المحتويات
· ذكرى تشرين
· الصحة المدرسية
· السنة العالمية للمرأة…
· من نشاطات الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي المؤتمر العالمي للنساء
ذكرى تشرين
قديما كرس الشعراء أروع قصائدهم لنيسان دمشق، وها هم ذا يعشقون الخريف بعد أن اكتشفوا تشرين دمشق.
دمشق التي تكسرت سيوف وحراب الغازين على أسوارها عبر العصور، حطمت أضلع الطائرات الإسرائيلية في حرب تشرين التحريرية، ونثرت أشلاءها حطاماً، تحطمت معها أحلام الصهاينة التوسعية، بعد أن طال تبجحهم وغرورهم.
مر عام على الحرب التحريرية التي خاضتها سورية ومصر لاسترجاع الأراضي الغالية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وكان لابد لشعبنا أن يمضي في تحرير الجولان وسيناء بعد أن رفضت إسرائيل الإذعان لقرارات الأمم المتحدة بالانسحاب والاستجابة للرأي العام العالمي الذي يشجب احتلال الأراضي بالقوة وكانت حرب تشرين التحريرية التي سجلت أروع الصفحات لشجاعة شعبنا برجاله ونسائه وحتى أطفاله، وفي الأيام الأولى وصل جنودنا إلى مشارف بحيرة طبريا محطمين بذلك أسطورة تفوق العدو أمام ذهول قادة العدو العسكريين الذين راحوا يكيلون لبعضهم الشتائم بعد أن كانوا يكيلون لنا التهديد والوعيد، وقد كنست حربنا العادلة معظم قادتهم وتخلخل جهاز حكمهم وامتدت الأزمة إلى الحياة السياسية والاقتصادية ولاجتماعية وخرجت تظاهرات أمهات المجندين تطالب بسقوط حكومة غولدا مائير وموشه ديان وبلغ التضخم العمالي في إسرائيل في الأشهر الأخيرة، 40 بالمئة وهي تعاني من عزلة خانقة على الصعيد الدولي.
أما بالنسبة لنا فكانت حربنا التحريرية اختباراً رائعاً لمتانة الجبهتين العسكرية والداخلية، ففي الوقت الذي كان جنودنا يضربون المثل في الصمود والشجاعة كانت مؤخرة الجيش أي الشعب بأسره يعطي المثال للعالم بوحدة صفه وتضحياته، لقد مدت نساؤنا مقاتلينا بدمائهن، وقد ضاقت بجموعهن مراكز التبرع بالدم، وراحت الشابات يسهرن في المستشفيات ومراكز الإسعاف، وتطوع الفتيان والفتيات في الجيش الشعبي، وكان التموين منظماً بشكل لم يسبق له مثيل، وكان ذلك دلالة على روح المسؤولية العالية التي يتحلى بها أبناء شعبنا.
لقد أظهرت حرب الجولان جلياً للأعيان من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا، ففي الوقت الذي كانت تنطلق فيه صواريخ سام، رشيقة مطواعة من أيدي جنودنا لتحمي سماء بلادنا كانت الأسلحة الأمريكية التي قدمت للغزاة بغير حساب تدك المدارس والمستشفيات والبيوت ومحطات الكهرباء والمنشآت الصناعية في بلادنا، لقد تبين لشعبنا بكل وضوح الحلف غير المقدس بين الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العنصرية.
لقد شهدت دمشق واللاذقية صدق الصداقة السوفييتية العربية، ومضاء السلاح السوفييتي الذي طالما شكك به المشككون، وتبين كم هم كثر أصدقاؤنا في العالم من الدول الاشتراكية والقوى التقدمية والحركة التحررية، في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
إن حرب تشرين التحريرية والتي تعتبر انطلاقة تاريخية مضيئة لشعبنا الذي حطم حواجز الوهم وانعطافاً كبيراً أخذ فيه نجمه بالصعود، بينما سجلت خطوط العدو البيانية انحداراً حاداً في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
إن عبر تشرين تتطلب منا مزيداً من الحذر واليقظة تجاه مخططات واشنطن التخريبية والتي وصلت رائحة مؤامراتها النتنة إلى قبرص وأخذت غربانها تحوم على منابع النفط، ناعقة ومشرعة مخالبها المخضبة بدماء الشعب التشيلي.
