المحتويات
· بيان من رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة بمناسبة عيد الجلاء في سورية
· تحية إلى عاملاتنا في عيدهن
· أضواء على واقع المرأة في سورية(الحلقة الثانية)
بيان من رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة
بمناسبة عيد الجلاء في سورية
أيتها النساء التقدميات، يا جماهير العاملات والفلاحات والمثقفات وربات البيوت في كل مكان من بلادنا!
يحتفل الشعب السوري بالذكرى السابعة والعشرين لعيد الجلاء الذي كان ثمرة من ثمرات الكفاح العظيم الذي خاضه شعبنا بكل فئاته الوطنية، بما فيها النساء اللواتي لن ينسى التاريخ دورهن المشرف في تحقيق النصر على الاحتلال الفرنسي.
إن النساء في سورية، إذ يحتفلن هذا العام بذكرى الجلاء، فإنهن يتذكرن أن معارك شعبنا من أجل الاستقلال الوطني إنما كانت جزءاً من معارك الحرية في العالم بأسره ضد الاستعمار العالمي ومن أجل التقدم الاجتماعي.
ولقد تصاعد كفاح شعبنا بعد الانتصار التاريخي الذي حققه الاتحاد السوفييتي على النازية عام 1945، وبرزت أول دولة اشتراكية في التاريخ كقوة جبارة تلعب دوراً كبيراً في إحباط مؤامرات الاستعمار وتقف بكل ثقلها إلى جانب الشعوب المضطهدة، وهكذا لقي نضالنا العادل ضد الاحتلال في سبيل الحرية الدعم الحاسم من قبل الاتحاد السوفييتي الصديق.
يحتفل شعبنا هذا العام بعيد الجلاء في وقت يشتد فيه التآمر ضد الأنظمة العربية التقدمية للقضاء على نهجها الوطني التقدمي وفرض الحلول الجزئية الاستسلامية عليها. وكان آخر عمل في سلسلة المحاولات هذه العدوان القرصني الغادر الأخير الذي شنته إسرائيل على رجال المقاومة في بيروت وصيدا بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية التي عملت على تدبيره على لبنان، الأمر الذي كان له صدى استنكار وغضب واسع النطاق في كل مكان من البلدان العربية وفي العالم.
ولكن خاب فأل حكام إسرائيل ومن هم ورائهم من المستعمرين، فلن تستطيع كافة عمليات القرصنة والإرهاب مهما اشتد غدرها ووحشيتها أن تخضع شعبنا أو أن تثبط من همته ومعنوياته. فجماهيرنا مصممة على النضال حتى إزالة كافة آثار الاحتلال.
لقد كان انتصارنا في معركة الجلاء دليلاً على أنه لا سبيل إلى طرد الغزاة إلا بتوحيد قوانا وتوطيد التحالف مع أصدقائنا الاتحاد السوفييتي وبقية البلدان الاشتراكية. واليوم تمضي سورية قدماً في طريق تحقيق أهدافها في ظل الجبهة الوطنية التقدمية التي نأمل أن تتوطد وتلعب دورها كاملاً في حياة البلاد.
وإن الرابطة لتدعو النساء السوريات لأن يلعبن دورهن كمواطنات يهمهن بناء مستقبل أفضل وأن يساهمن مساهمة فعالة في العمل من أجل توطيد النظام الوطني التقدمي في سورية ومن أجل إزالة آثار العدوان الإسرائيلي ومن أجل عودة الشعب الفلسطيني إلى بلاده وتقرير مصيره على أرضه.
لتكن ذكرى الجلاء حافزاً لشعبنا على متابعة وتشديد النضال ضد مؤامرات الإمبريالية والرجعية والصهيونية ومن أجل إزالة آثار العدوان الإسرائيلي وتوطيد المنجزات التقدمية في سبيل بناء الاشتراكية.
دمشق، في 17 نيسان 1973
رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة
تحية إلى عاملاتنا في عيدهن
تحتفل الطبقة العاملة السورية هذا العام بعيد أول أيار… عيد العمال العالمي ودورها يزداد في حياة بلادنا بازدياد عددها وتمركزها وارتفاع وعيها. ويبرز هذا الدور في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
لقد أحرزت الطبقة العاملة السورية مكاسب هامة في السنوات الأخيرة والنساء العاملات اللواتي يشكلن جزءاً لا يتجزأ من الطبقة العاملة السورية يشاركن بفعالية في رفع القدرة الاقتصادية لبلادنا رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهن.
