المحتويات
· نحو المؤتمر العالمي للعقد الدولي للمرأة في نيروبي
· مساواة ـ سلم ـ تنمية
· ذكريات مناضلة
· من تاريخ نضال المرأة في الجزيرة
· استغلال
· العادات
· امرأة
· قانون الأسرة في اليمن
نحو المؤتمر العالمي للعقد الدولي للمرأة في نيروبي
ماذا حققت نساء العالم خلال السنوات العشر المنصرمة؟
في 15 تموز 1985 سيعقد في نيروبي عاصمة كينيا مؤتمر عالمي للنساء وذلك بعد مرور عشر سنوات على عقد الأمم المتحدة حول المرأة (أعوام 1976 – 1985) والذي وضع أمامه أهدافاً سامية ثلاثة وهي: المساواة والتنمية والسلام، فماذا تحقق خلال هذه السنوات العشرة ما هي الإنجازات التي غدت حقيقة واقعة، وما هي القضايا التي لم تحل بعد؟
سوف نتعرض خلال السطور القادمة هذه القضايا الكبرى التي سيناقشها المؤتمر الختامي في نيروبي:
أولاً: حول قضية المساواة:
إذا كانت التعابير التي تم اتخاذها في سياق عقد المرأة لم تحقق أهدافها كاملة فإنها على الأقل قد لفتت انتباه الرأي العام العالمي إلى مشاكل المرأة وأعطت دفعاً جديداً إلى ضرورة ضمان مساواة المرأة وتحسين أوضاعها. ولاسيما ميثاق الأمم المتحدة حول إزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة، هذا الميثاق الذي يلزم الدول الموقعة عليه على تثبيت مبدأ مساواة المرأة في بلدانها قانونياً والذي تمت الموافقة عليه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979.
لقد صادق حتى الآن على هذا الميثاق حوالي ستين دولة عضواً في الأمم المتحدة. كما تمت في بلدان عديدة صياغة العديد من القوانين حول المساواة في العائلة، والحقوق المتساوية في العمل والتعليم.
لكن ما يلفت النظر حقاً بأن هناك ثمة عدد من البلدان الرأسمالية توجد فيها مسافات شاسعة بين الاعتراف القانوني بالمساواة وبين تجسيدها في الواقع العملي.
ففي بعض هذه البلدان كالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً لم تعلن ولو بصورة شكلية، المساواة بين المرأة والرجل، أما البطالة بين النساء فإنها تثير قلقاً متزايداً. وفي أوروبا حين تميل سفينة الاقتصاد نحو الخرق فإن أول ما يفكرون بقذفه من فوق سطح السفينة النساء العاملات، وكما قالت صحيفة “ايكونومست” البريطانية أي “الاقتصاد” فإن الحالة الاقتصادية المتدهورة في الدول الأوروبية تنعكس بالدرجة الأولى على النساء العاملات.
وفي الدول النامية ونتيجة الأزمة الاقتصادية، فقد انعكست هذه الأزمة بصورة جلية على تنفيذ البرامج الاقتصادية والاجتماعية الموضوعة في إطار عقد المرأة العالمي.
وفي هذا الإطار لابد أن نشير بفخر كبير إلى أن البلدان الاشتراكية قد حققت نجاحات كبيرة في تنفيذ برامجها في إطار عقد المرأة. فقد كانت هذه الدول في طليعة الأقطار التي وقعت على الميثاق المتعلق بإزالة كافة أشكال التمييز بالنسبة للنساء. وفي الحقيقة لم تكن هناك ضرورة لإدخال تعديلات على دساتير هذه البلاد. وقد تمت الإشارة في أروقة الأمم المتحدة إلى أن القوانين الاشتراكية وممارساتها تتفوق بشكل ملحوظ على بنود هذه الوثيقة الحقوقية الدولية.
فمساواة المرأة في الدول الاشتراكية ليست مثبتة في نطاق القانون فحسب، بل إن هناك ضماناً عملياً لتحقيقها وممارستها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية.
وعلى سبيل المثال يشير الميثاق إلى أن أم شروط المساواة المرأة هو حقها في العمل، وفي الدول الاشتراكية تم القضاء نهائياً على البطالة، أما في الاتحاد السوفييتي فقد مضى نصف قرن على هذا الإنجاز العظيم. وأنظمة الدول الاشتراكية لا تعرف ظواهر مثل الأزمات الاقتصادية حيث حق العمل مضمون لسائر المواطنين نساء ورجالاً، وتدفع للمرأة الأجور نفسها التي تدفع للرجل مقابل العمل نفسه.
والاتحاد السوفييتي هو أول دولة في العالم اعترفت بالأمومة كوظيفة اجتماعية، وأخذت على عاتقها حمايتها وحماية الطفولة، وفي الوقت نفسه فإن هذا لا يعني أن مشاكل المرأة قد حلت مرة واحدة وإلى الأبد. إلا أن المهم في الأمر هو أن تقوم المؤسسات الاجتماعية والعلمية والحكومية بدراسة هذه المشاكل وتجد الحلول الملائمة لها.
