محتويات
· تحية من رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة إلى نساء الجولان
· أطفالنا يخوضون حرب الحجارة!
· في يوم الطفل العالمي
· المعوقون في عامهم الدولي
· العاملات والإجازات الطبية
· أغلقوا هذه الأوكار المشبوهة
· المرأة في شعر الرصافي
تحية من رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة إلى نساء الجولان
أخواتنا في الجولان الحبيب،
الانتفاضة البطولية التي تخضنها احتجاجاً على القرار الإسرائيلي بضم الجولان، تثير إعجاب وإكبار كل الشرفاء في العالم، وتبعث في نفوسنا العزة والفخار، وتؤجج في قلوبنا نيران الحقد على الأعداء وحماتهم.
قدر لكن أيتها الأخوات أن تكن مع سائر أهلنا في الهضبة السورية، في الخندق الأول من الجبهة الكبرى لشعبنا في نضاله ضد الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وضد الصهيونية العالمية والاحتلال الإسرائيلي، إنكم بتحديكم لغطرسة العدو ورفضكم بطاقات الهوية الإسرائيلية، وتظاهراتكم، وغضبتكم الباسلة، تسطرون أروع صفحات شعبنا النضالية، إنكم تحيون أجمل تقاليد سورية البطلة التي لم يقر لمستعمر فيها عين أبداً.
إن شراسة العدو وبطشه، من إطلاق الرصاص على تظاهراتكم، وفرض الحصار على المدن والقرى الأبية وقطع الكهرباء والغذاء والحليب والدواء عن أطفالكم، واعتقال الرجال والنساء والأطفال، أن كل هذا العسف إنما يدل على أن المحتل الدخيل فقد صوابه أمام بطولاتكم، هذه البطولات التي تتناقلها أجهزة الإعلام في العالم بالرغم من الحصار الإعلامي الذي يحاول الصهاينة فرضه على نضالكم المشرف في سبيل التمسك بأرض الأجداد والارتباط بالوطن الأم.
أهلنا الأحبة في ذرى وسفوح هضبتنا الشماء إن الجولان كانت وستبقى سورية عربية، وستبقى رايتها خفاقة مرفوعة بسواعدكم السمراء، إن هراواتكم وقبضاتكم وهتافاتكم ستبقى أقوى من كل أسلحة الإمبريالية والصهيونية، لأنكم أصحاب الحق، والمستقبل دوماً في جانب الشعوب.
بالأمس القريب تحدى شعب فيتنام الصديق أمريكا زعيمة الإمبريالية، كما تحدى الشعب الجزائري الشقيق فرنسا المستعمرة، وكما حرر هذان الشعبان البطلان تراب وطنهما من رجس الاحتلال سيحرر شعبنا أيضاً كافة الأراضي المحتلة، إننا لسنا وحدنا. معنا كل شعوب العالم المحبة للسلام والتحرر، إن البرقيات التضامنية تتوالى من مختلف المنظمات الدولية والوطنية يعرب فيها ملايين النساء عن حبهن وتقديرهن لنضالكن ويشجبن أساليب العدو القمعية والوحشية.
أخواتنا الأحبة، يا حفيدات خولة والخنساء وبنات بطلات الثورة العربية الكبرى في الغوطتين وجبل العرب، كل الأسلاك الشائكة أعجز من أن تفصلكن عن وطنكن.
قسماً وعهداً لبطولاتكن أن لا نبخل بدمائنا كي نحرر الأرض وأن نرد كيد الطامعين من إمبريالية وصهاينة عن بلادنا وأن نذود عن حياض الوطن ونحمي استقلاله الذي دفع آباؤنا ثمنه دماء زكية.
عاش نضال المرأة العربية في الجولان والأرض المحتلة..
أطفالنا يخوضون حرب الحجار!
لم يكد يمر يوم إلا ونسمع فيه عن المقاومة البطولية للأطفال العرب الرازخين تحت نير الاحتلال، حتى أن وكالات الأنباء وصفت ما يجري هناك بأنه حرب “الأطفال” تارة و”حرب الحجارة” تارة أخرى، حيث يستخدم الأطفال الحجارة لمقاومة رشاشات المحتلين ورصاصهم وقنابلهم المسيلة للدموع.
في كل يوم يسقط شهيد من الأطفال، وينضم جريح إلى قافلة المعوقين من هؤلاء الأطفال بينما يتواصل رصاص المحتلين الفتك بالأجساد الطرية، ف وقت يتحدث فيه بعض العرب وأجهزة أعلام الغرب عن الوجه “الديمقراطي” لإسرائيل ودورها “الحضاري” في المنطقة.
