المحتويات
رابطة النساء السوريات تعقد مؤتمرها السابع
لنا كلمة: الانتفاضة تستقبل عامها الثاني
المساو…اه بقلم أمل مجاهد
رسالة الجزيرة: المرأة والزراعة
بأقلام فتية: هذا ما كان ـ منى من حلب
خاطرة: فاطمة
تضامناً مع أنور ياسين
المرأة في حضارات بلاد الشام القديمة
نداء من أجل إنقاذ حياة المناضلة سهى فواز بشارة
كل عام وأنت بخير يا وطن أكتوبر
نداء من المنظمات العراقية
مقتطفات: المجد لابنة الفرات الأوسط الشهيدة رسمية جبر الوزني
يوم في حياة قرية فلسطينية (كفر راعي)
“عروس المستقبل في نظر بعض شباب بلادنا”
قصة للأطفال:الكلمة السحرية
فالنتينا أوسييفا
ترجمة: مايا شاكر
زاوية صحية: الإسهالات عند الأطفال ـ الدكتورة: س ـ م
الاتحاد النسائي الديمقراطي يحصل على لقب “رسول السلام”
رابطة النساء السوريات تعقد مؤتمرها السابع
من أجل وحدة رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة.
في سبيل وحدة عمل ونشاط الحركة النسائية الديمقراطية في سورية.
من أجل تحسين وتطوير أساليب العمل الجماهيري بين النساء.
من أجل توسيع القاعدة الجماهيرية للرابطة.
من أجل أن تلعب المرأة دوراً متزايداً في النضال الوطني لتحرير الجولان وبقية الأراضي العربية المحتلة.
من أجل ضمان حق الشعب العربي الفلسطيني، وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة.
في سبيل الدفاع عن قضايا المرأة السورية.
في سبيل تعديل قانون الأحوال الشخصية.
في سبيل التحرر الاجتماعي والمساواة التامة.
في سبيل القضاء على البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية.
من أجل السكن الشعبي الرخيص للأسر الشابة.
من أجل طفولة سعيدة وأمومة رغيدة.
من أجل درء أخطار الحرب النووية وحماية الحياة على كوكبنا.
وتحت شعارات وطنية واجتماعية أخرى تعكس جميعها تطلعات المرأة السورية إلى التحرر الاجتماعي والمساواة والمساهمة الفعالة في بناء الوطن.
وفي بيت دمشقي عريق عقدت رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة مؤتمرها السابع في الثامن من أيلول لهذا العام.
شاركت في المؤتمر مندوبات منتخبات من مختلف فروع الرابطة في البلاد. كما حضره عدد من المندوبات المراقبات والضيوف في مقدمتهم وفد الحزب الشيوعي السوري الذي ضم الرفاق: يوسف فيصل الأمين العام للجنة المركزية، وظهير عبد الصمد عضو المكتب السياسي ويوسف نمر العضو المرشح للمكتب السياسي، بالإضافة إلى رفاق من مكتب النساء والشباب والطلاب التابع للجنة المركزية.
وفي جو ديمقراطي وبشعور عال بالمسؤولية تمت مناقشة الوثائق المقدمة للمؤتمر السابع، وقدمت المندوبات مداخلات قيمة ومتنوعة مساهمة في إغناء التقارير والوثائق وتطوير أساليب العمل من أجل أن يشكل المؤتمر السابع للرابطة نقطة انعطاف نوعية في مجمل نشاطها وعملها.
وقد أصدر المؤتمر ثلاثة قرارات حول وحدة الرابطة ووحدة عمل ونشاط الحركة النسائية في سورية وقراراً حول الذكرى الأربعين لتأسيس الرابطة كما وجه المؤتمر تحيات عديدة منها:
تحية إلى الحزب الشيوعي السوري، وتحية إلى نضال أخواتنا في الجولان، وتحية إلى انتفاضة أهلنا في الأراضي المحتلة، وتحية إلى أخواتنا المناضلات في الحركة الوطنية اللبنانية، وتحية إلى النساء المناضلات في العراق ضد النظام المعادي للديمقراطية، وإلى المناضلات في الخليج والسعودية وفي مصر…
وتحية إلى نساء البلدان الاشتراكية، وإلى المناضلات في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتحية إلى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.
وقد أقر المؤتمر بالإجماع التقارير المقدمة والتعديلات المقترحة عليها، والتحيات الصادرة عن المؤتمر.
وفي الختام تم انتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة للرابطة، وبعد انتهاء المؤتمر اجتمعت اللجنة التنفيذية وانتخبت مكتباً تنفيذياً وسكرتاريا، ورئيسة للرابطة.
صوت المرأة، العدد 3، 1988
الانتفاضة تستقبل عامها الثاني
(طاق… طاق… طاقية بدنا وطن وهوية).
هذا ما يردده أطفال الحجارة الذين كبروا قبل أوانهم، وكبرت انتفاضة أهلهم معهم وهي تستعد لاستقبال عامها الثاني.
راح العام المنتفض الأول يلملم أوراقه التي سطرت بدماء مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وبنضالات النساء والشباب والشيوخ والأطفال العمالقة. فالمرأة لم تعد ساقية للجرحى أو مزغردة للشهيد فقط، بل باتت تمسك الحجر، وتخرج للتظاهر، وتقوم بالزراعة المنزلية، وتجرح وتعتقل وتستشهد. وأصبح الأطفال رمز الانتفاضة التي سميت بحق انتفاضة أطفال الحجارة.
تقترب الانتفاضة من نهاية عامها الأول و”جميع الوسائل استنفذت للقضاء على الانتفاضة الفلسطينية: الرصاص المطاطي، والرصاص البلاستيكي، والقنابل المسيلة للدموع، والهراوات وعمليات المداهمة الكثيفة، وحظر التجول، وإجراءات الإبعاد، وتدمير المنازل”. حسب صحيفة هآرتس الصهيونية.
