المحتويات
· لنا كلمة: ثورة أكتوبر وقضية المرأة
· حول أوضاع المرأة الريفية
· بيننا وبينكن
· أندع يمنح فيني مانديلا وسام يوجيني كوتون
· احتفالات الرابطة بالذكرى السبعين لأكتوبر العظيم
· أسبوع التضامن مع النضال المعادي للإمبريالية لشعوب الشرق الأوسط والأدنى
· بأقلام فتية: الياسمين بقلم سهى حمدي
· أعطوني أطفالاً سعداء: ميادة
· روضة للأطفال.. أجمل الزهور
· زاوية تربوية التشجيع والعقاب أعدتها: سلام عبد الله
· عيد وهدية شعر: وعد عامر
· زاوية صحية أسنان طفلك
· محطات
· من تراث أكتوبر بصدد تحرر المرأة
· مؤتمر المرأة العالمي، موسكو، الاتحاد السوفييتي
23 – 27 حزيران (يونيو) 1987
تقرير اللجنة الرابعة: المرأة والطفل والأسرة
لنا كلمة
ثورة أكتوبر وقضية المرأة
انطلق المارد من قمقمه، حطم الأغلال، ملأ جسمه المكان والزمان رفع رأسه، ودوى صوته عالياً يملأ العالم كله، يحيط الكرة الأرضية إحاطة السوار بالمعصم، لا للاستثمار والاستغلال، لا للعبودية والقهر لا للملكية الخاصة (المقدسة)، لا للتمييز على أساس الجنس أو العنصر أو اللون أو العمل، قلب المفاهيم البالية رأساً على عقب، وبدأ يرسي صرح حضارة إنسانية، حقيقية، عميقة، وطيدة البنيان، أساسها الحرية والعدالة والمساواة، المساواة الحقيقية بين بني البشر على اختلاف نحلهم وألوانهم، المساواة الحقيقية بين أبناء المجتمع الواحد، حدث ذلك منذ سبعين عاماً، فجر الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1917.
إن البحث عن الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة قديم قدم الاضطهاد نفسه، ولكن أياً من الباحثين عنها لم يتمكن من وضعها في إطارها العملي الصحيح كما فعلت السلطة السوفييتية بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.
“الذي يأكل العصي ليس كمن يعدها” والطبقة العاملة التي تعرضت لكل أنواع القهر والاستثمار، هي وحدها كانت قادرة على سحق الظلم ورفعه ليس عن كاهلها فحسب، بل عن جميع الكادحين والمستغلين، ولعل النساء كن الأكثر تعرضاً لكل أشكال الاستغلال المهين منذ أن سحقت الملكية الخاصة عهد الأمومة لتحل محلها عهد النظام الأبوي ومنذ عهود بعيدة في التاريخ البشري، النظام الذي ربط المرأة إلى نير العبودية المزدوجة، كقوة عاملة، وكأنني بصرف النظر عن وضعها الاجتماعي أو الطبقي.
وإدراكاً من السلطة السوفييتية بأهمية الدور الذي يمكن للمرأة أن تلعبه في جميع مناحي الحياة الاجتماعية، ولعلمها الأكيد بأن المجتمع سيبقى قاصراً دون مشاركة النساء الفعالة في بنائه، وإخلاصاً من الثورة لمبادئها، بادرت فور قيامها بإلغاء جميع القوانين الإقطاعية والرأسمالية البالية، التي تقيد المرأة وتحد من حريتها، وتكرس تبعيتها للرجل والأسرة.
إن إطلاق حرية المرأة والاستفادة من إمكاناتها اللامحدودة في التنظيم وزج طاقاتها في عملية البناء الاجتماعي والسياسي، كان أول ما فكرت به الثورة كأحد أشكال التصدي للمؤامرات التي أحاطت بها من كل جانب، داخلياً وعالمياً.
إن المهام الجسام التي انتصبت أمام الثورة على الصعيدين الداخلي والخارجي لم تمنع قائد الثورة الفذ لينين من إيلاء أهمية خاصة لقضية المرأة.
أجرى عشرات اللقاءات بمئات الآلاف من النساء، الحزبيات واللاحزبيات العاملات والعاطلات عن العمل، وتحدث إليهن، مستنهضاً هممهن للنضال والبناء، مفنداً آراء وأفكار الثورة البرجوازية حول تحرر المرأة، ولم تخل مقالة له من مناسبات عديدة من الحديث المخلص الصادق حول أهمية تحرر المرأة، وإطلاق مبادراتها والاستفادة من إمكاناتها، لم يغفل معاناتها اليومية، في المنزل والمطبخ، وتربية الأطفال تحدث عن ذلك كله كمن يعيش المعاناة، ويرزخ تحت وطأتها، ووضع بشكل ملموس الأسس التي على المجتمع أن ينهض بها لتحقيق الحرية والمساواة التامة للمرأة مع الرجل، تحدث عن رياض الأطفال، عن المؤسسات الاجتماعية، مدارس، مطاعم، خدمات مختلفة، وعن ضرورة تنظيمها، وتوسيعها لتحقيق المساواة الفعلية، تحدث عن ذلك كله بشكل عجزت النساء أنفسهن عن الإحساس به.
لم يطرح شعارات طنانة بل سخر منها وتحدى الديمقراطية البرجوازية التي طنطنت بها 130 عاماً دون أن تحقق شيئهاً منها وأبرز عجزها عن ذلك.
لماذا شغل المعلم وقائد الشغيلة نفسه بمثل هذه القضية التي مازال أبرز القادة السياسيين حتى يومنا هذا يعتبرونها مسألة ثانوية، الإجابة تكمن في قول لينين بهذا الصدد:
“لا يمكن اجتذاب الجماهير إلى العمل السياسي دون اجتذاب النساء إليه ذلك أن نصف الجنس البشر وهم النساء، يعانون استغلالاً مزدوجاً في ظل الرأسمالية”.
واليوم وبعد سبعين عاماً من ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى نستطيع أن نرى بوضوح تأثيرها المضيء، حيثما التففنا. إن قضية المرأة تأخذ مكانها وتتصدر أبرز القضايا الاجتماعية التي يتطلب حلها إلغاء ثورياً.
إن تخصيص عام 1975 حتى 1985 عقداً عالمياً للمرأة والمشاركة الواسعة في المؤتمرات (الإصلاحية) التي تصدر هنا وهناك، ومشاركة المرأة في النضال التحرري لشعوبها. إن صوت المرأة الذي بدأ يرتفع عالياً، في أرجاء الكرة الأرضية وفي قارات العالم، في سبيل التحرر والمساواة. إن ما يجري من تطور في قضية المرأة في بلادنا والعالم ـ لهو تأثير الإشعاع الفكري لثورة أكتوبر العظمى، التي أشعلتها شغيلة بلاد أكتوبر الصديق.
صوت المرأة، العدد 4، 1987
صوت المرأة، العدد 4، 1987
حول أوضاع المرأة الريفية
للمرأة في ريفنا السوري تاريخ مجيد في النضال ضد النظام الإقطاعي الذي ساد بلادنا عهوداً طويلة، ولم يكن صراع المرأة الريفية الضاري ضد الإقطاع من أجل تحرر من الاستثمار البشع فحسب بل كان من أجل حريتها الاجتماعية، وكرامتها الإنسانية التي امتهنها الإقطاع بقسوة ووحشية كمنتجة وكأنثى. ونجد في كل بقعة من ريفنا صوراً مشرفة وصفحات ناصعة لهذا النضال الذي خاضته المرأة بضراوة وبسالة مشهودة.
وفي أواخر الخمسينات والستينات من هذا القرن، وبعد القضاء على الإقطاع كنظام اجتماعي تابعت المرأة الريفية نضالا من أجل تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، والانتفاع من الأراضي الموزعة والمطالبة بحصة في الأرض وحق الاستثمار والانتفاع بمنتوجاتها.
وقد طرأ تطور ملموس على أوضاع الريف السوري، وصدر العديد من القوانين التي تحمي حقوق الفلاحين، كما أنشئت الجمعيات التعاونية الزراعية ومزارع الدولة، وأقيمت مشاريع زراعية متعددة. فوصلت الكهرباء، ومياه الشرب وطرق المواصلات إلى معظم القرى، كما أقيمت مشاريع صناعية زراعية في أنحاء متفرقة، وأحدثت المعاهد الزراعية والوحدات الإرشادية للاستفادة من الخامات الزراعية في الصناعة وصدر قانون إلزامية التعليم الابتدائي ومرسوم محو الأمية، من أجل رفع مستوى الريف اجتماعياً واقتصادياً الأمر الذي انعكس بشكل أو بآخر على وضع المرأة وخفف عنها الأعباء.
ومع ذلك ورغم التطور الملموس في الريف السوري مازالت المرأة تعاني من صعوبات جدية في مختلف المجالات.