ثانياً: حول مشاركة المرأة في التنمية:
لقد تحقق في العدد من بقاع العالم خلال العقد المنصرم بعض التقدم في توسيع مشاركة المرأة في التنمية، ورغم ذلك كله فما تزال هناك حاجة ماسة لبذل جهود مضاعفة من اجل إشراك النساء مشاركة تامة في عملية التنمية في أقطارهن.
وهناك في هذا المضمار أهمية خاصة لموضوع الحاجة الماسة إلى إيجاد سبل ووسائل لتشريع إجراءات تستهدف مساعدة النساء على إنجاز مسؤولياتهن العائلية وفي الوقت نفسه القيام بعملهن خارج البيت.
وفي سياق عقد المرأة فقد تم إيلاء اهتمام خاص بالصعوبات التي تواجهها النساء الريفيات واستناداً إلى إحصاءات منظمة العمل الدولية فإن أكثر من نصف الأيدي العاملة النسوية في العالم تعمل في الزراعة وتزداد هذه النسبة في بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية إذ تتراوح بين 60 – 80% ويزداد وضع النساء في هذه البلدان سوءاً بسبب بقايا الاستعمار والامبريالية والبنى الإقطاعية وشبه الإقطاعية.
ورغم جهود التنمية المبذولة في عدد من هذه البلدان فإن عدد الفقراء المعدمين ازداد خلال السنوات العشر المنصرمة. أما الفقر المدقع والجوع ونقص التغذية فهذا ما يشهده العالم اليوم في مختلف القارات الخاصة في القارة الأفريقية المنكوبة حيث يموت كل يوم مئات الأطفال والنساء وذلك ضحية استغلال الاحتكارات والشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات.
إن هذه الشركات تقوم بنهب الثروات الوطنية للبلدان النامية وتتدخل في شؤونها الداخلية وتملي سياستها على العديد من الحكومات وتطيح بالحريات وتدعم الأنظمة الفاشية والرجعية، الأمر الذي يشكل عقبة خطيرة في وجه إقامة نظام عالمي جديد.
ويشكل ارتفاع معدلات الأمية بين النساء الريفيات عقبة كأداء بوجه انخراطهن في عملية التنمية. وقد بذل جهود مكثفة خلال السنوات العشرة المنصرمة في كثر من الأقطار لإقامة دورات تدريبية للكوادر النسائية العاملة في مراكز محو الأمية في الأرياف والقرى. وقد حصلت سبه من المنظمات الوطنية الأعضاء في اندع على جائزة كروبسكيا من اليونسكو تقديراً للخدمات الكبرى التي أنجزتها في مضمار محو الأمية.
إن منجزات هامة قد تحققت لتوسيع حقوق النساء في الأقطار التي اختارت طريقاً مستقلاً للتنمية. وقدمت النساء ومنظماتهن في هذه الأقطار مساهمة هامة في النضال من أجل تصفية التركة الثقيلة الموروثة من عهود الجهل والفقر والمرض ومن أجل بناء حياة جديدة للجماهير.
ثالثاً: النضال من أجل السلام:
إذا كانت أهداف عقد المرأة وحدة لا تتجزأ وهي “المساواة والتنمية والسلام” فقد أكدت السنوات العشر المنصرمة أن مشاركة النساء في الحملة العالمية من أجل السلام إنما هي إشارة واضحة إلى أن المرأة قد أدركت بعقل أنه لا يوجد شيء على سطح البسيطة أهم وأعظم وأعز من تحقيق السلام الأمر الذي يتطلب حشد كل الجهود من أجل إضفاء اتجاه معاد للحرب والقوى الإمبريالية التي تشعل نيران الحروب وذلك خلال المؤتمر العالمي في نيروبي.
وفي الأقطار العربية ونتيجة لتصاعد روح العدوان من قبل التحالف الصهيوني الإمبريالي الذي تجلى خاصة أثناء غزو لبنان خلال حزيران /1982/ فقد ناضلت النساء إلى جانب الرجال من أجل التصدي للغزو وسحق أهداف العدوان التي تجلت في محاولة إخضاع هذه المنطقة للهيمنة الامبريالية. وأكدت الأحداث مرة أخرى أن انخراط النساء في مقاومة الحرب ومشعليها وفي التصدي للعدوان والغزو هي مهمة أساسية من الدرجة الأولى.
وقد ساهمت المرأة في سورية مثلها مثل المرأة في كل مكان في العالم في التصدي الحازم لخطر نشوب حرب عالمية ثالثة وشاركت النساء في الحملة العالمية من أجل وقف سباق التسلح وضمان السلام في العالم وفي حي واحد من أحياء دمشق ثم جمع اثنين وعشرين ألف توقيع بمبادرة من نساء الحي خاصة حيث أكدت البرقيات الموقعة من جماهير النساء على ضرورة التصدي بحزم لجميع المحاولات الرامية إلى تشديد الاستعدادات للحرب والتي تستنزف خيرات الشعوب وتمتص ثرواتها الوطنية وقد تودي بالعالم إلى الهلاك.