إن وحدة الصف الداخلي هي الضمان الأكبر للوقوف في وجه المؤامرات الإمبريالية الصهيونية وتعزيز هذه الوحدة واجب وطني لكل القوى التقدمية.
إن صداقتنا التاريخية المجربة مع الاتحاد السوفييتي ضرورية الآن أكثر من أي وقت آخر فبدون صديقنا الأكبر يصعب مواجهة العدو الأشرس.
إن سورية في وقفتها الصلبة الشجاعة في وجه الإمبريالية والصهيونية لا تزود عن حدودها فقط وإنما تدافع عن بوابة الحركة التحررية العربية كلها وترفع علمها. ولها بذلك كل الحق في تأييد ودعم كافة الدول العربية دعماً مادياً ومعنوياً.
لقد تحررت القنيطرة وتحرر قسم كبير من سيناء ولكن لا تزال أجزاء غالية من أرضنا تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومعركتنا لا تزال مستمرة في سبيل تحرير ما تبقى من أرضنا وفي سبيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
إن تخريب القنيطرة وتحويلها إلى كومة من الأنقاض يدل على مدى حقد الصهيونية علينا ويعتبر شاهداً بالخزي والعار على جرائم الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكيين الذين يمدونهم بالمال والسلاح.
إن شعبنا الذي خاض حرب تشرين التحريرية بشرف وشجاعة لقادر على خوض كل المعارك التحررية الأخرى مهما تعددت ميادينها وأطرافها. وإن جنودنا الذين وصلوا إلى طبريا لم ينسوا الطريق بعد.
الصحة المدرسية
إن كان الوضع الصحي في البلاد ليس مرضياً، وبعيداً من أن يؤمن الخدمات الصحية الأولية المطلوبة للمواطنين، فإن الصحة المدرسية في حالة يرثى لها.
إن الدور الذي يجب أن تقوم به الصحة المدرسية هو دور هام وكبير. وهذا ما يتأكد واضحاً بملاحظة ما حققته الصحة المدرسية في البلاد الأخرى من نتائج باهرة، وخاصة الاشتراكية منها.
ويجدر أن نذكر هنا، إن العناية الصحية بالأطفال لا يمكن أن تتجزأ، إذ لا يمكن أن نأمل الوصول إلى نتائج مثمرة من خدمات صحية تقدمها الصحة المدرسية، إذا لم يصل الطفل إلى المدرسة سليم الجسم والعقل والنفس. لا أن يصل إلى مقاعد الدراسة وقد هدمته الأمراض، ونال منه سوء التغذية حداً يصبح فيه من المتعذر إصلاح ما أفسدته الأيام والمجتمع والبيت.
ومع ذلك، فيمكن للصحة المدرسية أن تقوم بأعمال كبيرة في حال تطويرها وتحسين خدماتها وتوفير العناصر الفنية الضرورية لها. ومما يسهل الأمر في الحصول على مردود جيد لأعمالها، كون الأطفال منتظمين في أماكن ثابتة، تسهل فيها مراقبتهم وملاحظة نتائج الخدمات الصحية المقدمة لهم.
وإذ نسجل هنا ـ بكل أسف ـ أن الصحة المدرسية في بلادنا، تكاد يكون لا وجود لها وتكاد تكون خدماتها رمزية، شكلية، وسطحية، لا تنفذ إلى جوهر المشكلة، وأن خدماتها منذ عشر سنين أو أكثر لم تتطور، فإنما تقوم بذلك من أجل حث المسؤولين في وزارة التربية إلى الاهتمام بهذا الأمر ومعالجته بأسلوب جديد وجدي.
إن العناصر الطبية العاملة في الصحة المدرسية، من أطباء وممرضات وعناصر اخرى، قليلة العدد، وأن المراكز الصحية المختصة لا تذكر، وإن الجولات الصحية الدورية، والكشوف الصحية على الطلاب بشكل مستمر ومنظم، غير كافية وبعيدة جداً عن أن تكون كافية. وكثيراً ما تستعين وزارة التربية بأطباء وزارة الصحة أو بأطباء ممارسين أحرار، تتعاقد معهم على ساعات عمل محدودة، وخاصة في المحافظات، ليقوموا بخدمات هزيلة صورية. وإذا علمنا أن وزارة الصحة نفسها في حالة عجز أو شبه عجز عن أن تقوم بالخدمات المنوطة بها، والمسؤولة عنها، يمكننا أن ندرك الوضع البائس الذي تتردى فيه الصحة المدرسية.