فالانتفاضة، التي تعتبر من أطول وأقوى الانتفاضات الشعبية في عصرنا الحاضر، تستمر في التحضير للوصول إلى مرحلة العصيان المدني، عن طريق بناء أجهزة السلطة الشعبية الوطنية، وأسس الاكتفاء الذاتي الاقتصادي والاجتماعي.
ولن يكون العصيان المدني هو خاتمة المطاف، لأن الهدف قد حدد منذ البداية وهو “الدولة المستقلة”.
تكبر الانتفاضة عاماً، وهي تتحدى المؤامرات التي تستهدف تحطيمها، عن طريق طرح مشاريع تسوية هزيلة بواسطة رسول الإمبريالية شولتس، وزرع الشقاق بين أطراف قيادة الانتفاضة، وزعزعة الوحدة الوطنية بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
إلا أن الشعب الفلسطيني قد قال كلمته الفصل: لا لمشاريع التسوية، لا للخلافات، نعم للدولة المستقلة، نعم للوحدة الوطنية.
وتنجح الانتفاضة في احتضان الشعب الفلسطيني كله، حتى في أراضي 1948 حيث امتد لهيبها إلى هناك.
ويزداد القمع ويكبر الرد. تمنع المعونات من الوصول، فيكسر الرغيف إلى مئات الكسرات. وتسقط كل المشاريع الانهزامية، وتقبل الانتفاضة تحدي الرجعية، وتنزاح الأوهام، لتبقى الانتفاضة هي الحقيقة الوحيدة التي تستنهض الهمم من أجل تمتين الوحدة الوطنية للوصول إلى الهدف الأوحد للدولة الوطنية المستقلة.
فكل عام وانتفاضة الحجارة بخير
المساو….اه
تصوري لقد ضاع الأمل…
وانخرطت صديقتي بالبكاء… ولم تفلح محاولاتي لتهدئتها، فلقد كانت تتصور أن أبواب الدنيا كلها قد أقفلت في وجهها.
ثلاث سنوات وهي تنتظر هذه الفرصة، ثم… ولشرط واحد… تضيع منها.
ثلاث سنوات مضت على تخرج لمياء من الجامعة… يومها أحست وكأن الدنيا قد فتحت لها ذراعيها لتحتضنها، فلقد أنهت تعليمها وبدأت تستعد لتخوض معامع الحياة.
فبدأت بالبحث عن عمل لكن…
فرص العمل غير موجودة.
والتعليم الذي طالما حلمت أن تمارسه؟ منذ زمن لم يعلن عن مسابقة، وعلى الأرجح أنه سيعلن عن واحدة في وقت قريب.
وبعد القريب واقترب البعيد، ولم يعلن عن مسابقة، إلى أن…
جاء الفرج… جاء الفرج.
هكذا هتفت لي. وتابعت: أنا ذاهبة إلى وزارة التربية لأقدم الأوراق المطلوبة وذهبت وذهب الأمل معها.
هل تعرفون لماذا؟
كانوا يطلبون من المتقدمات للمسابقة في اختصاصها ومنهن فقط أن يحملن دبلوماً في التأهيل التربوي إضافة إلى الإجازة الجامعية وفي بعض الاختصاصات لم يطلبوا فتيات قط.
وكثرت التفسيرات… فالبعض يقول: إنهم يريدون شباباً ليرسلوهم إلى المحافظات الشمالية والشرقية. والبعض الآخر يقول: إن انعكاسات الأزمة الاقتصادية على الشباب أكثر منها على الفتيات، فالمطلوب منهم أكثر. وآخرون يقولون: إن النساء لا ينفعن للعمل، فهن دائماً تعبات، أو مريضات، أو في الأمومة.
لا أعرف من تصور أن فتياتنا لا يذهبن إلى المحافظات الشمالية والشرقية وهن تواقات للعمل في كل شبر من أرض بلدنا.
وبغض النظر عن أن عمل المرأة هو حق لها وواجب عليها وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها، فهل يتصور أحدنا أن أجراً واحداً يعيل عائلة؟! اسألوا جيوبكم فعندها الجواب اليقين.
ويظل هناك تساؤل يفرض نفسه دائماً: هل الأمومة هي امتياز للمرأة، أم لعنة عليها؟ أتصور أن عظمة الأمومة تدافع عن نفسها، وليست بحاجة لدفاعنا نحن. فهنيئاً لشاباتنا هذه المساواة.
أمل مجاهد
رسالة الجزيرة
المرأة والزراعة
في ريف الجزيرة… كما في بقية الأرياف في سورية… عمل المرأة في الزراعة هو عمل موسمي… وبخاصة بعد دخول الآلة إلى الريف… حيث أصبح موسم الحصاد والبذار يحتاج ليد عاملة أقل… وليس بينها يد عاملة نسائية أما بالنسبة للأعمال الموسمية الأخرى… مثل جني القطن… العدس… التعشيب… ففي هذه الأعمال تقوم المرأة بدور أساسي تكون الأيدي العاملة من النساء فقط… ويكون يوم العمل طويلاً… من الصباح حتى المساء… والإيجار باليوم أو حسب الإنتاج بالكيلوغرام بالنسبة للقطن وفي جميع الأحوال لا يتجاوز الإيجار اليومي الحد الأدنى لمستوى المعيشة إن لم يكن أقل منه. هذا بالنسبة للريف الذي يعتمد على الزراعة الموسمية والبعلية بشكل عام. لكن الزراعة المروية بالأنهار أو الآبار… يغلب على الإنتاج الصبغة العائلية أي يشارك جميع أفراد الأسرة في الزرع والحفر… والقطاف بالنسبة للخضار والثمار… وللمرأة هنا دور أساسي فهي العامل الأول في هذه العملية.. حيث يبدأ يوم العمل بالنسبة لها مبكراً وينتهي عندما تكون عاجزة عن العمل… الأجر غير محسوب طبعاً لأنها تعمل ضمن العائلة وفي مشروع يخص العائلة… سواء ملكت هذه العائلة أرضاً صغيرة أم كانت تعمل بالفلاحة عند الآخرين.