أطفال السنوات الثماني والعشر، وفتيان الاثني عشرة ربيعاً، الذين خيرهم المحتلون بين الحياة تحت الظلم والقهر أو الموت اغتيالاً بالرصاص… اختاروا الموت علناً وفي وضح النهار، وسلاحهم الإيمان بوطنهم المغتصب، والحجارة بأيديهم، أما المحتلون فقد قرروا أن يجابهوا حجارة الأطفال في الجولان ونابلس ورام الله وغزة والبيرة والقدس بالرصاص القاتل وبالحديد والنار.
المراقبون وصفوا ما يجري بأنه “مذبحة دير ياسين” أخرى، يجري تنفيذها وبنفس دوافعها في بث الرعب والفزع لإجبار الناس على الهرب، لكنها هذه المرة تجري مجزأة موزعة وفي كل مكان من الأرض المحتلة.
فيما يلي نماذج من حرب الأطفال أو “حرب الحجارة” التي ما تزال مستعمرة، بل يشتد أوارها يوماً بعد يوم.
– فجأة يختفي ثلاثة أطفال عرب في حوالي الثانية عشرة من عمرهم، وتمضي ثلاثة أيام والأهل يسألون عنهم، والسلطات المحتلة تتظاهر بالبحث، ثم تظهر فجأة جثث الأطفال الثلاثة وقد قتلوا وسائل مختلفة والتعذيب ظاهر على أجسادهم. ويندفع الأطفال، بنات وصبياناً، وفي هذا العمر الغض يتصدون بالحجارة للرصاص الأمر الذي دفع بشاهد عيان أجنبي إلى القول إن الأطفال بتصديهم للجيش كانوا يتمردون على مخاوف أهلهم من أن يصيبهم أذى، فيتصدون المظاهرات والإضرابات ويواجهون الرصاص بصدورهم علناً,.
وفي كل يوم تمتلئ الصحف بأخبار الأطفال وطلبة المدارس الذين يستشهدون أو يصابون بالرصاص.
– في مخيم العروب بقضاء الخليل أطلق أحد المستوطنين الصهاينة النار على الطفلة (ميسون سلمان القسطماوي) فأصابها بجراح خطيرة في رأسها، ونقلت إلى المستشفى حيث بقيت هناك لمدة ثلاثة أيام تعاني من الآلام المبرحة، ثم ما لبث أن فارقت الحياة، ولم تكمل العشر سنوات من عمرها.
– في مخيم جباليا شمالي غزة استشهد الطفل الفلسطيني (جلال محمد أحمد عفانة) برصاص المحتلين ولم يكمل سنواته الأحد عشر بعد.
– في قرية عيسان الكبير بالقرب من خان يونس اقتحم الجنود الصهاينة مدرسة القرية وأطلقوا النار في وجه كل من كان فيها، فاستشهدت طالبة وأصيبت خمس أخريات بجروح حالة إحداهن خطيرة، الفتاة الشهيدة اسمها (إحسان خليل أبو داز) وقد اخترقت الرصاصات رئتها وكبدها.
– في القدس استشهد الفتى الفلسطيني (سلمان عبد الله حلس) نتيجة إصابته برصاصة في القلب.
– في قرية بقعاتا في الجولان، أصيب الطفل (سامر سلمان شاهين) الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات في رأسه عندما أطلق الجنود النار على المتظاهرين في القرية.
– في غزة فتح الجنود الإسرائيليون نيران بنادقهم على المتظاهرين مما أدى إلى إصابة طفل في الثامنة من عمره.
– في مخيم الشاطئ بالقرب من غزة أصيبت طفلة في الثالثة من عمرها كانت برفقة والدها، وقد أصابت الرصاصات رأس الطفلة التي ما تزال تعاني من الآلام، وفي حي التركمان بلغ عدد الجرحى الذين أصيبوا أثناء المظاهرات سبعين من بينهم خمسة أطفال لا تتجاوز أعمارهم السبع سنوات، وعلى سبيل المثال فقد أصيب (مروان أبو قمر) برصاصتين وحالته خطيرة، والطالبة (وفاء الداعور) جاءت الرصاصات عند الفخذ، أما الطالبة (منى جاسم) فقد أصابت الرصاصات عينيها.
وهكذا يقف الطفل في وجه الصهاينة قائلاً، لا للاحتلال، ولا يملك إلا حجراً بيده… وفي كل يوم تبتكر سلطات الاحتلال أساليب جديدة للقمع، ولكن الجماهير تبتكر أساليب أكثر حرارة للتصعيد، يسقط الشهيد فتتحول جنازته إلى عرس نضالي، ولا تهدأ الجماهير إلا لتسترد أنفاسها وتنهض بعنفوان أشد، حيث تجمع هذه الانتفاضة أهالي الجولان والضفة، العمال والفلاحين وصغار الكسبة، وأطفال المدارس…
في نابلس اعتدى جنود الاحتلال على المناضل (بسام الشكعة) أثناء توجهه لمقر البلدية وألقوه أرضاً، فيما قام آخرون بإطلاق الرصاص من حوله إرهاباً، ورغم ذلك استطاع الشكعة أن يقف رغم بتر ساقيه، ومزق قميصه كاشفاً عن صدره وصرخ بجنود الاحتلال.