في المجال الاجتماعي
تعاني المرأة الريفية من جملة أمور أهمها:
– التبعية للرجل في نطاق الأسرة أباً أم أخاً أم زوجاً، فهو صاحب الرأي في حياتها وزواجها ومهرها وعملها وإنتاجها بحكم العادات والتقاليد الموروثة.
– القوانين الموروثة من عهود الإقطاع والتي تعطي الرجل حق الزواج بأربع وحق حضانة الأطفال بعد سن معينة وحق الطلاق، ويشكل المهر عبئاً ثقيلاً على الرجل لذلك يعتبر نفسه قد اشتراها وهو حر التصرف بها. ومن جانبها تلجأ إلى إنجاب العديد من الأطفال ظناً منها أن ذلك يقيد الرجل، ويمنعه من طلاقها أو الزواج بغيرها. الأمر الذي يجعلها في دوامة من القلق والخوف على مستقبلها ومستقبل أطفالها وأسرتها.
وقد صدرت القوانين والتشريعات بمنع تزويج القاصرات واستخدامهن، وتقييد تعدد الزوجات، والحد من الطلاق التعسفي وتمديد فترة حضانة الأطفال إلا أن ذلك يجري تجاهله والتحايل عليه، ومازالت الأعراف والتقاليد هي السائدة في مناطق واسعة من الريف، والتي تبيح قتل الفتاة في حال تجاوزها لها.
في المجال الاقتصادي
تساهم المرأة الريفية بشكل فعال في الإنتاج الزراعي وتبلغ نسبة النساء العاملات في الزراعة 68% من مجموع عدد العاملات في سورية، وتعمل 86% من نساء الريف في أعمال الزراعة والرعي وتربية الحيوان 100% من إنتاج مشتقات الألبان تقوم به النساء في إطار عمل الأسرة في حين يعمل 7% من نساء الريف في الوظائف المختلفة ونسبة ضئيلة أخرى تعمل في التريكو والتطريز والخياطة والسجادات ويتميز عمل المرأة في الإنتاج الزراعي بما يلي:
– تتحمل المرأة العبء الأكبر من الأعمال الموسمية (قطاف ـ حصاد ـ جمع) وحيث لا يمكن للآلات الزراعية العمل تعمل النساء منذ الصباح حتى المساء. باجر قليل وغالباً لا تملك حرية التصرف به إلا بعد موافقة الرجل ولا يطبق في هذا المجال مبدأ الأجر المتساوي للعمل المتساوي النافذ في مجالات العمل الأخرى في البلاد.
وتشير الإحصائيات إلى أن 78% من النساء الريفيات لا يحصلن على دخل مع العلم أن دخل الأسرة من الأرض الخاصة بها يعتمد بشكل أساسي على عمل النساء والأطفال غير المأجور مما يشجع على تعدد الزوجات وإنجاب العديد من الأطفال في الأسرة الواحدة للحصول على أيد عاملة مجانية.
– إن تقييد حرية المرأة في التصرف بأجرها، وعملها غير المأجور في إطار الأسرة يحول دون تحقيق استقلالها الاقتصادي وينعكس سلباً على تحررها الاجتماعية.
– مساهمة المرأة في الجمعيات التعاونية الزراعية محدود رغم أن القانون يساوي بين الرجل والمرأة في حق الانتساب إليها.
الخدمات الصحية للأم والطفل في الريف
تتفاوت الرعاية الصحية للأم والطفل بين المدينة والريف وبين المراكز الرئيسة في الريف والقرى البعيدة، وبين مناطق ريفية وأخرى على نطاق البلاد.
وبشكل عام مازالت الخدمات الصحية في الريف من أهم المشكلات التي تعاني منها المرأة الريفية. ومازال الإشراف الصحي على الأم الحامل والطفل محدوداً وتتمركز معظم المستشفيات العامة والخاصة في المدن الرئيسية في البلاد. أن 91% من الأمهات في الريف لا يخضعن لإشراف صحي أثناء الحمل وأن 97% منهن يضعن أطفالهن في المنازل و88% منهن بإشراف (الدايات) لعدم وجود القابلات القانونيات. و95% من الأطفال في عامهم الأول لا يخضعون لإشراف صحي.
ويجري العمل لنشر وتوسيع المراكز الصحية في الريف وتزويدها بالكادر المؤهل والأدوية ومع ذلك فالخدمات التي تقدمها هذه المراكز مازالت في حدود ضيقة كماً ونوعاً.
الوضع الثقافي والتعليمي
صدر قانون إلزامية التعليم للمرحلة الابتدائية ومرسوم محو الأمية من أجل رفع المستوى الثقافي والتعليمي لأبناء الريف. ومع ذلك مازالت الأمية منتشرة بين جماهير النساء الريفيات بسبب جملة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أشرنا إليها سابقاً. وتبلغ نسبة الأمية بين نساء الريف بشكل عام 76% وتختلف بين منطقة وأخرى بحسب المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبعد والقرب من مناطق العمران…
إن العمل من أجل رفع مستوى المرأة الريفية وزيادة دورها في حياة البلاد يتطلب:
– التشديد في تطبيق قانون إلزامية التعليم ومرسوم محو الأمية وحشد كافة الطاقات والإمكانات المتاحة في هذا السبيل.
– توسيع ونشر المؤسسات الصحية ونشر الوعي الصحي.
– نشر المراكز الثقافية.
– تصنيع الريف للحد من هجرة الريف إلى المدينة.
– تأمين الخدمات الاجتماعية التي تساعد في دفع المرأة الريفية للعمل.
– التشدد في تطبيق قانون منع تزويج القاصرات وتشغيل الأطفال.
– العمل على تطبيق قانون الأجر المتساوي للعمل المتساوي في العمل الزراعي.
– تشجيع النساء على الانضمام للجمعيات التعاونية الزراعية.
– التشدد في تطبيق القوانين التي تحمي المرأة وتصون كرامتها وحقوقها وحريتها.
إن تحقيق ذلك يحتاج إلى تضافر جميع القوى الوطنية والتقدمية والحركات النسائية الديمقراطية.
صوت المرأة، العدد 4، 1987
بيننا وبينكن
بعد صدور العددين الثاني والثالث من صوت المرأة لهذا العام 1987 وردتنا رسائل من قارئات عزيزات، احتوت بين جنباتها كلمات مشجعة، رقيقة، وملاحظات واقتراحات، ونحن إذ نعبر عن سعادتنا بكلمات التشجيع، نود أن نعبر أيضاً عن ترحيبنا بالملاحظات والآراء المطروحة وسنتناول في هذا العدد بعضاً منها، على أن نوالي الصلة معكن من خلال هذه الصفحة.
كتبت صديقات لنا في أحد معامل دمشق مبديات ترحيبهن بالمحاولات المبذولة لتطوير صوت المرأة، وعبرن عن تأييدهن لما جاء في العدد الثاني، وقدمن الاقتراحات والملاحظات التالية:
– زيادة حجم صوت المرأة، ولو تطلب ذلك طول المدة بين العدد والآخر.
– تخصيص زوايا لقضايا المرأة العاملة، ومعاناتها ما بين العمل والمنزل وتربية الأطفال وتسليط الضوء على ذلك.
– يجب العمل على استمرار صدور “صوت المرأة” بوتائر ثابتة.
– العمل من أجل وحدة الحركة النسائية الديمقراطية التقدمية وأهميته في توحيد الجهود من أجل تحرر المرأة ومساواتها، وحل قضاياها ومشاكلها.
وهيئة تحرير “صوت المرأة” إذ تحيي مبادرتكن في الكتابة إلينا يسرها أن تجيب الصديقات العزيزات في أحد معاملنا الإنتاجية وتؤكد على أن الجهود مستمرة لزيادة حجم صوت المرأة، كماً ونوعاً واستمرارية إصدارها، أما فيما يتعلق بتخصيص زوايا خاصة بقضايا المرأة العاملة فإننا نعتبر كل كلمة نكتبها هي منكن وإليكن والدراسات والتحقيقات التي تقدمها صوت المرأة، يعكس الجزء الأكبر منها قضايا المرأة العاملة بشكل مباشر أو غير مباشر، كما ندعوكن للكتابة إلينا حولها، وسننشر كل ما يردنا منكن.
أما الموضوع الذي تطرحنه في نهاية رسالكتن حول أهمية وحدة الحركة النسائية الديمقراطية، فإننا نضم صوتنا إلى صوتكن في دعوة كافة فصائل الحركة النسائية الديمقراطية في بلادنا لتكثيف الجهود وتوحيدها في سبيل قضيتنا المشتركة وسنعمل كما عملنا بكل إخلاص على تحقيقها.
شكراً لكل صديقاتنا العزيزات وإلى اللقاء في رسائل لاحقة.
“هيئة تحرير صوت المرأة”
صوت المرأة، العدد 4، 1987
اندع يمنح
فيني مانديلا
وسام يوجيني كوتون
العزيزة فيني، يبعث اتحاد النساء الديمقراطي العالمي لك أحر التحيات القلبية، مؤكداً لك من جديد على تصميه على مواصلة دعمه التضامني للنضال البطولي الذي يخوضه شعب جنوب أفريقيا تحت قيادة المؤتمر الوطني الأفريقي للقضاء على نظام الأبارتيد المجرم.
