المحتويات
· تحية إلى العاملات في عيدهن
· ندوة الجزائر
تحية إلى العاملات في عيدهن
في الأول من أيار، العيد العالمي للعمال يطيب لنا أن نوجه التحية إلى كل كادح في وطننا، وخاصة إلى العاملات اللواتي يساهمن بكل إمكانياتهن في وضع الأسس لبناء مجتمع أفضل، ويمثلن أعظم ما تقدمه المرأة، وما يعطيها قيمتها كإنسان ونعني به: العمل.
إن الأول من أيار مناسبة هامة نؤكد من خلالها على أهمية الطبقة العاملة وقيادتها للمجتمع من اجل بناء الاشتراكية. وهي بتحالفها مع الفلاحين والمثقفين الثوريين والجنود تشكل الركيزة الأساسية للنضال ضد كل أشكال الاستغلال والقهر.
وتجيء مناسبة الأول من أيار هذا العام في ظروف صعبة فعلى الصعيد الداخلي يزداد نضال الطبقة العاملة من أجل حماية القطاع العام وتأكيد دورها الطليعي للوقوف في وجه محاولات البرجوازية لانتزاع المكاسب التي حققتها الطبقة العاملة بكفاحها والعودة بوطننا عشرات السنين إلى الوراء.
كذلك فإن احتفال الأول من أيار هذا العام يأتي ووطننا يخوض إلى جانب معركة البناء معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي وتستمر أصوات المدافع مدوية في جبل الشيخ ومرتفعات الجولان لتسمع العدو ومن يقف من ورائه أن عليه أن ينسحب من أرضنا المحتلة وينصاع إلى صوت الرأي العام العالمي الذي يطالب بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتضمنة لنقطتين أساسيتين هما:
الانسحاب الكامل من كل الأراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق المشروع للشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد العربي فإن الهجمة الإمبريالية الشرسة تزداد رياحها هبوباً يوماً بعد يوم وهي تريد أن تضع كل البلاد العربية تحت مظلمة النفوذ الأمريكي وتريد أن تحرم شعبنا من أصدقائه الحقيقيين: الدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي الصديق.
إن هذه المناسبة تحدونا لتشديد النضال من أكل الحفاظ على المكاسب التقدمية وأن نعمل من أجل مزيد من الإنتاج، والنضال من أكل مكاسب جديدة كدور الحضانة والمستوصفات ومستشفيات التوليد التي يجب أن تتوفر في كل مكان.
فتحية للمرأة العاملة الكادحة في يوم عيدها ونحو مزيد من اليقظة والحذر والنضال تحت راية النضال في سبيل التقدم الاجتماعي والاشتراكية.
ندوة الجزائر
أقيمت في الجزائر بين 4 – 9 آذار 1974 ندوة إقليمية للدول العربية والأفريقية حول تعليم المرأة، بدعوة من الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، والاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، وبتأييد من اليونيسكو، وذلك كجزء من التحضير لعام المرأة الدولي (1975).
وقد شارك في أعمال الندوة وفد نسائي سوري موحد ضم ممثلات عن رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، والاتحاد العام النسائي، وكان للوفد الموحد صدى استحسان لدى العديد من الوفود التي تؤيد وحدة الحركة النسائية التقدمية.
ساهم في أعمال الندوة مندوبات عن ست وثلاثين دولة عربية وأفريقية كانت ترفرف أعلامها على مشارف قصر الأمم الذي اتخذ مكاناً للملتقى الذي جاء تعبيراً تاريخياً عن التحالف العربي ـ الأفريقي الذي تجلى في حرب تشرين التحريرية، تصدر قاعة الاجتماعات الكبرى لافتة كتب عليها (إن علمت رجلاً فقد علمت فرداً وإن علمت امرأة فقد علمت شعباً). وأخرى كتب عليها (تضامن الشعوب العربية والأفريقية قوة لا تقهر ضد الإمبريالية والصهيونية) وكانت هذه الكلمات البسيطة تترجم أهداف المؤتمر بربط تعليم المرأة باعتباره جسر لمشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلادها بمجمل حركة التحرر في الدول العربية والأفريقية.
بتحرر المرأة وانعتاقها يقاس تقدم الأمم. إن لاجتماع النساء العربيات والأفريقيات على أرض الجزائر دلالة خاصة. أن تعتبر الثورة الجزائرية تجربة غنية للدول الفتية، حيث تحررت المرأة نسبياً من التركة الاستعمارية والرجعية عبر حملها السلاح وتحرير بلادها من الاحتلال الأجنبي، هذا بالإضافة إلى كون الجزائر عقدة اتصال بين القارة الأفريقية والدول العربية. وقد افتتحت الآنسة صفية بن مهدي الأمينة العامة لاتحاد النساء الجزائريات اللقاء مرحبة بالوفود وتحدثت عن نضال المرأة الجزائرية التي حققت مساواتها مع الرجل في معارك النضال الوطني إبان حرب التحرير، وفي ميدان البناء والتعريب في الجزائر الجديدة ألقت السيدة فاني ادلمان الأمينة العامة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي تقريراً شاملاً عن نضال المرأة في العالم، وما حققته من مكاسب وما تعانيه من القهر والتمييز في أمكنة مختلفة من العالم.
