المحتويات
· بيان الرابطة
· بطلات: بقلم السيدة ناديا خوست
· حكاية: بقلم السيدة اعتدال رافع
· مقتطفات من كلمة أمينة سر المكتب التنفيذي الآنسة مريم العرب التي ألقيت في احتفال الرابطة بيوم المرأة العالمي في دمشق
بيان الرابطة
بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي نشرت رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة البيان التالي:
ست وخمسون عاماً مضت منذ أن أقرت النساء المجتمعات في كوبنهاغن عاصمة الدانمارك يوم الثامن من آذار عيداً عالمياً للمرأة، ومنذ عشرين عاماً تحتفل رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة بهذا العيد.
في النداء الذي وجهته رابطتنا، العام الفائت، لفتت أنظار النساء في بلادنا، وفي العالم أجمع، إلى العدوان الاستعماري الصهيوني الذي كان يدبر ضد البلدان العربية. في الخامس من حزيران وقع العدوان الغادر، الذي خططت له ونفذته الدوائر الإمبريالية في واشنطن، ولندن، وبون، ونفذته إسرائيل القاعدة الاستعمارية في الشرق الأوسط.
جرت الاحتفالات بعيد المرأة في العام المنصرم، تحت شعار الدفاع عن الوطن، وهي تجري هذا العام تحت شعار الدفاع عن الوطن وإزالة آثار العدوان، فجيوش الصهاينة لا تزال تحتل أجزاء غالية من أرضنا، والمستعمرون يواصلون كيدهم لبلادنا، بعد فشل العدوان من تحقيق أحد أهدافه الرئيسية، وهو الإطاحة بالأنظمة التقدمية في البلاد العربية، وقتل الروح الثورية التحررية فيها.
تخوض بلادنا معركة قاسية، متعددة الجوانب، ضد الإمبريالية العالمية والصهيونية، فالاهتمام بالجانب الاقتصادي من هذه المعركة يعتبر ضرورة ملحة. ومن الواجب أن تتاح الفرص لكل مواطن ومواطنة كي يقوم بدوره، في كافة المجالات، الدفاعية، والسياسية والاقتصادية، وذلك بتوسيع الديمقراطية للمنظمات الجماهيرية، وبزيادة دور العمال والعاملات في مراقبة الإنتاج والإدارة، وزيادة فعالية لجان الدفاع عن الوطن التي ينبغي أن تشغل المرأة فيها دوراً كاملاً.
لقد حصلت المرأة في بلادنا على بعض الحقوق، وعدد العاملات في حقل الإنتاج يزداد باستمرار، ولكن هنالك مطالب كثيرة لم تحقق بعد، فالتفاوت بين أجر الرجل والمرأة للعمل المتساوي لا يزال قائما، وعدم وجود دور حضانة، مسألة تشكو منها كل الأمهات اللواتي يتركن أطفالهن في المنازل دون رعاية، والمرأة في الريف لا تزال تعاني نقصاً كبيراً في الرعاية الصحية ودور التوليد، مما يعرض حياة الكثير منهن إلى الخطر. ولابد من توحيد كافة الجهود ورص الصفوف لتحقيق هذه المطالب.
أيتها الأخوات العزيزات، ليكن 8 آذار من هذا العام حافزاً لنا لرص الصفوف وتوحيد جهود كافة المنظمات النسائية وجميع القوى التقدمية في بلادنا، في المعركة التي نقف فيها وجهاً لوجه أمام الاستعمار الأمريكي، وصنيعته إسرائيل. والتي هي جزء من معركة التحرر في العالم، إنها صراع بين شعوبنا، التي اختارت التحرر والانعتاق، والبناء، وبين الإمبرياليين الذين يريدون إخضاع أمتنا وإذلالها وامتصاص خيراتها، وتجويع أطفالنا.
فبوحدتنا نستطيع التغلب على جميع المصاعب، وأشرس الأعداء، وقضيتنا العادلة تلاقي التأييد المتزايد وحقيقة الصهيونية تنكشف كل يوم، وملايين الناس الشرفاء يقفون إلى جانبنا، فلنحي تقاليد شعبنا المجيدة في الثورية والنضال، ولنجند كافة الطاقات لرد مكائد الاستعمار والصهيونية لتطهير أرض الوطن، من رجس المحتلين ولإزالة آثار العدوان.
إننا في عيدنا، عيد المرأة العالمي، نمد يد الأخوة والصداقة إلى نساء العالم، العاملات من أجل ازدهار البشرية، وتقدم المجتمع وتحرر الشعوب، وسعادة الأطفال.
