المحتويات
· محو الأمية… المشكلة والحل
· الذكرى الـ 30 لتأسيس الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
· ضرورة تنظيم الأسرة، المشاكل الصحية الناجمة عن فوضى الإنجاب، الطرق الممكنة لتوقيت الحمل
· مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم
محو الأمية… المشكلة والحل
تعتبر الأمية أكبر معوق للتقدم الاقتصادي والاجتماعي وخطط التنمية وقد أقرت اليونسكو في اجتماعها عام 1967 دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات والمؤسسات لبذل كل ما في وسعها لتقديم كل عون مادي وفني وأدبي وتنسيق جهودها للقضاء على الأمية وأعلن يوم الثامن من أيلول يوماً عالمياً لمحو الأمية.
وستحتفل سورية في هذا اليوم مع دول العالم الأخرى باليوم العالمي لمحو الأمية. وبهذه المناسبة لابد من أن نطرح على بساط البحث موضوع الأمية في سورية فقد صدر في العام الماضي القانون رقم سبعة الذي أعلن البدء جدياً لتنفيذ خطة مكافحة الأمية خلال فترة زمنية محدودة.
ورغم صدور هذا القانون نجد أن العمل يسير ببطء شديد جداً. لاشك أن وزارة الثقافة مع المجلس الأعلى لمكافحة الأمية بذلوا بعض الجهود في هذا المجال ولكن هذا غير كافي فهو لا ينسجم مع المهمة الكبيرة الملحة التي تواجه شعبنا السوري يضاف إلى ذلك أن التعاون بين المنظمات التقدمية ومن بينها المنظمات النسائية التقدمية في سورية كان شبه مفقود رغم كل المحاولات التي بذلك الأمر الذي حال دون تكاتف الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير الذي يتوقف على إنجازه تقدم بلادنا في ميادين كثيرة وخاصة في ميداني الصناعة والزراعة حيث تتفشى الأمية بشكل كبير بين العمال والعاملات.
صحيح أن هناك عملاً يبذل على نطاق بعض المنظمات ولكن النتائج ضئيلة جداً والأمر يحتاج إلى تضافر كل الجهود معاً.
لقد بلغ عدد الأميين بالنسبة إلى تعداد السكان حسب الإحصاءات الرسمية لعام 1960 نحو مليون و947 ألف من الأميين منهم 726 ألفاً من الذكور ومليون و221 ألفاً من الإناث أي بنسبة 65.5% من مجموع السكان منهم 48.3 للذكور و83.1 للإناث. كما بلغ عام 1970 نحو مليونين و186 ألف أمي منهم 723 ألفاً من الذكور ومليون و463 ألفاً من الإناث.
ويلاحظ أن نسبة الأمية قد انخفضت بشكل عام بين مجموع السكان بمقدار 11.5 بالمائة بفترة عشر سنوات كما انخفضت بين الذكور بمقدار 13.3% وبين الإناث بمقدار 0.4% خلال نفس الفترة ورغم هذه الجهود التي بذلت وأدت لانخفاض نسبة الأمية بشكل ملحوظ إلا أن الأعداد المطلقة للأميين في ازدياد مستمر وفي تراكم دائم كما مر سابقاً في المقارنة بين عدد الأميين عام 1960 وعام 1970 حيث ازداد عددهم 242 ألفاً.
من هذا العرض يبدو واضحاً أن حجم الأمية في تزايد مستمر فيما إذا ظلت الحالة تسير بهذا الشكل رغم انخفاض النسبة المئوية وهذا يقتضي إعادة النظر بتطبيق قانون التعليم الإلزامي بأقصى سرعة ممكنة وتحقيق الاستيعاب الكامل لجميع الأطفال الذين هم في سن الإلزام حيث أنه مهما بذل من جهود لمحو الأمية بين الكبار فإنه لا يمكن القضاء عليها إلا إذا توفرت مدارس تستوعب كل أبناء الشعب ومعلمين ووسائل كافية تستوعب كافة الطلاب في المرحلة الابتدائية أي يجب مكافحة الأمية من منابعها الأولى ومصادرها الأساسية.
