المحتويات
· جواب هيئة الأمم المتحدة على برقية الرابطة
· الخامس من حزيران درس وعبرة
· من نشاطات الرابطة
· بطلات: بقلم اعتدال رافع
جواب هيئة الأمم المتحدة على برقية الرابطة
تلقت رابطة النساء السوريات كتاباً من هيئة الأمم المتحدة هذا نصه:
سيداتي،
بناء على طلب السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة أبلغكن أنه استلم الكتاب الموجه إليه من قبلكن في الثامن من آذار 1968 باسم رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة والذي يتحدث عن الوضع في الشرق الأوسط وقد أخذ السكرتير العام علماً بالملاحظات المدرجة في كتابكن. وتفضلوا بقبول احترامنا.
السكرتير العام المساعد
رالف بانش
وكانت الرابطة قد أرسلت برقية إلى أوثانت تحتج فيها على المعاملة الوحشية التي يلقاها المساجين في إسرائيل والمعتقلات بصورة خاصة. وطالبت البرقية بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين وبينت أخطار استمرار مثل هذا الوضع الشاذ في الشرق الأوسط.
الخامس من حزيران درس وعبرة
عام كامل مضى منذ أن شنت القوات الإسرائيلية الغاشمة عدوانها الغادر على الجمهورية العربية المتحدة وسورية والأردن، هذا العدوان الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الغربية وبريطانيا ونفذته إسرائيل.
ولئن فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية من هذا العدوان وهي: الإطاحة بالأنظمة التقدمية في كل من سورية ومصر وزعزعة الصداقة العربية السوفييتية، فلقد تمكنت مع ذلك من توسيع رقعتها باحتلال أراضٍ عربية جديدة.
لقد دلل عدوان حزيران من جديد، وما استخدمته إسرائيل من أساليب نازية بربرية وما قامت به بعد ذلك من اعتداءات وإجراءات تعسفية واستهتار بقرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، دلل كل هذا على طبيعتها العدوانية ونواياها التوسعية، كما كشف للعالم أجمع الدور القذر الموكول إليها تنفيذه في المنطقة، وعرقلة ومنع تطورها وامتدادها.
ونحن، في هذه الذكرى الأليمة، ليس ينبغي أن نستسلم للتشاؤم أو ننزلق إلى مهاوي اليأس فهذا هو ما يريده ويستهدفه الاستعمار والصهيونية، وإنما علينا أن نعرف كيف نستخلص العبر والدروس من هذه المأساة. إن الاعتماد على الشعب، على قواه الوطنية التقدمية الخيرة، وإطلاق كامل الحرية لها والعمل لتأمين وتوطيد التعاون بينها، والاستفادة من أية إمكانية لتوسيع التضامن العربي المعادي للاستعمار والصهيونية، وكذلك توثيق التلاحم مع الدول الاشتراكية وخاصة الاتحاد السوفييتي، إن ذلك هو أهم دروس حرب حزيران وهو المنطلق الأساسي في النضال الحازم من أجل تصفية آثار العدوان ورد كل عدوان جديد مرتقب.
لقد قدمت المرأة في بلادنا خلال هذا العدوان الأثيم براهين حسية جديدة على طاقاتها التي لا تنضب، وحماسها الذي لا يحد، واستعدادها الكامل لوضع هذه الطاقات من أجل الدفاع عن استقلال الوطن وحريته وازدهاره. وقامت رابطتنا بقسط كبير في تعبئة جهود النساء كتفاً لكتف مع الاتحاد النسائي وغيره من المنظمات النسائية في بلدنا. وإننا لنعرب عن إيماننا بأن هذا التعاون الذي تم أثناء العدوان وبعده بين رابطتنا وبين الاتحاد النسائي والذي كان له أحسن النتائج، يمكن وينبغي أن يتوسع ويتعمق باستمرار من أجل أن تلعب المرأة السورية دورها كاملاً في المعركة الكبرى التي تخوضها بلادنا لإجبار المعتدين على سحب قواتهم من أجل تحرير أرضنا العربية المحتلة، وتوسيع مكتسبات بلادنا التقدمية.
إننا نحيي ونشكر في هذه الذكرى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وكافة المنظمات النسائية التقدمية في العالم التي تضامنت معنا ودعمت قضيتنا، ونحن على ثقة أن هذا التضامن والدعم سيزدادان ويتطوران باستمرار.
إننا نحيي سواعد المقاومة التي ترتفع وتشتد في الأرض العربية المحتلة، باعثة الرعب والهلع في قلوب المحتلين الغزاة، ونحيي صمود أخواتنا المناضلات العربية، وننحني إجلالاً أمام ذكرى شهدائنا، شهداء الحرية التي لابد أن تنتصر.