إن العالم كله يثمن ويقدر نضالك البطولي من أجل حرية شعبك وعزمك على مواصلة النضال وحبك وتحمسك لقضايا المضطهدين وذلك رغم الإرهاب اليومي والسجن والنفي.
إن اندع ليمنحك وسام يوجيني تقديراً لنضالك المستمر لعشرات السنوات ولشجاعتك وصمودك.
نتمنى لك مواصلة تحقيق النجاحات الكبيرة في النضال من أجل الأهداف العادلة لشعبك.
ميريام فيره ـ تومينين
فريدا براون
السكرتيرة العامة
الرئيسة
يرتبط هذا الاسم بشكل وثيق مع حركة التحرر الوطني لشعب جنوب أفريقيا. لقد وضعت هذه المرأة بصفتها زوجة وصديقة رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي المحكوم عليه بالسجن المؤبد، نيلسون مانديلا، وضعت حياتها في خدمة النضال ضد نظام الأبارتيد، هذا النظام الذي يمثل أبشع أشكال العبودية المعاصر.
ولدت فيني في العام 1934 في قرية صغيرة في منطقة ترانسكاي. وكانت حياة العائلة التي رزقت بتسعة أطفال قاسية جداً. واكتشفت فيني منذ طفولتها المبكرة ما يعنيه الشقاء والعزل العنصري وانعدام العدالة، واطلعت من خلال أحاديث أبيها الذي كان مدرساً للتاريخ على نضال المواطنين السود في جنوب أفريقيا من أجل حريتهم واستقلالهم ومن أجل الدفاع عن كرامتهم الإنسانية. وهكذا تبلورت بذور الانتفاضة ضد الاضطهاد الموجه لشعبها في أعماق فيني.
ويعاني المواطنون السود من العزل العنصري في وطنهم، ورفضت فيني، مثلها مثل آلاف المواطنين المناضلين في بلدها، هذه الظاهرة وهكذا بذلك كل طاقاتها في النضال من أجل سعادة شعبها، وشاركت في النضالات الوطنية أثناء دراستها في جامعة جوهانسبورغ وكباحثة اجتماعية فيما بعد.
وتعرضت فيني للمطاردة والاعتقال والسجن والتعذيب والتهجير ومازالت تعاني من وجود زوجها في السجن منذ عشرين عاماً ولحد اليوم، ويتطلب هذا كله شجاعة كبيرة وقوة هائلة على الصمود ومواصلة الحياة وتربية ابنتها ومواصلة النضال. وجرى اعتقال فيني للمرة الأولى بسبب اشتراكها في مظاهرة ضد قانون الجوازات. حصل هذا في العام 1958، أي بعد مرور ثلاثة شهور على زواجها. وفي العام 1963 جرى تهجيرها لمدة سنتين وقامت السلطات بتمديد هذه الفترة مرات عديدة. وقضت فيني في الفترة بين 1969 إلى 1970 سبعة عشر شهراً مليئة بالآلام في سجن انفرادي في زنزانة الموت التابعة للسجن المركزي في بريتوريا. وفي العام 1977 جرى نفيها إلى براندفورت لمدة حمس سنوات. ونفيت بعد ذلك إلى سوفيتو في العام 1982. إلا أن كل هذه الأساليب لم تنجح في كسر شوكة فيني. وهي مازالت تقف في صفوف المناضلين وهي على ثقة بأن قضية شعب جنوب أفريقيا الصامد بوجه الموت والمناضل من أجل القضاء التام على نظام الأرباتيد ستنتصر.
عن مجلة نساء العالم
العدد الأول 1987
صوت المرأة، العدد 4، 1987
احتفالات الرابطة بالذكرى السبعين لأكتوبر العظيم
أقامت رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة احتفالاً جماهيرياً في دمشق العاصمة، بمناسبة الذكرى السبعين لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمة.
ساهمت في الاحتفال جماهير واسعة من الرابطيات والصديقات في دمشق وشاركت فيه وفود رمزية من بعض فروع الرابطة في البلاد.
وحضرت الاحتفال وفود تمثل سفارات البلدان الاشتراكية والمنظمات النسائية الفلسطينية والديمقراطية العربية.
ألقت الرفيقة “ليلى خالد” كلمة باسم المنظمات النسائية الفلسطينية أشادت فيها بثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، وما قدمته للبشرية جمعاء وتحدثت عن نضال النساء الفلسطينيات داخل وخارج الأرض المحتلة مؤكدة على أهمية وحدة عمل الحركة النسائية الديمقراطية العربية.
كما ألقت الرفيقة “منى” كلمة المنظمات النسائية الديمقراطية العربية حيث فيها الذكرى السبعين لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، وتحدثت عن أثرها في تطور قضية المرأة، كما تحدثت عن نضالات المرأة العربية في مختلف المجالات الوطنية والسياسية والاجتماعية وأبرزت الدور الهام الذي تقوم به النساء في مقاومة النظم الديكتاتورية في سبيل التحرر والمساواة.
كما وجهت الرفيقة “فريزة زاسوخافا” زوجة السفير السوفييتي بدمشق تحية إلى المجتمعات بمناسبة الذكرى اليوبيلية المجيدة وتحدثت فيها عن أهم منجزات المرأة السوفييتية في ظل الثورة، وأكدت على تضامن النساء السوفييتيات وسائر نساء الدول الاشتراكية مع نضال شعبنا ضد المخططات الإمبريالية والصهيونية، وفي سبيل التقدم، وتمنت النجاحات للحركة النسائية الوطنية الديمقراطية في سورية لتحقيق المزيد من الانتصارات على الصعيدين الوطني والاجتماعي.
وألقت الرفيقة “أسماء الصالح” كلمة اللجنة التنفيذية للرابطة حيث فيها ثورة أكتوبر والذكرى اليوبيلية وبينت الترابط الوثيق بين انطلاق الثورة وإبداعها في إحداث انقلاب جذري في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبين قضية تحرر المرأة التي تجسدت عملياً من خلال التطبيق الخلاق للماركسية اللينينية، وأظهرت التفاعل بين الثورة المجيدة وحركات التحرر الوطني في العالم والقوى المحبة للسلام، وتأثير أفكار أكتوبر في التطور الجاري فيما يتعلق بقضية المرأة في بلادنا وفي كافة أرجاء العالم العربي والعالم، بقوة المثل الذي قدمته الثورة العظمة على صعيد التحرر الفعلي للمرأة السوفييتية.
كما أكدت الرفيقة أسماء في كلمتها على أهمية وحدة عمل الحركة النسائية الديمقراطية في سورية من أجل التصدي لكافة المهام الوطنية والاجتماعية ومن أجل تحقيق أهداف المرأة السورية في التحرر الكامل والمساواة.
وأنهت كلمتها بتوجيه التحيات المخلصة إلى المناضلات الباسلات في الجولان المحتل، وفي الضفة والقطاع ولبنان، كما حيت نضال النساء الفلسطينيات من أجل العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، ووجهت التحية إلى النساء العراقيات المناضلات ضد الدكتاتورية والإرهاب وضد الحرب العراقية الإيرانية الغاشمة.
كما توجهت بالتحيات الصادقة إلى النساء المناضلات في العالم وإلى النساء السوفييتيات ونساء البلدان الاشتراكية المناضلات في سبيل صيانة السلام على كوكبنا الأرضي.
وقد صفقت المجتمعات طويلاً للأطفال الذين شاركوا في إحياء الذكرى بكلمة تحية إلى أطفال أكتوبر والعالم، وبأناشيد وأغانٍ وطنية وأممية غاية في الرقة والعذوبة.
وقد اختتمت فرقة نيسان الاحتفال بحفل فني أبدعت فيه، وأشاعت جواً من البهجة والسعادة والحماس.
وقد أقامت جميع فروع الرابطة في البلاد احتفالات مشابهة وندوات ولقاءات إحياءً للذكرى السبعين لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.
صوت المرأة، العدد 4، 1987
أسبوع التضامن مع النضال المعادي للإمبريالية لشعوب الشرق الأوسط والأدنى
بمناسبة أسبوع التضامن مع النضال المعادي للإمبريالية لشعوب الشرق الأوسط والأدنى والذي سيكون بين 5 – 15 حزيران، يعبر الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، باسم ملايين النساء في كل أنحاء العالم عن تضامنه الكامل مع نساء المنطقة وشعوبها بنضالهم الشاق والمستمر من أجل السلام والتحرر وتقرير المصير والاستقلال الوطني والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.
ومنذ الستينات فإن السلطات الأمريكية بعد شلها في فيتنام، قد طالبت بجعل الشرق الأوسط واحداً من المناطق الحيوية الهامة، ومنذ ذلك الوقت فإن أمريكا وحلفاءها من الناتو قد أنشؤوا القواعد العسكرية هناك وأرسلوا حاملات الطائرات إلى البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج العربي.