من أجل أن نبرز الدور الهام الذي ينتظر أن تقوم به الصحة المدرسية، وأن نبرر الآمال المعقودة عليها نود أن نلقي الضوء، وبشكل موجز كل الإيجاز، على الحالة الصحية لأطفالنا في المدارس في الوقت الحاضر. ففي دراسة حديثة قامت بها وزارة التربية على تلاميذ بعض المدارس في دمشق وغوطتها تبينت النتائج التالية:
إن السبب الأول في تغيب كثير من الأطفال عن المدرسة ناتج عن إصابتهم بأمراض مختلفة، وإن أكثر هذه الأمراض لها صلة وثيقة بسوء التغذية والتي تمهد لها، وتكون بيئة صالحة لانتشارها. وتبين أيضاً أن الإصابة بضخامة الغدة الدرقية الناتجة عن نقص في مادة اليود تتعدى العشرة بالمائة من التلاميذ. ونقص فيتامين (أ) عند هؤلاء الأطفال غير قليل. وكذلك إصابات الأنف والأذن والحنجرة وإصابات العيون كما أن فقر الدم الناتج عن نقص مادة الحديد منتشر انتشاراً كبيراً، كل ذلك يكّون سبباً رئيسياً في رسوب هؤلاء الأطفال وفي المردود السيئ لدراستهم.
وفي دراسة أخرى أجريت على تلاميذ الصف الخامس في بعض مدارس ركن الدين، الميدان، سوق ساروجة، وسبقا، تبين أن عددً كبيراً من التلاميذ لا يتناولون في اليوم إلا وجبة واحدة، وأن نصف التلاميذ لا يتناولون الحليب ومشتقاته وأن ثلثي التلاميذ لا يتناولون اللحوم وأربعة أخماس التلاميذ لا يتناولون البيض والخضر. وتبين أيضاً أن تسعة وثلاثين تلميذاً من أصل أربعين لا يتناولون الفواكه. ويتألف طعامهم من شطيرة فلافل في الغداء، وكعكة وفنجان من الشاي في العشاء.
ومن هنا يتبين لنا العلاقة الوثيقة بين الغذاء والمرض عند هؤلاء الأطفال، ويجعلنا نعذر هؤلاء الصغار عند رسوبهم وتركهم المدرسة في النهاية. وهذا الوضع يدفعنا أن نثير من جديد مسألة (الوجبة الغذائية) التي كان قد قرر تقديمها مجاناً إلى صغارنا في المدارس الابتدائية. كما هو قائم في البلاد الاشتراكية. حيث يعطى الأطفال وجبة غذائية خفيفة من حليب أو قطعة بسكويت غني بالمواد البروتينية الضرورية لنمو الأطفال.
وقد بحث هذا الأمر وقرر تنفيذه منذ بضع سنين وحتى الآن لم ير النور. فمثل هذه الوجبة الغذائية المدرسية تساعد التلميذ على أن يكمل غذاؤه وتساعده على أن يقوم بعمل دراسي أفضل. ومنذ سنين لوحظ أن بعض التلاميذ في مدارس السويداء يشكون من اضطرابات في الرؤية، فاقترح حينذاك إعطاؤهم كأس حليب يومياً. ولشد ما كانت دهشة المسؤولين على التعليم حين لاحظوا أن كل هذه الشكاوى قد زالت وعادت الرؤية واضحة. ولكن للأسف لم تستمر هذه العملية وتوقفت بعد فترة من الزمن.
ونحن حين نطالب الصحة المدرسية أن تقوم بدورها، لا يغيب عن بالنا الوضح الصعب الذي تمر به البلاد في محاربة الأعداء والاستعمار، وما يتطلبه ذلك من مصاريف هائلة، قد يمنعنا من تخصيص الأموال اللازمة. ولكننا سوف نقنع بالحد الأدنى. لا نطالب أن يكون لكل مدرسة طبيب خاص بها وممرضة ومساعد طبيب كما هو الأمر في الاتحاد السوفييتي مثلاً، ولكن سنكون مبتهجين بتحقيق الأهداف الأولية للصحة المدرسية وهي:
– وقاية الأطفال من الأمراض المعدية التي يمكن درؤها ومنع وقوعها.