… كما أن العمل يبدأ بالزراعة وينتهي بتسويق بعض المنتجات مثل أوراق العنب… وبعض الفواكه… تحمله إلى أسواق وحارات المدينة حيث تبيعه بسعر أعلى من سعر الجملة… لكن عملية التسويق هذه لا تشارك فيها النساء جميعاً بل تقتصر على قلة من النساء اللواتي يتوفر في قراهن تلك الثمار والخضار غير المتوفرة بكثرة… ومثالها الجانرك… ورق العنب… الخبازة… بالإضافة إلى التسويق من البستان نفسه إذا كان قريباً للمدينة حيث تكون مشرفة على بيع الخضار في المواسم مثل الخس والبقدونس السلق والملفوف…
صوت المرأة، العدد 3، 1988
بأقلام فتية
هذا ما كان
اجلسي بكل حشمة في بيتك، وكوني بكامل هيبتك، فإن من يغادره يفقدها.
لم يدعك أحد وقد كان هنا منذ أسبوع، وحتى بالهاتف لم يدعك، تريدين أن تجدي الأعذار والمبررات له بأنه أوصى صديقه أن يدعوني بالهاتف، وها إنه لم يدعك فعلام تهرولين مشمرة! أنا لا أريد الذهاب وأنت تهرولين واجدة الأعذار للناس. أنت تلتمسين المبررات حتى للمبتذلات والمومسات، وتغفرين لهن، وتضعينهن بجانبك نقيات طاهرات، حسناً وماذا ستجدين في هذه المدينة التي تودين قتل نفسك في سبيلها، هل والد العريس عمك… خالك… أخوك… ابن من إذن؟!!
أتهمك الذكريات لهذه الدرجة؟! والمباني والأرصفة ورائحة الأشجار وعبق الدفلى وصمخ العفص ورطوبة البحيرة، والأناس الذين شبعت من عشرتهم طيلة عشر سنوات. والله أنا لا أطيق التوجه لطريق سفر وأنت ستقصين شعرك، وتضعين المساحيق والمراهم والعطور والألوان وترفلين بحلتك الأنيقة، وتلفتين الأنظار.
انظري أي قميص وأي بنطلون عندي. أن سترتي لا تعقد أزرارها، وقميصي ناصل الياقة، وبعدها تدفعين المصاريف وهذا أوان مؤونة الجبنة، ودفع فاتورة الهاتف والكهرباء والماء وعلبة السمنة والزيت اللتين شارفتا على الانتهاء. حسناً وإن أعطيتني مدخراتك كلها، كم تبلغ مئتان خمسمئة، لن أسمح لك بذلك، لا تقايضيني، وأيضاً لن أسمح لك بحضور أمسية شعرية، إنه الهراء ولا تحاولي أن تنتزعي مني وعداً، أي وعد، لن أعد بشيء حتى وإن توفر لدي المال، وجاء الصيف، وذهب الشتاء، وحل الربيع. لا تساومي وإلا ترتب على ذلك عقوبات.
أمسك بالورقة الفضية، ودسها في جيبه باسماً عن رضى، لأنه لازال صاحب السلطة العليا، وأن أوامره غير قابلة للتكسير، وقبضته الفولاذية لم ترتخ بعد. أما هي فقد جلست تفكر في هذا القفل الصدئ الموثق شفتيها، وهذا الوهن في عزيمتها الذي يشل إرادتها وقدرتها على التفكير الصائب، أيمكن أن تنتهي الحياة وتبدأ بهذا المنوال وهي امرأة قد فاقت الأربعين ولا تملك من أمر نفسها شيئاً ومتى ستنتزع هذا القفل وتلقي به؟!
منى
حلب
صوت المرأة، العدد 3، 1988
خاطرة
فاطمة
– مرحبا يا آنسة.
فوجئت بالصوت الذي جاءني من امرأة تلتحف عباءة سوداء، وتسدل ستاراً أسود على وجهها.
– أهلاً… عفواً.. لم أعرفك..
وعندما كشفت عن وجهها، عرفت بالكاد ذلك الوجه الذي حفظته عن ظهر قلب منذ أربع سنوات، عندما كنت أدرس في إحدى ثانويات ريف دمشق.
كانت فاطمة. نعم فاطمة تلك الطالبة المجدة، والفتاة الجميلة بعينيها السوداوين، وسمرتها الجذابة، وخالها الذي استقر تحت شفتها السفلى.
فاطمة… طالبة الصف السابع التي جاءت مرة من دون تحضير الدرس، وهي الطالبة المجدة.
كان يوماً مثيراً ذلك الذي انفجرت فيه فاطمة بالبكاء أمامي. لقد حولت كل غضبها، وهي العاجزة، إلى جداول دمع صغيرة تنهمر من عينيها.
كانت تريد أن تصرح… أن تحتج.. أن تقول لماذا؟
نعم… لماذا أخرجت أختها من المدرسة وهي فيا لصف الثامن فقط، لتجبر على الزواج من رجل يكبرها بعشرين عاماً.
أحست وقتها بأن الفتاة لا تملك من أمرها شيئاً، وتذكرت كيف عاشت منذ الصغر.