إن الحكومة الأمريكية قد شكلت مركزاً قيادياً رئيساً سنتكم في واشنطن لقوة التدخل السريع والمكونة من 600 ألف جندي مستعدين للتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية لـ 40 دولة في مناطق (المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأحمر والقرن الأفريقي) تقع ضمن نطاق عملياتهم.
إن للولايات المتحدة الأمريكية معاهدات استراتيجية مع إسرائيل وهي تدعم سياستها في الحرب والتوسع والاستيطان والعدوان والإرهاب.
إن الإمبريالية الأمريكية قد شجعت اندلاع الحرب الدموية بين إيران والعراق وساعدت على أن تزيد من حدتها من أجل مصالح المستغلين العالميين وتجار السلاح.
إن الحكم الأمريكية وحلفاءه في دول الناتو يستخدمون سياسة الحرب كسلاح من أجل تدعيم وجودها العسكري في الخليج وهم يخططون ليكون لهم دور مباشر من أجل أن يفرضوا سيطرتهم على المنطقة وإخضاع شعوبها.
إن الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي يتابع التطورات في الشرق الأوسط باهتمام بالغ ويعتبرها نتيجة للسياسة الإمبريالية في المجابهة العسكرية والعدوانية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وهناك وحالة الإرهاب التي سببت انفجار الأوضاع والتي تهدد السلام في المنطقة وكل أنحاء العالم.
إن هذه الحركة تقدر عالياً المقاومة المتصاعدة وصمود نساء المنطقة وشعوبها بمواجهة الإمبريالية والصهيونية ومخططاتها الموجهة لإخضاعهم وإبعادهم عن حقوقهم في سبيل تقرير المصير الذاتي ومصالحهم وحقوقهم الوطنية.
إن الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي يؤكد نضاله من أجل:
1) احترام الحقوق الإنسانية لشعوب المنطقة المناضلة من أجل العدالة والسلام والديمقراطية والتقدم الاشتراكي.
2) الانسحاب الفوري وغير المشروط لإسرائيل من المناطق التي احتلتها منذ عام 1967.
3) الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في سبيل تقرير المصير ومن أجل إنشاء دولته المستقلة.
4) الانسحاب غير المشروط والكامل والمباشر لكل القوى الإسرائيلية المحتلة من لبنان وفقاً لقرارات الأمم المتحدة 425/ 508/ 509 ووضع نهاية لحطة التدخل الإسرائيلية في شؤون لبنان الداخلية والاعتراف بحق الشعب اللبناني لتحرير بلده والحفاظ على سيادته من أجل تقدمه الديمقراطي.
5) وضع حد لسياسة العدوان ضد ليبيا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وسياسة التهديد بالعنف الموجهة ضد سورية.
6) وضع نهاية مباشرة للحرب المريعة بين إيران والعراق على أساس اتفاق سلام ديمقراطي عادل دون أية شروط مع مراعاة الاحترام للسيادة الوطنية لكلا البلدين وحقهما بتقرير المصير.
7) البدء بتحقيق الاقتراح السوفييتي لتحويل منطقة البحر المتوسط إلى منطقة سلام وانسحاب للقوات البحرية الأمريكية من البحر المتوسط.
8) إزالة القواعد العسكرية والوجود العسكري لأمريكا وحكومات الناتو في منطقة الخليج والبحر الأحمر والتي تمثل تهديداً للمصالح الوطنية والتطور الديمقراطي لشعوب هذه المنطقة.
ونحن ندعم مبادرة الاتحاد السوفييتي في الدعوة لعقد المؤتمر العالمي لحل قضية الشرق الأوسط بإشراف الأمم المتحدة مع اشتراك كافة الأطراف المعنية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية والاتحاد السوفييتي وأمريكا على أساس تصويب عادل وأية محاولة لدعم فريق منفصل يجب أن ترفض، وحقوق كل البلاد في هذه المنطقة يجب أن تحفظ.
إن الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، يناشد كل المنظمات المعنية وكل القوى المحبة للسلام من أجل زيادة تضامنهم مع نضال شعوب المنطقة لتعيش بسلام وكرامة.
صوت المرأة، العدد 4، 1987
بأقلام فتية
الياسمين
مازلت أذكر ذلك اليوم الذي هرع فيه أهل حارتنا الصغيرة على صراخ والدة حسناء وهي تقول: “قتلها… قتل ابنتي الوحيدة”.
عادت والدتي يومها تبكي وقالت: قتلت حسناء، قتلها أخوها قتلها وقتله معاً.
خمس عشرة سنة مرت وكلما رأيت شجرة ياسمين أتذكر حسناء وسعيد، كانا عاشقين صغيرين في ربيع العمر يزرعان طريقهما أحلاماً جميلة وآمالاً وردية كنت أراهما كل يوم وأنا في طريقي إلى المدرسة، يسيران بهدوء كما النسيم وفي كل صباح كان يجمع لها حزمة من الياسمين ويقدمها لها فتحضنها بدفء بأناملها الرقيقة.
كان الفرح يطير أمامها وتسير السعادة على طريقهما، لطالا حدثتني عنه، وعن حبهما الذي غدا أغنية رقيقة يتغنيان بها معاً، لكن الغنية لم تكتمل.
طلب يدها أحد أغنياء الخليج الذين يترددون على حارتنا كل صيف، وأمام إغراء المال وبريق السيارة الفخمة وافق والدها.
رفضت بشدة مدافعة عن حياتها… عن حبها، لكن أحد لم يسمعها صم المال آذان الجميع فلم يكن أمامها إلا أن تهرب مع من تحب، تحقق أحلامها معه. لم ترض أن تكون سلعة رخيصة يشتريها هذا الغريب بماله، رفض القاضي أن يعقد الزواج دون موافقة الولي فقررا السفر إلى خارج القطر، وفي هذه الأثناء كان أهلها يبحثون عنهما، وجدها أخوها في إحدى الحدائق، كانت تحتضن حزمة من زهر الياسمين، أسرع باتجاههما وأطلق نار مسدسه، ارتمت على الأرض وتلونت حزمة الياسمين بلون الدم الذي سال من صدرها.
خرج أخوها من السجن بعد مدة قصيرة، لم أر على وجهه أية علامة للندم، كان يسير في الحارة فخوراً مرفوع الرأس وكأنه لم يفعل شيئاً أو كأنه قام بعمل مشرف… قطع زهرة الياسمين التي كانت في دارهم وألقاها بعيداً قائلاً: لقد بت أكره الياسمين.
سهى حمدي
صوت المرأة، العدد 4، 1987
أعطوني أطفالاً سعداء
أنظر إلى وجوه الأطفال في عربين، اقرأ فيها أعمارً غير أعمارهم أرى فيها ملامح رجل صغير، أمضى عمره في زراعة الأرض وحراثتها… قسا عليه الزمن، وسطر على جبينه أشياء وأشياء… ألامس كفه فأقرأ فيها الماضي الحزين، والمستقبل المجهول، حفر الزمن القصير الذي عاشه في هذه اليد الصغيرة طرقاً لا نعلم أين تؤدي.. خشونة اليد وقساوة الجلد والتعامل مع الأشياء المحيطة به، تدل على ذلك.
طفل في الصف الثاني بلغ التاسعة، أرى في وجهه صورة مصغرة لفلاح أضنته السنون، كثيراً ما يأتي إلى المدرسة متأخراً تعباً، بعد أن أمضى وقت راحته ولهوه ودراسته، في مساعدة أبيه بالأعمال الحقلية المختلفة… هل هو الوحيد في الريف الدمشقي…
الجميع هنا ينتظرون العطلة الصيفية لتوزيع الأطفال على مختلف أنواع العمل… الزراعة، التجارة، الحرفة، بيع اليانصيب (والبسطة) وينحصر تفكير الصغار في مسألة الربح والخسارة، وينعكس ذلك في نظرتهم إلى العلم والتعلم والمدرسة.
يصل الطفل إلى الصفوف العليا دون زيادة تذكر في تحصيله العلمي واللغوي، وتنصب الاحتجاجات، إن لم نقل اللعنات على رؤوس معلميه ومعلماته في المدرسة الابتدائية وتصدر البلاغات والتعليمات، وتجري التضيقات على المعلم وحريته… وتعقد المؤتمرات التربوية وتصدر المناهج الحديثة، ونتحف نحن المعلمين يومياً بطرق وأساليب يستوعبها البعض القليل، وتدير ظهورها لها الأغلبية الساحقة، المسحوقة بدورها.
إنني لا أريد تبرئة نفسي، وزميلاتي من المسؤولية، ولا أريد أن أقلل من أهمية الجهود المبذولة في سبيل تطوير التعليم الابتدائي وغيره..