سيكون أمام مؤتمر نيروبي نداء حار موجه إلى مختلف دول العالم أن لابد من الحفاظ على السلام وتعزيزه والتصدي للكارثة النووية ودرء خطر إفناء البشرية في أتون حرب مدمرة. ومن هنا لابد من إيقاف هؤلاء الذين يتلاعبون بمصير البشرية لمصلحتهم الذاتية. ومن أجل أهدافهم في السيطرة على العالم. هؤلاء الذين لا يتورعون عن اللعب بالنار حتى أمام خطر كارثة نووية أكثر دماراً.
إن أمام مؤتمر نيروبي فرصة لتقييم أهداف عقد المرأة هذه الأهداف التي يمكن تلخيصها في النقال التالية:
– ضمان السلام الدائم، عملية الانفراج، إنهاء سباق التسلح، تقليص الميزانيات الحربية على مراحل واستخدام الإمكانيات المادية المتوفرة لأغراض سليمة.
– ضمان حقوق الشعوب كافة في التنمية المستقلة. وسيطرة هذه الشعوب على مواردها الاقتصادية الوطنية واحترام هذه الحقوق.
– تطبيق نظام اقتصادي عالمي وعادل.
– القضاء على مختلف أشكال الغبن بحق الشعوب، وإنهاء مختلف أشكال الاضطهاد العنصري والقومي.
– ضمان الحقوق الديمقراطية والنمو التقدم الاجتماعي في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية.
– التوقيع على الوثيقة الخاصة للقضاء على مختلف أشكال التمييز بحق المرأة، والوثائق الدولية الأخرى حول حقوق المرأة وتطبيقها بشكل غير مشروط.
– تثبيت مساواة المرأة في الدساتير الوطنية والقوانين والتشريعات الأخرى.
– ضمان أن تقوم المدرسة بتوفير التعليم والتثقيف بروح السلام، وتعزيز مبادئ المساواة، وعلى وسائل الإعلام أن تساهم في 1ذلك لما لها من تأثير كبير على الرأي العام.
– جعل الدولة والمجتمع مسؤولين عن توفير الظروف الملائمة لضمان مساواة المرأة ودفع الحكومات لكي تعمل على وضع برامج عملية لتحقيق أهداف عقد الأمم المتحدة حول المرأة.
إن المؤتمر العالمي في نيروبي هو مؤتمر في غاية الأهمية لأنه سيحدد مهام النضال أمام نساء العالم حتى عام 2000 ويضع على عاتقهن مهمة إنجاز الأهداف التي لم تتحقق في المساواة والتنمية والسلام.
صوت المرأة العدد 2 ـ 1985
مساواة ـ سلم ـ تنمية
هل يمكن تحقيق المساواة والتنمية بدون السلام؟
… إن شعار (مساواة ـ سلم ـ تنمية) الذي رفع في بداية عقد المرأة عام 1975… لا يمكن أن يتحقق في جو من سباق التسلح.. وتصعيد الحرب باتجاه كارثة نووية.
من هنا أصبحت قضية السلام ونزع السلاح.. قضية أساسية مبدئية.. يجب الدفاع عنها.. لأنه لا يمكن تحقيق المساواة والتنمية في هذا الجو المشحون… وإذا كانت منطقتنا منذ بداية عقد المرأة وحتى الآن تشهد قمة التآمر الإمبريالية الأمريكي الصهيوني… فإن آلاف الضحايا من الرجال والنساء والأطفال… تؤكد أن السلام العادل هو الذي يمكن في ظله تحقيق التنمية والمساواة.
… وللأسف قارب عقد المرأة على الانتهاء… ومازالت منطقتنا تعيش جواً من التوتر… يهدد بالانفجار يومياً..
إن المرأة عندنا تعمل في سبيل المساواة وفي سبيل حياة أفضل… لكنها تعلم جيداً أن ذلك لا يمكن تحقيقه… ونار الحرب وشبح الدمار تبتلع الأرواح… تعرف جيداً العدو الأساسي من امبريالية وصهيونية.. وتعرف أيضاً أن الصداقة مع المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي هو في سبيل السلم..
لذلك فإن نساء منطقتنا.. يناشدن نساء العالم أجمع أن يرفعوا أصواتهن في سبيل حماية البشرية.
وإن نضالنا ضد الإدارة الأمريكية الصهيونية الهوجاء.. هو في سبيل السلم. وفي سبيل تحقيق هذا الشعار.