– اكتشاف النواقص والشوائب البدنية والمساعدة على شفائها.
– تطوير وتحسين المعرفة الصحية.
– ترويج العادات الصحية المرغوب بها.
– تطوير التعاون بين المدرسة والبيت والمجتمع.
ويمكن أن يتلخص ذلك بفحص التلاميذ الجدد عند دخولهم المدرسة فحصاً دقيقاً كاملاً. وبفحص التلاميذ القدامى مرتين في السنة. ويشمل هذا لفحص: صورة شعاعية للصدر، وفحص العيون، وفحص الأسنان، وفحص السمع كما تفحص التشوهات وخاصة العظمية منها. أن يجري تلقيحهم بجميع اللقاحات الضرورية وبشكل فني ومعظم لا كما شاهدنا في السنين السابقة حيث كانت اللقاحات تسبب تقرحات عديدة ومعقدة على الشفاء وخاصة ما حصل بلقاح الـ (ب. ث. ج.).
ويجب أن تكون التدابير المطلوبة لمكافحة الأوبئة الوافدة، أكثر فعالية وخاصة حين تفشي بعض الأمراض السارية. ومع الأسف نلاحظ أن هذه التدابير في أغلب الأحيان ناقصة، فإذا ما أصيب طفل بسعال ديكي، أو بحصبة، أو بكريب مثلاً فلابد أن ينتقل المرض إلى جميع الأطفال. وهذا ناتج عن عدم كشف المرض حين حدوثه وعدم التشدد بالإجراءات الوقائية المطلوبة من أبعاد المصاب عن الآخرين، كما يلاحظ أن كثيراً من المدارس لا تتوفر فيها علاجات الطوارئ الأولية الملائمة إذا ما أصيب طفل بمرض أو حادث طارئ.
ولا يفوتنا أن نذكر أنه يلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار دور الحضانة والمدارس الخاصة، وهي التي تتطلب عناية طبية مشددة ومراقبة مستمرة من قبل المسؤولين.
ورغم أن القوانين السارية توجب على هذه المدارس الخاصة، ودور الحضانة أن يكون لها طبيب يشرف على صحة أطفالها ويقوم بفحوص دورية على أطفالها فإن أكثرها تتهرب من هذه المسؤولية بشتى الأساليب وبمختلف الطرق الملتوية.
وأخيراً… فقد قيل بين الجد والهزل إن الاشتراكية قد ألغت جميع الطبقات، ولكنها خلقت طبقة جديدة ترضي جميع المواطنين ألا وهي طبقة الأطفال، وأعطى لهؤلاء الأطفال أفضل ما هو موجود، من ملبس وطعام وعلاج وحاجات أخرى، فما أحرانا، نحن هنا في هذا البلد أن نعمل شيئاً من أجلهم.
السنة العالمية للمرأة…
يجري العمل بنشاط في مختلف أنحاء العالم من أجل التحضير للسنة العالمية للمرأة ويمكن أن نقول أن فريق العمل المكلف بتشكيل لجنة تحضيرية من أجل تنظيم المؤتمر العالمي للنساء قد حقق خلال الأشهر الأخيرة فيما يختص بالمهمة الموكلة إليه نجاحات مثمرة مع قادة العديد من المنظمات النسائية والنقابية والاجتماعية والشبيبة وغيرها مثل الرابطة الدولية للنساء من أجل السلام والديمقراطية.
– منظمة نساء عموم أفريقيا.
– الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.
– الاتحاد العالمي للنساء العاملات في الميدان الحقوقي.
– مكتب العلاقات المنبثقة عن اللقاء العالمي للنساء.
وكذلك مختلف مؤسسات الأمم المتحدة.
