المحتويات
· في الذكرى الثانية لوفاة الرابطية الفنانة السيدة إقبال ناجي
· الرابطة تساهم في الحملة ضد الكوليرا
· مطالب شعبية
· بيان الرابطة بمناسبة عيد الطفل العالمي
في الذكرى الثانية لوفاة الرابطية الفنانة السيدة إقبال ناجي
ولدت الفنانة الفقيدة إقبال ناجي (السيدة قارصلي) في دمشق عام 1924 وفيما بين 1930 – 1936 قضت طفولة سعيدة في بلدة الزبداني حيث كان والدها معلماً في تلك البلدة الجميلة حيث نما إحساسها بجمال الطبيعة والذي عبرت عنه في سائر لوحاتها فيما بعد.
لقد امتازت بمواهبها الفنية وهي لا تزال في مرحلة الدراسة الابتدائية لقد كانت ترسم وتطرز وتخيط. يساعدها في ذلك خيالها الواسع الخصب.
لقد كانت أولى لوحاتها تلك التي رسمتها على القماش عام 1936 تمثل ملائكة تطير فوق حقل مليء بالزهور والفراشات وكانت اللوحة مرسومة بالألوان الزيتية.
لقد نما إحساس الفتاة بالمشاكل الاجتماعية في الوسط الذي تعيش فيه وبعذابات المرأة الشرقية في المجتمع المتخلف. أما إحساسها بالمشاكل الإنسانية فلقد نماه حبها للمطالعة وقد قرأت أكثر ما ترجم من الأدب العالمي بالإضافة إلى الصحف والمجلات الأدبية والتاريخ ولقد استمرت على ذلك طوال حياتها.
لقد وجدت في الكتاب أولاً وفي فرشاة الرسم فيما بعد خلاصاً لها وملجأ تفرغ إليه باستمرار.
في عام 1940 وفي السادسة عشرة تزوجت… وانتقلت إلى تدمر لتعيش مع زوجها الموقف في هذه البلدة النائية ولكن الشابة أدركت مباشرة مواطن الجمال والشاعرية في هذه الدرة الضائعة بين الرمال والجبال مثلما تحسست بالظروف الاجتماعية القاسية التي نعيشها ويعيشها أهل قرانا.
وفي المنزل الواقع في مدخل البلدة والذي تنفتح أمامه باتجاه الغرب وعلى مسافة خطوات قليلة مدينة أتربة كاملة مهيبة بجلالها وجمالها وتنتصب شامخة على رأس أحد الجبال قلعة عربية كثير في النفس ألف خيال وخيال وتحوك الذكريات الميتة والتاريخ البائد.
في هذا المنزل تركت أنامل أحد الضباط الفرنسيين على الحيطان لوحات فنية شاعرية شرقية المواضيع رومانسية الخيال أيقظت روح الفن في نفسها فأخذت تحاكيها ومن هنا بدأت مسيرتها الفنية… لقد كانت ترسم لتملأ فراغ حياتها في تلك البلدة المنعزلة البعيدة. وقد لاقت التشجيع ممن حولها…. وكانت نماذجها الأولى الآثار الخالدة الطبيعية أولادها، وفي عام 1952 انتقلت مع زوجها وأولادها إلى دمشق وكانت مديرية الآثار والمتاحف قد بدأت بإقامة معارضها السنوية. ولم تتردد الفنانة وبتشجيع من حولها اشتركت في أول معرض من تلك المعارض عام 1953 وحتى وفاتها لم تنقطع عن الاشتراك في أي معرض من هذا النوع.
كانت الفنانة مطلعة على المدارس الفنية إطلاعاً كاملاً كانت تعرف كل الفنانين الأوروبيين والمدارس الفنية المختلفة وكنت تعجب برمبرانت ورنوار وريبين وسيروف وغيرهم لم تكن المدرسة التي ينتمي إليها الفنان تهمها وكانت تقول لكل فنان موطن جمال وإبداع في رسمه وكانت تقول بأن الفن الصحيح لا يمكن أن يحصر بمدرسة… أن المدارس الفنية نشأت بعد الرسم وليس قبله وكانت تعرف جيداً أن الرسم انعكاس لواقع اجتماعي واقتصادي وفكري معين وأنه انعكاس للظروف الخارجية المحيطة بالفنان.