صوت المرأة العدد 2 ـ 1985
ذكريات مناضلة
أيتها الرفيقات والأخوات: كي يكون الإنسان شيوعياً يجب أن يكون أولاً صادقاً محباً للناس وخيرهم مضحياً في خدمة الشعب والمجتمع متواضعاً رافعاً إلى أعلى راية الجهاد ضد الفقر والتمييز والجوع مستنيراً بروح التضحية الرفاقية وحب الوطن الروح الطليعية ــ في كل لحظة من لحظات الكفاح.
أحلام تراود الشباب المتفتح لماذا هذه المرأة تعيسة ـ نسميها الآن تعيسة ـ لأنها كانت تكدح ليل نهار في الحقل والمنزل كي تؤمن ما تطعم به أولادها وهناك بالقرب منها امرأة ترفل بالنعمة فلا تكاد الماء تلمس أيديها سوى لغسل وجهها كما تقول العامة ـ ولماذا هذا الرجل لا يتمكن من الإنفاق على عائلته وجعلها تحيا كما يليق بالإنسان وهو الذي يعمل عند فلان من الناس هذا الذي لا يعرف كيف يبدد ما له على كذا وكذا وهذا الذي أشعل سيجارة الغانية ـ بأم المئة ـ لماذا زوجة حسن وضعت طفلها في البرية وقطعت السرة بنفسها وقامت فحملت طفلها في طرف ثوبها وحملت الحطب فوق رأسها وانصرفت بينما نسمع فلانة في المستشفى وأطباء حولها أليست امرأة حسن معرضة مثلها أو أكثر منها بكثير لهذا المرض ـ لماذا أبناء فلان يذهبون إلى المدرسة وأبناء أخيه لا ينالهم هذا الخطر! أهو بسبب أن زوجة الأول قد درست في المدارس بينما الثانية لم تتح لها الفرص لذلك! سلسلة من اللماذا تفتح ذهن من يريد البحث عن الحقيقة.
ومن يرى الأسباب في كل ذلك لابد أن يصبح شيوعياً فالإحسان لا ينهي فقراً والتوجيه لا ينهي أمية والتضحية لا توجد مستشفى وطبيب لذلك لابد من نظام يسعد المجتمع فأين هو؟
كنا نقرأ ما تصل إليه أيدينا جبران ـ حافظ ـ مطران ـ المنفلوطي ـ وقليلاً ما كانت تصلنا كتب أو مجلات نرى فيها بعض مقالات تشير إلى الحياة الجديدة التي يحياها بعض الناس.
في المدينة بدأنا نرى الصحف ونتأثر بمعاملة فلانة من المعلمات وأخبار الحرب وتأثيرها على بلادنا تتردد في كل ساعة من النهار وتذكر الناس بالحروب الماضية والمجاعات والموت إلخ… وصاروا يحسبون الحسابات وهنا برزت لماذا كبيرة جداً صرنا نبحث عن أصولها ثم وقع في يدي كتاب إنسانية جديدة تبني عالماً جديداً” وعلمت أهمية انتصارات بلاد السوفييت على النازية المجرمة فهذه الإنسانية لابد منتصرة.
وفي ذلك الوقت تركت كل قراءة لا تتصل بهذه الإنسانية بحثنا عن “صوت الشعب” مرات وعن الحرب الإسبانية ـ والحبشة المظلومة ـ والعرب في التاريخ ـ ووراء الرغيف. وفي كل جريدة أو مجلة نرى فيها خيطاً من هذه الخيوط كنا نقتلع لبنة نبني فيها آرائنا وتطلعاتنا حول المستقبل والحياة. وهكذا وجدنا الحزب طريقاً لبناء المستقبل السعيد وتحرير الوطن وهذا كان شعاره “وطن حر وشعب سعيد” وفي ميثاقه كانت الكيلومترات الطويلة التي سيسيرها كي نصل إلى تحقيق الشعار وعاهدنا أنفسنا أولاً والحزب ثانياً على الأمانة والإخلاص والتفاني في خدمة أهداف الحزب فقد جسد كل تطلعات الشباب لدينا تطلعات الإنسان الذي يريد أن يحيا وأن يحيا جاره أيضاً وأن يتمتع بالحرية والسعادة وكذلك يتمتع أبناء البشر معه جميعاً. الإنسان الذي آمن بالعدالة ويريد تطبيقها في مجتمعه. الإنسان الذي لا يجد في النضال الفردي مهما سما نجاحاً. بل يعمل أن الأيدي المجتمع تستطيع أن تصنع المعجزات.