وعلى أساس هذه النتائج المشجعة جداً للخطوات التي قام بها فريق العمل ستعقد لقاءات لممثلات المنظمات والشخصيات المهتمة بتنظيم المؤتمر العالمي للنساء الذي سيعقد في تشرين الأول عام 1975 في برلين (جمهورية ألمانيا الديمقراطية) تعكس تصريحات العديد من قادة المنظمات الدولية وفي الأمم المتحدة والاهتمام الذي يتعاظم في أوساط الرأي العام العالمي أهمية هذا المؤتمر العالمي للنساء.
وقد أقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في أيار 1974 البرنامج من أجل السنة العالمية للمرأة وحدد أهدافها الرئيسية كما يلي:
أولاً ـ المساواة
يضع البرنامج فعاليات تهدف إلى:
– تحقيق المساواة التامة أمام القانون في جميع ميادين الحياة، وفي تلك المجالات لا مساواة بعده.
– ضمان المساواة في الفرص في ميدان التعليم على جميع المستويات.
– المساواة في الحقوق وفي المسؤوليات داخل الأسرة.
– ضمان الحقوق الاقتصادية المتساوية، نفس إمكانيات التوظف وأجر متساوٍ لعمل متساوٍ.
– اشتراك النساء الكامل في الحياة السياسية لبلادهن بدون أي تمييز.
ثانياً ـ التطور، البرنامج
– إبراز قيمة مساهمة النساء في مجمل التطور الوطني.
– المطالبة بنفس إمكانيات الإعداد من أجل النساء اللواتي يعشن في المناطق الريفية، وتحسين شروط حياتهن.
– الإصرار على ضرورة إيجاد الشروط الضرورية والخدمات الاجتماعية التي من شأنها تسهيل اشتراك النساء الكامل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لبلادهن.
ثالثاً ـ السلام، البرنامج
– الاعتراف بأهمية مساهمة النساء في التفاهم وفي السلام، في الانفراج والصداقة بين الشعوب، ويطالب أن تكون مساهمتهن متعاظمة هناك حيث تتخذ قرارات محلية، وطنية ودولية تعتبر ذلك كعامل هام من أجل توطيد السلام.
– يشير إلى أهمية تشجيع جهود المنظمات النسائية التي تعمل في صالح السلام ونزع السلاح.
وقد أنجزت المؤسسات المختصة في الأمم المتحدة مثل اليونسكو ومنظمة العمل الدولية واليونيسيف وغيرها من المنظمات وكذلك المنظمات والحركات الاجتماعية وبشكل خاص المنظمات والحركات النسائية، برامجها المقررة لهذه السنة.
ففي تشرين الأول من العام الماضي وأثناء المؤتمر العالمي لقوى السلام أبدت المشتركات من المنظمات النسائية الدولية رأيهن بفائدة عقد ندوة واسعة في عام 1975 يمكن خلاله مناقشة القضايا التي تشغل بال النساء، وتبني التدابير التي تهدف إلى التوصل بأسرع ما يمكن إلى إشراك النساء في مسيرة تطور بلادهن الأمر الذي يتلاءم مع مصالح جميع البلدان والشعوب. وقد اتفقت 8 منظمات دولية نسائية من أجل تنظيم لقاء من أجل مواصلة دراسة إمكانيات تحقيق هذا التجمع النسائي الواسع.
وقد عقد في جنيف في كانون الثاني من عام 1974 تحت أشراف الرابطة العالمية للنساء من أجل السلام والحرية اجتماع اشترك فيه ممثلو 11 منظمة دولية ومحلية تبادلوا الرأي حول العمل الذي يجب إنجازه من أجل عقد المؤتمر الدولي، وكذلك بشأن احتمال اشتراك منظمات جديدة ليست فقط نسائية بل أيضاً منظمات تهتم بتحسين ظرف المرأة وبتعزيز دورها في المجتمع وفي العمل التحضيري للمؤتمر.
ولقد تقرر في هذا الاجتماع الدعوة لعقد أولي وعهد بهذه الدعوة إلى اتحاد النساء الديمقراطي العالمي وجرى هذا الاجتماع في باريس في نيسان 1974 في قاعات الأونيسكو، واشترك فيه 27 منظمة دولية ومحلية ووطنية وكذلك العديد من الشخصيات حضر الكثيرات من بينهن بصفة مراقبات.