– اضربوا أيها الفاشيست، إن القوة الوحيدة المتوفرة بين أيديكم هي قوة البنادق….
وخلال دقائق كان الآلاف من الناس وفي مقدمتهم الأطفال، يهاجمون جنود الاحتلال بقبضاتهم وبالحجارة ويتحدون أسلحة العدو الدموية حيث سقط العديد من الجرحى الأطفال.
لقد أصبح الأطفال هم التعبير الصادق عن إرادة الإنسان الذي لا يخفيه قهر أو احتلال…
في يوم الطفل العالمي
في الأول من حزيران، يوم الطفل العالمي، نتذكر نحن الأمهات أول ما نتذكر أطفالنا، ننظر إليهم وكأننا نراهم لأول مرة، أو لكأننا نكتشفهم من جديد، فهذا اليوم هو يوم الطفل، الطفل الذي لابد من أن يتمتع بطفولته كاملة، ولابد أن تتاح له الظروف لكي يلعب في ظل السلم بعيداً عن قنابل الحروب وويلاتها.
اليوم، تعيش الأمهات في كل مكان من العالم لحظات جميلة مع أغلى وأحلى ما لديهن في الحياة، أطفالهن، تلك الزهرات البيضاء النقية. وبقينا لم يخطئ الشاعر العربي حطان بن المعلى حين جعلهم “أكبادنا تمشي على الأرض” بل أنهم بؤبؤ العين وحبة القلب، والقطعة الغالية من جسد الإنسان وروحه ودمه.
في هذا اليوم نتوقف لحظات لنتذكر ماذا فعلنا من أجل الطفولة، ذلك أن أحد الهدفين الاثنين اللذين تأسست رابطتنا من اجلهما، وناضلت وما تزال هو حماية الأمومة والطفولة، إلى جانب حماية الأمومة، ولهذا فإننا نؤكد من جديد عزمنا على مواصلة العمل لكي تظل الابتسامة مشرقة فوق شفاه الأطفال، من أجل أن يعيشوا ويكبروا في ظل ظروف طبيعية وحياة رغيدة، شعارها، الغذاء الجيد والصحة الممتازة لكل الأطفال، إلى جانب التعليم والتسلية، من خلال زيادة عدد رياض الأطفال ودور الحضانة والملاعب وإلزامية التعليم، وبكلمة واحدة من خلال كل ما يجعل الطفل سعيداً ينظر إلى المستقبل بالأمل الباسم.
يقول علماء النفس “إذا أردت أن تجعل من الطفل رجلاً سوياً، فابدأ بإعداده منذ عامه الثالث، إن مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان، فالحرمان والكبت يتركان على الإنسان آثاراً لا تمحى، كما أن الطفل في سنيه الأولى يكون أكثر حساسية وأكثر قبولاً لتلتقي ما يأتيه من الخارج خيراً كان أم شراً، فإن نحن أهملنا الطفل فإنما نكون قد أهملنا رجلاً ينتظره المستقبل”.
ونتساءل، في أية ظروف يجب أن يترعرع الأطفال ليصبحوا رجالاً أسوياء؟…
لنعمل نحن من أجل تهيئة الظروف، لنجعل من بيوتنا، من مدارسنا، من رياض أطفالنا جنات تعبق بالفرح والحياة، تنبعث فيها براعم المحبة، براعم الموهبة، وتزهر طلقة بهيجة. لنناضل ضد المستعلين والسماسرة، سارقي رغيف وسعادة أطفالنا، لنناضل ضد الحروب، لنعمل من أجل السلام، لنحول كل قرش في سبيل سعادة الأطفال ومستقبلهم، لنعمل كلنا في سبيل خلق هذه الظروف.
جاء في تقرير صندوق إغاثة الأطفال التابع للأمم المتحدة “اليونسيف” عن أوضاع أطفال العالم “إن حياة الطفل يمكن صونها بأقل من 100 دولار سنوياً، ولو صرف هذا المبلغ على كل طفل في العالم لحال دون وفاة 17 مليون طفل قضوا نحبهم عام 1981”.
ويضيف التقرير “إن التعليم الابتدائي والعناية الصحية الأساسية للغالبية العظمى من الأطفال لا تكلفان سنوياً نصف المبلغ الذي ينفقه العالم الصناعي على المشروبات الكحولية كل سنة”….