في صيف تلك السنة وقد عدنا من مدارسنا وكنا جمعاً من الشباب الأقرباء والأصدقاء، وفي نفس كل منا مخطط ينوي تطبيقه ـ يجب أن يقنع الآخرين ـ يجب أن يكون لنا أهدافاً واضحة ـ يجب أن يكون لنا تنظيم حزبي كيف خطرت لنا هذه الخواطر تلك كانت سني الحرب العالمية الثانية. ونجحنا في مساعينا وقدمنا طلباً جماعياً للانتساب إلى الحزب وسمعت تلك السنة ولأول مرة في وادينا هتافات عاش الحزب الشيوعي عاش خالد بكداش عاش الاتحاد السوفييتي. وكانت بطاقات الانتساب إلى الحزب انتساب جماعي وكنا نحفظها في طيات ثيابنا ونفاخر بها رغم كل ما يقال وبالرغم من كل الأكاذيب والتهم التي كانت توجه إلى المرأة الشيوعية. اندفعت المرأة وراء مبادئ الحزب وهي المظلومة في المجتمع ومن الرجل ورأت فيه خلاصها لماذا لأن الشيوعيين كانوا صادقين فيما يقولونه لم تطلب إحداهن مساعدة من رفيقة أو رفيق لم تحصل عليها وكنا معاً مرشدات لجميعنا ورأينا أننا نسمع منهن ما لا يمكن أن تقوله المرأة إلا لنفسها.
حينما كان احتفال للشيوعيين كنا نرى آلاف مؤلفة من الناس وكانت النساء في طليعتهم وعلى سبيل المثال أذكر لكن هذه الحادثة:
كان عيد للميثاق الوطني وعرف أن الرفيق خالد بكداش سيتحدث فيه: وتدافع الناس وكان الدرك يحرسون الساحة وكنا نحن الفتيات آنذاك نجمع تبرعات ونعلق على صدور الناس شارات للعيد واقتربت من قائد الدرك وعلقت على صدره شارة وأنا لا أنتظر رداً جميلاً منه فالدرك جزء من السلطة المنفذة وقد يكون عدواً أو أقل من عدو بقليل وفوجئت أن ذلك المتغطرس رفع من جيبه ورقة مالية ـ لم يرفع محفظة ـ فقد تكون تلك الورقة المالية وحيدة في جيبه ووضعها في السك الذي أحمل. إن الناس جميع الناس كانوا يؤمنون بما يقوله الحزب ويقدرون أعمال الشيوعيين كانوا يرون أن خلاصهم في هذا الحزب.
عرف حزبنا انه حزب الخبز وحزب المرأة وحزب الجلاء وحزب النضال ضد الاستعمار وكانت مقالات قادة الحزب وفي طليعتها مقالات الرفيق خالد بكداش تشد الناس وتفتح أذهانهم وكثيراً ما كنا في الطريق نتوقف عند جماعة نرى أنها تناقش كلامه وكنا مراراً نشاركهم ومراراً حسب الجو نبتسم ونتابع.
إن كلمتي هذه هي أكثر ما تكون كلمة عن ذكريات معينة ولا يمكن أن تكون غير ذلك وقد حملنا الماضي على جناحه لنخلق وننقل إلى الجيل الحاضر مآثر حزبنا وتضحيات رفاقنا وصدقنا في العرفان بالجميل واستمرارية النضال حتى الآن وإلى الأبد تحت راية الحزب راية الماركسية اللينينية، وتحت قيادة خالد بكداش، معروفاً كان كالأب غير أنه كان يريد لأبنائه أن يكبروا بسرعة فكان ينفق من ذاته في عملهم.
لقد علمنا كيف نكون وطنيين صادقين ـ كثير من الوطنية يقربنا من الأممية فلا يمكن لإنسان يحب وطنه أن يكره العالم. ينبغي أن نكون بين الجماهير نأخذ منها ونعطيها.
عندما كنا نذهب إلى القرى والدساكرا والورشات والمعامل في الحملات الانتخابية والدعائية الأخرى كنا نسمع نحن النساء الكثير من الانتقادات والكلام السيئ… غير أننا ما كنا نترك الساحة ـ في أكثر الأحيان ـ إلا ووثق بنا السامعون وغير الكثيرون رأيهم بالمرأة الشيوعية.
في شوارع سورية ولبنان وفي ساحاتها وفي بيوتها كانت تعقد الاجتماعات والاجتماعات سرية وعلنية. وكنا دائماً نخرج بسلاح وفكر جديد عندما نستمع إلى شروح الرفيق خالد وكنا يوم ذاك نحفظ الكلام عن ظهر قلب ونذهب نبحث عن مصادر ومراجع تنير لنا وتسهل علينا فهم كلامه بذلك تثقفنا وتمت مداركنا وأصبحنا نملك قدرة الشيوعيين على تفسير الظواهر والأعمال والخلفيات. فالحزب بناء أسس وفروع وجدران وسطوح ويكفينا فخراً أن كان قائدنا من رعى هذا البناء في كل العالم العربي.
إننا نعرف الكثيرين ممن كان يهتم بكتاباتهم شخصياً كي يصبحوا صحفيين فيما بعد، وبعضهم أصبح أديباً.
إننا نفخر بالدور الذي قام به حزبنا في سبيل فرض الاعتراف باستقلال سورية ولبنان بمعونة صادقة من رفاقنا في الداخل والخارج وفي الطليعة وفد الاتحاد السوفييتي في الأمم المتحدة.