إن دخول المرأة ميدان الإنتاج ساعد كثيراً على تطورها وارتفاع وعيها وزيادة دورها في حياة المجتمع. وهناك الألوف من النساء في بلادنا يرغبن بالنزول إلى ميدان العمل وعلى الدولة أن تولي اهتماماً أكثر لتوسع اشتراك المرأة في العمل بالمعامل وذلك بإيجاد مؤسسات صناعية متنوعة تأخذ بالاعتبار تشغيل عدد كبير من النساء فيها وعلى المنظمات النسائية أن تناضل من أجل تحقيق ذلك.
إن القضية الأساسية بالنسبة للعاملات هي توفير الوسائل الضرورية التي تساعدها على التوفيق بين عملها في الإنتاج وبين مسؤولياتها كأم وربة بيت. وفي مقدمة هذا الوسائل دور الحضانة ورياض الأطفال التي يجب الإكثار منها والعناية بها لكي تستوعب بأجور مخفضة وشروط حسنة أطفال الأمهات العاملات والمستخدمات والموظفات.
لقد أحرزت العاملات والعمال بنضالهم المستمر وبتعاون كافة القوى التقدمية خلال السنوات الأخيرة مكاسب كبيرة وهامة فالمرأة العاملة حصلت على التعويض العائلي وقانون تثبيت الموظفات ورغم ذلك لا يزال هناك العديد من القضايا التي يجب حلها لتأخذ المرأة العاملة دورها الطبيعي في البناء والإنتاج. من ذلك مثلاً: أن مبدأ الأجر المتساوي للعمل المتساوي لم يصبح بعد مطبقاً في جميع الميادين والمؤسسات وخاصة في القطاع الخاص.
إن الطبقة العاملة السورية التي تشكل ركيزة أساسية للجبهة الوطنية التقدمية تتصدى بشجاعة وتتحمل التضحيات لحل المهام الرئيسية التي تواجه شعبنا وفي مقدمتها حماية النظام الوطني التقدمي وتوطيده وتطويره، ورفع القدرات الاقتصادية والدفاعية لوطننا، وإحباط مؤامرات الرجعية التي تهدف لإيقاف عملية التطور مستخدمة كل ما لديها من أساليب مستغلة المشاعر الدينية ومستندة إلى الرجعية العربية والإمبريالية العالمية.
والطبقة العاملة لواثقة من النصر رغم كل الصعوبات وهي بوصفها جزءاً من الطبقة العاملة العالمية تحظى بالتأييد الأممي المعنوي والمادي من الحركة العمالية العالمية وطليعتها الاتحاد السوفييتي ويشكل هذا الدعم الأممي حجر الزاوية في معركتنا ضد الرجعية والإمبريالية والصهيونية في سبيل إزالة آثار العدوان الإسرائيلي الاستعماري عن الأراضي العربية المحتلة.
إن الطبقة العاملة تناضل من أجل رفع مستواها الاجتماعي والاقتصادي ولذلك ترى أن محاربة الغلاء والاحتكار وأزمة السكن تتطلب توسيع القطاع العام وزيادة التنمية وتوسيع عدد المؤسسات الاستهلاكية وضرب كبار المحتكرين. ويشكل نضالها الاقتصادي هذا جزءاً يتجزأ من نضالها العام في سبيل تحرير الأجزاء المحتلة من أرض الوطن وفي سبيل التقدم الاجتماعي والاشتراكية.
فليكن عيد أول أيار حافزاً لتوحيد الطبقة العاملة والقوى التقدمية ورص صفوفها عن طريق توطيد وتعزيز الجبهة الوطنية التقدمية وتطويرها لدحر الرجعية وعملائها وإفشال كل مؤامراتها، ومن أجل توطيد وحماية القطاع العام وتمتين البناء الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق المزيد من الانتصارات لشعبنا ووطننا.