ولكني أقول بصدق وإخلاص: أعطوني أطفالاً، أصحاء سعداء، أطفالاً حقيقيين لا أنصاف رجال… أطفالاً أخذوا حقهم في طفولتهم، علبوا جيداً، وناموا هنيئاً ورتعوا في ملاعب وحدائق عبقة، لم يتربوا في الشوارع ولم تهرأ أحذيتهم في الطواف على المؤسسات، ولم تنحن ظهورهم أمام أعباء الحياة وأنا أعطيكم جيلاً رافع الرأس شامخاً مستعداً أبداً لتلبية نداء الوطن والمجتمع والواجب…
ميادة
صوت المرأة، العدد 4، 1987
روضة للأطفال
أجمل الزهور
في سالف العصور والأزمان عاش ملك ظالم. قرر أن يطرد من مملكته جميع الأشخاص المسنين الذين لا يستطيعون القيام بأي عمل.
نفذ الجميع أوامر الملك تحت طائلة الخوف من الإعدام والموت، ما عدا شاب واحد يدعى (بيتر) كان يحب والده كثيراً فقرر أن لا يطرد والده وليكن ما يكون وعندما ظهر خدم الملك في القرية خبأ والده في حفرة كبيرة خلف المنزل وصار يحمل له الطعام سراً.
كان للملك ابنة جميلة جداً، وهي وريثته الوحيدة. قرر الملك أن يزوج ابنته لأذكى شاب في المملكة. أمر بجمع شباب المملكة وطرح عليهم ثلاث مسائل قائلاً:
– أول المسائل أن تأتوا إلى القصر غداً قبل بزوغ الفجر. وسأرى من منكم سيرى شروق الشمس أولاً.
ذهب بيتر إلى والده وحدثه بما جرى معه وطلب منه النصيحة.
قال الأب الشيخ: يا بني العزيز ـ ليس هذا الأمر الصعب. غدا سينظر الجميع نحو الجهة التي ستشرق منها الشمس. أما أنت فاتجه نحو الجهة المعاكسة وانظر إلى قمة أعلى جبل. حيث أن الشمس لا تكاد تشرق حتى يظهر شعاع على قمة الجبل. وهكذا تعلن عن رؤيتها قبل الجميع.
وعندما تجمع الشباب في الصباح الباكر في باحة القصر، واتجهوا باتجاه شروق الشمس وأخذوا ينظرون! منهم من وضع يده على جبينه ليرى جيداً ومنهم من أخذ ينظر من خلال منظار مستدير ومنهم من تسلق قمة عالية وأخذوا ينظرون دون أن يرف لهم جفن حتى أن دموعهم أخذت تسيل على وجناتهم.
أما بيتر فقد جلس مسنداً ظهره إلى حائط بعكس الجميع وراح ينظر إلى قمة الجبل المقابل له منتظراً أول شعاع يهبط عليه.
كان الجميع يسخرون منه، لكنه عندما رأى أو شعاع على قمة الجبل صاح بملء فيه:
– أيها الملك، أشرقت الشمس!
تعجب الملك من ذكائه فأثنى عليه وطرح عليهم المسألة الثانية وهي:
– أن يأتي كل واحد منهم إلى القصر “لا حافياً ولا منتعلاً حذاءه”.
ذهب بيتر إلى والده طالباً النصح.
– قال والده: هذه المهمة سهلة جداً. ولكن لا يستطيع الجميع القيام بها فالبعض سيأتي بالجوارب، والبعض سيأتي بفردة حذاء. أما أنت فعليك أن تنزع نعل حذائك وتحتذيه فتكون بذلك قد فعلت المطلوب حيث أنك لست حافياً ولا منتعلاً.
وفعل بيتر ما نصحه به والده فانتعل حذاءه دون نعل وأما بقية الشبان فكان منظرهم مضحكاً جداً حيث أنك لا تستطيع أن تمسك نفسك عن الضحك من منظرهم.
عندما رأى الشبان بيتر في جزمته راحوا يضحكون منه جميعهم ولكن عندما رفع رجليه إلى الأعلى تبين أن يقف على الأرض حافياً بالرغم من أنه ينتعل حذاء. أمره الملك بأن يسير أمامه وقال:
– رائع يا بطل، لقد أتيت حافياً ومنتعلاً في آن واحد.
وطرح الملك المسألة الأخيرة:
– بأن يأتي كل واحد إلى القصر بأجمل زهرة يضعها على قبعته.
عاد بيتر إلى منزله حيث جمع في طريقه مختلف الزهور. فقد تكون إحدى هذه الزهور أجمل زهرة في العالم؟ ولم يستطع أن يقرر أي الزهور هي أجمل الزهور على وجه الأرض فتوجه إلى والده طالباً النصح.
قال الأب الشيخ:
– لقد عشت طويلاً في هذه الدنيا يا بني ولم أر أجمل من سنبلة القمح على وجه الأرض ولا حقل أجمل من حقل القمح، عندما تتمايل السنابل بتأثير الهواء الخفيف. ولا أجد أحسن من رائحة الخبز الطازج الخارج من التنور. ولا بذور أفضل من حبات القمح. ولا أفضل عملاً على وجه الأرض من زراعة حقل من القمح لاجتناء السنابل الذهبية. اربط بضع سنابل منه في الشريط الحريري على قبعتك وتوجه غداً بشجاعة إلى قصر الملك.
وفعل بيتر في اليوم الثاني كما نصحه والده. وكان الشبان لم يدعوا نوعاً من الأزهار لم يضعوه على قبعاتهم. وقد ضحكوا من بيتر لأنه يضع على قبعته ضمة من السنابل المتواضعة!
نادى الملك بيتر وقال:
لقد حملت أحسن زهرة في العالم. وبهذا نفذت كل مهماتي جيداً. وسوف أعطيك ابنتي الذكية الشابة زوجة لك. على أن تقول لي أولاً من أين جئت بهذه الحكمة وأنت لا تزال يافعاً؟
اضطرب بيتر. ولم يدر كيف يجيبه فإذا قال الحق فسيطرد الملك أبوه ثم يقتله. ولكن بيتر لم يستطع الكذب.
قال بيتر: يا جلالة الملك العظيم أود أن أكشف لك الحقيقة ولكني أخاف أن لا يأتي كشفي لها بخير وأظن أنك ستأمر بإعدامي.
– أجابه الملك: لا تخف يا بني فأنا أعطيك الأمان: شاب حكيم مثلك لا يقوم بعمل طائش أبداً.
قال بيتر مؤكداً: كل الحكمة قد أهداني إياها والدي الشيخ. لقد عصيت أمرك ولم أطرد والدي من المنزل، بل خبأته في البيت في حفرة كبيرة. لا تطردوا والدي أيها الملك العظيم. إنه مسن ولا يستطيع العمل. فأنا مستعد لأن أعمل عل اثنين عنه وعني.
سمع الملك هذه الكلمات ففكر. وأدرك أن المملكة قد خسرت بطرد هؤلاء المسنين أكبر ثروة وهي الحكمة.
أمر الملك بإعادة جميع المسنين إلى المملكة. وأمر الشبان والشابات بأن يحبوا ويحترموا آباءهم وأمهاتهم وأجدادهم وجداتهم. وأن يستمعوا لنصائحهم وحكمهم.
ذلك لأن الملك نفسه قد اكتسب حكمة عظيمة من والد بيتر الفقير القابع في المنزل الخلفي مختبئاً.
صوت المرأة، العدد 4، 1987
زاوية تربوية
التشجيع والعقاب
إن هدف كل أسرة أن تنشئ جيلاً سليماً معافى من السمات الخلقية غير السليمة، ويعتبر التشجيع والعقاب وسيلتان هامتان لبناء الشخصية.
والتشجيع وسيلة للتقييم الإيجابي لسلوك الطفل يثير لديه مشاعر السعادة ويدفعه لتكرار تصرفاته الحسنة.
والعقاب شكل لإدانة التصرفات السيئة ويثير الخجل والندم ويجعل العقاب مؤثراً ويعمل على توقف التصرفات السلبية هذه.
لكن يجب مراعاة الظروف الحياتية والصفات الفردية للشخصية عند استخدام كلا الوسيلتين كذلك يجب الانتباه إلى عدم الإفراط في استخدامهما.
التشجيع: كما قلنا يبعث على السعادة في نفس الطفل والاعتزاز بالذات فعندما نثني على طفلة في السادة من عمرها نظفت حوض الزهور من الأغصان نكون قد أثرنا لديها الرغبة في أن تسعى لتكرار عملها ومحبته.
والتشجيع لا يمس فقط الدراسة والانضباط والعمل بل يمس كل عمل شريف وأخلاقي مثل: تشجيع الطفل لعمل يدل على مدى إحساسه بالآخرين ومساعدته لهم (زيارة طفل لصديقه المريض).
يجب ممارسة التشجيع لميول الأطفال واهتماماتهم (الرسم، تربية الحيوانات، تربية الزهور) هذه الميول توجه طاقات الطفل إلى قضية نافعة وتضبط إرادتهم.