وأوضح التقرير في الختام أن نفقات التسليح التي تصرف خلال ستة أسابيع فقط تكفي لإطعام 500 مليون طفل في العالم.
إن هذه الأرقام ذات دلالة كبيرة، وهي أبلغ من أي تعلق. وإذا كان من الأهمية بمكان وقف مسببات وفيات الأطفال الكثيرة، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وتأمين الرعاية بالنسبة للكثير من أطفال العالم، الصحية، والتعليم، ومنع تشغيل الأطفال، إن كل هذا من أهم المطالب للأطفال، فإن وجود الأطفال في عالم يسوده السلام هو المطلب الأول.
إن سباق التسلح لا يهدد وجود الأطفال فحسب، بل يسرق منهم /400/ ألف مليار دولار سنوياً، ولابد أن نتذكر أن حربين عالميتين قد كلفتا البشرية ستين مليون قتيل و/110/ مليون معاق. ترى لم كان عدد الأطفال بين هؤلاء وأولئك؟…
إن تعميق نضالنا من أجل السلام هو ما يجب أن نفعله اليوم ونحن نضم أطفالنا إلى صدورنا، لكي ندرأ عنهم الخطر ونؤمن لهم الحياة الرغيدة التي تتمناها كل أم لأطفالها…
المعوقون في عامهم الدولي
المعوقون قضية أخذت تشغل الناس والمجتمعات أكثر فأكثر مع نمو المشاعر الإنسانية ووعي القضايا ومعالجتها علمياً في الوقت نفسه.
والمرأة لم تعد ترى في المعوق عبئاً عليها فقط، ومأساة تقاسي منها في عزلتها وعائلتها وحدها، بل أخذت تفهم أن الإعاقة مشكلة اجتماعية عامة وهي بالتالي تبحث عن أسبابها وحلولها وتساهم بإمكاناتها في جميع المجالات التي تمنع الإعاقة وتشفي منها، أو تؤهل المعوق للدخول في عالم الأصحاء على قدر المستطاع.
إن نوعاً من الأبوة الاجتماعية والأمومة الاجتماعية والأخوة الاجتماعية الإنسانية تشق طريقها أكثر فأكثر في مشاعر الناس ووعيهم، وأصبح العالم يركز اهتمامه عاماً كاملاً على مشكلة الطفولة مثلاً أو مشكلة المعوقين، أي مشاكل من يحتاجون إلى عناية الأصحاء الأقوياء.
ومشكلة المعوقين اليوم ترتدي طابعاً اجتماعياً وإنسانياً من جهة، وطابعاً اقتصادياً إنسانياً من جهة أخرى، فمن الناحية الاجتماعية الإنسانية يزداد تعاطف الناس مع المعوقين واهتمامهم بهم، وتؤسس مؤسسات همها رعاية المعوقين وتأمين راحتهم. وتخصص الدول أموالاً متزايدة لهذا الغرض. وتأتي النظرة الاقتصادية الإنسانية لتعمل على دمج المعوق في المجتمع والإنتاج الاجتماعي قدر المستطاع حفاظاً على شهوره وكرامته حتى لا يعود عالة ويشعر لنفسه بكيان متعوض. هذا إضافة إلى أن عدد المعوقين وهو حسب إحصائيات الأمم المتحدة في نحو 450 ألف إنسان، يتسبب في مصاريف كبيرة أيضاً من الأفضل إشراك المعوقين أنفسهم في تسديدها.
فلابد إذاً من دراسة أوضاع المعوقين وتقسيمهم إلى فئات وفقاً لأوضاعهم أو الأسباب التي تعيقهم ولإمكانياتهم الجزئية على العمل. سيما وأن التقدم التقني يستطيع أن يوفر أعمالاً كثيرة لا تحتاج قوة وقدرة كاملتين وهذا ما يسهل على المعوق تقديم إنتاج كامل أحياناً، أو جزئي على الأقل.
تقسم تقارير الأمم المتحدة المعوقين إلى فئات:
1- المتخلفون عقلياً والمصابون بالصرع والأمراض العقلية وشلل المخ والمنغوليا.
2- المكفوفين والصم والبكم جزئياً أو كلياً.
3- غير المتكيفين المنافرون والجانحون والانطوائيون والشاذون.
4- ثم يأتي ضحايا سوء التغذية الذي يؤدي إلى فقدان البصر وعاهات أخرى وضحايا بعض الأمراض كالجزام وضحايا الحوادث والمشوهين الذين أصيبوا بعجز دائم أو جزئي.
وتفيد التقارير ذاتها أن أسباب الإعاقات تلك تعود إلى:
1- وجود حالات تخلف عقلي لذي أسرة أحد الوالدين أو كليهما.