لقاء مع إحدى صانعات الجلاء
– الكبر ذل يا ابنتي
– ولو… على سلامتك يا عمة!…
– وهل في الثمانية والسبعين التي أحملها سلامة؟… كما ترين لم أعد أستطيع حراكاً دون رفيقتي، وأشارت إلى العصا التي تقدمتها في الدخول إلى الغرفة حيث كنت بانتظارها.
إنها إحدى البطلات المجهولات، وما أكثرهن في بيوتنا وقرانا.
– كل سنة وأنت سالمة.
وتنبهت، وبإشراقة أطلت من العينين اللتين مازال بريقهما ينطق بما لصاحبتهما من ذكاء وفطنة، ودون أن تسأل عن المناسبة أجابت:
– وأنت والجميع سالمين… كم سنة مر على الجلاء؟ … آه… لحظة… سبعة وعشرون عاماً أو ثمانية وعشرون على ما أظن… كأنها حلم…
وسرحت ببصرها بعيداً تستعيد بمخيلتها ذكرى أيام عبرت…
قالت:
كانت أيام يا بنتي… أيام البلد كلها تغلي… كانت الغوطة مأوى طيباً للثوار… كانوا رجالاً حقيقيين، لم تكن البارودة تفارق كتف أحدهم ليلاً نهاراً… رحمة الله عليك يا أمي، كانت البارودة بكتفها مثل أشجع الرجال، ومن “زبدين” لـ “دير العصافير” يومياً تقطعها عدة مرات سيراً على الأقدام… ويوم أحرق الفرنسيون دار أخي في دير العصافير هرعت لإطفاء الحريق، كان يومها عريساً جديداً، بيته مفروش، التهمت النيران البيت والفرش ولم تنزل من عينيها دمعة… كانت سعيدة لأن أخي وعائلته انتقل قبل أيام إلى حرستا.. ولم تهتم لا بالبيت ولا بالفرش، كانت تقول: يذهب كل يوم ما هو أغلى من ذلك بكثير… الشباب الذين تحصدهم بنادق الفرنسيين أولى بالرثاء.
لكن يا بنتي، أكانوا يموتون بالرخص… كان الفرنسيون يدفعون ثمن الواحد عشرات… كان الثوار يتصيدونهم كالعصافير بين أشجار الغوطة.
استمعت إليها ملياً… وبنظرات امتزج فيها الإعجاب بالدهشة، كنت أراقب حركات يديها وتعبيرات الوجه الذي لم تتمكن السنون وآثارها أن تخفي ما كان عليه من جمال وذكاء.
أشفقت أن أقطع عليها حبل الذكريات، التي بدا أنها تعيشها هذه اللحظة بتفاصيلها… لأقدم لها نفسي وسبب زيارتي لها. لكن سنحت الفرصة عند تقديم القهوة… وعندما علمت أنني مندوبة “صوت المرأة” رحبت كثيراً وشكرت زيارتي لها، وربما أدهشتها هذه اللفتة… فقد اعتادت وكثيرات غيرها من نسائنا العيش في الظل، ظل الرجل، يناضلن، يكافحن… يقدمن التضحيات بدون أن يشعرن بأهمية ما يقمن به من عمل، وقد برز هذا في رد المجاهدة (حوّا وردة) على طلبي بأن تحدثني عن نفسها ونضالاتها، أجابت:
– كان وضعنا صعباً… الأولاد يملؤون البيت، والرجال غائبون ليلاً نهاراً، وكان علينا أن نرعى الأطفال، ونؤمّن حياتهم، بالإضافة إلى تأمين الطعام للثوار… وتسهيل مرورهم، واختبائهم عند اللزوم… كل ذلك كان يمنعنا من المشاركة الفعلية بالقتال والنضال.
فوجئت…! أية نساء هذه.. تؤوي الثوار، وتقدم لهم الطعام… وتنقل الأخبار بين مركز وآخر… معرضة نفسها وأطفالها للهلاك لو علم المستعمر بذلك… ولا تعتبر ما تقوم به نضالاً! بل حتى تستغرب أن يسميه الآخرون كذلك.