إن ضرورة تطبيق وزارة التربية للتعليم الإلزامي على جميع الأطفال الذين بلغوا سن الإلزام كل سنة يمنع 150 ألف طفل سنوياً من أن يكونوا رافداً للأمية. إن ذلك يؤيد حقيقة معروفة وهي أن الجهود المبذولة لمحو أمية الكبار لن تكلل بالنجاح، لا على المدى القريب أو البعيد ما لم توقف بوسيلة أو بأخرى تسرب أعداد من الأطفال إلى صفوف الأمية.
يتفاوت حجم الأمية بين القطاعات الاقتصادية كما يتفاوت هذا الحجم بين الذكور والإناث على مستوى البلاد كلها وفي كل محافظة على حدة وتبلغ أعلى نسبة للأمية في القطاع الزراعي حيث بلغت 68.6% بين الذكور و98.9% بين الإناث، ويلي هذا القطاع من حيث ارتفاع النسبة هذه قطاع الصناعة والتجارة… أما قطاع الخدمات فنسبة الأمية أقل من القطاعين الصناعي والزراعي لأنه يشمل موظفي أجهزة الدولة. ولقد خلق الإقطاع الأمية في الغالب حيث كانت نسبة ملكية الإقطاعيين أكثر من 80% في محافظة حماه وبعد استصلاح الغاب أصبح من الضروري جداً مكافحة هذه الآفة الاجتماعية. إن التركيز على المناطق التي تنتشر فيها الأمية إلى حد غير معقول له أهمية خاصة. إن ثلاثة أرباع سكان المنطقة الشرقية في سورية هم أميين.
من المعروف إن نظام محو الأمية ينبغي أن ينتهي في ست سنوات (هذا إذا جندت كافة المؤسسات) والمعروف أن عشرات الألوف من الأميين لم تلزمهم أية مؤسسة حتى الآن والاخطر من ذلك أن ينص القانون على أن كل من لم يتحرر من الأمية خلال الفترة المحددة يوقف ترفيعه على الرغم من الظروف المعيشية السيئة والمتردية والرواتب الضئيلة للأميين فهل يمكن أن يفرض عليهم توقيف الترفيع!..
لماذا لا نزيد حوافز العمل التشجيعية بدلاً من عقوبة العمل. إن منح مكافآت تشجيعية للمتفوقين ممن تخلصوا من الأمية ومنح أوسمة لمن يعلم أكبر عدد من الأميين خلال فترة زمنية معينة أو لمن تجشم أكبر المصاعب في تعليم الأميين!..
إن مواجهة الأمية كان دائماً يتم على نحو جزئي وغير شامل مما جعل مشكلة الأمية تراوح في مكانها وعلى صعيد المقارنة نجد بأن الأمية انخفضت بصورة سريعة في كثير من بلدان العالم الثالث فقد انخفضت على الصعيد العالمي من 50% إلى 34% عام 1970. وفي أمريكا اللاتينية من 32 إلى 13% إن هذا يكمن في شيء واحد هو الجدية في معالجة المشكلة والجدية تقتضي التخطيط على أساس واقعي.
فتجربة كوبا مثل يقتدى به… عندما جندت جميع المؤسسات الرسمية والشعبية وجميع القوى المتعلمة للقيام بحملة محو الأمية خلال فترة لم تتجاوز العام والنصف.. وحققت نتائجها في الفترة المحددة. وكذلك في الدولة الفتية بنغلادش فإن الدعم الكبير المقدم لمراكز مكافحة الأمية يأخذ جزءاً كبيراً من الجهود التي تبذل من أجل تحرير المرأة. فهناك عدد كبير من المراكز في دكا العاصمة وكذلك داخل كل مقاطعة في البلاد مؤسسات لمكافحة الأمية بإمكان النساء أن يقمن بها مع أطفالهن لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة، لتحضير دروس القراءة والكتابة… ولابد من الاستفادة من تجربة الدول الاشتراكية حيث العامل والفلاح الذي كان أمياً قبل قيام الدولة الاشتراكية أصبح يقف في مكان الصدارة في المجتمع الاشتراكي بعد ما تعلم وتثقف وتخصص لقد أثبتت التجربة أن مكافحة الأمية بصورة جذرية لا يمكن أن تتم إلا في ظل النظام الاشتراكي.
