المحتويات
· انعقاد المؤتمر الثالث لرابطة النساء
انعقاد المؤتمر الثالث لرابطة النساء
عقد في دمشق بتاريخ 27 تشرين الأول 1967 المؤتمر الثالث لرابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة حضرته مندوبات عن مختلف فروع الرابطة في المحافظات وننشر في هذا العدد عرضاً لما جرى في المؤتمر وما اتخذ من قرارات.
مع الرابطة
أولاً: حق العمل للمقتدرات عليه.
ثانياً: تحسين ظروف العمل وخاصة الظروف الصحية.
ثالثاً: فتح دور حضانة مرتبطة بالمعامل التي تعمل فيها النساء…
إلى هنا كانت قد وصلت عضوة الرابطة التي كانت تقرأ البيان المطلبي في المؤتمر الثالث لرابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة حينما ارتفع صوت وليد في الأشهر الأولى من عمره وعلت وجوه الجميع ابتسامة فيها أشياء كثيرة، الطفل في مؤتمر عام.
إنه طفل لأخت رابطية أبت إلا أن تشارك في المؤتمر في نشاط الرابطة، وأين تترك صغيرها؟ لا عليك أيتها الأخت! إنها طفلة! إذن إنها عضوة الشرف، أصغر رابطية! ستجد في المستقبل دار حضانة ـ حرمت منها ـ يرتاح إليها صغارها.
وعدنا إلى غمرة العمل الذي كنا قد بدأنا به منذ الصباح الباكر. واليوم يوم جمعة والأزواج في البيوت ومع هذا فقد توافد النساء من مختلف الأحياء والضواحي والقرى بل حتى من المحافظات من دمشق، من حمص، من حماه، من حلب، من اللاذقية، من الجزيرة ومن القابون.
وهناك كانت الأخت الفلاحة في الحقل والعاملة في المعمل وربة البيت والمدرسة والصيدلانية والطبيبة والمهندسة والموظفة وقد أظلهن سقف واحد يتناقشن في قضايا الوطن وقضايا الطفولة والأمومة إلى جانب القضايا الإنسانية العالمية.
وقد افتتح المؤتمر بتلاوة تقرير نشاط الرابطة منذ تأسيسها عام 1948 حتى تاريخ المؤتمر. هذه الرابطة التي كان لها سبب الشرف في كونها أول منظمة نسائية عربية تنضم إلى الاتحاد النساء العالمي. بالإضافة إلى أعمالها النضالية من اشتراك بالمظاهرات إلى جانب الرجل ضد المستعمر، إلى مقاومة الديكتاتوريات والإرهاب، إلى الدور الفعال الذي قامت به في المقاومة والتدريب إبان العدوان الثلاثي على بورسعيد البطلة، هذا إلى جانب نشاطاتها الأخرى من تأسيس مستوصف طبي لها وافتتاح مراكز لمحو الأمية، وتفقد لشؤون الطلاب في المدارس وشؤون الفلاحات في حقولهن والمطالبة بتحريم بين الفتيات وتأجيرهن. وقد توج هذا النشاط على الصعيدين الداخلي والخارجي دور الرابطة الفعال أثناء العدوان الاستعماري الأخير على البلدان العربية.
أما على الصعيد الدولي فقد تبدى نشاط الرابطة في المؤتمرات الكثيرة التي اشتركت فيها وشرحت من على منابرها القضايا العربية، وأول هذه المؤتمرات مؤتمر حقوق المرأة الذي عقد في بيروت 1948 وآخرها اجتماع براغ بين 14 – 17 تشرين الأول 1967 الذي أصدر بياناً شجب فيه العدوان الصهيوني على البلدان العربية واستنكر احتلال جزء من أراضيها. وقد تلي ونوقش تقرير نشاط وفد الرابطة إلى هذا المؤتمر بعد الانتهاء من مناقشة التقرير العام مباشرة.
وبعد هذا أخذت الأخوات الرابطيات ممثلات فروع المحافظات يقدمن تقارير عن نشاطات الفروع ويشرحن مطالبهن العادلة. ولعل ذروة القيم الإنسانية تجسدت حين قامت الأخت العاملة أم الوليد تشرح مطالب الأخوات العاملات من مساواة أجورهن بأجر الرجل، وفتح دور الحضانة، وتحقيق أساليب الحماية والوقاية من الأعمال الضارة بالصحة، وحقوقهن بالأرباح والعطل. كما شرحت الأخوات الفلاحات ما يطمحن إليه من تحقيق إصلاح زراعي عادل لا يفرق بين فلاح فقير وآخر، ورعاية صحية، وإيصال النور والمياه إلى كل القرى.
ومن ثم عرض مشروع النظام الداخلي للمناقشة فقرأت كل فقرة ونوقشت على حدة، فعدل بعضها بناء على الاقتراحات التي قدمت ثم أقر المشروع بالإجماع.
وتلا ذلك مناقشة مشروع البرنامج المطلبي للرابطة بنفس الطريقة السابقة، وقد كان النقاش نشيطاً جداً، ولكن بنفس الوقت كان هادئاً جداً، فالأيدي مرفوعة وكل أخت تريد أن تدلي باقتراحاتها، ورئيسة المؤتمر بهدوء ورحابة صدر كانت تنظم الدور للراغبات بالكلام، وبقربها جلست أخت رابطية تسجل ضبط الجلسة وكل الاقتراحات والملاحظات، وأخيراً أقر مشروع البرنامج بالإجماع بعد إدخال التعديلات عليه. هذا البرنامج الذي اختتم بتأكيد الرابطة على العمل والنضال بتفان بين جماهير النساء، الشغيلات منهن خاصة، ومن المنظمات النسائية التقدمية الأخرى ومع جميع المخلصين لمصالح الشعب من أجل التحرر والديمقراطية والاشتراكية.
وإلى هنا كانت الساعة قد جاوزت الواحدة، والنصف ولما ينته المؤتمر فكان أن تناولت عضوات المؤتمر طعام الغداء الشهي سوية في جو يغمره المرح والبشر والسعادة وما هي إلا ساعة أو أقل حتى عاد جو العمل والنشاط لمتابعة جدول الأعمال الذي لم يبق منه إلا القليل القليل حيث انتهى بانتخاب المكتب التنفيذي للرابطة.
وأعلن المؤتمر بالإجماع موافقته على التقرير عن نشاط الرابطة، وعلى نشاط وفد الرابطة إلى اجتماع مجلس الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في براغ.
وجرت مناقشة مشروع قرار سياسي فأقر بالإجماع. كما تمت الموافقة بالإجماع على رسالة تحية إلى نساء الفيتنام البطلات، ورسالة تحية وتهنئة إلى النساء السوفييتيات بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة أكتوبر الاشتراكية، وبرقية تعزية إلى زوجة الشهيد البطل أرنستوتشي غويفارا.
واختتم المؤتمر بأن قامت المشتركات فيه بزيارة السفارة السوفييتية حاملات معهن تهاني الرابطة وهداياها إلى النساء السوفييتيات والشعب السوفييتي الصديق بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.