات النسوية الديمقراطية في مذكراتها عن تضامنها مع الحركة الوطنية اللبنانية، ومع وحدة لبنان أرضاً وشعباً، وأكدت على أهمية التلاحم الوطني اللبناني السوري الفلسطيني.
وقد قدمت المذكرات والبرقيات إلى:
الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، وهيئة الصمود الوطني للأراضي المحتلة في الجنوب اللبناني، وإلى لجنة المتابعة لإطلاق سراح سهى بشارة، وإلى السيد سليم الحص رئيس الحكومة الشرعية في لبنان، كما وجهت مذكرة إلى الاتحاد النسائي الديمقراطية العالمي.
وقد ذيلت المذكرات والبرقيات بتوقيع “14” منظمة نسائية عربية وفلسطينية بينها رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة.
لأطفالنا
كيف أنقذ الفتى الصغير مدينته
عاش في قديم الزمان رجل محارب اسمه الخان جاني بيك. وقد سخر قوته للاعتداء على القبائل المجاورة.
حاولت قوة الخان جاني بيك الهائلة مرة أن تعتدي على مدينة الخان سلطان محمد. وقد نادى الأعداء على سكان المدينة.
– إذا لم تستسلموا خلال ثلاثة أيام، فسوف تهدم مدينتكم؟
جمع السلطان محمد شيوخ القبيلة. فكر طويلاً هؤلاء الشيوخ، في إنقاذ أنفسهم من المصيبة، ولم يتوصلوا إلى حل. وها هو اليوم الأخير يقترب. وبينما الشيوخ جالسون دخل عليهم ولد صغير يلبس فروة عتيقة. سلم عليهم وقال:
– أرسلوني إلى الخان جاني بيك. سأحاول أن أنقذ مدينتنا من الهجوم الغادر.
سمع الشيوخ هذه الكلمات ثم ضحكوا طويلاً. وغضب السلطان.
قال السلطان للولد حانقاً: اخرج من هنا، إنك لا تزال صغيراً فلا تحشر نفسك في مثل هذه المسائل.
لكن أحد الشيوخ قال:
– سيدي لا يتعلق الأمر بالسن فقد يكون عقل الولد راجحاً. لا تغضب على هذا الولد. قد ينقذ مدينتنا فعلاً لنرسله إلى الخان جانبي بيك.
فكر المشايخ وتجادلوا ثم قرروا أن يرسلوا الولد إلى الخان جانبي بيك.
طلب الولد أن يعطوه أكبر الجمال سنا والعنزة الأطول لحية. فعجب الشيوخ ولكنهم أعطوا الولد كل ما طلبه.
ركب الولد على الجمل وربط العنزة من رقبتها بالحبل وجرها. وصل إلى عند الأعداء غضب الخان جانبي بكي حين رأى الولد وصاح:
– أيمكن أن لا يوجد لدى خان سلطان محمد رسول أكبر وذو لحية أطول من هذا الفتى؟! لم يخف الولد من جاني خان واقترب منه بهدوء وأجاب:
– إذا أردت أيها السيد أن تتحدث مع الأكبر سناً فتكلم مع هذا الجمل! وإذا أردت أن تتكلم مع الأطول لحية فتكلم مع هذه العنزة!
تعجب الخان من الولد الواقف أمامه وقال له:
– أنت ذكي وشجاع! وسأكافئك على هذا! اطلب ما تريد!
– طلب منه الولد: اهدني قطة من الأرض بقدر جلد جملي!
ضحك جاني بيك خان عندما سمع طلبا لولد ووافق على إعطائه ما طلب.
ذبح الولد البعير وسلخ جلده وقطعه قطعاً رقيقة وربط هذه القطع مع بعضها ومدها إلى حدود المدينة.
رأى جاني بيك خان هذا فتعجب وأدرك أن الولد احتال عليه. ولكنه لا يستطيع عمل شيء: يجب على الخان أن يبقى عند كلامه لقد أعطى وعداً. أهدى الخان الولد المدينة وغادرا لمكان… مع قواته. وهكذا أنقذ الولد مدينته.