لقد أقامت وزارة الثقافة عدداً من الدورات التدريبية لمعلمي ومعلمات محو الأمية.
كما تم طبع الكتب اللازمة لمحو الأمية.
فثمة عدد من مراكز محو الأمية في مختلف المناطق ولا شك أن التدابير التي اتخذها المجلس الأعلى لمكافحة الأمية هامة ولكنها غير كافية وترك الأمور هكذا لا يقضي على الأمية بعشرات السنين.
إننا نرى أن هنالك عملاً كبيراً لابد أن يبذل بحيث تصب كل الجهود نحو إنجاز خطة محو الأمية في الحد الذي حدده القانون رقم 7 والذي يعتبر بداية جدية إذا تم الاستفادة منه ولم يضع في متاهات الروتين. ونعتقد أنه من المفيد من أجل تنشيط الحملة أن يكون هناك:
1) مراقبة وتنفيذ قانون إلزامية التعليم الابتدائي. وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لأطفال العائلات الفقيرة وإعفاء هؤلاء التلاميذ من كل ما يتوجب عليهم دفعه في بداية العام الدراسي سواء من حيث الرسوم والعمل الشعبي أو التعاون والنشاط نظراً لأن أوضاع هؤلاء المادية لا تسمح وتكون حائلاً دون تسجيل أطفالهم.
2) من المفيد في القطاع الصناعي أخذ فترة مكافحة الأمية من ساعات العمل ويفضل أن يكون ذلك في الفترة الصباحية من الدوام ليتمكنوا من الاستيعاب نظراً لعملهم المرهق.
3) فتح مراكز لمكافحة الأمية في كافة الأحياء في المدينة والريف والاستفادة من المدارس الرسمية أثناء العطلة الصيفية.
4) تعاون كافة المنظمات الشعبية والجماهيرية وخاصة المنظمات النسائية للمساهمة بشكل فعال في حملة مكافحة الأمية.
5) فتح مراكز للتطوع وتعبئة الجماهير للمساهمة في هذه الحملة.
6) تشكيل لجان توعية لشرح وتوضيح أهمية التحرر من الأمية.
7) منح مكافآت تشجيعية للمتفوقين من دورات مكافحة الأمية.
8) منح مكافآت وأوسمة للمساهمين بشكل فعال في إنجاح هذه الحملة.
9) مكافحة الأمية بين المجندين خلال الخدمة الإلزامية بفتح دورات للأميين منهن وعدم تسريح المجند عند انتهاء خدمته إلا إذا تحرر نهائيا من الأمية.
وأخيراً فإن هناك مؤشرات ومبادرات شعبية كثيرة لابد من تطويرها ففي موقع العمل بسد الفرات العظيم يقوم العمال في فترات محددة بمحو الأمية لزملائهم وقد أنجزوا عملاً هاماً نظراً لأن العمل على الآلات الكبيرة يتطلب أن يكون العامل متعلماً. ويقبل العمال بشغف على دروس محو الأمية لأنها تتيح لهم تطوير معلوماتهم ونطاق اختصاصهم في المستقبل. وهذا بالتالي سوف يزيد من أجرهم. وهكذا فإن الحوافز المادية للذين يقبلون على محو أميتهم أكثر جدوى من محاولة فرض العقوبات عليهم.
وأخيراً فإن من الضروري أن يكون نصيب المرأة من خطة محو الأمية كبيراً ذلك أن المرأة نصف المجتمع ولابد من تخليصها من عبودية الجهل فذلك سيفتح الباب على مصراعيه أمامها للعمل والإنتاج وعندما تعمل المرأة فهي تحرر نفسها من جهة ومن جهة أخرى تشرك هذه الطاقة المعطلة في عملية بناء الوطن.
السنة العالمية للمرأة
الذكرى الـ 30 لتأسيس الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
المؤتمر النسائي العالمي
كان القرار رقم 3010 الذي اتخذته الأمم المتحدة بشأن اعتبار 1975 سنة عالمية للمرأة قد استهدف:
أولاً: تعزيز مساواة المرأة بالرجل بتوحيد النساء والتأكيد على مسؤوليتهن ودورهن الهام في التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي في المجالات الوطنية والعالمية، والاعتراف بأهمية مساهمتهن في تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الدول وتوطيد السلام العالمي.