وقد ضحكت كثيراً وهي تقص علينا كيف أن أخاها أبو قاسم جاء في أحد الأيام ومعه اثنين من الثوار… كانوا يركبون خيولاً، ليتك ترين تلك الخيول… خيول ثوار تأخذ اللب، ومعهم مهرة صغيرة مثل العروس… وكان يومها على أيدي توأم صبيان، النظرة منهما تحيي. ربط الثوار الخيول بالدار وصعدوا نحو الجبل، … واحترت… ما من رجل في البيت، وخيول الثوار معروفة… إن رآها أحد الواشين أو جنود الفرنسيين… خرب بيتي… وقتل أطفالي… ماذا أفعل..؟! وحياتك لبست ملاية، وسلمت الأطفال للجارة، خبأت السروج في مكان أمين، وأخذت الخيل عارية، ركبت إحداها، وركب ابن أختي واحداً… وأعطيت الآخر لشاب من الجيران، وذهبنا وأيدي على قلبي… مررنا في شارع بغداد أمام مراكز الفرنسيين، وقطعنا كثيراً من شوارع دمشق وحارتها حتى وصلنا إلى خان قرب مقام السيدة زينب… سألت عن صاحب الخان، وسلمته الخيل وقلت بأن أبا قاسم ورفاقه سيأتون لأخذها… وعدت إلى بيتي… دون أن يشعر أحد بذلك… ايه… كانت أيام حلوة… كل يوم فيه مفاجأة… لكن القلق يا بنتي ما كان يفارقنا لحظة.
سألتها: ألا تعتبرين كل ما قامت به النساء سواء أنت، أم والدتك، وغيركن نضالاً؟.. أليست حماية البيوت والأطفال، وإطعام الثوار، وإيوائهم، وتأمين خيولهم، والحفاظ على أسلحتهم، نضالاً؟ بابتسامة عذبة وتواضع آسر أجابت:
– واجبنا… رجالنا… أبناؤنا.. إخوتنا… هل نتركهم للأعداء دون حماية أو مساعدة؟
ألم أقل لكن إنها اعتادت حياة الظل… ومن الصعب إقناعها بأنها قامت بأكثر من عمل بطولي يستحق الذكر؟..!
تنهدت بعمق وقالت: أيامكن غير أيامنا يا خالة… أنتن الآن متعلمات، مثقفات، تعلمن تخالطن المجتمع… بإمكانكن القيام بأي عمل ترون، حتى مساهمتكن بالنضال أتوقع أن تكون أكثر فعالية بسبب التطور العام في المجتمع.
تحية لك أيتها المناضلة العزيزة… تحية لرفيقاتك في النضال اللواتي دون شك لا تعرفين أكثرهن… تحية للبطلات المجهولات اللواتي عملن بصمت وسقطن في معركة الشرف دون… أوسمة… ولا ضجة أو تباهي، بل وحتى دون أن يعلمن أنهن بطلات.
أضواء على واقع المرأة في سورية
(الحلقة الثانية)
العوامل التي تحد المرأة من الإنتاج الصناعي:
1- التخلف الاقتصادي الذي مازالت بلادنا تعاني منه بسبب السيطرة الاستعمارية وبسبب حكم البرجوازية الذي حال دون التطور الاقتصادي السريع في البلاد.
2- عدم وجود مؤسسات صناعية كبيرة كافية لتستوعب الألوف من الأيدي العاملة النسائية وخاصة في المناطق الريفية الشمالية البعيدة مثل محافظات الجزيرة ودير الزور والرقة التي تنتج القمح والقطن وليس فيها مؤسسة صناعية واحدة للنسيج أو للمعكرونة أو للمعجنات الأخرى وهناك من النساء الألوف القادرات على العمل ويرغبن في ذلك وليس هناك لهن من عمل سوى المساعدة في بعض الأعمال الزراعية.
3- المرأة السورية مقيدة بمنظومة كاملة من الآراء والتقاليد التي تلزمها بيتها وتقصر نشاطها على العمل المنزلي داخل الأسرة وتمارس بعض الأعمال الخارجية ذات الطابع المنزلي كالقبالة والتزيين والخياطة والتطريز وبعض الأشغال الحرفية التي تحدثنا عنها.
إن هذه التقاليد الاجتماعية تقف عائقاً أمام عمل المرأة في الصناعة، إذ أن قضية الاختلاط بين الجنسين في مجال العمل هي من القضايا الكبرى التي يقف المجتمع عندنا ضدها.
