المحتويات
· أهمية توحيد كافة الجهود النسائية
· مع العام الجديد
· نحو العام العالمي للمرأة
· مطالب
أهمية توحيد كافة الجهود النسائية
خاض شعبنا المناضل وجيشنا الباسل حرب تشرين الوطنية التحررية في سبيل تحرير أرضه المحتلة بروح عالية ومعنويات قوية وحماس كبير. وقدم التضحيات العديدة المادية والمعنوية، وقدم الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل قضية التحرير وأظهر البطولات الرائعة. وقد أكدت هذه الحرب حقائق هامة ينبغي درسها والاستفادة منها والاستناد إليها في نضالنا المقبل. من هذه الحقائق أنها أكدت الدور الأساسي للأنظمة الوطنية التقدمية العربية وبينت أنه بقدر ما يكون النظام تقدمياً يكون أشد حزماً وأقدر على خوض معركة التحرير ضد الإمبريالية والصهيونية.
وكذلك أكدت أهمية التضامن العربي والاستفادة من كل الإمكانية والطاقات العربية ضد الاستعمار والصهيونية.
وأكدت أيضاً أهمية وضرورة التعاون الوثيق في لك المجالات مع الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية.
كما بينت أكثر من ذي قبل دور الرأي العام العالمي في التضامن ودعم قضيتنا العادلة، وأنه من أجل كسبه ينبغي انتهاج سياسة واقعية تحددها شعارات واضحة ومفهومة تعبر من جهة عن أهدافنا التي نناضل من أجلها، ونستطيع من جهة أخرى تعبئة أوسع أوساط الرأي العام العالمي إلى جانبنا وعزل العدو عنها.
ولسنا هنا بصدد تعداد كافة الحقائق وإنما نريد التوقف عند واحدة منها وهي دور الجبهة الداخلية ودور الجماهير الشعبية وخاصة جماهير النساء في دعم الصمود أيام حرب تشرين ودورهن في معركة التحرير والبناء والتقدم التي يخوضها شعبنا.
فقد ساهمت جماهير شعبنا في المعارك في كل الجبهات سواء في القتال في صفوف القوات المسلحة بالتطوع في الجيش الشعبي والدفاع المدني، وبالتبرع بالدم وكذلك في التطوع بالعمل لاستمرار الإنتاج وزيادته رغم القصف الوحشي لمراكز الإنتاج والأحياء المدنية الآهلة بالسكان.
وبرهنت المعركة أن التلاحم المتين بين الشعب والجيش لا يمكن أن ينفصم بل وتزيده المعارك متانة وصلابة.
وقد كان للنساء في هذه المعارك دور كبير فتطوعن في المستشفيات والمستوصفات لإسعاف الجرحى وشاركن في أعمال الدفاع المدني والإنقاذ وتبرعن بالدم والأموال وساهمن بتعبئة جماهير النساء سياسياً وشاركن في رفع المعنويات وفضح الإشاعات والأكاذيب وادعاءات العدو، وعملن على تمتين وتقوية الجبهة الداخلية بمختلف نشاطاتهن.
ولقد تأكد عملياً أنه يستحيل، أن يخوض شعبنا نضالاً ناجحاً بدون مشاركة واسعة من جماهير النساء. ولقد أثبتت المرأة السورية دورها في المعركة وبينت أنها لا تقل كفاءة وإمكانية وشجاعة عن الرجل فجماهير المقاتلين بالسلاح من جنود وصف ضباط وضباط الذين استبسلوا في المعارك كان يقف وراءهم جماهير النساء من أمهات وأخوات وزوجات وخطيبات وقد أصبح واضحاً الآن كما كان واضحاً أيضاً أيام القتال بأن جماهير النساء هؤلاء كن متعاطفات كلياً مع رجالهن. ويرغبن إليهم أن يقاتلوا بشجاعة وبطولة، وتوجد أمثلة كثيرة على ذلك وكيف استقبلت النساء من أهالي الشهداء بشجاعة وصبر، بل وبالزغاريد أنباء استشهاد رجالهن وكيف كانت النساء في الأحياء الشعبية بدمشق وغيرها من المدن يزغردن في الشوارع لرؤية صواريخنا تحطم طائرات العدو المغيرة.
وهذا موقف هام يجب رؤيته والعناية بتدعيمه وتصعيده فموقف الجلد والتشجيع من قبل النساء هو عنصر هام وكبير لشجاعة الرجال وبالعكس من ذلك فإن النساء المذعورات الوجلات يلقين البلبلة حتى في قلوب الشجعان من الرجال.