استهلت تقريرها القيم، بان المرأة ترغب في المشاركة في تطوير بلادها جنباً إلى جنب مع الرجل، إنها تريد، أن تكون حقوقها محترمة في العمل، وفي الأسرة، في الحياة الاجتماعية والسياسية، وقد خصتها الطبيعة بأفضلية منح الحياة، وهي تريد التوفيق بين كونها امرأة وكونها أم، أن الحقوق التي نالتها في بعض الدول لازالت كلمات ميتة، ويجب عمل الكثير لتطبيق ما ورد في التشريعات من حقوق، ثم نوهت بالدور الهام الذي تلعبه المرأة في أفريقيا والدول العربية، بقولها: إننا نقدر عالياً هذه المشاركة الكبرى للنساء الأفريقيات والعربيات اللواتي يشكلن دعماً كبيراً ليس في عملية تقدم شعوبهن فحسب بل لنضال نساء العالم أجمع في سبيل المساواة والتقدم الاجتماعي، والعدالة والسيادة الوطنية والسلام. وذكرت ما تم إنجازه من تحضير للعام الدولي للمرأة الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة وبمبادرة من الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، هذا الحدث الذي يعتبر مرحلة تاريخية هامة للحركة النسائية في العالم.
واستمعت المندوبات باهتمام شديد إلى وفدي الاتحاد السوفييتي وكوبا اللذين استضافتهما الندوة للاستفادة من تجربة بلديهما الغنية في مجال محو الأمية، حيث قضى النظام الاشتراكي على تلك الآفة قضاء مبرماً وبدون رجعة، وقد وضعت كافة الإمكانيات المادية والبشرية في خدمة هذا الهدف الكبير الذي ساعد في إعداد الإنسان الجديد في المجتمع الجديد وفي تجنيد الجماهير الشعبية الواسعة في الإنتاج والتصنيع والزراعة وتسيير أعقد الآلات والإحاطة بالثورة التقنية والعلمية وتسخيرها في خدمة الإنسان وسعادته.
إن كل المشاكل التي يعانيها العالم الثالث لا يمكن فصلها عن قضية التحرر الوطني السياسي والاقتصادي، وقد ضمت الندوة خير المناضلات والشخصيات النسائية البارزة في حركات التحرر في ظفار وفلسطين وموزمبيق وروديسيا وغيرها من دول أفريقيا، اللواتي تحدثن عن كفاح شعوبهن ضد الكولونيالية والاحتلال. وباسم حركة التحرر العربية تكلمت مندوبة فلسطين السيدة مفيدة الصباغ فعرضت الانتصارات السياسية والعسكرية التي تحققت في حرب تشرين التحررية وعن مؤامرات الإمبريالية وخصوصاً الولايات المتحدة ودعمها للصهيونية النازية الجديدة التي احتلت القرى والمدن العربية وتزج بمئات المناضلين والمناضلات من الفلسطينيين في السجون المعتقلات. وقالت إن القضية بالنسبة للشعب الفلسطيني هي الاعتراف بحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولة على أرض فلسطين. إن القضية بالنسبة للنساء الفلسطينيات هي قضية وطن وبيت. وعن حركات التحرر في أفريقيا تكلمت السيدة جان مارتا رئيسة اتحاد نساء عموم أفريقيا التي أكدت على تضامن الشعوب الأفريقية مع نضال الشعوب العربية ضد العدو المشترك الإمبريالية وشتى أشكال الاستغلال.
ثم تشكلت لجان ثلاث هي:
1- لجنة مساهمة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
2- لجنة محو الأمية.
3- لجنة حركة التحرر.
ومن الجدير بالذكر أن عضوات الوفد السوري انتخبن في هيئات التحرير للجان الثلاث، وقد شاركن مشاركة نشيطة في المقررات التي صدرت عن المؤتمر.
خصص يوم الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، يوماً للتضامن مع الشعوب العربية، وقد استقبلت كلمة مندوبة سورية السيدة هاجر صادق بعاصفة من التصفيق، يعبر عن الاحترام والمكانة التي تحتلها سورية بالنسبة للقوى التحررية والتقدمية في العالم، وبعد أن تكلمت عن صمود الشعب العربي السوري في وجه كل أشكال العدوان والتهديد وإصراره على إرجاع الأراضي التي احتلت في حزيران 1967 وتأييده المطلق للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة شكرت الدول الأفريقية وجميع قوى التقدم في العالم الذين ساندونا في نضالنا العادل ضد الصهاينة ومن ورائهم من الإمبرياليين.
لقد كانت ندوة الجزائر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والتعرف على قضايا التحرر لشعوب أفريقيا والدول العربية، هذه القضايا التي يحاول الإعلام الغربي طمسها وإلقاء ستار من التضليل عليها. لقد كان من أهم المقررات التي صدرت عن ملتقى الجزائر تبادل المعلومات بشكل مستمر بين المنظمات النسائية ونشر أخبار حركة التحرر في المجلات والنشرات النسائية وكسر الحصار الإعلامي الاستعماري. وتشكيل لجان تحضيرية وطنية للاحتفال بالسنة الدولية للمرأة والاستفادة من هذه المناسبة في سبيل تحقيق مكاسب جديدة للمرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع كي يتاح لها المشاركة في حياة بلادها مشاركة فعلية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضاء على كل مخلفات الاستعمار والرجعية التي وضعت القيود أمام تطور المرأة وشلت بذلك طاقات نصف المجتمع.