تذكرت كيف كانوا ينظرون إليها وهي “البنت”، وكيف كان من المطلوب منها أن تكون خادماً لأبيها وإخوتها الذكور، فهي “بنت”.
تذكرت المعارك التي خاضتها حتى يسمحوا لها بالتسجيل في المدرسة الإعدادية، وبشرط أن تضع الحجاب، وأنه متى جاءها “النصيب” فما عليها إلا الرضوخ.
تذكرت كلمات أمها وخالتها وجدتها و… عن أن المرأة هي ضلع قاصر بحاجة إلى رجل يحميها.
تذكرت كل ذلك وأكثر وهي تسأل نفسها: لماذا علينا أن نعيش هكذا…؟ لماذا نهان لهذا الحد…؟ ألسنا من نفس عجينة الرجل…؟ ألسنا أناساً؟!
فاطمة نفسها أجبرت على الخروج من المدرسة لتقبع في بيت “عدلها”.
ولكن هل تعرفون ماذا قالت لي عندما شاهدتها؟
قالت لي يومها: “والله العظيم يا آنسة لن أدع ابنتي تعيش كما عشت، لو كلفني ذلك حياتي”.
وأنا متأكدة من أن فاطمة ستعمل لتحقق ما تمنته.
صوت المرأة، العدد 3، 1988
تضامناً مع أنور ياسين
تضامناً مع المناضلين الوطنيين اللبنانيين وللمطالبة بإطلاق سراح المناضل أنور ياسين وجهت رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة هذا نصها:
السيد الأمين العام للأمم المتحدة ـ نيويورك
يتوجه إليكم المكتب التنفيذي لرابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة بتحياته..
ويعبر باسمه ونيابة عن جماهير النساء أعضاء الرابطة وأصدقائها في كل المحافظات والمدن السورية، عن أعمق مشاعر التضامن الكفاحي مع المناضلين الوطنيين اللبنانيين الذين وقعوا في أسر القوات الإسرائيلية المحتلة وهم يقومون بواجبهم المشروع في النضال لتحرير بلادهم من الاحتلال والعدوان.
إن آلافاً عديدة من أبناء الشعب اللبناني البطل تقبع في معتقلات إسرائيل وتمارس ضدهم كل أنواع التعذيب والقهر. وتريد إسرائيل المعتدية من كل ذلك كبت وتحطيم إرادة المقاومة ووقف النضال من أجل إجلاء المحتل عن أرض الوطن. وهي بذلك تنتهك كل الأعراف الدولية ومواثيق الأمم المتحدة واتفاقات جنيف.
ومؤخراً قامت هذه السلطات العنصرية بإصدار حكم بالسجن لمدة ثلاثين عاماً على المناضل الوطني الأسير أنور ياسين عضو الحزب الشيوعي اللبناني والمساهم النشيط ف حركة المقاومة الوطنية اللبنانية. إن حكام إسرائيل بعملهم المشين هذا يضيفون صفحة سوداء أخرى إلى سجلهم المليء بالممارسات العنصرية ومحاولات كبت إرادة الشعوب بالتحرر والاستقلال وصيانة الاستقلال الوطني.
إننا نضم صوتنا وبقوة إلى كل الأصوات الخيرة والشريفة في العالم التي استنكرت الحكم الصادر بحق المناضل أنور ياسين ونناشدكم التدخل الملموس من خلال مسؤوليتكم الدولية الرفيعة لفرض احترام مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية والعمل من أجل إطلاق سراح البطل أنور ياسين وكل المعتقلين الوطنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
مع خالص احترامنا.
المكتب التنفيذي لرابطة النساء السوريات
لحماية الأمومة والطفولة
صوت المرأة، العدد 3، 1988
عرض كتاب
المرأة في حضارات بلاد الشام القديمة
يطالعنا الباحث علي القيم في كتابه عن تاريخ المرأة في بلاد الشام مذكراً بدورها من خلال المكتشفات الأثرية بمختلف صنوفها. ولقد تناول الكتاب عبر فصوله السبعة المرأة في المجتمع الأمومي ومكانتها الاقتصادية الكبيرة وخطوتها الجبارة في الارتقاء بفن الزراعة من مجتمع الصيد إلى مجتمع الغذاء. فالثورة الزراعية كما صورها الكاتب والتي قامت بها النساء في العصر الحجري الحديث. أحدثت أخطر التحولات في المجتمع والثقافة مثل ديانات الخصوبة التي تدور حول المرأة وزيادة النظم الاجتماعية القائمة على نسق الانتساب للأم واهتمام عام بالولادة والنمو والزواج والتوالد.
وظهرت بذلك الدمى النسائية المصنوعة من الحجر والطين والتي كانوا يرون فيها مصدر خصب مصدر الحياة كلها. وكانت هي الآلهة الكبرى عند الشعوب الزراعية أي ربات الأرض.
وكان لابد كما رأى الباحث التطرق إلى حضارة بلاد ما بين النهرين (سومر ـ أكاد ـ بابل) نظراً لالتقاء أصول هذه الحضارة مع حضارة بلاد الشام مبيناً دور المرأة في تلك الحضارة التي باتت عند سكان بلاد النهرين المبدأ الفعال في الميلاد والخصب وقد جسدت المرأة في سومر الحضارات اللاحقة من خلال الآلهة الأم أو الربة الكبرى التي غدت إحدى آلهة المجتمع الكوني بعد أن كانت في العصر الحجري أنثى كونية عظمى وهي منشأ الأشياء ومردها، عنها تصدر الموجودات وإلى رحمها يؤول كل شيء كما صدر… وانطلق الناشر ليصور رؤية السومريين إلى الآلهة الأنثى من حيث أنها آلهة الخصوبة، والحب، والجمال، والجنس من خلال الأساطير.