وإذا نظرنا إلى الحياة العادية البسيطة في أعماق الأحياء الشعبية بالمدن وفي القرى القريبة والنائية وفي الأسواق فإن مزاج جماهير النساء ووعيهن يقوم بدور كبير إيجاباً أم سلباً في ارتفاع معنويات الجماهير أو انخفاضها، وفي انتشار الأخبار المشجعة، أو الشائعات التي هدفها تثبيط العزائم.
وإذا انتقلنا إلى الميادين التي تستطيع النساء المشاركة النشيطة فيها بشكل مباشر مثل التبرع بالدم والدفاع المدني والإسعاف والتطبيب والتمريض ورعاية الجرحى ومتابعة عملية الإنتاج في المعامل وأعمال الخدمات في المؤسسات المختلفة وغير ذلك، نلمس الأهمية الكبيرة لدور جماهير النساء في رفع قدرات وطننا على الصمود أمام الصعوبات وإحراز النجاح ف النضالات التي يخوضها شعبنا.
ويمكن لجماهير النساء أن يساهمن في معركة التحرير والبناء بشكل أفضل مما جرى ويحقق نتائج أكبر فيما لو نظمت طاقاتهن الكبيرة بشكل أفضل فالتنظيم يلعب دوراً أساسياً وحاسماً في حشد وتعبئة جماهير النساء في كافة المجالات ومن أجل حل المهام المطروحة. ففي المناطق التي كانت فيها جماهير النساء منظمة كانت المعنويات أفضل والمساهمة أوسع لجماهير النساء والإمكانيات التي قدمت للمعركة غير قليلة ومن هنا تبدو أهمية التنظيم لحشد كل الإمكانيات والطاقات النسائية الضخمة التي يزخر بها وطننا فالمهام الجماهيرية أوسع من الإمكانيات المنظمة.
كما أنه كان يمكن الاستفادة من الإمكانيات الكبيرة لدى جماهير النساء لو تحقق تعاون أعمق بين المنظمات النسائية الجماهيرية، بين رابطة النساء السوريات والاتحاد العام النسائي ففي المناطق التي أمكن التوصل فيها إلى تعاون جزئي أمكن لجماهير النساء أن تقدم أعمالاً كبيرة للمعركة. ومن هنا تبرز أهمية التعاون والثقة المتبادلة بين جميع المؤسسات الرسمية والشعبية العاملة في هذا الميدان وخصوصاً بين الرابطة والاتحاد النسائي.
إن المهام المطروحة أمام بلادنا وهي تحرير أراضينا المحتلة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وإفشال المخططات الإمبريالية التآمرية وترسيخ النظام الوطني التقدمي، وبناء اقتصاد قومي متين ومتطور وغير ذلك من المهام الكثيرة التي تواجهنا في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية تقضي تنظيم وتعبئة جماهير النساء.
ومن هنا فإن مهمة كبيرة تقع على عاتق كافة المؤسسات الرسمية منها والشعبية لكي تبذل كل جهودها في مساعدة جماهير النساء على ممارسة دورهن في حياة البلاد.
المجال واسع أمام هذه المؤسسات والإمكانيات كبيرة والمهام صعبة وكثيرة والمطلوب هو مزيد من العمل الواعي ومزيد من التعاون. ورابطتنا رابطة النساء السوريات لم توفر أي جهد أو إمكانية لديها إلا واستخدمتها في دعم الصمود أيام حرب تشرين وهي ستتابع عملها من اجل التعاون مع الاتحاد العام النسائي ومع كافة العاملين في هذا الميدان وتسترشد رابطتنا في ذلك مقررات مؤتمرها الخامس ومن واقع وجود الجبهة الوطنية التقدمية والدور العام الذي تقوم به من أجل مصلحة الشعب والوطن.
مع العام الجديد
عام جديد أقبل علينا حاملاً معه آمالاً عذبة وأمنيات حلوة بأن يعم السلام الأرض، وأن تزدهر المحبة في القلوب، وأن تعمر السعادة نفوس الأطفال، وتنغرس الطمأنينة في روع الأمهات من أجل حياة سعيدة تصان فيها الأمومة والطفولة.
