المحتويات
مشكلة يومية .. ملحة
مشكلة يومية .. ملحة
أحاديث الناس في السهرات والزيارات، واللقاءات القصيرة، والطويلة، تدور حول محور واحد ليس حول قضية الشرق الأوسط رغم عمق إحساس الناس بها وصدق وطنيتهم، وليس حول الأحداث المحلية والعالمية رغم احتكاك شعبنا وتأثره بها… بل حول قضية هامة وأساسية ومرتبطة بحياتهم اليومية، ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة… تلك المشكلة التي ما تزال تمتد وتتعمق.. حتى لتكاد تنتزع اللقمة من حلوق أطفالنا… الغلاء.. هذه الآفة التي دأبت الصحف بمختلف أشكالها والنشرات ووسائل الإعلام المختلفة على معالجتها… والبحث فيها وتقصي أسبابها الذاتية والموضوعية.. وطرح الحلو لها ورغم ذلك كله… مازالت ألوف النساء اللواتي يتوجهن صباح كل يوم إلى ساحات الخضرة والأسواق… والمخازن الصغيرة والكبيرة لابتياع حاجاتهن الضرورية… الخاصة بالبيت والأطفال… يعدن إلى بيوتهن والهم والكدر وخيبة الأمل تعلو وجوههن وجعبهن فارغة إلا من أكثر الحاجات ضرورة والتي لا غنى عنها إطلاقاً لأي بيت يريد لأطفاله استمرار الحياة… أما الفواكه، والخضار المتنوعة… والبيض… وغيره من الغذاء الضروري للأطفال ونموهم بشكل خاص… فهذه أصبحت من الكماليات (وما في غير هيك عجبك أهلا وسهلا، ما عجبك مع ألف سلامة) على حد قول الباعة الذين استشرسوا واستبدوا أيما استبداد وويل للموظف الذي يساوم (أنت أخذت خمسين ليرة ونحن لم نأخذ شيئاً) منظر أم الأطفال ذات الدخل المحدود جداً والتي تساوم البائع على بقايا صندوق من الفواكه والتي تأنف ربما أدنى المخلوقات من الاقتراب منه والبائع يتمسك برأيه… ويفضل كما يقول أن يرميها في الزبالة على أن يبيعها بثمن بخس (وللعلم هذا الثمن البخس الذي يطلبه يعادل ما كان يطلبه العام الماضي بأجود الأصناف) هذا المنظر يتكرر كل يوم… وفي كل مكان…
العائلة التي دخلها 700 ليرة تشكو… وهي في شكواها محقة. فماذا يقول من لديه /10/ أطفال وراتبه 200 أو 250 ليرة أو العامل المياوم.. والحرفي الصغير.. البلد تغلي وتعج، ونحن نقول لهم: الأسعار ارتفعت عالمياً، التجار يحتكرون، الدولة تدفع عشرات الملايين سنوياً لتثبيت أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية كالخبز والرز والسكر.. وبعض الحاجات الأخرى… ويقتنع الناس بفكرهم… لكن نظرات الأطفال.. وتساؤلاتهم ومعاناة النساء اليومية.. مع الباعة والأسعار التي تختلف يوماً عن يوم وساعة بعد ساعة وكأننا في سوق البورصة. تعيد التساؤل إلى الرؤوس… وهنا لا يستطيع أكثر الناس جرأة إلى الجواب سبيلاً.. أمام نظرات القلق… والتحدي.. تخرس كل الأجوبة… ولا مكان هنا إلا لأجوبة عملية… مدروسة.. وملموسة… ترفع عن كاهل الناس العبء الثقيل الذي ينوؤن بحمله والبحث لإيجاد حلول عملية وسريعة لهذه الأزمة الخانقة والتي منها:
1- الضرب بشدة وحزم على أيدي الاحتكاريين وكبار التجار والوسطاء… وعدم التهاون بأي شكل من الأشكال مع الذين يتلاعبون بقوت الشعب ويستغلون الوضع الذي يخلقونه للدس والتحريض على النظام الوطني التقدمي.
2- توسيع ونشر التعاونيات الاستهلاكية ومراكز توزيع المواد الاستهلاكية التابعة للدولة في كل الأحياء… ومراكز توزيع الخضر والفواكه والمواد الغذائية في كل حي وبشكل خاص الأحياء المكتظة بالسكان والحياء الشعبية والفقيرة. وهناك مثل جيد يمكن الاقتداء به، وهو مركز توزيع اللحوم الذي افتتح في حي المهاجرين، وأعطى نتيجة طيبة وناجحة.
3- مراقبة التجار والباعة.. ومدى تنفيذهم للتسعيرة الموضوعة من قبل الدولة… وحيث أن أكثرهم يبيع أردأ الأصناف بالسعر الموضوع لأجودها وغير ذلك من أساليب التلاعب.
إن مثل هذه الإجراءات وغيرها… ستساهم إلى حد كبير جداً في حل مشكلة الغلاء… وتقطع الطريق على أولئك الذين يحاولون النيل من النظام الوطني التقدمي وتساهم في توطيد وتعميق المنجزات الوطنية التقدمية في البلاد.