أيتها الأخت العربية في الأرض المحتلة، يا من تناضلن، غير آبهة بالموت والسجون، إليك تحية في عيد المرأة.
تحية النساء العربيات اللواتي يكافحن الاستعمار في الطرف الغربي من آسيا، نرسلها إليكم، يا بطلات الفيتنام يا أسطورة النضال، إن انتصارات شعبكم الجبار هي خير هدية يحملها 8 آذار إلى كل النساء، كل الأمهات الشريفات في العالم، إن بسالة شعبكن هي حافز قوي لنا ولكل الشعوب المتحررة، التي تقارع الاستعمار الدخيل. لقد مرغ شعبكن الصغير بعدده، الكبير بقدرته، سمعة أمريكا في التراب، وأعطى البرهان بأن شعباً يصمم على نيل حريته لابد أن ينتصر.
أخواتنا في جمهورية اليمن الشعبية، نرسل إليكن تحية في أول عيد للمرأة في ظل الاستقلال السياسي.
عاش 8 آذار يوم المرأة العالمي، رمزاً لتضامن نساء العالم في سبيل غد أفضل.
دمشق آذار 1968 رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة
بطلات
بقلم: السيدة ناديا خوست
كما ينضم كل أثر فني إلى التراث الإنساني العام تنضم كل قطرة دم أريقت لتحرير الوطن إلى تراث التضحيات لتحقيق المنية الإنسانية الخالدة: المجتمع الشريف.
والمرأة العربية تعتز بالبطولة العظيمة التي لا تنفصل عن البساطة والتواضع. تعتز بالشابات اللواتي يحببن الورد ويحلمن بالحب ويستسلمن لنسيم الربيع، ثم يفجرن الأرض تحت عدو الاشتراكية والصفاء والشمس. تعتز بالوادعات أيام السلم، الضاريات أيام المعركة. وتهتدي في دربها الطويلة بكل نغمة من أنغام الحرية.
زينا برتنوفا
جاء في طلب الانتساب الذي قدمته إلى الكومسومول: “أريد أن أنتقم دون رحمة من العدو الذي يخرب قرانا ومدننا. سأناضل حتى آخر قواي، ولن أبخل بقطرة من دمي. ولست أخاف من تقديم حياتي لوطني الحبيب. وإذا كان لابد من الموت فسأموت ابنة وفية لشعبي”.
أدركت الحرب هذه الشابة وهي بعد في الصف السابع. وأنشئت في منطقتها منظمة سرية لمقاومة المعتدين الهتلريين، اسمها “المنتقمون الشباب” قادتها تلميذة في مدرسة الخياطة. اتصلت زينا بهذه المنظمة وصارت عضوة في لجنتها. وقامت بتوزيع النشرات، وتخريب الاتصال التلفوني، واشتغلت في مطعم فسمعت مع زميلتها مئة ضابط هتلري. وبعد اعتقال زميلتها وإعدامها، التحقت زينا بصفوف الأنصار وألقيت على عاتقها مهمة العمل في المناطق التي يحتلها العدو وإنشاء صلات جديدة. وقد نفذت هذه المهمة. وقبض عليها في طريق العودة. وبدأ الاستجواب المرير.
عرض الهتلريون الفتاة على الناس في الأحياء والمعامل. لكن لم يتعرف عليها أحد، مع أن الكثير منهم كان يعرفها. وفي السجن أكد أحد الخونة أنها عضوة في منظمة سرية.
ساقوا زينا إلى رئيس الغوستابو لاستجوابها. واستمرت الفتاة بالصمت. وفي إحدى المرات، خلال الاستجواب، خطفت مسدس الرئيس من الطاولة وقتلته. وتلقت بالرصاص ضابطاً هرع على صوت الطلقة الأولى. وكسرت الزجاج وقفزت إلى الباحة. وهناك أطلقت الرصاص على الحارس. ثم عصاها المسدس.
عذبت بشراسة، قلعت عيناها، وقطعت أذناها… وهكذا ماتت الفتاة البطلة. ولم تعرف بطولتها إلا بعد الحرب فمنحت سنة 1958 لقب بطلة الاتحاد السوفييتي.
حكاية
بقلم: السيدة اعتدال رافع
أهداب الصباح منكسة كأعلام الهزيمة، تنز دماً ودموعاً… إشراق البراءة هتك بقسوة، وسفحت العذوبة في الوحل تنغل فيه وتعانق الديدان ـ وتهمس لها بحكاية الشرف الرفيع، حكاية قناطير الشرف ودراهم اللحم القليلة …!!