2- وجود قرابة بين الوالدين.
3- نتيجة إصابات تحدث أثناء الحمل أو الولادة أو بعد الولادة مباشرة أو تناول عقاقير مؤذية.
4- تباطؤ النمو العقلي للطفل أو تعرضه لارتفاع الحرارة والحمى بضرب مراكز الدماغ أو تعرضه لالتهاب السحايا. أو سقوط الطفل بشدة على رأسه أو تلقيه صدمة قوية تسبب له تلفاً في المخ.
هذه الأسباب تنطبق على أوضاع المعوقين في بلادنا كما تدل الدراسات والإحصاءات التي أجريت في عام المعوقين أو في الندوات التي تبعتها. غير أن عالم المعوقين مازال مغلقاً بعض الشيء في بلادنا بسبب بعض المفاهيم الخاطئة، كالخوف من “الشماتة” أو التستر على “ضربات الله”، أو التكتم على خطايانا التي نلقى جزاءها في الأولاد والأرزاق.
واتخاذ المعوق مورداً للرزق يدخل أيضاً في إطار التخلف في حل مشكلة المعاقين، هذه المشكلة التي اعتمدت بعض الشيء في الماضي القريب على المحسنين والمؤسسات الخاصة إذ أن المؤسسات الرسمية لم توجد إلا في نهاية الستينات وهي مع قلتها لم تستطع استيعاب أعداد كبيرة من المحتاجين للخدمة الاجتماعية.
في إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في القطر خلال عام 1969 وحتى 1977 والمستفيدين منها جاء ما يلي: “… عدد مؤسسات رعاية المكفوفين في القطر تراوح بين إحدى عشرة مؤسسة أو عشرة مؤسسات، كما تراوحت أعداد المستفيدين من خدمات تلك المؤسسات في سورية بين /152/ كحد أدنى و/232/ كحد أعلى وبلغ عدد مؤسسات رعاية المعوقين ثلاث مؤسسات خلال تلك الأعوام ما عدا عام 1971 حيث بلغ عدد المؤسسات اثنتان فقط، واستفاد من تلك المؤسسات عدد من المعوقين يتراوح بين 38 معوقاً كحد أدنى في عام 1971 و134 معوقاً عام 1975، أما عدد مؤسسات رعاية الأيتام فقد تراوح بين 24 مؤسسة عام 1971 و37 مؤسسة عام 1977 استفاد من خدماتها عدد لا بأس به من الأطفال كان حده الأدنى 1702 عام 1970 وحده الأعلى 2768 طفلاً عام 1977.
وبلغ عدد مؤسسات رعاية اللقطاء ثلاث عام 1969 ثم أصبح اثنتان فقط خلال الأعوام التي تلت. واستفاد من خدمات تلك المؤسسات عدد من الأطفال بين 11 طفلاً عام 1969 و120 طفلاً عام 1977. أما عدد مؤسسات رعاية فئات الصم والبكم في سورية فقد كان ثلاث مؤسسات في عام 1969 ازداد عددها في الأعوام التي تلت حتى أصبح ست مؤسسات عام 1977 استفاد من خدماتها ما بين 131 فرداً و380 فرداً.
كما بلغ عدد مؤسسات الأطفال المحرومين من رعاية الأسرة اثنتان فقط، استفاد من خدماتها بين 23 طفلاً و75 طفلاً عام 1977.
وقد تراوح عدد مؤسسات مراكز ملاحظة الأحداث ما بين (11 – 16) مؤسسة استفاد من خدماتها وسطياً ما بين 269 حدثاً عام 1970 إلى 2479 عام 1977، كما بلغ عدد معاهد الإصلاح ستة معاهد استفاد من خدماتها بين 148 حدثاً عام 1971 إلى 598 حدثاً عام 1977. (عن كتاب الرعاية والتنمية الاجتماعية للدكتور “محمد صفوح الأتاسي”).
وقد تأسس مؤخراً معهد التنمية الفكرية في قدسيا ومعهد التنمية الفكرية في الكسوة كان مجموع المستفيدين من خدماتها عام 1981 (174)، في قدسيا 150 وفي الكسوة 24 أما عدد العاملين في المعهدين فقد بلغ 69 بين إداري وفني ومستخدم.
تشير الإحصائيات الأخيرة أن عدد المعوقين في سورية بلغ /15871/ شخصاً من مختلف أنواع التخلف، فإذا قارنا بين عدد المؤسسات وعدد العاملين فيها وعدد المعوقين برز أمامنا السبب الأساسي الذي جعل عدد المستفيدين من خدمات التنمية 1% فقط.