قد بين الباحث القوانين التشريعية في تلك الحقبة وأهمها قانون حمورابي الذي تعرض للمرأة مثل: كان يحق للمرأة من الوجهة العملية أن تفارق زوجها. وإن لم يكن من حقها أن تطلقه إذا ثبتت قسوته عليها من إخلاصها له.
إضافة إلى احتلال المرأة بعض المراكز وتوقيها على العقود. وامتلاكها الثروة وحقها في التعلم.
وبين الكاتب من خلال ذكر الشواهد على الرسائل التي تبين مكانة المرأة في مملكة ماري مثلاً. مع ذكر أهمية عملها في التجارة ودورها الكبير في الحياة الروحية والأساطير ومن خلال منحوتات وفنون ماري التي صورت المرأة بأوضاع مختلفة المرأة العاملة، الفنانة، ورصد الفصل الأخير من الكتاب نساءً شهيرات من بلاد الشام يذكرهن التاريخ بكثير من التمجيد والعظمة مثل شخصية الملكة سميراميس والملكة الآرمية نقية (زاكوتو) والإمبراطورة العربية الحمصية جوليا دومنا وزنوبيا ملكة تدمر التي كادت أن تصبح ملكة العالم.
وفي الختام يعتبر هذا الكتاب على أهميته نافذة للاطلاع على تاريخنا نحن النساء ونتعرف على ماضينا لعلنا نسترجع في المستقبل بعضاً من مكانتنا.
صوت المرأة، العدد 3، 1988
عقدت المنظمات النسائية العربية المتواجدة في سورية لقاء بتاريخ 15/11/1988 بدعوة من رابطتنا بحثت فيه الفعاليات والنشاطات المختلفة لإحياء الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة شعبنا الباسلة في الأرض المحتلة، ناقشت فيه عدداً من الاقتراحات، واتخذت الإجراءات التضامنية السريعة من أجل إنقاذ حياة المناضلة الوطنية زهرة الجنوب اللبناني، وحماية حياتها. وأصدرت مذكرة بهذا الصدد، قام وفد يمثل المنظمات المجتمعة بتسليمها إلى مكاتب الهيئات الدولية المعنية.
نداء من أجل إنقاذ حياة المناضلة سهى فواز بشارة
باسم المنظمات النسائية العربية نهرب عن قلقنا الشديد لمصير المناضلة الوطنية ابنة الجنوب اللبناني سهى فواز بشارة، التي تم اعتقالها على يد القوات العسكرية الإسرائيلية في السابع من تشرين الثاني وهي تقوم بواجبها في الدفاع عن وطنها وذلك فوق الأراضي اللبنانية المحتلة.
إن البطلة سهى فواز بشارة تتعرض اليوم لأشد أنواع التعذيب الذي يهدد حياتها، كما تتعرض أسرتها وقريتها الواقعة تحت الاحتلال لإجراءات تعسفية انتقامية تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وقد دمروا منزل والدها في دير ميماس المحتلة عقب اعتقالها مباشرة.
إن الدفاع عن الوطن هو عمل مشروع وهو حق لكل شعب وواجب مقدس، ونحن نؤمن بأنكم تقفون دائماً إلى جانب الحق وتؤمنون بالحرية وحقوق الإنسان، وإننا إذ نحمل إسرائيل ورئيس وزرائها شامير مسؤولية المساس بحياتها نناشدكم التدخل السريع لإنقاذ حياة البطلة الوطنية اللبنانية سهى بشارة التي لا ذنب لها سوى رفض الاحتلال والنضال من أجل أن يبقى وطنها لبنان حراً موحداً، وذلك تطبيقاً لبنود اتفاقية جنيف الرابعة.
التنظيم النسائي لجبهة التحرير الوطني البحراني.
منظمة المرأة التقدمية الفلسطينية.
المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية.
المكتب النسوي لطلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة).
لجان المرأة الشعبية الفلسطينية.
رابطة المرأة العراقية.
الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.
منظمة المرأة العمانية.
المكتب النسوي للحزب الشيوعي الفلسطيني.
رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة.
صوت المرأة، العدد 3، 1988
كل عام وأنت بخير
يا وطن أكتوبر
منذ أيام احتفل العالم بالذكرى الواحدة والسبعين لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.
في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل إنسان وطني وتقدمي في العالم، استرجعت صوراً علقت في ذاكرتي عندما كنت هناك، صورة كيف يحتفل الناس عامة في بلد أكتوبر بهذا العيد، لا أستطيع أن أنسى رؤية الوجوه وهي فرحة تستقبل العيد ويا له من استقبال؟!!
الجميع في الشوارع نساء، رجالاً، شيوخاً، وأطفالاً من كل القوميات المتعددة في بلاد السوفييت الواسعة.
الآباء يحملون أطفالهم على أعناقهم وفي أيديهم البالونات الملونة النساء يحملن الورود، والمسنون والنياشين تلمع على صدورهم أبطال الإنتاج في المعامل والمعاهد والمشافي.
لقد أتى الناس جميعاً ليحتفلوا بعيد أعطى الحياة معنى ولوناً جديداً عيد الجميع، عيد الوطن وكأن الشعوب السوفييتية ترى أكتوبر يحمل معه كل عام نفحات من ذكراه تفرحهم في كل مرة وكأنها للمرة الأولى.
بهذه المناسبة نتقدم للشعب السوفياتي بالتهاني القلبية الحارة وكلنا أمل أن تبقى السماء صافية ويعم السلام في العالم أجمع.