الأطفال جميعهم يتأثرون بالتشجيع ولا يوجد كما يعتقد البعض أطفال يتأثرون بالتشجيع وأطفال لا يتأثرون، وإنما التشجيع الكثير يحتاجه الأطفال غير الواثقين بأنفسهم.
الإفراط بالتشجيع لميول أو أعمال الطفل يثير لديه الأنانية والغرور (كأن يطلب الأهل من ابنتهم أن تغني أمام الضيوف بشكل دائم وتتلقى الاستحسان من الجميع).
مكافأة الأطفال بالهدايا ممكنة بحالات استثنائية، أما أن تقدم هدية لنجاح الطفل أو تحسنه في الدراسة فهذا عمل خاطئ، لأن الدراسة هي واجب كل تلميذ، إنما يقدم له الاستحسان فقط، وعند تقديم الهدايا يجب الأخذ بعين الاعتبار سن الطفل وميوله الخاصة كأن نقدم لطفل آلة موسيقية قبل أن نتأكد أنه يرغب بها أو لديه حاسة سمع موسيقية.
من الممكن إبداء الاستحسان بشكل غير مباشر كأن نلفت نظر ابننا إلى تصرف صديق له جيد، دون توبيخ لأنه لا يقلده، وغنما تركه ليقارن بنفسه مما يدفعه إلى محاذاة صديقه.
العقاب: يجب أن نأخذ بالحسبان عند ممارسة العقاب أسباب التصرف لا نتائجه، ويحدث أن تكون النتيجة سيئة رغم أن الدافع الذي ساق الطفل إيجابياً، كأن يحاول الطفل فتح النافذة لتهوية غرفته فتسقط المزهرية رغماً عنه، هنا لو عوقب هذا الطفل لكان عملنا خاطئاً ومؤذياً، أو قد يكون العكس، وهنا يجب العقاب (طفل يمزق أغلفة دفتره ويطلب من الأهل استبدالها بحجة أن المعلمة طلبت ذلك).
وأشكال العقاب كثيرة ابتداء بالحرمان من المسرات والتسليات، وكذلك يجب أن يكون العقاب بمستوى الخطأ وكذلك التوبيخ الشديد أو التوقف عن مكالمة الطفل لفترة محدودة، لكن يجب الانتباه أن لا نشع الطفل من جراء العقاب بالإهانة والإذلال.
ومن الشائع عندنا أن يعاقب الطفل عند حصوله على علامات متدنية في الدروس، هنا يجب الانتباه إلى السبب، هل هو إهمال الطفل، أم نتيجة إرهاق الجهاز العصبي لديه، في الحالة الأولى يعاقب الطفل بإعادة درسه أما الحالة الثانية يجب مساعدته لا عقابه.
ومن المضر معاقبة الطفل باستمرار أي (طريقة القمع) هذا يولد ردة فعل عكسية عند الطفل تدفعه إلى تكرار الخطأ ويجب أن يتم العقاب مباشرة بعد الخطأ ولا يؤجل، ولا يجوز تذكير الطفل بعمل سيء عوقب عليه لأن هذا يؤلم الطفل ولا ينفعه ويكون لديه الشعور الدائم بالذنب.
كذلك لا يجوز التكرار أمام الطفل أنه سيء وعنيد… إلخ مما يدفعه للتفكير بأنه غير قابل للإصلاح.
ومن المعروف إنه عندما يعاقب الطفل والأهل في حالة غيظ يكون العقاب شديداً، لذا يجب اتباع المثل القائل (قس سبع مرات قبل أن تقص مرة واحدة) ومن الحالات التي يجب ذكرها:
أن عقاب الطفل بتنفيذ عمل بالمنزل (تنظيف غرفته ـ سريره) هذا العقاب يدفع الطفل لكره هذه الأعمال بدل محبتها وشعوره بأنها واجب والصحيح أن تكون المشاركة في أعمال المنزل مكافأة للطفل لتحبيب هذا العمل لديه.
ولأهمية بحث العقوبة الجسدية والتي أصر المربون جميعاً على إدانتها نورد سلبيات هذه الوسيلة عسى أن تكون رادعاً لنا في استخدامها:
1- العقاب الجسدي يسحق الشخصية ويشعر الطفل بالألم والإهانة مما لا يتيح له أن يفهم خطأه ويسوي سلوكه.
2- الطفل بعد العقاب الجسدي يتصرف أمام أهله بشكل مقبول لكنه بعيداً عنهم يتصرف كالسابق.
3- الأضرار الجسدية من جراء العقوبة وكذلك الأضرار النفسية فقد تتكون لديه صفات خلقية سلبية كالوقاحة والكذب والمراوغة.
4- الفتور لدى الأطفال المعاقبين وعدم تقبل الحياة بتفاؤل.
ولكن لماذا يلجأ العديد من الآباء إلى العقوبة الجسدية، بالطبع لأنها أسهل الوسائل ولا تحتاج إلى تفكير وصبر.
والآن إذا أردنا أن تستمر العلاقة بني الطفل وبيننا جيدة فعلينا معرفة كيف يجب أن تكون الكلمة أي أن نعرف ما نقوله وكيف نقوله.
يجب أن تكون الكلمة في وقتها كأن نقطع الطفل عن اللعب ونطلب منه تنفيذ عمل آخر وكذلك أن نطلب منه بلهجة هادئة وحاسمة دون صياح.
الأهل الأعزاء:
إذا اتبعنا معاً نصائح المربين نكون قد أقمنا علاقة صداقة مع أولادنا بقليل من الصبر ومزيد من المعرفة.
أعدتها سلام عبد الله
صوت المرأة، العدد 4، 1987
عيد وهدية
شعر: وعد عامر
لمن هذي الهدية؟؟!
آه لبنان… الضحية
إنها الأعياد
والأولاد
وليمة … للجراد
لسادة الهمجية…
لمن هذي الهدية؟؟..!
آه لبنان الضحية
آه أيها الإنسان
والوجدان
والحرمان
والبشرية…
لمن هذه الهدية؟؟..!
للقدم الضائعة… في الآفاق
للجرح التائه … في الأعماق
للبهجة الثكلى…
تموت حزناً … في الأحداق
للطفل الفدية…؟؟!
آه لبنان الضحية
لمن؟!
لمن أيها الميلاد.
أيها العيد … المعاد
لمن هذي الهدية.. ؟ ؟ ؟ !
صوت المرأة، العدد 4، 1987
زاوية صحية
أسنان طفلك
إن أهم المشكلات التي تشغل بال الأم وتعترض الطفل في مرحلة طفولته الأولى بزوغ الأسنان عنده، وسنحاول في هذا لعرض الموجز إلقاء بعض الأضواء على مراحل بزوغ الأسنان، قد يكون فيه بعض الإرشادات للأم لتساعد طفلها على تخطي هذه المرحلة التي تعتبر من أحرج مراحل تطور طفولته الأولى. وإليك عزيزتي الأم مراحل بزوغ الأسنان عند طفلك مع رسم توضيحي للأسنان.
ينقسم بزوغ الأسنان عند الأطفال إلى قسمين: بزوغ الأسنان المؤقتة وبزوغ الأسنان الدائمة.
(1) بزوغ الأسنان المؤقتة:
إن أسنان الفك السفلي تسبق الفك العلوي في البزوغ ويجب أن نؤكد لك عزيزتي الأم أن أوقات البزوغ تقريبية وتختلف من طفل لآخر.
إن أول الأسنان التي تبزغ هي الثنية السفلية المؤقتة وتبزغ في الشهر السادس تليها الثنية العلوية المؤقتة في الشهر السابع ثم الرباعية السفلية المؤقتة في الشهر الثامن ويغلب أن تبزغ الرباعية العلوية في نفس الوقت ثم تنبت الرحى الأولى المؤقتة السفلية في نهاية السنة الأولى أو أكثر قليلاً والرحى الأولى العلوية في الشهر الرابع عشر والناب السفلي في الشهر السادس عشر والناب العلوي في الشهر الثامن عشر والرحى الثانية السفلية في الشهر العشرين والرحى الثانية العلوية في الشهر الرابع والعشرين وعندما يتم السنتين أو السنتين والنصف تكون جميع أسنان الطفل المؤقتة قد بزغت وحينما يصبح عمره خمس سنوات أو قبل ذلك بقليل يلاحظ تباعد بين الأسنان المؤقتة يتجلى واضحاً بين الأسنان الأمامية ويدل ذلك على نمو الطفل.
بزوغ الأسنان الدائمة:
يبزغ كل من الرحى الأولى العلوية والأولى السفلية والثنية السفلية في سن (ست ـ سبع) سنوات كما ويبزغ كل من الرباعية السفلية والثنية العلوية في سن (سبع ـ ثماني) سنوات وتبزغ الرباعية العلوية في سن (ثماني ـ تسع) سنوات ويبزغ الناب السفلي في سن (تسع ـ عشر) سنوات ويبزغ الضاحك الأول العلوي في سن (عشرة – أحدى عشرة) سنة والضاحك الثاني العلوي مع الضاحك الأول السفلي في سن (عشرة ـ اثنتي عشرة) سنة ويبزغ الناب العلوي مع الضاحك الثاني السفلي في سن (الحادية عشرة ـ الثانية عشرة) سنة والرحى السفلية الثانية في السنة الحادية عشرة ـ الثانية عشر، أما الرحى الثانية العلوية فتبزغ في السنة (الثانية عشرة ـ الثالثة عشرة)، أما الرحى الثالثة السفلية والعلوية في سن (السابعة عشرة ـ والحادية والعشرين).