ووجه اجتماع باريس نداء إلى جميع المنظمات المعنية لكي يحضرن معاً المؤتمر العالمي للنساء الذي سيعقد في 1975 والذي يمكن أن يقوم من حيث الأساس على النقاط الأساسية الثلاثة من قرار الأمم المتحدة بشأن السنة العالمية للمرأة، وتم تسمية فريق عمل بتشكيل اللجنة التحضيرية الدولية من أجل المؤتمر العالمي للمرأة، في هذا اللقاء.
ويتألف فريق العمل هذا من المنظمات النسائية المذكورة أدناه: الرابطة الدولية للنساء من أجل السلام والحرية، الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، الاتحاد الدولي للنساء من المهن الحقوقية، منظمة نساء عموم أفريقيا، منظمة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا، مكتب العلاقات المنبثقة عن اللقاء العالمي للنساء عام 1960.
وقد اجتمع فريق العلم في حزيران 1974 في برلين، من أجل بحث الاقتراحات التي قدمتها بلدان مختلفة وتتعلق بمكان عقد المؤتمر العالمي للنساء، وقد قرر قبول اقتراح بأن تكون برلين عاصمة ألمانيا الديمقراطية، مكاناً لهذا اللقاء وأن يكون شهر تشرين الأول من عام 1975 موعده.
وقد عقد فريق العمل لتشكيل لجنة تحضيرية دولية من أجل المؤتمر العالمي للنساء في عام 1975 آخر اجتماع له في برلين في 7 و8 أيلول 1974، وبعد تبادل واسع في وجهات النظر الذي جرى خلال هذا الاجتماع، قرر فريق العمل الدعوة للقاء واسع لممثلات المنظمات الدولية والمحلية والوطنية وكذلك الشخصيات في 4 و5 تشرين الثاني 1974 في بودابست، من أجل تشكيل لجنة تحضيرية عالمية للمؤتمر.
وستكون هذه الهيئة هي التي ستتولى كل ما يتعلق بالدعوة للمؤتمر العالمي للنساء وبمحتواه.
وتؤكد المعلومات التي وردت إلى فريق العمل أن عقد هذا المؤتمر يثير اهتماماً متعاظماً على الدوام وأنه يحظى بتأييد مختلف قطاعات الرأي العام العالمي.
ويتلقى فريق العمل تقارير من المنظمات النسائية، والنقابية، والشبيبة، والتعاونيات، والحركات الشغوفة بالسلام، والشخصيات وكذلك من المؤسسات المختصة في الأمم المتحدة تحيي عقد المؤتمر وتعرب عن الرغبة في المشاركة في أعماله لتأمين النجاح له.
إن عقد مؤتمر عام 1975 تشترك فيه مختلف المنظمات والحركات، هو تلبية لنداء هيئة الأمم المتحدة الذي يدعوا الحكومات والمنظمات الحكومية والدولية فقط للمساهمة في الاحتفال بالسنة العالمية للمرأة، بل وأيضاً أكثر القطاعات اتساعاً من الرأي العام النسائي والرجال.
إن التقارير التي وردت إلى فريق العمل تؤكد أيضاً على أن هذا المؤتمر يمكنه أيضاً أن يكون تجمعاً عالمياً في صالح المشاركة المتساوية من قبل الرجال والنساء في تقدم الإنسانية في صالح السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
إن الرأي العام العالمي يلعب دوراً متزايد الأهمية في حياة المجتمع وتوحيد جهود الرأي العام من أجل الحصول على المساواة الحقيقية للنساء كعنصر حاسم فيه.
وخلال اللقاءات التي حققها فريق العمل تم مرة أخرى إثبات أن المؤتمر يستطيع تبني النقاط الثلاث للسنة العالمية للمرأة: مساواة النساء، اشتراك المرأة الكامل في التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتعاظم دور النساء في النضال من أجل السلام والتعاون الدولي، من أجل الاستقلال الوطني والديمقراطية ضد الاستعمار والعنصرية.