فما هي واجباتنا تجاه ذلك. لا نقول في واجبات المؤسسات الرسمية التي أمامها بتحسين أنواع الخدمات المقدمة والاهتمام بأجهزة الإعلام، بل إشراكها فعلياً في النوعية الصحية والعلاجية والثقافية وتوسيع خدمات الأمومة والطفولة ومنع بيع العقاقير الطبية دون وصفات…
إننا نطالب بتكريم العاملين النشيطين في مجال الخدمات الاجتماعية خصوصاً رعاية المتخلفين عقلياً وتشجيع الأفراد خصوصاً المرأة على العمل في هذا المجال وخلق متخصصات في ذلك. فالمرأة خير من يعرف التعامل مع الأطفال من السن المبكرة ونراها لا تتأخر عن القيام بأي عمل يفيد إن هي رأت كرامتها مصونة وحياتها مضمونة من خلال العمل الذي تقوم به. فلم يعد الإحسان هو الموجه لهذه الخدمات بقدر ما هو حب الحياة والدفاع عنها وصيانة كرامة الإنسان.
لا يمكن أن تدرس حالة المعوقين بسطور فهي قضية اجتماعية ضخمة، غير أننا قدمنا بعض المعلومات التي نريدها أن تصل إلى أوسع فئات المجتمع فتساهم المرأة في هذه القضية كل منها حسب موقعها وإمكاناتها ولا تظن أننا متأخرات عن ذلك.
العاملات والإجازات الطبية
تستعمل بعض إدارات المعامل والمؤسسات وحتى بعض الجان النقابية إلا حالة إلى الطبيب ومنح الإجازات الطبية كسلاح للترغيب أو الترهيب، قد تمنح هذه الإدارات هذا الحق المشروع لبعض العاملات وتحجبه عن الأخريات حسب المزاج وحسب خضوع العاملة لمشيئتهم، مما يلحق الضرر بصحة العديد من العاملات إذ يحرمن من معالجة المرض في بدايته والحصول على إجازة صحة وفق حالتهن المرضية، وفي بعض المعامل هناك خيوط خفية بين الطبيب والإدارة في حال حصول العاملة على إحالة صحية تطلب الإدارة عدم منح العاملة المعنية إجازة طبية رغم ارتفاع حرارتها وكل الدلائل التي تشير إلى ضرورة ملازمتها الفراش.
ففي شركة الألبسة الجاهزة تعرضت إحدى العاملات إلى حالة إجهاض ليلاً وأدخلت إلى دار التوليد بحالة إسعاف وحصلت على تقرير طبي من إدارة المستشفى لمدة ثلاثة أيام، وعند عودتها إلى العمل لم تعترف إدارة المعمل واللجنة النقابية على التقرير واعتبرت الغياب غير مبرر أي غير مأجور بحجة أن المريضة دخلت المستشفى بدون إحالة طبية من قبل اللجنة النقابية.
وفي شركة الإسمنت يرفض الطبيب إعطاء الوصفات الطبية أو الإجازات الصحية قبل الاتصال باللجنة النقابية.
وفي إحدى المؤسسات أصيبت إحدى العاملات بتسمم حملي وأدخلت إلى المستشفى وبلغ وزنها 35 كغ من شدة الإعياء ولم تكتف إدارة المؤسسة برفض التقارير الطبية المقدمة من قبل المستشفى بل طلب مدير الشؤون الإدارية والمالية مشاهدة العاملة ليتأكد من مرضها، ولما كانت المريضة بحالة يرثى لها حملها ذووها على أيديهم إلى غرفتي المديرين حيث مكتب الأول في الطابق الثاني والآخر في الطابق الثالث.
وفي أحد معامل الشركات الكيميائية نالت إحدى العاملات إجازة مرضية بثلاثة أيام، حسمت لها الإدارة يومين وسمحت لها بيوم واحد فقط كيوم إجازة مدفوعة الأجرة، هذا إلى جانب جرمان كثير من المعامل والمؤسسات من الأطباء الاختصاصيين وهنالك مؤسسات خصص لها طبيب واحد هو طبيب أطفال لمعالجة البالغين من العمال والعاملات.
نحن لا ننكر بأنه يوجد بعض حالات التلاعب بالإجازات الطبية والوصفات الدوائية المجانية والنصف مجانية ولكن كل الأمور تدل على أن هذا التلاعب يتم من قبل المحظوظين المدعومين من قبل الإدارات أو بعض اللجان النقابية بالذات، إن حق الطبابة مكسب هام حصلت عليه الطبقة العاملة نتيجة نضالات طويلة ولا يجوز أن يصبح هذا الحق وسيلة لإذلال العاملات والعمال.