لقد شاركت المرأة في ذلك النضال سواء في التظاهر والمساعدات المادية والمعنوية لجميع المعتقلين الوطنيين الذين كان في طليعتهم رفاقنا في سجون أرواد والقدموس والمئة مئة والدريكيش التي كانت منفى في تلك الأيام مثل أرواد. وكانت النساء امهر من وزع المناشير وكثيراً ما حملت المرأة محفظة يد شبيهة (بالسطل) وقد كان فيها الدهان بدلاً من أدوات الزينة. وخرجت في الليل مع زوجها وكأنهما في طريق إلى زيارة تساعده في كتابة شعارات الحزب على الجدران يسقط الاستعمار الفرنسي، يعيش الاتحاد السوفييتي، أخرجوا من بلادنا أيها المستعمرون، الحرية للسجناء، الخبز للشعب، الاستقلال للوطن.
ومما زاد في تعلقنا بحزبنا وأنار فكرنا وفتح عيوننا أن الحزب رفع عالياً راية النضال ضد الاستعمار وفي سبيل الاستقلال الوطني. وراية الصداقة الأبدية مع بلاد لينين، التي فتحت أمام الدنيا آفاقاً جديدة للخلاص وإلى الأبد من نير التسلط الاستعماري.
بعد أحد الاحتفالات كرمنا الرفاق بغداء واجتمع مندوبون من بعض المحافظات يشكرون الرفيق خالد على كلمته ويقيمون فيها الصدق والتطلع الصحيح واقترب أحدهم وقال للرفيق خالد: يا رفيق لو كنت تأتي إلينا لخرجت عشرات الألوف تستمع إلى خطابك فالناس عندنا يعشقون الصدق ويبحثون عن الحقيقة فقال له بالحرف الواحد ـ وكنا شهود ـ “يا محمد أنا أريد مئة شيوعي لا عشرات الألوف التي تستمع فقط فهذه تأتي من نتيجة عمل الأولين” وبقيت في أذني تلك الكلمة وعرفت بعدها أن وجود شيوعي واحد في أي مصنع أو معمل أو قرية أو حي يمكن أن يخلق وضعاً مواتياً للنضال والنجاح أفليس الشيوعيون مثال التضحية والصدق والتفاني؟
ومرة كنا في طريق العودة إلى القرية ـ وهذه حادثة خطرت لدى ذكر البطاقة الحزبية ـ وكان علي إبراز الهوية الشخصية وفتحت محفظتي وبالسرعة ما وقعت عين الشرطة على بطاقتي الحزبية فقال: “يكفي هذا إنها هوية ونص”.
نرجو أيتها الرفيقات أن تكون المكاسب والانتصارات التي حصلنا عليها بفضل النضال المستمر وفضل التطور الاجتماعي العام أن تكون جميعها حافزاً لمزيد من العمل لمزيد من التثقيف الذاتي للوصول إلى المكانة التي خلقنا لها مكانة التوجيه والتربية وإعطاء حياة وتربية المجتمع والوصول إلى العدالة والمساواة والفرص المتساوية. فنحن الشيوعيون شباب العالم الذي لا يشيخ.
صوت المرأة العدد 2 ـ 1985
من تاريخ نضال المرأة في منطقة الجزيرة
أم خالد
.. أم خالد.. أم الشباب والبنات.. عاصرت النضال في الجزيرة، في عهد الآغا.
كانت تتحدث.. كأنها تعيش الأحداث الآن.. لم تنس كلمة واحدة.. عادت بذاكرتها إلى قرية (حاج ناصر) التي سكنتها مع زوجها وابنتها… حيث كانوا يعيشون في غرفة واحدة وعمل الزوج فلاح عند الآغا.
وصفت أم خالد غرفتها الصغيرة ذات النافذة الواحدة بدقة.. تذكرت يوم كانت تقتسم مع الفلاحين المطاردين من المباحث الخبز وتراقب من نافذتها الدوريات الكثيرة..
لن تنس أبداً طفلتها الثانية التي فقدتها بسبب الآغا.. حيث تروي لنا قصة طويلة عن نضال الفلاحين في قرية حاج ناصر.. عن مساعدة الحكم المباحثي للإقطاعيين ضد الفلاحين.. ونشوب صدامات بين الطرفين اقتيد على أثرها الرجال والنساء من فلاحي القرية إلى السجن.
فقط أم خالد وامرأتان نجون من الاعتقال.. وهنا يبدأ دور المرأة الفلاحة التي تفقد معيلها.. صمدت في وجه الآغا.. ونفذت مهمات نضالية كبيرة ذهبت خلال ذلك ابنتها ضحية حيث فقدتها نهائياً خلال تنفيذها إحدى المهمات..