من نشاطات الرابطة
– افتتحت الرابطة في كافة المدن وأغلبية القرى السورية مراكز لتعليم الأميات ودورات لتعليم الخياطة والتطريز وللتدريب على أعمال الدفاع المدني.
– قام فرع الرابطة في حلب بجمع كميات كبيرة من الملابس وزعت على مخيمات النازحين.
– نظمت في مختلف المناطق احتفالات جماهيرية خطابية بمناسبة عيد الجلاء وعيد العمال العالمي.
– قامت وفود نسائية من مختلف أحياء دمشق وضواحيها بزيارة سفارة فيتنام الديمقراطية في دمشق معربة عن تضامن نساء سورية مع النضال البطولي الذي يخوضه نساء وشعب فيتنام ضد القراصنة الأمريكان.
– بادرت رابطة النساء السوريات بالتعاون مع الاتحاد النسائي إلى دعوة نساء دمشق للتظاهر احتجاجاً على العرض العسكري الذي أجرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس رغم أصوات الاحتجاج التي تعالت من كل مكان، ورغم قرار مجلس الأمن بمنع إسرائيل من إجراء هذا العرض، واحتجاجاً على اعتقال الأخوات المناضلات في الأرض المحتلة، وتأييداً لهن في النضال العادل الذي يخضنه ضد قوى الاحتلال الغاشم.
وقد لبت جماهير واسعة من العاملات والفلاحات والممرضات والطالبات والمستخدمات والموظفات وربات البيوت هذه الدعوة، وانطلقن في مسيرة عبرت عن تضامنهن الكامل مع النضال الباسل الذي يخوضه إخواننا في الأرض المحتلة، ومع نضال نساء وشعب فيتنام ضد الاستعمار الأمريكي. كما جرى في نفس اليوم مهرجان خطابي على مدرج الجامعة ألقيت فيه عدة كلمات وقصائد وألقت السيدة نادرة صناديقي، رئيسة الرابطة، قصيدة لشاعر المقاومة الفلسطيني توفيق زياد قوبلت بحماس كبير.
– وجهت الرابطة نداء إلى نساء العالم بمناسبة مرور عام على العدوان الإسرائيلي تجدون نصه في مكان آخر.
بطلات
مع إطلالة الخامس من حزيران، يمتزج لهب الفصول، بسخونة الجراح، بحمى الكبرياء، بيتم الأرض، بصراخ عشرين جيل.
ومن خلال عتمة الخامس من حزيران تشح عيون الأبطال، كقناديل فرح… لتضيء لنا دروب الأمل والحرية…
ومن خلال صمت الخامس من حزيران… تطن سلاسل فاطمة… كأجراس الميلاد في ليلة العيد لتبشرنا بميلاد البطولة والمجد…
ولدت فاطمة محمد البرقاوي عام 1941 في مدينة القدس مدينة البطولات. وترعرعت في القدس وأحبت القدس. وكانت من طلائع الفتيات اللواتي شاركن في أعمال المقاومة ضد الغزاة الصهاينة..
اعتقلتها السلطات الصهيونية مع بعض رفاقها يوم التاسع عشر من تشرين الأول عام 1967، وصمدت فاطمة صمود الأبطال أمام وسائل التعذيب النازية ولم تدل بأية معلومات، وإنما كان جوابها صرخة مدوية صفعت بها وجوه الجلادين “لن أعترف… وعاشت فلسطين حرة عربية… شعبنا سينتقم أيها السفاحون…”! وزيادة في تعذيبها وإرهابها اعتقلوا والدتها وإخوتها وعذبوهم بشراسة… ولكن فاطمة لم تلن لها عزيمة، وما عرف اليأس والضعف طريقاً إلى قلبها الفتي المؤمن بالحرية، والحياة الكريمة…
وفي قفص الاتهام أمام المحكمة العسكرية هتفت في وجوه الجلادين بتحد “… احكموا بما تريدون فلن تهمنا أحكامكم”.
لقد أجبرت بطولة فاطمة جلاديها على احترامها واضطرت صحافتهم لأن تصفها “بأنها فتاة ثابتة وذكية تثق بنفسها”.
وحكم عليها بالسجن المؤبد مدى الحياة، وكان من بين التهم التي وجهت إليها: انتماؤها إلى منظمات الفدائيين وحيازة السلاح، ومحاولة نسف سينما صهيون في القدس…
فتحية لك يا فاطمة… يا لهبنا الممتد في أرضنا السليبة… الكلمات تبدو هزيلة… ولا تستطيع أن تفي ملاحم البطولة حقها…
الكلمات تخرس… عندما تزغرد الجراح بالكبرياء… وألف تحية إلى كل فاطمة.
بقلم اعتدال رافع