أغلقوا هذه الأوكار المشبوهة
بالقرب من محطة الحجاز، ذات البناء الأثري الجميل، تقبع دار للسينما اسمها “أفاميا” طبعاً لا علاقة للمدينة التاريخية التي تشكل أحد الشواهد الحضارية التي نفخر بها وبهذه الصالة التي تشكل مصيدة حقيقية لاجتذاب الأطفال الأبرياء إلى الكهف المظلم والذي تعرض فيه أفلام رديئة وبشكل متواصل، وفي ظلمة هذا الكهف يتجول بين المقاعد المتداعية ذئاب مهمتهم إفساد الرواد الصغار، وانتزاعهم إلى أحضان الرذيلة، من تشجيع على التدخين والمخدرات وأشياء أخرى نأنف عن ذكرها، ولا يزال الدمشقيون يتذكرون الجريمة المروعة التي ذهب ضحيتها العديد من الأطفال الصغار. وكانت سينما “أفاميا” العتيدة نفق النهاية بالنسبة لهؤلاء الضحايا، توقعنا بعد اكتشاف تلك الجريمة أن يبادر القيمون على شؤون الثقافة والمن بإغلاق تلك الصالة، ولكن هذا الجحر المشبوه لا يزال بأوج نشاطه وقد أضيف إلى عروضه حفلة صباحية جديدة، تشجيعاً للتلاميذ على الفرار من مدارسهم واللجوء إلى المصيدة العفنة.
إن الأمهات ينظرون بخوف وهلع إلى هذه السينما ويهربن بأطفالهن إلى الرصيف المقابل كلما اضطررن إلى المرور بقربها.
إننا نطالب بإغلاق هذه السينما فوراً وغيرها من الأماكن المعروفة، ونحن نعرف بأن الأمر ليس سهلاً، وذلك لطول باع أصحابها وما تجود به راحتهم على بعض المعنيين بالأمور كما نطالب بإلغاء الحفلات الصباحية أو منع الصغار من ارتيادها وذلك حرصاً على الأطفال الأبرياء وحماية لهم ممن لا يرعوي ولا يتقي، وباسم أبنائنا نطالب بالضرب بأيد من حديد على أيدي المفسدين ومن ينعمون بخيراتهم على حساب الإضرار بالناشئة أمل المستقبل.
امرأة من بلادي
في مطلع هذا العام توفيت المجاهدة (أم منصور) زوجة سلطان الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى.
لقد أدركت أم منصور المهمة السامية التي حملها زوجها ورفاقه وآمن بالمثل الوطنية العظيمة التي تستأهل التضحية بكل غال ونفيس. وبرهنت بشكل عملي كيف يتكامل دور المرأة مع دور الرجل، فكانت بإحساس المرأة اليقظ وبملاحظتها الدقيقة تلفت انتباه القائد ورفاقه إلى كثير من المخاطر التي لم تدخل في حسابهم وأسهمت بذلك في حماية الزوج والثوار مرات عديدة من غدر عملاء الاستعمار والمأجورين.
وضربت (أم منصور) مثلاً على مدى الصبر والقدرة على التحمل الذي تتحلى به امرأة مناضلة. لقد كان جمع الأشواك والأعشاب اليابسة وحملها مهمة دائمة لها من أجل تأمين الدفء والخبز إذا تيسر طحين الخبز. وكثيراً ما جاءها المخاض وهي في إحدى مهامها لتأمين الأشواك أو الطعام أو هي على ظهر الفرس أو الإبل عند الانتقال من مكان لآخر أكثر أمناً أو أملاً بأن يكون أغنى بموارد الطبيعة.
وبعد فشل الثورة وهروب المجاهدين من الملاحقة، أمضت (أم منصور) مع زوجها وقلة من الثورات أكثر من عشر سنوات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقتاتون بما تجود به صحراء لسعودية الشحيحة، مؤثرين هذا العيش الصعب على حياة أيسر لكن مع الذل والكرامة المهانة.
وكبرت أم منصور في عين زوجها والثوار وأثبتت أنها ليست مجرد زوجة، بل هي رفيقة في النضال يبادلونها الرأي والمشورة، وكثيراً ما كان رأيها يحسم النقاش إزاء بعض الخلافات الثانوية الناشبة والتي يفرضها تعقد المهام التي تواجه الثوار. فقد كان رأيها دائماً مع الذين يرفعون صوت وحدة الثوار وتضامنهم في وجه العدو الأكبر، الاستعمار البغيض ظالم الشعوب وناهب خيراتها.
لقد زودتها مدرسة الثورة بروح شعبية تكره الاستعمار والتكبر وكانت تمجد هذه الروح أمام أبنائها وأحفادها، وبقيت طوال عمرها أنيسة المعشر قريبة إلى نفس كل من عرفها، لذلك قصدها الناس في حل مشاكلهم لما عرف عنها من سداد في الرأي وحكمة في النصح وكثيراً ما كانت تنوب عن زوجها في حضور المناسبات الاجتماعية والجماهيرية وفي استقبال الوفود التي تؤم المنزل متعطشة إلى معرة سيرة الثوار الخالدة.