أسرع رجال الآغا يطلبون من أم خالد.. أن يدفنوا الطفلة.. لكنها رفضت ذلك بقوة.. فلن تقبل لمن أودى بزوجها ورفاقه في السجن أن يمس ابنتها لذلك دفنتها أم خالد بنفسها بمساعدة الفلاحتين وأعلمت زوجها النبأ فيما بعد.. فحزن بصمت.. قائلاً إن القضية كبيرة.. وهذه من ضمنها أيضاً.. نتيجة النضال المستمر.. تحققت بعض المكاسب للفلاحين.. وأم خالد مازالت صامدة.. تقسم بان تدافع عن حقوق المظلومين.. وأن ترص صفوف النساء.. في سبيل تحقيق المساواة وإعلاء كلمتهن.. تقسم بأنها لن تبخل بشيء في سبيل مسيرة المساواة والسلم والتقدم..
صوت المرأة العدد 2 ـ 1985
استغلال
.. البطالة.. ذلك الشبح الذي يخيم على أغلب البيوت ويغزو صفوف أغلبية النساء والشابات.. يجعل الفرصة مهيأة لاستغلال المرأة من قبل التجار.. فقد امتلأت المحلات التجارية في المدن الرئيسية الحسكة والقامشلي بالعاملات الفتيات.. وليس كل فتاة تتمكن من العمل.. فلابد من مواصفات معينة وسن معين.. وفي أغلب الأحيان دون سن الرشد.. وبأسعار متدنية أي دون الحد الأدنى للمعيشة حيث أن الحد الأعلى للأجر400 ل.س والحد الأدنى 200 ل.س وربما أقل…
امتلأت الأماكن بالفتيات.. المكتبات.. أماكن الألبسة الجاهزة… الصيدليات.. وحتى سكرتيرات.. جميع العاملات غير مسجلات في التأمينات الاجتماعية ويوم عملهن طويل جداً من الصباح وحتى إغلاق المحل التجاري..
قالت إحدى العاملات وعمرها 15 سنة.. بأنها تتعب كثيراً.. وفوق هذا لا تضمن استمرارية العمل.. فمتى أراد التاجر طردها يستطيع ولا شيء يحميها.. وعندما تناقشنا في قانون العمل ضحكت قوال وقالت… بأنه لا يوجد الكثير من يتمنين الحصول على عملي رغم بساطة أجره.. ولن أستطيع التفوه بكلمة لا عن التأمينات ولا عن القانون.. فقد اعتبر صاحب المحل أن تشغليه لي بمثابة الحسنة والرثاء لأحوالنا.
فأين هي المساواة.. أليست المرأة هي اليد العاملة الأرخص والأكثر استغلالاً؟!!
صوت المرأة العدد 2 ـ 1985
العادات
كلما ناقشت إنساناً في طريقة زواجه.. قال إنها العادات.. وكلما ناقشت إحداهن في طريقة بيعها بالمزاد قالت العادات..
قد يكون متعلماً وقد تكون متعلمة… لكن كل ضعف عندها سببه العادات.
من الذي يغير العادات.. يقول بعضهم الظروف الموضوعية يجيب البعض بأن التطور حتمي وعلينا انتظار القدر لكن ما دورنا في تعجيل التغيير؟!!
فإذا كان دفع المهر من العادات.. ارتفاعه مع ارتفاع الأسعار.. إعادته إلى الزوج عند الحل العشائري كل هذه عادات وتقاليد الزواج..
أما المبلغ الذي يدفع على باب أهل العروس ساعة خروجها من بيتها إلى عش الزوجية فهو من أسوأ العادات.. إنها (الخلعة) وهي مبلغ من المال يطلبه أهل العروس ساعة خروجها.. قد يكون خمسين ألفاً أو عشرين وفي أقل الأحوال خمسة آلاف وفي بعض الأحيان يكون فريداً كمطلب مفاتيح سيارة الزوج… لكن سواء كان هذا أو ذاك فلن تخرج العروس قبل التفاهم على الدفع؟!
المشاورات في تلك اللحظة قد تدفع هذا الظرف أو ذاك في تغيير رأيه في الصفقة ككل وإفشال العملية.. لكن على الأغلب يتم التفاهم!
فمن يدفع الثمن؟! إن المرأة التي اشتراها الزوج ودفع ثمنها كاملاً.. ثم دفع الخلعة لإرضاء المالك.. يستطيع أن يوظف هذه السلعة كما يريد ولن تتمكن من المعارضة في أيلول الحياة.. لأنه دفع ثمنها تعبه وشقاء عائلته.. ولم يرجع الثمن لبيت الزوجية كله.. بل للأب نصيب في المهر قد يكون النصف أو الثلث أو الأكثر بالإضافة إلى الخلعة..
إذا كانت المرأة الجاهلة لا تمانع.. فما دور من نالت تحصيلاً جامعياً.. قد تكون مهندسة أو مدرسة أو غير ذلك.. البعض بدأ يسير في الطريق الصحيح وبدأ يرفض هذا الأسلوب من الزواج لكنهم قلة..