وسيتميز عام 1975 بالعديد من المبادرات، ففي حزيران 1975 سيعقد في كولومبيا (بوفوتا) المؤتمر الدولي للأمم المتحدة بشأن القضايا النسائية، وحول نفس الموضوع ستجري لقاءات كثيرة تنظمها منظمة العمل الدولية والأونسكو وكذلك العديد من المنظمات غير الحكومية. إن المؤتمر العالمي للنساء يضم ألفي امرأة تقريباً يمثلن مختلف الفئات الاجتماعية (عاملات، فلاحات، ممثلات العلم والثقافة ومعلمات… إلخ) وكذلك منظمات اجتماعية مستعدة للتعاون مع الجمعيات النسائية من أجل حل القضايا المتعلقة بانعتاق المرأة. وسيكون حدثاً مدعواً لجمع أكثر المنظمات تنوعاً، ووجهات النظر المتجهة نحو إحراز المساواة في الحقوق ونحو تصفية التمييز الذي لازال مطبقاً إزاء المرأة بأسرع ما يمكن.
عقدت اللجنة التنفيذية لرابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة اجتماعاً موسعاً بتاريخ 14 – 15 تشرين الثاني نوقشت فيه نشاطات الرابطة على ضوء التقارير العامة الواردة من الفروع.
وكذلك سير التحضير للسنة العالمية للمرأة، وللمؤتمر العالمي للنساء، الذي سيعقد في برلين بتاريخ 20 – 24 تشرين الأول 1975.
كما دعا الاجتماع إلى ضرورة حشد كافة الطاقات النسائية الوطنية والتقدمية في سورية من أجل الاستفادة من مناسبة السنة العالمية للمرأة لمكافحة الأمية بين جماهير النساء وتطويرهن ليساهمن مساهمة فعالة في بناء الوطن في كافة المجلات.
من نشاطات الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
المؤتمر العالمي للنساء
اجتمع في برلين فريق العمل المكلف بتشكيل لجنة تحضيرية من أجل تنظيم مؤتمر عالمي للنساء وهو المؤتمر الذي سينعقد في تشرين الأول من عام 1975 في برلين عاصمة جمهورية ألمانيا الديمقراطية.
وقد لاحظ اتحاد النساء الديمقراطي العالمي من خلال اتصالاته مع المنظمات النسائية وغيرها، وكذلك مع منظمة الأمم المتحدة مدى الاهتمام الذي توليه تلك المنظمات وحماس الرأي العام العالمي من أجل تأمين نجاح المؤتمر العالمي للنساء.
وجه اتحاد النساء الديمقراطي العالمي رسالة إلى المنظمات النائية في العالم جاء فيها أن فريق العمل المكلف بتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي للنساء قد حقق خلال الأشهر الأخيرة فيما، يختص بالمهمة الموكولة إليه، نجاحات مثمرة مع قادة العديد من المنظمات النسائية والنقابية والاجتماعية والشعبية وغيرها، وكذلك مع مختلف مؤسسات الأمم المتحدة. وقد تم عقد لقاء لممثلي المنظمات والشخصيات المهتمة بتنظيم المؤتمر العالمي للنشاء في بودابست عاصمة جمهورية المجر بدعوة من المجلس الوطني للنساء المجريات في يومي الرابع والخامس من شهر تشرين الثاني الحالي.
إصدار الاتحاد بياناً صحفياً عبر فيه عن تضامنه مع نساء جنوب أفريقيا من أجل الانتصار النهائي في النضال ضد التمييز العنصري ومن أجل الاستقلال الوطني والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلام، وقال البيان: إن النساء سيجعلن من السنة العالمية للمرأة عام 1975 تظاهرة تضامن جبارة مع الشعوب المناضلة من أجل حقوقها المشروعة.
وقد أصدر الاتحاد بياناً آخر استنكر فيها الحملة التي يقوم بها بوليس النظام العنصري في جنوب أفريقيا ضد عمال النسيج المضربين في مقاطعة الكاب، وأعلن تأييده لنضال العمال ضد التمييز العنصري والاضطهاد الاستعماري والاستقلال.
وأصدر الاتحاد بياناً استنكر فيه أعمال النظام الإرهابي في أورغواي ضد النساء والقمع الوحشي ضد جميع مظاهر الديمقراطية واغتيال الشابة الجامعية ناديا زابالزا غارايرا.
كما أصدر الاتحاد بياناً عبر فهي عن عميق أسفه لضحايا كارثة الفيضانات الرهيبة في بنغلادش ووجه نداء إلى المنظمات النسائية لتقديم المساعدة إلى المنكوبين.