ثانياً: دعوة جميع الدول الأعضاء وجميع المنظمات التي يهمها الأمر اتخاذ الإجراءات للتأكيد على التنفيذ التام لحقوق النساء وتقدمهن على أساس القضاء على التمييز ضد النساء.
ثالثاً: دعوة جميع الحكومات لتنفيذ قرار منظمة العمل الدولية بتطبيق الأجر المتساوي للعمل المتساوي بالنسبة للرجل والمرأة.
رابعاً: الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إعداد مشروع برنامج عن السنة العالمية للمرأة بالتشاور مع الدول الأعضاء والمنظمات المختصة والمنظمات غير الحكومية التي يهمها الأمر، وعرضه على لجنة حقوق المرأة في اجتماعها الخامس والعشرين عام 1974.
ضرورة تنظيم الأسرة
المشاكل الصحية الناجمة عن فوضى الإنجاب
الطرق الممكنة لتوقيت الحمل
نعني بتنظيم الأسرة توقيت موعد الحمل بصورة نحافظ فيها على صحة الأم ونؤمن إنجاب أطفال بصحة حسنة جسمياً ونفسياً.
إن فوضى أو عشوائية الإنجاب من تعدد الولادات أو تقاربها ينعكس تأثيره على صحة الأم والطفل
فبالنسبة للأم هنالك خطورة تزداد تدريجياً على صحتها مع زيادة عدد الولادات تبدأ بعد الولادة الثالثة وتزداد كثيراً بعد الولادة الخامسة. لأن تعدد الولادات يؤهب للولادات العسرة والمجيئات المعيبة والنزوف الولادية ويكثر من المداخلات الجراحية. كما أن بعض الأمراض تتفاقم من تعدد الولادات مثل السكري. أما بالنسبة للأطفال فهنالك علاقة بين زيادة وفيات الأجنة وتكرار الحمل كما أن هنالك علاقة مشابهة بين وفيات الأطفال وتعدد الولادات.
أما تقارب الولادات فيؤدي إلى سوء تغذية الأم ونقص أملاح الكلس والحديد عندها حيث يؤدي نقص الكلس إلى ليونة العظام وبالتالي إلى تشوه الهيكل العظمي كما يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم. ذلك كله يؤثر على الإرضاع فلا يأخذ الطفل التغذية الكافية من حليب أمه ويصاب بنقص التغذية.
والآن بعد أن أصبحت مخاطر فوضى الإنجاب واضحة، ما هو عدد الأطفال المقبول لكل امرأة وما هي الفترة المعقولة بين حمل وآخر؟ ودرجة تحمل كل امرأة…
من الواضح بالنسبة لما ذكر في أول المقال أن عدد الحمول البعيد عن الأخطار بالنسبة للمرأة السليمة هو ثلاثة حمول كما أن تجاوز الخمسة حمول يعرض المرأة لأخطار جدية.
أما الفترة الزمنية بين الحملين فيقترح الاختصاصيون أن تكون ثلاث سنوات.
هذا بالنسبة للمرأة السليمة أما المرأة التي تعاني من هذا المرض أو ذاك فإن عدد الحمول المسموح به لها والفارق الزمني بين الحملين يجب أن يحدد من قبل الطبيب.
توقيت الحمل
لتستطيع المرأة أن توقت الحمل يجب أن يكون لديها وبين يديها الطرق الكافية لمنع الحمل وعدم السماح بحدوثه إلا في الوقت المعين.
وموانع الحمل عديدة ويمكن تقسيمها بالنسبة لدرجة فعاليتها إلى قسمين:
الأول: موانع مضمونة النتائج والثاني: موانع غير مضمونة النتائج تماماً.