والبعض مازال لا يأخذ دوره حتى لو كانت فتاة متعلمة أو فتى متعلماً…
فأين وجود المرأة! ألا يستدعي هذا الثورة على هذه العادات لتعجل بإلغائها.. وأين دور الشاب؟ أليس واجباً عليه عدم الزواج بهذه الطريقة.. وبخاصة إن كانت فتاته قد تخطت العادات بأمور أخرى كاللباس والتعليم وبررت قبولها الثمن بالعادات..
صوت المرأة العدد 2 ـ 1985
امرأة
سألتها:.. ما جنسك؟
قالت: امرأة..
عمرك: عمر السهول والجبال..
هويتك: أم أطفال.
أمنيتك: خضرة وجمال.. وأطفال أصحاء.. حياة مليئة بالحب.. بالعطاء.
من أنت؟
أنا الخصب.. ينبوع أبدي لا ينضب… قصيدة حب على شفاه الزمان.. صناعتي الإنسان..
أرتعش مع كل خفقة قلب.. أكبر مع كل ومضة حب.. أحترق مع كل انفجار..
أقسمت أن أحافظ على الحياة.. عن كل بسمة طفل ونفحة ورد.. عن كل أمنية حلوة تحقق السعادة للإنسان..
سألتها: ما اسمك؟
قالت: اسمي يلفظ بكل اللغات.. يفهمه الجميع.. أنا افهم الجميع أيضاً.. في قلبي لوعة العذاب من صورة الدمار.. عاصرت كل الأمهات.. في كل الأمكنة.. وقرأت ما كتب في عيونهن.. كفى متاعباً بالإنسان..
عريضتي وقعته بفلذات القلوب.. بإرادة الأرض التي تصرخ.. أن كفى فجيراً وتدميراً.. وحملتها.. بعيون الأطفال.. الذين عزموا على حماية البشرية.. أنا صرخة شرف في ضمير الإنسانية.. أن أوقفوا شبح الدمار عن الحياة.
صوت المرأة العدد 2 ـ 1985
قانون الأسرة في اليمن
قبل عشر سنوات صدر في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قانون جديد للأسرة وهو قانون تقدمي يعالج جانباً خطيراً من حياة هذا القطر العربي، وهو يشكل في كثير من بنوده مثالاً يحتذى بالنسبة للمرأة العربية نظراً لأنه يثبت حقوقياً مساواة المرأة مع الرجل، وهو الأمر الذي دعت إليه الوثيقة التي أقرتها المنظمة الدولية بمناسبة عقد المرأة، وذلك بعد ست سنوات من صدور هذا القانون.
ونظراً للأهمية القصوى التي يتمتع بها هذا القانون فسوف نورد بعض النصوص الهامة الواردة فيه وخاصة بالنسبة لقضايا أساسية مثل مشكلة تعدد الزوجات التي يرفضها القانون ولكنه لم يستطع منعها منعاً باتاً، إلا أنه وضع شروطاً للزواج بامرأة ثانية، كما أن القانون يمنع ولأول مرة في تاريخ التشريعات العربية الطلاق من طرف واحد.
جاء في مقدمة القانون أنه ينظم لأول مرة علاقات الأسرة اليمنية بشكل يفتح لها آفاقاً رحبة للعمل الخلاق والعلاقات الثورية المتكافئة التي تدفع بمزيد من الإنتاج والتطوير والإبداع.
ونصت المادة الثانية من القانون على أن الزواج هو عقد بين رجل وامرأة متساويين في الحقوق والواجبات أساسه التفاهم والاحترام المتبادل وغايته خلق الأسرة المتماسكة باعتبارها اللبنة الأساسية للمجتمع.
ونصت المادة السابعة عشرة على أن الزوجين يشتركان في تحمل نفقات الزواج وتوفير متطلبات المنزل الزوجية حسب قدراتهما، وأنه لا يجوز أن يزيد مبلغ المهر المعجل منه والمؤجل عن مائة دينار، ولا يجوز دفع أية مبالغ أخرى بسبب الزواج.
ونصت المادة العشرون أن كلاً من الزوج والزوجة يشتركان في تحمل تكاليف حياتهما المشتركة من الزواج، فإذا كان احدهما غير قادر على ذلك كان الآخر ملزماً بالإنفاق وتحمل أعباء الحياة الزوجية.
وجاء في المادة الخامسة والعشرين أنه يمنع الطلاق من طرق واحد، وأنه لا يجوز للمحكمة أن تأذن بأكثر من طلقة واحدة في كل مرة، وجاء في المادة التاسعة والعشرين أنه يحق للزوجة طلب التفرقة القضائية إذا تزوج زوجها بزوجة أخرى. كذلك نصت المواد الأخرى على أنه إذا وجدت المحكمة أن الزوج هو المتسبب في الشقاق الذي أدى للطلاق سيصيبها بؤس وفاقة جاز لها أن تحكم للمطلقة بتعويض مناسب، وإذا وجد أن الزوجة هي المتعنتة والمتسببة في الشقاق جاز للمحكمة أن تحكم بتعويض مناسب للزوج لا يزيد في كل الأحوال عن مبلغ المهر.