وما زالت هذه التقاليد تفضل أن تعمل المرأة في المجالات التي لا تتطلب الاحتكاك المباشر بالرجال مثل الخياطة والتطريز وحضانة الأطفال والقبالة وصناعة التبغ التي تعمل فيها الأكثرية من النساء كما أنه لا يزال يعتبر في بعض الأوساط المحافظة أن عمل المرأة خارج المنزل غير لائق بها وهو إهانة للأسرة.
4- عدم أو ضعف التأهيل المهني للمرأة السورية في المستوى الذي يتطلبه عمل المؤسسات الصناعية وحتى لو عملت في هذه المؤسسات تمارس أعمالاً بسيطة غير معقدة.
5- إن نظام العمل في المؤسسات الصناعية يختلف عن الأعمال الحرفية الأخرى والمنزلية فهو يتطلب ساعات كاملة من الدوام المتواصل ولا يتوفر للمرأة في بلادنا دور حضانة ورياض أطفال كافية، تستوعب الألوف من أطفال العاملات عدا عن أنها تتقاضى أجوراً عالية لا تمكن النساء العاملات من دفعها خاصة إذا كان عدد الأطفال كبيراً في عائلة واحدة كما هي الحالة السائدة في الأسر في بلادنا.
إن مجموع رياض الأطفال في كافة المحافظات السورية تبلغ /261/ حتى عام 1969 روضة مع العلم أن عدد الولادات المسجلة في نفس العام /13777/ طفلة.
وهنا تظهر صعوبة التوفيق بين عمل المرأة خارج البيت ومسؤوليتها كربة بيت وزوجة وأم.
6- إعادة الثقة إلى نفوس النساء وتثقيفهن بأهمية مساهمتهن في الإنتاج على درجة بالغة من الأهمية وأن المرأة لا تختلف عن الرجل من حيث القدرات والإمكانيات… وأنه يمكنها أن تقدم في هذا المجال جهوداً تساعد على تطوير المجتمع وتقدمه وخاصة أن سورية تتطلب الآن أكثر من أي وقت مضى تعبئة الجهود من أجل التقدم الاجتماعي.
أما في ميدان المهن الحرة:
أ- مازالت بعض التقاليد الاجتماعية السائدة تمارس نوعاً من التمييز بين المهن أو تعتبر بعض المهن مقبولة، وبعضها الآخر غير مقبول ولا ينظر المجتمع إلى من يمارسها بشيء من التقدير والارتياح كالبائعات، الخادمات في الفنادق، المضيفات، وفي السياحة.
ب- النظرة للمرأة هو أن بعض التقاليد تنظر إلى أن المرأة لا تنجح في بعض الأعمال ولو كان لديها الكفاءة والثقافة اللازمة، كأعمال الهندسة والطب والمحاماة.
ج- التزاحم المهني: ممارسة المرأة لبعض الوظائف الحكومية وبنتيجة البطالة عند الرجال والنساء يولد قلقاً عند العاطلين عن العمل خوفاً من فكرة التوسع من استخدام النساء.
إن المرأة السورية تطمح لأن تصبح عنصراً أساسياً وفعالاً في عملية الإنتاج وأن تسهم في بناء المجتمع بشكل أحسن وأسرع، وقد أخذت تدرك أن دورها الاجتماعي الفعال وتحررها الحقيقي لا يتحققان إلا بمشاركتها في عملية الإنتاج وتأمين ظروف العمل المناسبة لها التي تساعدها على العطاء.
إن التحولات الاقتصادية في سورية أعطت في الفترة الأخيرة اهتماماً كبيراً لمبدأ تشغيل المرأة وإفساح المجال لها بشكل أكثر فعالية، ولكنها مازالت بعيدة عن بلوغ مرحلة الاستخدام الكامل لجميع النساء القادرات على العمل.
وقد دلت التقديرات الأخيرة للمكتب المركزي للإحصاء عام 1968 – 1969 أن عدد النساء القادرات على العمل في سورية يبلغ حوالي 1.7 مليون منهن 490 ألف يساهمن في العمل بينهن 468 ألف يعملن فعلاً و21 ألف متعطلات عن العمل.
ومن بين النساء المشتغلات فعلاً /60/ ألف يعملن بأجر و/12/ ألف يعملن لحسابهن و/9/ آلاف يعملن كربات عمل يستخدمن لديهن فرداً أو أكثر، ومن بين هؤلاء النسوة العاملات، 331 منهن في الصناعة التحويلية كما أن هناك حوالي 388 ألف يعملن لدى أسرهن في الإنتاج أو لدى الغير ولا يتقاضين مقابل عملهن أجر.