ويأتي العام الجديد هذه السنة في وقت نعيش فيه مرحلة جديدة من حياة الشعب بعد حرب وطنية تحررية خاضها شعبنا ببطولة وإقدام وحقق فيها إنجازات جديرة بالتسجيل. وقدمت أمهات وبنات وأخوات هذا الوطن أبناء وآباء وأشقاء ضحوا بحياتهم من أجل الأرض المحتلة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
إننا ونحن نستقبل العام الجديد بالتفاؤل بمستقبل مشرق لوطننا لنؤكد أن رابطتنا التي تتصدى لمطلبين عزيزين حملهما اسمها وهما حماية الأمومة والطفولة، ستبذل قصارى جهدها للمضي قدماً في تحقيق رسالتها مع جماهير نساء وطننا، انطلاقاً من إيمانها الذي لا يتزعزع بضرورة وحدة الحركة النسائية في هذا الوطن هذه الوحدة التي تجسدت وتوطدت خلال حرب تشرين العادلة نظراً لأهميتها القصوى في هذه الظروف.
إن قضية المرأة في وطننا ما تزال في بداية الطريق وهي تتطلب جهداً وتفانياً لا حد لهما. وهذه المسؤولية تقع على عاتق النساء في هذا الوطن. فلنكن على مستوى المسؤولية التي أنيطت بنا ولنجعل من العام الجديد مناسبة نشحذ فيها همتنا وننطلق أكثر عزيمة ومضاء من أجل الدفاع عن حقوق المرأة والطفل من أجل مستقبل سعيد في وطن حر ترفرف فوقه رايات الاشتراكية.
وبهذه المناسبة نوجه أطيب التحيات إلى العاملات والفلاحات وكل النساء الكادحات في وطننا، إلى أمهات شهداء الوطن، إلى المناضلات العربيات في الأراضي المحتلة وإلى المناضلات في كل مكان. وإلى كل السواعد التي تبني الاشتراكية وتدافع عن قضية السلم والتحرر.
نحو العام العالمي للمرأة
الاعتراف بدور المرأة في مجتمعنا المعاصر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أعلنت عام 1975 عاماً عالمياً للمرأة، إنما هو اعتراف بنشاط المنظمات النسائية العظيم التي يشغل اتحاد النساء الديمقراطي العالمي بينها مكانة مرموقة. وفي خلال السنوات الثلاثين من وجوده، ناضل بدأب في جميع الميادين من أجل حقوق المرأة. هذا وأن مساهمة اتحاد النساء الديمقراطي العالمي في عمل المؤسسات المختصة لدى منظمة الأمم المتحدة أمر لا مجال للشك فيه.
إن عام 1975 سوف يبرز الرفد الكبير الذي سيقدمه اتحاد النساء الديمقراطي العالمي والمنظمات الأخرى من أجل تطوير المرأة. وسوف يتيح تحديد أهداف العمل من أجل تطبيق برنامج اتحاد النساء الديمقراطي العالمي الذي يتفق والتطور الموضوعي لعالم اليوم ومع مصالح المجتمع كله.
والعام العالمي للمرأة هو أمر يتعلق بجميع المنظمات النسائية الوطنية، وسوف يتيح تنمية أكثر المبادرات تنوعاً. وستقوم هذه المنظمات بالتعاون مع المنظمات الأخرى، بنشاط مكثف بغية الحصول على تحسين المؤسسات الدولية القائمة حالياً، ومن أجل إنشاء مؤسسات جديدة تمثل نتائج ملموسة تساعد على تطوير المرأة في جميع الميادين.
وبالتآزر مع جميع المنظمات الوطنية، والتعاون مع منظمات أخرى، فإنه يمكن أن تتحقق وبشكل موسع مبادرات وأعمال ملموسة على النطاق الوطني والإقليمي والدولي خلال عام 1975 وذلك حتى نعطي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تأثيره الكامل.
علينا أن نأخذ باعتبار الوقائع التالية: يعمل في عالمنا الحالي 500 مليون امرأة، ثلثهم يعمل في الزراعة، وهناك 468 مليون امرأة أمية (وهذا يشكل 60% من مجموع الأميين)، وتتجه اليد العاملة النسائية نحو الازدياد، مما يشكل تقدماً فعلياً نحو الحصول على المساواة في الحقوق، وتزيد مساهمة المرأة في جميع مظاهر حياة المجتمع بصورة محسوسة. هذه الوقائع تدعونا إلى إعارة انتباه خاص للدفاع عن حقوق النساء الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
وسيكون من الضروري أن ننكب على تحليل معمق لوضع المرأة الواقعي في مختلف بلدان العالم، وفي جميع الميادين (ميادين ظروفها كامرأة عاملة ومواطنة) وأن نبحث حالة تطبيق القوانين والوثائق الحقوقية المتعلقة بحقوقها.