لقد كانت الطبيعة معلمها الأول، والمجتمع كان مصدر إحساساتها وانفعالاتها، وكانت تؤمن بالجمهور أيماناً عميقاً وتحب سماع تعليقاته على لوحاتها، وكانت ترى أن الجمهور هو الناقد الوحيد الذواق والمتحسس بدون حذلقة وهو وحده الضمان الأول والأخير لتقدم الحركة الفنية في سورية وما يميز لوحاتها كان غناها بالألوان، وفرح الحياة في هذه اللوحات، لقد كانت انعكاساً لمشاعرها الداخلية وغنى نفسها بالأحاسيس وتعويضاً لا شعورياً عن حزن دفين.. لقد اشتركت في غالبية معارض الربيع والخريف التي كان يقيمها المتحف الوطني بدمشق ثم وزارة الثقافة والإرشاد كما أقامت معرضاً لها في صالة الفن الحديث بدمشق وآخر في المركز الثقافي العربي واشتركت في معرض القطن بحلب ومسابقة ملهمة الفنانين ومعرض الزهور وتعاملت على نطاق واسع مع غاليري في بيروت حيث كان يرسل لوحاتها إلى مختلف البلدان الأوروبية الغربية كما عرضت لوحاتها إلى مختلف البلدان الأوروبية الغربية كما عرضت لوحاتها في عدة دول أوروبية اشتراكية في مناسبات مختلفة ولابد من الإشارة هنا إلى أن الأوروبيين كانوا يقدرون لوحاتها كثيراً ويحبون ألوانها المشرقة ومواضيعها الشرقية.
لقد كان معرضها في مدينة الطبقة أول معرض لفنان سوري يقام في تلك المدينة ولم تكتب عنه الصحف كلمة واحدة إلا بعد وفاتها. في عام 1967 زارت ألمانيا الديمقراطية للمعالجة والإطلاع وخلال وجودها هناك أقامت لها جمعية الصداقة الألمانية العربية ورابطة الفنانين الألمان في محافظتي روستوك وغرايفز فاله معرضاً في قاعة المسرح البلدي ثم نقل المعرض إلى عدة مدن في شمال ألمانيا الديمقراطية حيث لاقى نجاحاً كبيراً.
وقد كانت الفقيدة عضواً في رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة وساهمت مساهمة طيبة في أعمال الرابطة وخاصة في حقل تعليم الخياطة. وقد زارت بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي مع وفد الرابطة عام 1968 وزارت متحف لينيغراد وعقدت عدة لقاءات مع فنانين سوفييت خاصة في تبليسي عاصمة جورجيا. قبل وفاتها زارت مدينة الطبقة وأقامت معرضاً هناك وقد تركت تلك المدينة في نفسها آثاراً عميقة عبرت عنها برسم لوحات تحمل طابعاً جديداً كل الجدة.
وكانت تستعد لإقامة معرض مكرس للعمل الجبار في سد الفرات مساهمة منها في تخليد بناته حيث قامت برسم أكثر من ثلاثين لوحة. لكن الجهد الذي بذلته أنهكها وكان القدر لها بالمرصاد وتوقف قلبها النابض بالحياة عن الخفقان وهي في أوج عطائها وكان ذلك في 11 مايس 1969.
الرابطة تساهم في الحملة ضد الكوليرا
شاركت الرابطة في الحملة الوقائية التي قامت بها وزارة الصحة ضد وباء الكوليرا وتركز نشاطها في الريف والمناطق المجاورة لمدينة دمشق فلقحت عدداً كبيراً من المواطنين من النساء والأطفال كما نظمت ندوات صحية حول وباء الكوليرا ودور النظافة في الوقاية من الأمراض بشكل عام.
مطالب شعبية
تقع قرية سقبا على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة ولكنها تفتقر مع الأسف الشديد إلى كثير من ضروريات الحياة اليومية: إنها تفتقر إلى مياه الشرب النقية مما يضطر أهلها لشرب مياه الآبار، ليس في القرية هاتف واحد عمومي أو خاص يمكن أن يسد حاجة سكان القرية في حالة الضرورة الملحة التي تتطلب الاتصال السريع بالعاصمة. كما لا يوجد في القرية قابلة قانونية واحدة تسعف الحامل أثناء الولادة مما يجبر الجدات على قيام بهذه الأعمال التي يجب أن تتم في دور الولادة وعلى أيدي الأطباء والقابلات القانونيات.
والوضع في قرية سقبا هو صورة للوضع في العديد من القرى المحيطة بدمشق، ولا يجوز بأي حال استمراره ومن الضروري والواجب تغيره. وأن “صوت المرأة” لتضم صوتها إلى صوت نساء قرية سقبا طالبة من المسؤولين العمل على تحسين أوضاع القرية في المجالات المذكورة أعلاه.
هذا وقد علمنا أن نساء القرية المذكورة قد قمن بتقديم عريضة للمسؤولين في دمشق يطالبن فيها بتأمين قابلة قانونية للقرية وقد وقعت على هذه العريضة أكثر من 300 امرأة.