إن روح الجهاد التي عرفتها (أم منصور) خفقت وتخفق دائماً في قلوب نسائنا ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية، ضد الديكتاتوريات، ضد المخططات الإمبريالية وضد مجاز الإخوان، وتخفق الآن بعنف في الضفة والجولان متحدية عسف الاحتلال الإسرائيلي.
صوت المرأة العدد 4 ـ 1982
المرأة في شعر الرصافي
رأى الرصافي حال المرأة في بلده ورأى وقرأ عنها في غير بلده وأدرك أن النور يبشر بإشراق شمس المرأة في المجتمعات فآلى إلى نفسه أن يعمل على إنهاض المرأة العراقية وأرسل صيحات مدوية في سبيل خلاصها ودعا في ديوانه بباب خاص أسماه “النسائيات” إلى رفع الحيف عنها وندد بالعادات والتقاليد التي ذاقت منها ألوان العسف وصنوف العذاب، أول هذه القصائد (المرأة في الشرق).
ويرجع الرصافي كل ما وصل إليه الشرق من تدهور إلى أوضاع المرأة والعادات التي ترزح تحت ثقلها، ويقول فيها بعد أن نادى أهل الشرق:
لقد غمطوا حق النساء فشددوا عليهن في حبس وطول ثواء
وقد ألزموهن الحجاب وأنكروا عليهن إلا خرجة بعطاء
ويرى الرصافي أن تقييد المرأة وحجزها في المنزل جعلها كالجواري والإماء مما جعل الرجال يستمرئون حياة الذل، فقد تربوا في حضن إماء والود شبه أبويه، وهذا رأي لم يسبق الرصافي إليه أحد. ويخاطب الرجال بقوله:
ولو أنهم أبقوا لهن كرامة لكانوا بما أبقوا من الكرماء
ألم ترهم أمسوا عبيداً لأنهم على الذل شبوا في حجور إماء؟
وطالب بتعليم المرأة والرجل على السواء، فالجهل وحده هو الذي يجعل الرجل يرى في تعلم المرأة هدراً لأخلاقها.
حتى تراهم يرون العلم منقصة عند النساء ولو كن العفيفات
وحجبوهن خوف العار ليتهم خافوا عليهن من عار الجهالات
وكان لحياة الرصافي العامة تأثير على أفكار، وبرز إشفاقه على اليتيم والمحروم والمطلقة والمظلومة في أكثر شعره الاجتماعي، ورأى إشراك المرأة في العمل كالرجل لكي تكسب قوتها حين تعدم المكاسب أو تحرم ما لولي. وشن حرباً على التقاليد التي تحرم المرأة من حق اختيار الزوج وبيعها كالسلعة وعيشها تحت رحمة الطلاق التعسفي، في قصائد كثيرة يفخر بها الشعر العربي غير أننا لا يمكن أن نلم بكل هذا.
وتعاطف الرصافي كذلك مع المجلات النسائية في عصره، وكذلك أيد نظيرة زين الدين عندما أصدرت كتابها “السفور والحجاب”. وقد قال في قصيدة “نساؤنا”:
وإني لأشكو عادة في بلادنا رمى الدهر منها هضبة المجد بالصدع
وذلك أنّا لا تزال نساؤنا تعيش بجهل وانفصال عن الجمع
وأكبر ما أشكو ممن القوم أنهم يعدون تشديد الحجاب من الشرع
أفي الشرع إعدام الحمامة ريشها وإسكاتها فوق الغصون عن السجع
وقد أطلق الخلاق منها جناحها وعلمها كيف الوقوع على الزرع
إذا النخلة العيطاء أصبح طلعها ضعيفاً فليس اللوم عندها على الطلع
كذلك خاطب الحجابيين عند صدور كتاب “السفور والحجاب” لنظيرة زين الدين فقال:
هدمت “نظيرة” ما بنت عاداتكم من كل سجن للنساء مهين
إن اعتزالكم النساء ترفعاً أمر يناقض حكمة التكوين
وأجمل ما كتب الرصافي في التربية قصيدته الشهيرة “التربية والأمهات” التي يقول فيها:
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات
وأخلاق الوليد تقاس حسناً بأخلاق النساء الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في حنان كمثل النبت ينبت في الفلاة
لقد كان الرصافي مدافعاً عن حقوق المرأة كما كان وطنياً مخلصاً لوطنه وشعبه رأى تحرره مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بوضع النساء فيه وهو مع الزهاوي شكلاً منعطفاً في الأدب واتجاهه نحو خدمة المجتمع والوطن والمرأة.