الأسماء على الصورة:
أرحاء (أضراس) ـ ضواحك ـ ناب ـ رباعية
أرحاء (أضراس) ـ ضواحك ـ ناب ـ رباعية ـ ثنايا
بعض الملاحظات حول بزوغ الأسنان:
عزيزتي الأم إن الأسنان المؤقتة تلعب دوراً هاماً في انتظام الأسنان الدائمة إذ أن الإهمال في المعالجة والمحافظة عليها، بحجة إنها مؤقتة ومصيرها الزوال يؤدي إلى سرعة تلفها وبالتالي قلعها حتى إذا جاء وقت بزوغ السن الدائم لا يجد مسافة كافية ليتخذ وضعاً صحيحاً فينحرف السن خارج القوس السنية أو تبقى منطمرة وكلتا الحالتين تؤثران على الطفل صحياً وجمالياً ومن الضروري عزيزتي الأم مراجعتك لطبيب الأسنان عند حصول أي كسر أو فقد أو نخر لأسنان طفلك.
يعتقد البعض أن بزوغ الأسنان يترافق مع اضطرابات موضعية وجهازية خلال مرحلة الطفولة الممتدة بين ستة أشهر والسنتين وهي فرط تهيج الانفعال ورفض النوم وزيادة إفراز اللعاب وارتفاع الحرارة والتقيؤ والتهاب الجلد والإسهال والتشنجات، وبما أن بزوغ الأسنان عملية فيزيولوجية طبيعية فإن مرافقته للاضطرابات العامة الآنفة الذكر لم تثبت علمياً، فالطفل يحتاج أثناء البزوغ إلى وضع أي شيء صلب في فمه ليخفف من شدة تهيج منطقة البزوغ وقد يؤدي وضع هذه الأجسام الصلبة في فمه إلى انتقال الجراثيم ومن ثم حدوث انتانات معوية يرافقها ترفع حروري وإسهالات وقد يعود سبب الاضطرابات إلى نقص المناعة المضادة المأخوذة من الأم أثناء الحمل والإرضاع وتعتبر هذه الاضطرابات المرافقة للبزوغ مصادفة لا علاقة لها بالبزوغ وإنما التلوث الذي يأتي عن طريق الأجسام التي يدخلها الطفل إلى فمه رغبة منه في تخفيف ألم لاحتقان في لثته والجدير بالذكر أن مص الإصبع والرضاعة البلاستيكية يفقد الأطفال شهيتهم للطعام.
بعض العادات السيئة التي يمارسها طفلك وتؤثر على نمو أسنانه
– من هذه العادات عض الشفة أو مصها وقد تظهر بمفردها أو مرافقة لمص الإصبع أو عادة دفع اللسان خارج الفم والتي قد يساهم في نشوئهما التهاب البلعوم واللوزات المزمن وشكل اللسان والزوائد الأنفية وقد تكون من رواسب مص الإصبع فيجب الانتباه إلى هذه العادة لأنها تشوه بزوغ الأسنان.
– يجب أن يتناول الطفل الحليب من الفنجان بعد عمر التسعة أشهر محل الزجاجة إذ يتمسك بعض الأطفال بالرضاعة من الزجاجة لأنها تمنحهم الشعور بالأمان ولكي يقلع الطفل عن الرضاعة من الزجاجة تدريجياً يخفف مقدار الحليب والسكر ليستعاض عن الحليب بالماء الصرف ويمكن الاستعاضة عن الزجاجة بلعبة مفضلة لدى الطفل.
– يؤدي التناول المستمر للحليب حتى غير المحلى إلى حدوث النخر السني إذا لم تنظف الأسنان بعد تناوله بقطعة شاش أو قطن منذ بزوغ الأسنان لأن سكر اللبن يتخمر ويسبب النخر.
محطات
بريطانيا: الطفولة في أنياب الفقر
أعلنت جماعة العمل في سبيل تخليص الأطفال من الفقر أن قرابة 3 ملايين من الأطفال البريطاني يعيشون حالياً في ظروف الفقر المدقع ويشير التقرير الذي نشرته هذه المنظمة الاجتماعية إلى أن عدد الأطفال الذين يمكن وصف حالتهم المادية بأنها تبعث على القلق قد نما اليوم بمقدار 4 مرات بالمقارنة مع الوضع الذي كان قبل ثلاثة عقود. ويضيف التقرير أن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الحالة المخزنة هو وجود جيش خضم من العاطلين عن العمل في بريطانيا.
نشرت جريدة الثورة خبراً مفاده:
تموت يومياً 500000 امرأة بسبب الولادة ومعظم هذه الوفيات تحصل في الدول النامية.
إن هذا الخبر يشير إلى ارتباط هذه الوفيات بواقع الفقر والتخلف في البلدان النامية، وتدل الأرقام والإحصاءات العالمية على وجود إمكانية جدية لتخفيض هذه العدد بشكل كبير، فيما لو قلصت ميزانيات التسلح وعسكرة القضاء بنسب ضئيلة.
أطفال في سجون النظام العنصري
خلال نصف سنة فقط من سريان مفعول حالة الطوارئ اعتقل في جمهورية جنوب أفريقيا قرابة 9 آلاف من الأطفال الزنوج، ومعظمهم بسبب ظهورهم في الشوارع في ساعات حظر التجول. ولم يبلغ بعضهم من العمر إلا 11 – 12 سنة فقط. ونشرت الصحف الغربية قبل فترة وجيزة لائحة بأسماء الأطفال في سجون جنوب أفريقيا. وتتضمن هذه اللائحة، وهي غير كاملة أبداً، أسماء 390 سجيناً صغيراً 115 منهم هم أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 – 14 سنة وسجلت هناك حالات تعرض فيها الأطفال للتعذيب لإرغامهم على الاعتراف بعضويتهم المفترضة في منظمة المؤتمر الوطني الأفريقي.
أمريكا على حقيقتها
أجرى مؤتمر رؤساء البلديات الأمريكية بحوثاً في حالة وضع الأمور في 25 من أضخم مدن البلد، ومنها مثلاً نيويورك وبوسطن وديترويت لوس أنجلوس، وتوصل إلى استنتاج محزن وهو أن عدد الفقراء قد نما في عام 1986 في ثلثي المدن التي أجري فيها التحقيق.
النساء الأمريكيات لا يتمتعن فيا لواقع بحقوق متكافئة مع الرجال وهن موضوع تمييز في كل مجالات الحياة الاجتماعية. وتكتب س. ي. هيوليت في كتابها “الحياة المبتورة” خرافة عن حرية المرأة الأمريكية، إن رواتب النساء لم تشكل في أمريكا، على النطاق الوطني الكلي، إلا 59% من رواتب الرجال في حالات تنفيذ نفس الأشكال من العمل. وفي الولايات المتحدة التي تعد بلداً غنياً يحرم 60% من النساء العاملات من الحق في الإجازة لمدة الحمل والولادة، و40% الباقيات يتمتعن بهذا الحق بشكله المبتور جداً.
صوت المرأة، العدد 4، 1987
صوت المرأة، العدد 4، 1987
من تراث أكتوبر
بصدد تحرر المرأة
في حديثه مع الشخصية البارزة في الحركة النسائية العالمية كلارا زيتكين عام 1920 قدم لينين أوفى عرض لطرق حل المسألة النسوية:
– تصفية الآراء المتخلفة بصدد المرأة.
– تطبيق المساواة التامة في الحقوق تشريعياً وعملياً بني المرأة والرجل.
– إشراك النساء في النشاط الاقتصادي السوفييتي ووضع قوانين تقدمية في صيانة عمل النساء.
– إشراك النساء في الإدارة والتشريع والأعمال الحكومية.
– إشراك النساء في عمل جميع الدورات والمؤسسات التعليمية بغية زيادة تأهيلهن المهني والاجتماعي.
– تحرير المرأة من العبودية المنزلية القديمة، ومن كل تبعية للرجل “عن طريق إناطة الوظائف الاقتصادية والتربوية للشؤون المنزلية الفردية بالمجتمع: افتتاح المطابخ والمطاعم العامة ومؤسسات التنظيف وورشات التصليح، ودور الحضانة ورياض الأطفال ودور الأيتام ومختلف أنواع المؤسسات التربوية.
– العناية بالأمومة وبناء دور الولادة ودور رعاية الأم والطفل وعيادات المشورة للأمهات، ودورات رعاية الأطفال الرضع والصغار، وفتح معارض صيانة الأمومة والطفولة.