أولاًـ الموانع المضمونة:
1- حبوب منع الحمل: وهي مضمونة 100% ويمكن للمرأة السليمة تناول هذه الحبوب بدون أي خوف من تأثير أي ضرر وخاصة وأن الحبوب المتوفرة في الأسواق السورية كلها ذات عيار خفيفة وليس لها ضرر. وننصح بأخذ هذه الحبوب لمدة سنة وبعدها تترك لمدة ثلاثة أشهر، ويمكن تكرار ذلك عدة سنوات. ولا يجوز تناول هذه الحبوب للمرأة المصابة بالسكري أو أمراض الكبد والكلية الشديدة أو أمراض الأوعية مثل الدوالي أو الأورام خاصة أورام الثدي والرحم. وقد تشعر بعض النساء عند تناول هذه الحبوب بأعراض ثانوية سببها عدم تحمل الجسم لهذه الحبوب. ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالتجربة. وتتوقف هذه الأعراض عادة عند توقيف تناول الحبوب مثل الصداع، آلام في أسفل الظهر، ميل للنوم، سمنة، بعض الاضطرابات النفسية مثل النرفزة، فإذا كانت هذه الأعراض شديدة ينصح بإيقاف الحبوب واتباع طريقة أخرى لمنع الحمل.
2- الموانع الآلية: وهي عبارة عن أدوات توضع داخل الرحم وتمنع الحمل وأكثر هذه الأدوات شيوعاً هو اللولب حيث يوضع داخل الرحم من قبل الطبيب ويمنع الحمل طالما هو موجود داخل الرحم ولا يحتاج للتبديل ويمكن أن يبقى في مكانه عدة سنوات. وتنصح المرأة التي وضع لها اللولب بمراجعة الطبيب كل سنة، ولا يجوز وضع اللولب للمريضات المصابات بالأورام الخبيثة أو الأورام الليفية في الرحم، والمصابات بالتهاب الملحقات. ولا يوجد لهذه الطريقة تأثيرات ثانوية سوى زيادة مدة وكمية الطمث خلال الشهرين الأولين بعد وضع اللولب وبعدها يعود الطمث عادياً. واللولب كمانع للحمل مضمون 98%.
3- العوازل: وهي العوازل المطاطية المعروفة ومنها عوازل للرجال وأخرى للنساء. لا يوجد أي أذى من استعمالها وليس لها أي تأثيرات ثانوية وهي مضمونة بنسبة 95%. وهذه الطريقة أقل انتشاراً من السابقتين لصعوبة استعمالها.
ثانياً – الموانع غير المضمونة:
1- التحاميل والمراهم: توضع في المهبل قبل العمل الجنسي فتقتل الحيوانات المنوية وضمانتها أقل من 60% أي إذا استعملتها مائة امرأة خلال عام واحد يحمل منهن 40 امرأة.
2- الاعتماد على الدورة الطمثية: أي جعل المناسبات الجنسية في الأيام غير الخصبة من الدورة الطمثية. فمن المعلوم أن الحمل يحدث أثناء زمن الإباضة عند المرأة وهذا يحدث في اليوم الرابع عشر من الدورة الطمثية المنتظمة (البيضة تعيش 8 ساعات والحيوان المنوي 72 ساعة أي أن الأوقات الخصبة تبدأ من 72 ساعة قبل الإباضة إلى 8 ساعات بعد الإباضة). ولما كانت الدورات الطمثية غير منتظمة تماماً عند النساء ولا يمكن تحديد وقت الإباضة تماماً لذلك لا يمكن الاعتماد على هذه الطريقة.
وأخيراً هنالك موانع حمل دائمة ولا يمكن بعد إجرائها حدوث الحمل مثل ربط البوقين للمرأة أو الحبلين المنويين للرجل ويلجأ لهذه الطريقة عندما يشكل الحمل خطراً على حياة المرأة أو عندما لا يرغب الزوجان بمزيد من الأطفال.
مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم
إلى الجنوب الشرقي وعلى بعد عدة كيلومترات من دمشق يقع مخيم الست الذي يضم بين أكواخه الطينية المتلاصقة حوالي ثلاثة آلاف وأربعمائة لاجئ فلسطيني… لجأوا إلى هذا المكان بعد أن أخرجوا من وطنهم فلسطين.
وأول ما يلفت النظر هو حالة البؤس التي يعيش فيها اللاجئون… والتي توحي بها الأكواخ الطينية المكتظة بعشرات الأفراد من الرجال والنساء والشيوخ والتي لا تتوفر فيها أبسط قواعد الصحة… وإذا ما اقتربنا قليلاً فإن البؤس سيظل واضحاً من وجوه الأطفال والأمهات… كما أن الأرض تحت أقدامنا ستعلن عن هذه الحالة… لأنها ستكون مغبرة صيفاً موحلة شتاءً أن المرء يحس هنا… أنه يدخل قرية أو تجمعاً سكنياً كان قائماً قبل ألف عام أو في رقعة من الأرض تضيق على ساكنيها.