دموع الصغيرة تشتي بغزارة، في صحراء واسعة رمالها بيوض عقارب، وملحها سموم منقوعة في الليل، شتاء الصغيرة مجدب وبلا مواسم تحرقه أنفاس الفحيح… لقد جاء الشتاء مبكراً كالعادة، ليغسل بقعاً حمراء سالت صدفة من جرح صغير… صغير جداً… سحابة سوداء مرعبة تظلل الصحراء كلما اقترب تبرعم الأزهار في دماء الصغيرات، فتخلق الربيع وهو في بكورة المتألق الدافئ، وتشل امتداد الخصب وهو في أوج تفجره وعطائه… وهكذا يأتي الشتاء مبكراً، وقبل الأوان تحدث أشياء غريبة حقاً تعجز الصغيرات عن وعيها أو تفسيرها … لو كانت ابنة السادسة عشرة، مدركة وواعية كأمها … كجدتها … كعجائز ضيعتها!! لبقيت أهداب الصباح تتألق بالندى والعذوبة ..
لو رضخت للصفقة التجارية التي عقدها الأهل على حسابها، وشلت أول خفقة من خفقات قلبها العنيفة لعاشت في ثبات ونبات، وخلقت صبياناً وبنات.
لو كانت تدرك … لبقي العقد الأزرق يطوق العنق بحنان ويزرع فيه آلاف القبلات، ويهمس له بروعة الربيع … ولهفة الحبيب …
لو كانت تدرك … لما فر اليأس يتيماً مذعوراً بجديلتين داميتين وقفز بضعة أمتار عن مكان قاعدته … ولما تضرج الخنجر بالارتواء بعد أن رضع من أوردة العنق بنهم شديد … ولما توّج الأخ الشهم حامي العرض بإكليل مجدول من أوراق الغار بين الزغاريد والأهازيج …
ولكن هذه اللو …! لماذا تأتي متأخرة دائماً؟ لماذا تسبق الحياة في أحيان كثيرة؟؟ سؤال أوجهه للبالغين والمدركين، والواعين .. لحماة الأعراض؟؟
ترى … متى تنعتق أعناق الصبايا من وصاية الخنجر والمدية؟؟ متى نضع شرنقة الفضيلة المصابة بداء العث الدائم في وجه الشمس؟؟ لتتماسك خيوطها وتصبح أكثر متانة!!
حكاية ليست من عصور الغاب .. مهلاً … نحن في القرن العشرين .. عصر الفضاء ورائداته … عصر الذرة وعجائبها … والذبح من الوريد … للوريد … حادثة عادية تحدث في مجتمعنا باستمرار … عجباً!!
مقتطفات من كلمة أمينة سر المكتب التنفيذي الآنسة مريم العرب التي ألقيت في احتفال الرابطة بيوم المرأة العالمي في دمشق
أيتها الأخوات:
إن احتفالنا اليوم يأتي ووطناً يتعرض لعدوان آثم من قبل الصهيونية التي احتلت أراضينا ورفضت، وما تزال، الانصياع لإرادة شعوب العالم جميعاً بالانسحاب من الأرض المحتلة. إن هذه العدوان يدفعنا إلى المزيد من اليقظة والحذر والاستعداد، ويهيب بالمرأة أن تهب للمشاركة الفعلية في الدفاع عن الوطن ليس فقط بجمع التبرعات وتضميد الجراح وإنما بالتدرب على السلاح أيضاً. والمرأة الفيتنامية تضرب لنا مثلاً أعلى في هذا المضمار، حتى أن نائب القائد العام لقوات جبهة التحرير الوطنية الفيتنامية هي امرأة تخوض المعارك. وقد قادت كثيراً من العمليات في الشهر الأخير والتي ما تزال أصداء انتصاراتها في ضمير الإنسانية كلها.
“إن تاريخ المرأة في الوطن العربي تاريخ حافل ومجيد فاسم جميلة في الجزائر ورجاء في الأردن مازال يملأ أسماع الدنيا. وها هي فاطمة البرقاوي في الضفة الغربية تقف بجرأة أمام المحتلين وتشارك إخوتها في التعجيل بانهيار الاحتلال. وهل سمعتن بهبة الخياط؟ إنها طبيبة عربية تهمتها أنها تتصل برجال المقاومة العرب، وتدرب النساء في عيادتها على استعمال الأسلحة.
فتحية لكل رجاء ولكل جميلة ولكل فاطمة ولكل هبة في أرضنا العربية”.
“… ليكن عيد المرأة العالمي حافزاً لنا للمزيد من العمل والمزيد من النضال والمزيد من الصموت لتحقيق الانتصار”.