صوت المرأة، العدد 3، 1988
نداء من المنظمات العراقية
نحو إعلان 17 آذار يوماً عالمياً للنضال ضد الأسلحة الكيماوية
في يومي 16 – 17 آذار 1988 قصفت الحكومة العراقية مدينة حلبجة الكردية البالغ عدد سكانها 70 ألف نسمة بالسلاح الكيماوي. مما أدى إلى مقتل 5000 مواطن عراقي فوراً، وإصابة 10 آلاف آخرين بجروح وحروق.
إن المنظمات الديمقراطية العراقية نساء وشباباً وطلاباً تتوجه إلى الرأي العام العالمي وإلى كافة محبي السلام والمناضلين من أجل القضاء على الأسلحة النووية لاعتبار السابع عشر من آذار يوماً عالمياً للنضال ضد استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً. كما تناشد المنظمات العربية الشقيقة والمنظمات الصديقة في مختلف بلدان العالم لإسنادها في نضالها من أجل إعلان يوم قصف حلبجة يوماً عالمياً ضد الأسلحة الكيماوية.
مقتطفات
المجد لابنة الفرات الأوسط الشهيدة رسمية جبر الوزني
حنوها وحبها الكبيران للأطفال جعل تلميذاتها يتعلقن بست رسمية. ومن خلالهن بنت جسوراً للصداقة الطيبة مع أمهاتهن، اللاتي عرفنها إنسانة شعبية، تشاركهن بكل تواضع أفراحهن وأحزانهن، وتعزز لديهن الثقة بالنفس والأمل بحياة أفضل.
عرفتها نساء كربلاء في المدينة والريف، منذ أواخر الستينات، شابة جسورة مليئة بالحيوية والحماس لتبني قضاياهن ومشاكلهن. فقضية حقوق المرأة ونيل المساواة كانت هاجسها اليومي، فانغمرت في النضال بلا كلل في صفوف رابطة المرأة العراقية، وتبوأت عام 1974 وعن جدارة عضوية اللجنة العليا للرابطة، كما وجدد انتخابها في المؤتمر الرابع للرابطة في 1981.
وبسبب من نشاطها النضالي تعرضت لضغوطات شتى من السلطات اضطرتها إلى ترك وظيفتها، ومغادرة الوطن للدراسة.
ومع تصاعد حملة الإرهاب، شقت أم لينا مع عدد من رفيقاتها، طريق المشاركة في النضال كنصيرة مقاتلة، وباعتزاز ثوري جابت مناطق كردستان الوعرة، مؤدية مهامها بتفان وحرص شديدين.
وفي أواسط 1985 اعتقلت السلطة الدكتاتورية أم لينا في بغداد وبذات الجرأة والجهادية العالية والثقة بالنفس، اعتلت أم لينا حبل المشنقة في أوائل 1987 وهي تهتف بعدالة القضية التي وهبت نفسها لها، من أجل أن تحيا لينا وأقرانها في عراق السلام والديمقراطية فقبلة وفاء لابنة الشهيدة ولجميع أطفال شهداء الشعب وحركته الوطنية.
ستظل مأثرة أم لينا حية في ذاكرتنا، وعهداً على مواصلة النضال حتى النصر.
عن “نضال المرأة”
نشرة رابطة المرأة العراقية
يوم في حياة قرية فلسطينية (كفر راعي)
في ساعات الصباح الأولى تسللت دورية عسكرية إسرائيلية إلى القرية بعد أن عجزت عن ذلك أسابيع عديدة بسبب مقاومة أهلها ووعورة مسالكها، وتوجه الجنود إلى مسجد البلد أثناء قيام المؤذن بأداء الآذان لصلاة الفجر، وحاولوا إرغامه إلى الإعلان بمكبر الصوت أن البلدة أصبحت تحت نظام حظر التجول، ولما رفض انقض عليه أحد الجنود وأخذ منه مكبر الصوت وادعى أنه من أهل البلدة ووجه إنذاراً للأهالي بأنهم أصبحوا تحت نظام حظر التجول، وتنفيذاً لحظر التجول خرج أبناء البلدة إلى الشوارع، واشتبكوا مع القوات المدججة بالسلاح بحجارتهم وعصيهم وأيديهم وصدورهم العارية، هذه الأسلحة التي اضطرت الدورية إلى طلب المزيد من التعزيزات، فاندفعت قوات الجيش ترافقها الطائرات المروحية التي أخذت تقصف المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز، واستمرت المجابهات العنيفة حتى العصر، انضمت خلالها كوكبة جديدة إلى شهداء الانتفاضة، فقد روى تراب كفر راعي دم الشهداء: فؤاد عزيز محمد صالح وعمره عشرون عاماً، ومحمد كامل عبد الله سعيد وعمره واحد وعشرون عاماً، وجلال رجا يوسف سعيد وعمره أربعة وعشرون عاماً، إضافة إلى إصابة سبعة وعشرين من شباب البلدة بجراح مختلفة، واعتقال العشرات، المجد والخلود لكم يا شهداء كفر راعي، ويا كل شهداء فلسطين ومعاً على طريق دحر الاحتلال والعودة وتقرير المصير.
عن اللجان النسائية
للمنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية
“عروس المستقبل في نظر بعض شباب بلادنا”
تحت هذا العنوان أدرجت المجلة بعض وجهات النظر لدى الشباب في السعودية وإليكن منها:
– س. ص يفضلها جميلة ولا يشترط أن تكون متدينة لأنه بطريقته الخاصة قد يجعلها متدينة، ولكن إذا حدث العكس حيث كانت متدينة وغير جميلة فكيف يصنع الجمال الذي هو هبة من الله سبحانه وتعالى…!!