الوضع الاجتماعي: في إطار من البؤس تنمو وتستمر الحياة الاجتماعية بين اللاجئين الفلسطينيين لكن الأكواخ كما تؤثر في الحياة الصحية فإنها تنعكس بتأثير أعظم على حياة اللاجئين الاجتماعية.. صحيح أن العلائق تبدو متناهية ومزدهرة ولكن أية علائق سليمة هذه التي تنمو في ظلال الفاقة والاحتياج والازدحام… إن فعالية اللاجئ الاجتماعية تبدو مبتورة ومنقطعة وحياة الأسرة مشوشة وقلقة ومنفعلة دوماً… ذلك أن عدم الاستقرار المادي وضيق المساكن ـ سبعة أشخاص في غرفة واحدة ـ يخلق حساسيات ويترك رواسب عميقة في نفوس اللاجئين بل إنه لا يتيح المجال لتربية اجتماعية سليمة وصحيحة..
الأوضاع العامة: رغم مضي أكثر من خمس وعشرين عاماً على لجوء العرب الفلسطينيين إلى مخيم الست هرباً من الإرهاب والمذابح.. فإن أوضاعهم ما تزال غير مستقرة وخير تعبير يطلق على مثل هذه الحالة غير المستقرة هو “الوضع الراهن” إن الوضع الراهن للاجئين يكشف عن واقع أليم.. فالأسر فقيرة عموماً وكثيرة العدد بخاصة… ومواردها قليلة… ومما يزيد الوضع سوءاً هو وجود العدد الكبير من الأرامل اللواتي قتل أزواجهن في التصدي للاعتداءات الصهيونية وكذلك وجود الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم وأصبحوا أيتاماً وأيضاً وجود المشوهين والعجزة نتيجة الحرب… إن هذا ما يزيد من آلام اللاجئين ويجعل حياتهم صعبة بصورة أكبر…
الوضع المعاشي: إن المورد الرسمي الذي تقدمه وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة للشخص الواحد من اللاجئين الفلسطينيين هو دولار واحد شهرياً وهو عبارة عن بعض المواد الغذائية البسيطة كالدقيق والسكر والرز.. وهذا المورد لا يكفي لسد حاجة شخص لمدة يومين… لكن قسماً كبيراً من اللاجئين يتوجهون إلى العمل لتأمين موارد العيش لأطفالهم وأسرهم في سورية التي يسمح لهم بالعمل فيها وتتاح لهم فرصة كالمواطنين السوريين أما في لبنان مثلاً فإن اللاجئ الفلسطيني غير مسموح له بالعمل في قطاع الدولة وإذا وجد عملاً في القطاع الخاص فبأجر زهيد… لكن نشوء حركات المقاومة دفع بعدد كبير من رجالها وشبانها إلى صفوف المقاتلين… هذا بدوره رغم انه يزيد من تأثيرات الفقر إلا أنه دفع بالمرأة الفلسطينية إلى العمل وهذا بدوره أثر تأثيراً واضحاً على أسرتها وأطفالها… لاسيما وأن مؤسسات الرعاية والعناية بالأطفال غير متوفرة.
لقد قلنا أن نصيب اللاجئ الواحد من مساعدة الأمم المتحدة هو دولار واحد شهرياً ولكن لهذا الدولار قصة تشبه قصة انهياره في أسواق النقد الرأسمالية.. فوكالة الغوث تعمد إلى تقنين عدد المستفيدين بحيل وإغراءات عديدة بغية تقليص عدد اللاجئين المستفيدين… فلقد حرم جميع أطفال اللاجئين الذين ولدوا بعد عام 1961 من الاستفادة من هذه المعونة الرمزية.. كما دفع كثير من النساء إلى التنازل عنها لقاء تعليمهن مهنة الخياطة أو إعطائهن آلة خياطة… وكذلك فإن كل لاجئ فلسطيني يثبت أنه يؤدي عملاً أو يتقاضى أجراً تقطع عنه هذه المعونة.