أما النساء القادرات على العمل ولا يساهمن في العمل واللواتي يقدرن بحوالي 1.3 مليون وهن إما ربات بيوت أو طالبات أو مالكات عندهن دخل.
وإذا أخذنا إحصاء عام 1968 بالنسبة لعدد النساء وتوزيعهن لرأينا أن عددهن /2.964.000/ امرأة يتوزعن كما يلي:
أطفال وشيوخ وعاجزات عن العمل
|
1.285.000 امرأة
|
ربات بيوت لا يتمكن من العمل وطالبات
|
1.190.000 امرأة
|
عاطلات عن العمل/ راغبات في العمل ولكن لا يجدنه
|
21.000 امرأة
|
أما النساء اللواتي يعملن في الصناعة التحويلية فيوزعن على الفروع التالية:
المواد الغذائية
|
305 امرأة
|
صناعة التبغ
|
1111 امرأة
|
صناعة الغزل والنسيج
|
707 امرأة
|
الأحذية والملابس
|
783 امرأة
|
الموبيليا
|
202 امرأة
|
الصناعة الكيماوية
|
101 امرأة
|
صناعة الخامات غير المعدنية
|
101 امرأة
|
ويتوزع النساء اللواتي يعملن في سلك التعليم والمهن الفنية والتكنيكية العالية والوظائف حسب إحصاء عام 1968 على الشكل التالي:
طبيبات
|
108
|
طبيبات أسنان
|
25
|
صيدلانيات
|
138
|
محاميات
|
16
|
مهندسات
|
60
|
معلمات ومدرسات
|
8225
|
موظفات
|
2704
|
وهكذا فالجدول يوضع لنا أن عدد النساء المشتغلات في المجالات الفنية العالية ضئيل جداً بالإضافة إلى أن بعض محافظات البلاد لا يوجد فيها نساء ذوات خبرات فنية.
ويتمركز القسم الأكبر من النساء العاملات في الصناعة والمهن الفنية في العاصمة دمشق.
المرأة في الريف
إن سورية بلد زراعي ولذلك فإن السواد الأعظم من النساء يعملن في الزراعة، ويشكلن أكثر من 50% من مجموع النساء العاملات والسبب في ذلك هو أن المرأة في الريف تعمل في الأرض مع زوجها وذويها، وإذا أردنا أن نفتش عن العاملة في الريف بالمعنى العلمي للكلمة، فإننا لا نجد سوى نسبة قليلة جداً ينطبق عليها هذا المفهوم. ويغلب على الاقتصاد السوري الطابع الزراعي ويقدم القطاع الزراعي من الدخل القومي ومساهمة المرأة الريفية بالعمل الزراعي كبيرة وقديمة ويشكلن أكثر من ثلث العاملين في الحقل الزراعي ويقمن بالعمل كامتداد لعمل رب الأسرة، وتدل الإحصاءات على أن:
29630
|
امرأة تعمل بأجر
|
4828
|
امرأة تعمل لحسابها الخاص
|
6646
|
امرأة صاحبة عمل
|
596739
|
امرأة تعمل بدون أجر
|
627843
|
المجموع
|
المستوى الثقافي للعاملات والفلاحات في سورية
تبلغ الأمية نسبة عالية بين النساء العاملات وعلى الأخص العاملات في القطاع الزراعي حيث تبلغ نسبة الأمية بينهن 97.9% بينما تبلغ نسبتها بين العاملات في الحقل الصناعي 53.60% يعمل اغلبهن في مكاسر الأحجار ورصف الطرقات وفي صناعة النسيج والخياطة والتبغ والسكر التي لا تتطلب مستوى ثقافياً معيناً، أما في قطاع الخدمات فنسبة الأمية تقل.
وهكذا نجد أن المستوى الثقافي للمرأة التي تساهم عملياً بالإنتاج المادي متدني مما يوضح أمامنا أهمية تضامن التنظيمات النسائية من أجل تنفيذ قانون محو الأمية في سورية الذي صدر بتاريخ 1/9/1972.
(البقية في العدد القادم)