– ناصر… يشترط في زوجة المستقبل أن تجيد الشؤون المنزلية وتجيد صنع الكبة..!!
– وليد … لا يريدها موظفة، وذلك لأنه مقتنع تماماً أن عمل المرأة يجعل الحياة غير مستقرة لأن المرأة بعملها لا تحتاج إلى الزوج مادياً وبالتالي لا يكون أمامه سوى الخضوع لمطالبها أما غير العاملة فإنها تكون في حاجة إلى زوجها في جميع الأوقات ومضطرة للرضوخ له.
– أيمن… يفضلها جميلة وتوافق على زواجه من أخرى…
– وآخر يفضلها أن تكون متدينة وتوافق على سفره بمفرده باستمرار لأنه يعشق السفر والنزهة، وأن لا تذهب بها الظنون بعيداً…
صوت المرأة، العدد 3، 1988
قصة للأطفال
الكلمة السحرية
فالنتينا أوسييفا
ترجمة: مايا شاكر
يحكى أن رجلاً عجوزاً، صغير الحجم، ذا لحية رمادية، كان يجلس على مقعد في الحديقة ويحمل مظلة سوداء في يديه ويرسم إشارات معينة على الرمل بحافتها. وفجأة ظهر الصبي بافليك ونادى العجوز ليأتي إليه، مشى العجوز باتجاهه ورأى وجه الصبي الغاضب، والمتورد وسأله: ما الأمر؟ لقد كنت تصرخ وتبكي وتتشاجر مع شخص ما.
أجاب الصبي: “سأغادر البيت في الحال وذلك بسبب لينا، إنها لا تعطيني لوناً واحداً من الألوان المائية، رغم أن لديها الأكوام منها!” قال العجوز: “هذا سبباً لا يستحق أن تغادر البيت من أجله”.
قال الصبي: “ليس ذلك فقط، لقد طردتني جدتي من المطبخ بسبب جزرة صغيرة، لا أحد يشعر بالحزن علي، أخي يذهب في نزهة بالزورق ولا يأخذني، أقول له، من الأفضل أن تأخذني معك وإلا فسألحقك وأسرق المجاذيف وأتسلق القارب بنفسي!”
دفع بافليك المقعد بقوة بقبضتيه وسكت. قال العجوز وهو ينعم لحيته: “أحب أن أساعدك… يوجد كلمة سحرية، سأقول لك ما هي، ولكن تذكر، يجب أن تقولها بصوت منخفض، وتنظر فوراً إلى عين الشخص الذي تتكلم معه”.
سأل بافليك: “ما هي الكلمة؟”
انحنى العجوز فوق أذن الصبي، ولامست لحيته الناعمة وجنة بافليك، همس شيئاً، ومن ثم أضاف بصوت مرتفع: “إنها كلمة سحرية، ولكن لا تنس كيف ينبغي أن تتكلمها”. قال بافليك: “سأجربها الآن”. وركض عائداً إلى البيت.
كانت لينا تجلس على الطاولة ترسم وقربها الألوان الزرقاء والحمراء والخضراء، وعندما رأت بافليك جمعت الألوان في كومة في الحال وغطتها بيدها. ظن بافليك أن العجوز هزأ به، وقال في نفسه، كيف يمكن لفتاة مثل لينا أن تفهم الكلمة السحرية. مشى بافليك إلى جانب أخته وسحب كم ثوبها، نظرت إليه، عندئذ حق فيها فوراً، وقال بصوت منخفض: “أعطني لوناً واحداً، أرجوك”. فتحت لينا عينيها بدهشة، رفعت يدها من فوق الكومة وتمتمت بحيرة: “أي لون تريد؟” أجاب الصبي بخجل: “الأزرق” أخذه وحمله بيده ومشى به في الغرفة ومن ثم أعاده لأخته، إنه لا يحتاج إليه. لقد كان يفكر بالكلمة السحرية.
وقال في نفسه، سأذهب إلى جدتي، إنها تخبز، وتساءل: هل ستطردني أم لا. فتح بافليك باب المطبخ، كانت جدته تخرج الفطائر الساخنة من الفرن. ركض حفيدها إليها ووضع يديه على وجنتيها المتجعدتين. أدار وجهها إليه، ونظر بعمق في عينيها وهمس: “هل أستطيع أخذ فطيرة صغيرة… من فضلك؟”
وقفت الجدة، لقد شعت الكلمة السحرية في كل تجعيدة في وجهها، في عينيها، في ابتسامتها وقالت: “وهكذا أنت تريد فطيرة صغيرة ساخنة، أليس كذلك”. ودندنت جدته بأغنية بينما كانت تختار له فطيرة بنية لذيذة.
قفز بافليك من الفرح وقبلها على وجنتيها الاثنتين، وكرر في نفسه. وهو يفكر بالعجوز، إنه ساحر… ساحر… ساحر.
وعند وجبة الغداء جلس الصبي بهدوء، واستمع إلى كل كلمة قالها أخوه، وعندما قال هذا بأنه سيذهب في نزهة بالقارب، وضع بافليك يده على كتف أخيه وقال بصوت منخفض: “خذني معك. أرجوك”. عندئذ، توقف الجميع عن الكلام. ورفع أخوه حاجبيه وقهقه قالت أخته: “خذه، ما المانع؟” وافقت الجدة حفيدتها وقالت: “لماذا لا تأخذه؟ طبعاً خذه” تجهم أخوه ولكنه قال: “حسناً يا مسافر، استعد”.
قال بافليك في نفسه، لقد ساعدتني الكلمة السحرية… لقد ساعدتني الكلمة السحرية… وعندئذ، قفز من الطاولة وركض إلى الخارج ولكن العجوز لم يكن في الحديقة، لقد كان المقعد خالياً، وليس سوى بعض الإرشادات غير المفهومة التي تركتها حافة المظلة على الرمل.