بيان الرابطة بمناسبة عيد الطفل العالمي
يشرق الأول من حزيران كل عام، حاملاً للطفل في عيده باقة حب حمراء كخدود الأطفال السمراء، نقية كقلوبهم الطاهرة، وتحتضن الأمهات حبات قلوبهن في هذا اليوم وينظرن إلى عيونهم البريئة فيشعرن بالسعادة التي لا تعادلها إلا سعادة أن يرين أطفالهن يعيشون في عالم يسوده الحب والخير والسلام.
ولكن احتفال البشرية التقدمية هذا العام بيوم الطفل العالمي يأتي وهي تعيش ظروفاً صعبة نتيجة الشراسة التي تبديها الإمبريالية العالمية ضد الشعوب، تساندها في هذا قوى الرجعية والصهيونية العالمية في كل مكان. لقد كفلت كل القوانين الدولية الطفولة في كل مكان دون تمييز في الجنس واللغة والدين. وقد احتل الطفل في الدول الاشتراكية موطن الصدارة. حتى ليكاد يقال بأن تلك الأقطار تحكم من قبل ديكتاتورية الأطفال لشدة ما يتمتع به الطفل من حقوق تصل بهم إلى عالم الطفولة السعيدة حقاً.
هذا في الوقت الذي تنتهك فيه القوى الإمبريالية والصهيونية حقوق الأطفال والأمهات. ففي الأرض العربية المحتلة تدمر البيوت على رؤوس أصحابها، والآباء والأمهات يساقون إلى السجون والمعتقلات ويبقى الأطفال دون رعاية ولا مأوى. وفي كل يوم ترد الأخبار عن الطائرات التي تلقي بقنابل النابالم فتشوه وجه الطفولة البريء… إن جريمة بحر البقر التي ارتكبتها الصهيونية بواسطة طائرات الفانتوم الأمريكية… فقتلت الأطفال في مدرستهم حيث اختلطت دماؤهم بحبر الكتب والدفاتر لتشهد على وحشية الإمبريالية وعملائهم، إن هذه الجريمة القذرة لن تنسى ما دامت هناك قوى بغي وعدوان تعمل على إفناء البشرية ممثلة في الطفولة العزلاء… إن مئات الآلاف من النازحين واللاجئين يعيشون ظروفاً سيئة لا تحميهم إلا خيام بالية تعجز عن حمايتهم من حر الصيف وبرد الشتاء والأطفال لم يعودوا يذهبون إلى المدارس… الملابس التي يرتدونها قطع ممزقة… والطعام الذي يحصلون عليه أقل من القليل والأمراض التي تصيبهم أكثر من أن تحصى. وفي الفيتنام يقوم “المعتدون” بمحو قرى بأكملها من عالم الوجود، بعد أن يصبوا نيران رشاشاتهم لتحصد النساء ولتروع الأطفال المذعورين الذين لا ذنب لهم. وليست الطفولة بأسعد حالاً في أفريقيا في ظل الشركات الاحتكارية التي تنهب الخيرات وتشرك الطفولة ينهبها الجوع ويقتلها التمييز العنصري. صورتان متقابلتان… الطفولة في الوطن الاشتراكي باسمة سعيدة.. والطفولة تحت نير الإمبريالية تجوع وتعرى وتختلط دماؤها بشظايا القنابل… إن هذا العيد يأتي وأطفال وطننا بحاجة إلى مزيد من الرعاية والعناية والاهتمام. صحيح أن هناك كثيراً من المكاسب قد تحققت ومنها إلزامية التعليم المجاني، ولكن هناك كثير من المهمات والمطالب لا بد من تحقيقها في هذا المضمار. كالتوسع في بناء دور الحضانة لأبناء العاملات والموظفات وإقامة مزيد من الحدائق العامة والملاعب والعناية بالرياضة وإبعاد شبح الفقر عن الأطفال وحماية حقوقهم. وإن لقاء القوى التقدمية داخل القطر وسعيها الحثيث لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي ليكتسب أهمية بالغة في تحسين المستوى المعاشي للأطفال وجماهير الشعب وعليه المعول في تحقيق هذه المطالب في سبيل طفل واعٍ قوي سعيد. في سبيل إنسان المستقبل. إننا إذ نهتم بالطفولة والأطفال إنما نهتم بالمستقبل، مستقبلنا، مستقبل وطننا شأننا في هذا شأن كل الشعوب الطامحة إلى الحرية والديمقراطية الاشتراكية.
إن رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة التي نذرت نفسها في سبيل طفولة سعيدة لتعاهد جماهير النساء في هذه المناسبة على أن نغذ السير قدماً في هذا المضمار مع كل النساء التقدميات في العالم إلى أن نحقق السعادة الحقة لكل طفل وإلى أن ينمحي آخر ظل من ظلال الاستعمار والصهيونية والعنصرية والاستقلال.
عاش يوم الطفل العالمي.
عاش نضال المرأة في كل مكان في سبيل طفولة سعيدة.
دمشق في 1 حزيران 1971