إن تنظيم الدورات الدراسية والندوات والمؤتمرات وكذلك تحضير رحلات للخبراء في مختلف البلدان سوف يساهم في جمع مادة غنية من المعلومات يمكن أن تفيد بعد ذلك في تحضير المقترحات الملموسة المتعلقة بإنشاء مؤسسة أو عدة مؤسسات دولية تقوم على إعلان إلغاء التمييز تجاه المرأة والمتخذ من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في17 – 11 – 1967.
هذه المعلومات المجموعة يمكن أن تستخدم كذلك من قبل منظماتنا لزيادة نفوذها وضغطها على حكوماتها حتى يتم التصديق على الاتفاقيات المتعلقة بحقوق المرأة وتطبيقها (حيث لم يتم ذلك بعد).
والذكرى الخامسة والعشرون هذه يمكن أن تكون مناسبة طيبة ـ في البلدان التي يكون هذا ممكناً ـ لتحقيق معرض يعكس أوضاع الطفولة وإجراء مسابقات بين الأطفال إلخ…
واتحاد النساء الديمقراطي العالمي قد يصدر كراساً خاصاً في مناسبة هذه الذكرى.
النضال من أجل السلام والاستقلال الوطني ومن أجل الحريات الديمقراطية
حول هذه النقطة من البرنامج، فإن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي الذي يقوم نشاطه على دفع مختلف المبادرات إلى الأمام، ينبغي تطوير المهام التي حددها باستمرار.
إن ملايين النساء في العالم كله، واللاتي يطلبن مع شعوبهن تخفيض الموازنات العسكرية، ونزع السلاح العام والشامل، وتحريم الأسلحة النووية وإلغاء جميع القواعد العسكرية في الخارج لم ينلن بعد تلبية هذه المطالب. ومن الضروري أن يخضن باستمرار نضالاً مكثفاً للحصول وتأمين الاستقلال الوطني لعدد من البلدان، وتصفية آثار ونتائج النظام الاستعماري القديم والاستعمار الجديد.
لذلك كان لابد من تحقيق كل المهام التي اقترح إنجازها اتحاد النساء الديمقراطي العالمي. إن المهام الكبرى المقررة للسنوات القادمة، والتي ستبلغ أوجها بمناسبة مؤتمر النساء العالمي في 1975، سوف تظهر كل التجربة المكدسة من قبل اتحادنا خلال ثلاثين عاماً من نضال لا هوادة فيه للدفاع عن حقوق المرأة والطفولة ومن أجل الدفاع عن الاستقلال الوطني والسلم.
هذه السنوات سوف تتسم بتدعيم ثابت للمنظمات الوطنية، وتعاون واتحاد أوثق مع المنظمات الأخرى الدولية.
إن نفوذ الاتحاد داخل المؤسسات المختصة في منظمة الأمم المتحدة سوف يزيد بفضل عمله الدؤوب والثابت لمصلحة رقي وتطوير المرأة.
والحركة الديمقراطية النسائية ستستمر في مساهمتها في تنمية قوى التقدم والسلم في العالم بأسره.
نحن مقتنعات أن الاتحاد، وهو جزء ثابت في قوى تقوم الإنسانية، سوف يقدم رفداً فائق النوعية للسنة العالمية للمرأة وأنه سيمد نفوذه ومنظمته، وسيطور معبراً في الوقت ذاته وأكثر فأكثر عن مصالح ومطامح النساء في العالم بأسره.
مطاليب
إما عاطلون عن العمل، في أحد (المقاهي) يقتلون وقتهم بالطرنيب وشتم الحياة، وإما مشغولون في البحث عن لقمة العيش. الأمهات منهكات… المنزل والحقل… إن وجد، والأطفال الذين يملؤون البيت، والشعور بالاضطهاد والظلم، فأين يذهب الأطفال، ومن يتحمل مسؤوليتهم… إلى رياض الأطفال التي لم يسمعوا بها قط؟! أم إلى النوادي؟! والمخيمات والحدائق حيث الألعاب الجذابة التي لا يمكنهم حتى أن يحلموا بها لأنهم لا يعلمون بوجودها في العالم أصلاً…؟!
عشرات الأسئلة وعشرات الحلول ولا من يسمع ولا من يجيب.. ونطلب بعد ذلك من أولئك أن يكونوا مواطنين شرفاء، ومقاتلين أشداء ومدافعين عن الوطن وأعضاء نافعين في المجتمع و… و… و…؟!