صوت المرأة، العدد 3، 1988
زاوية صحية
الإسهالات عند الأطفال
يعرف الإسهال بأنه زيادة في عدد مرات التبرز، وتغير قوام البراز فيصبح سائلاً، وليس كل تغير في قوام البراز يعتبر إسهالاً، إذ هناك ما يسمى بالإسهال الكاذب، وهو تغير في قوام البراز بشكل بسيط دون زيادة في عدد مرات التبرز.
هناك إسهالات حادة وإسهالات مزمنة ينبغي الانتباه لها، فالإسهالات الحادة أي المفاجئة سببها انتاني (مرضي) وأهم مسبباتها: الجراثيم ـ الحمات الراشحة ـ والطفيليات (الديدان) أو الفطور… وغيرها.
وأحياناً تترافق بعض الأمراض مثل التهاب اللوزات، والناميات والتهاب الأذن الوسطى بإسهال، فكيف يمكن التمييز بينهما، وكيف يمكن أن تعرفي بان ما أصاب طفلك هو من نوع الإسهال الحاد (المفاجئ).
قبل قليل كان الطفل صحيحاً لا يشكو شيئاً وإذاً به يصاب فجأة بإسهال قد يترافق مع إقياء وارتفاع في درجة حرارة الجسم تصل أحياناً إلى 40 درجة. ولعل أهم ما يميز الإسهال الانتاني ارتفاع درجة الحرارة ونحول الطفل ونقصان وزنه بسرعة.
المعالجة:
1- المعالجة الوقائية:
إن أول مبادئ الوقاية هي إرضاع الطفل الصغير من الثدي لأطول مدة ممكنة، إن الإرضاع الطبيعي الذي وهبتك إياه الطبيعة أفضل حماية لطفلك من الإصابات المرضية على اختلاف أنواعها ومن بينها الإسهالات.
أما بالنسبة للرضع الذين يرضعون بالزجاجات الاصطناعية لأسباب مختلفة فلابد من العناية الفائقة بتعقيم الحليب والزجاجات والانتباه إلى عدم تعريض زجاجة الحليب للهواء، أو تركها مكشوفة عرضة للذباب.
ولابد من العناية بالصحة العامة للأسرة، وتجنب أي احتكاك بين الطفل الرضيع مع أي من أفراد الأسرة المصاب بالإسهال كما يجب العناية بالأدوات المستخدمة في الغذاء والاهتمام الجدي بنظافتها.
أما الأطفال الكبار فلابد من مراقبة عنايتهم بنظافة أجسامهم وأياديهم، وتنبيههم جدياً غلى ضرورة عدم تناول الأطعمة خارج المنزل. إضافة إلى عدم التساهل بتناولهم الفاكهة والخضراوات دون تنظيفها بشكل جيد وكاف.
المعالجة الدوائية
في حال ظهور أعراض الإسهال التي ذكرناها سابقاً عند الطفل وبخاصة إذا كان الإسهال شديداً مترافقاً مع إقياء وحرارة يجب الإسراع إلى الطبيب أو المستوصف أو المشفى للحصول على الدواء اللازم، فأي إهمال في هذا الشأن قد يؤدي إلى الجفاف عند الطفل ويعقد الأمور والفائدة من الإسراع إلى المستشفى تكمن في إعطاء الطفل السوائل الضرورية التي يفقدها الجسم عن طريق الوريد، الأمر الذي لا يمكن توفيره في المنزل. ولابد صديقتي الأم أن تكثري من أعطاء طفلك السوائل وتمنعي عنه الطعام ريثما تصلي إلى الطبيب.
المعالجة الغذائية (الحمية)
ما هي الأطعمة التي يمكن أن تسمحي لطفلك بتناولها في حالة الإسهال؟
إذا كان الطفل يغذى بالحليب الصناعي فلابد من التوقف عن إعطائه الحليب والاستعاضة عنه بالماء العادي أو ما هو متوفر في الصيدليات من المواد التي تحوي الشوارد الضرورية التي يفقدها الطفل أثناء الإسهال والإقياء.
كما يجب أن يعطى الطفل ماء الأرز أو منقوع الشاي بدون سكر. كما أن للمياه المعدنية مفعول جيد خاصة بالنسبة للإقياء لذلك يترك الطفل عن حمية مائية مدة 24 ساعة إضافة إلى ما ذكر حول ماء الأرز أو ماء الجزر أو منقوع الشاي أو ماء التفاح وكلها مواد قابضة ماصة للماء وتحوي مواد مضادة للإسهال.
اعتباراً من اليوم الثالث يمكن العودة إلى إعطاء الحليب للرضع والطعام العادي للكبار ولكن بمقادير ضئيلة وبشكل متدرج ويفضل البدء بالألبان الحامضة. وفي كل الأحوال لابد من مراقبة البراز، فعلامات التحسن هي توقف الإقياء وتحسن قوام البراز وقلة عدد مرات التبرز.
صديقتي الأم: إذا كنت ترضعين طفلك من الثدي فلا تنقطعي عن إرضاعه بل استمري في إعطاء حليبك للطفل حتى في حالة الإسهال إضافة إلى المواد السابقة والأدوية.
مع تمنياتنا لطفلك بالصحة والعافية.
الدكتورة: س ـ م
صوت المرأة، العدد 3، 1988
الاتحاد النسائي الديمقراطي يحصل على لقب “رسول السلام”
بمناسبة عام السلم المعلن عام 1986، فإن الأمم المتحدة منحت اللقب “رسول السلام” لعدة منظمات دولية غير حكومية، وكذلك حصل “اندع” على هذا اللقب.