وهكذا فإن الوضع المعاشي للاجئين الفلسطينيين عموماً وفي المخيمات ومخيم الست خاصة يبدو أكثر من سيء… وإذا كان هناك بعض الموظفين الذين يعملون في دوائر الدولة فإن مثال هؤلاء فيما يحصلون عليه من أجر كمثل من يصب الماء في برميل لا قعر له.
الوضع الصحي: لا يمكن لأحد أن يزعم أن الكفالة الصحية التي تقدمها وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين كافية أو تمثل الحد الأدنى على الأقل من احتياجات هؤلاء البؤساء فالوكالة تخص كل خمسة عشر ألفاً من اللاجئين بمستوصف فيه طبيب واحد وممرض أو ممرضة… أما إذا كان العدد أقل من ذلك فإن على الطبيب أن يمضي يومين فقط في كل مخيم ويغيب بقية أيام الأسبوع.
ومن خلال هذا الواقع فإن طبيب المستوصف يعالج يومياً وفي خلال ست ساعات عدداً من اللاجئين يتراوح بين (100 إلى 150) شخصاً ويمكننا أن نتصور طبيعة هذه المعالجة على ضوء هذا العدد الكبير. ولذا فإن كثيراً من المرضى اللاجئين الذين يتوفر لهم قدر من المال يذهبون إلى عيادات الأطباء الخاصة للعلاج.
أما الدواء المتوفر فهو يصلح للمعالجات العامة وليس للأمراض الخاصة ولكن الدواء بصورة عامة لا يكون متوفراً وذلك لأن مخصصات مستوصف يعالج (15) ألف لاجئ لا تتجاوز أربعمائة وخمسين دولار لكل ثلاثة أشهر.
وبصورة عامة فإن الأمراض الموسمية تنتشر بشكل هائل وذلك ناجم عن الوضع المعاشي والاجتماعي كسوء التغذية وفقر الدم والهزال.
الوضع التعليمي: يقول مثل شعبي فلسطيني ما معناه: “إن الفقير يعوض عن فقرة بكثرة الأولاد”. وعلى هذا فإن أطفال اللاجئين الكثيرين يعادلون نسبة عالية ويتوزعون على المدارس الابتدائية وأقل منها بقليل في المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات… وفي مخيم الست الذي يبلغ عدد نزلائه (3400) لاجئ حسب إحصائية عام 1967 هناك ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية ومائتا تلميذ في المدارس الإعدادية والثانوية وخمسون طالباً في المعاهد العليا والجامعات.
ويجب ألا نعتقد أن سبب هذه النسبة العالية هو دور وكالة الغوث.. فهي لا تشجع على مثل هذا أبداً.. ولا تتكفل إلا بالتعليم الابتدائي… وإنما سبب ارتفاع هذه النسبة هو المدارس والمعاهد السورية التي تفتح أبوابها مجاناً للفلسطينيين.
المرافق العامة: ككل مخيم.. فإن مخيم الست يخلو من المرافق الأساسية الهامة والخدمات الضرورية فالشوارع غير معبدة وهي تعج بالحفر والغبار والكهربا بعيدة جداً عن متناول اللاجئين وأبنائهم من التلاميذ والماء الصحي غير متوفر.. ويضطر اللاجئون لجلبه من الآبار القريبة.
في ظل هذه الظروف الصعبة والقائمة يكافح اللاجئون لتأمين حد أدنى من شروط الحياة… وتجهد الأمهات وآباء لتوفير قسط بسيط مما يسمى بالسعادة لأطفالهم… لقد نفذت إسرائيل في الماضي عدداً من الاعتداءات الهمجية الوحشية على مخيمات اللاجئين… ونجم عن ذلك مقتل العديد من الأطفال الذين يشكلون غالبة السكان وكذلك النساء والشيوخ.. إن أطفال اللاجئين يعرفون تماماً مآرب الصهيونية المجرمة ونتائج اعتداءاتها… كما يعرفها الشبان والرجال والشيوخ والنساء لذا فهم يقاتلون ويناضلون ضد الصهيونية والاستعمار من أجل عودة الشعب العربي الفلسطيني إلى بلاده وتقرير مصيره على أرضه.