– تهيئة الظروف للمرأة “للنشاط في المجتمع طبقاً لمؤهلاتها وميولها”.
صوت المرأة، العدد 4، 1987
مؤتمر المرأة العالمي
موسكو، الاتحاد السوفييتي
23 – 27 حزيران (يونيو) 1987
تقرير اللجنة الرابعة: المرأة والطفل والأسرة
تحدثت في المناقشات التي دامت ثلاثة أيام 118 امرأة من 70 بلداً تمثلن مختلف المنظمات وذلك في تبادل حماسي وصريح جداً للآراء والتجارب.
وتميزت المشاورات بالمسؤولية السياسية المتزايدة وبالاستعداد للنضال من أجل تحسين وضع النساء والأطفال والأسرة.
وتم التعبير باتفاق تام على أن ضمان السلام هو الشرط الحاسم لسعادة ورخاء النساء والأطفال والأسر. وجاءت أغلبية المداخلات بالدليل على العلاقة التي لا تنفصم بين تحقيق حقوق النساء وتحسين وضع الأطفال والارتفاع بموقع الأسرة وبين العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلدان المعنية.
وسادت المناقشة عموماً روح التفاهم والتضامن والاحترام المتبادل. لقد تم طرح عدد كبير من القضايا والتعبير عن مواقف متباينة وتوصيل التجارب التي اكتسبتها المنظمات النسائية في النضال من أجل تغيير الوضع الاجتماعي للمرأة وحل المشاكل الاجتماعية القائمة.
واحتلت مجموعات القضايا التالية موقع الصدارة:
– على ضوء خطر الحرب النووية المتزايد ووجود بؤر التوتر المحلية والنزاعات المسلحة جرت المطالبة ببذل كل شيء من أجل الحفاظ على السلام وتأمينه لضمان الحق في الحياة والمستقبل المأمون لكل الأطفال والأمهات والأسر.
وتم البرهنة على ضوء النتائج الوخيمة للأعمال العسكرية على أن النساء والأطفال هم أكثر من يعاني من ورائها. وجرى تحميل الإمبريالية مسؤولية زيادة عدم الاستقرار الاجتماعي وتقليص الخدمات الاجتماعية في كثير من مناطق العالم والتخلف والجوع والبؤس في البلدان النامية وكذلك مسؤولية إثارة النزاعات.
وأعلنت المشاركات عن عزمهن عن تشديد النضال في سبيل السلام ونزع السلاح والثقة بين الشعوب. ودعمت مشاركات كثيرات في هذا الصدد اقتراحات نزع السلاح السوفييتية الشاملة للعالم بأسره، ورفعن أصواتهن ضد تصعيد التسلح النووي وضد تسوية المشاكل بالقوة ومن أجل الإنهاء الفوري للنزاعات العسكرية القائمة بالوسائل السلمية والعمل بلا إبطاء على إزالة الأبارتيد والأنظمة الدكتاتورية التي تهدد حياة النساء والأطفال بشكل خطير.
– تعلن المشاركات أن وجود عم المساواة القانونية والاقتصادية والاجتماعية بين الرجل والمرأة في عدد من البلدان في المجتمع والأسرة هو السبب الجوهري في الوجود المستمر التمييز القائم بحق المرأة. ويجد ذلك تعبيره مثلاً في الانتقاص القانوني مع وضع المرأة المستقل عند الزواج والطلاق. ويجب على المنظمات النسائية أن تشجع على النضال من أجل إقامة علاقة زوجية متساوية بين الرجل والمرأة واتخاذ القرارات المشتركة وتحمل المسؤولية الجماعية بصدد تربية الأطفال وزيادة عدد مرافق الأطفال واتخاذ إجراءات مكثفة لتشجيع الأطفال المعوقين وكذلك تطبيق حق المرأة في الإجهاض. علاوة على ذلك يجب العمل على مواجهة تعاطي المخدرات في البلدان المعنية ومنع التعقير الواسع للنساء والفتيات الشابات وكذلك التعاطي بدون رقابة لوسائل منع الحمل بصورة مكثفة بالتوعية في القضايا الجنسية واتخاذ الإجراءات ضد الدعارة.
– جرت الإشارة إلى ضرورة التغلب على تمييز النساء والأمهات اللائي هن بدون أزواج وكذلك حرمان أطفالهن من الحقوق، أي تلك الأمور القائمة في عدد من البلدان. وينبغي التشجيع على اتخاذ المواقف من مشكلة إقامة العلاقات بين المرأة والرجل بدون زواج.
– وجه الاتهام غلى الظروف اللا إنسانية التي يعيش الأطفال في ظلها ف البلدان التي تسودها الأنظمة العنصرية والنزاعات العسكرية والذين يتعرض وجودهم وأمنهم للخطر بسببها. وأدينت ارتبطاً بذلك الأوضاع الوبيلة لحياة الأطفال ومخيمات المهاجرين وفي البلدان المضيفة. وتم التأكيد على حق أطفال كل البلدان في حياة سعيدة وفي تطور صحي وشامل.
وتأتي المتاجرة بالأطفال المنتشرة باستمرار في بعض مناطق العالم واختطاف الأطفال بمآس لا توصف للأمهات والأسر. وذكرت أمثلة كثيرة لنشاطات النساء ومنظماتهن للتصدي لمثل هذه الأعمال الإجرامية ورفعت المطالبة بالشروع في اتخاذ إجراءات حكومية مناسبة.
– أكد عدد كبير من المشاركات من البلدان الرأسمالية المتطورة على أن التطور الجاري في المجال الاقتصادي والزيادة المستمرة للنفقات العسكرية تترك أثراً عميقاً على عدم الاستقرار الاجتماعي للنساء والأطفال والأسر. وتتطلب البطالة المتزايدة وتقليص إمكانيات التعليم والتأهيل والتدخل في شؤون حماية الأمومة والطفولة تشديد نضال النساء من أجل الإبقاء على الأسس القانونية المكتسبة وتطبيقها.
– تحدثت ممثلات بعض البلدان النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية عن وضع المرأة والعائلة عندهن. فأشرن بالنظر للوضع الاجتماعي ـ الاقتصادي في كل بلد إلى التقدم الذي تحقق في المجال الذي مازالت فيه المرأة مغبونة مثلاً فرص التعليم، توسعيا لمرافق الصحية إلخ. إن دور المرأة يتنامى في تلك البلدان ويسهم في حل مهام اجتماعية، الأمر الذي يترك أثراً إيجابياً على العائلة وعلى تربية الأطفال. على أساس التنمية الاقتصادية التي مازالت ضعيفة في تلك البلدان والعلاقات العائلية التقليدية ومشاكل التنمية في الريف، فإن الحقوق المثبتة في الدستور والقوانين والخاصة بتشجيع المرأة والعائلة تستدعي حملات توعية واسعة من قبل المنظمات النسائية وتأثيراً هادفاً على خلق الظروف الضرورية.
– أظهرت مداخلات مندوبات البلدان الاشتراكية إن حماية العائلة والوالدين مرسخة دستورياً ومضمونة في الواقع. كما جرى تطوير الشروط الاجتماعية للتوفيق بين العمل والأمومة والأسرة.
لابد من توجيه عمل المنظمات النسائية بصورة مكثفة من أجل تأمين التسهيلات الاجتماعية كاملة. خاصة للأمهات العاملات وتربية الأطفال والتلامذة بروح المساواة وتشجيع تطور العائلة المتناسق.
– أيدت المناقشات عموماً النضال في سبيل تعديل وضع المرأة داخل العائلة. وأعربت جملة مداخلات عن التضامن مع النساء والأطفال الذين يعانون من أوضاع مأساوية ومن الملاحقات وانفصال العائلة وتشتتها. وينبغي أن يلقى أسى الفرد كل اهتمامنا ودعمنا.
وجرى عرض المقترحات التالية:
– عقد مؤتمر عالمي لحماية الأطفال.
– تنظيم سنة دولية للعائلة.
– إقرار وثيقة من المؤتمر تعنى بحل معضلات النساء والأطفال والأسر المهاجرة.
– تبادل أغنيات ورقصات السلام.
ترى المشاركات أن من واجبهن تقديم الشكر إلى اتحاد النساء الديمقراطي على عقد ندوة المرأة العالمية تلك ولجنة المرأة السوفييتية على حسن الضيافة.
وتم تقديم التوصيات التالية:
– تشديد الحملات المشتركة للقضاء الكامل على الأسلحة النووية وتأمين السلام باعتباره شرطاً أساسياً لتحسين وضع الأطفال والنساء والأسرة.
إن هذا النضال يتطلب حواراً واسعاً مع جميع النساء بصرف النظر عن انتسابهن الديني والعقائدي ووضعهن.
– ينبغي تركيز جهود المنظمات النسائية باتجاه ممارسة تأثير فاعل على غزالة كافة أشكال التمييز بحق المرأة والأم وحماية الأطفال وتربيتهم وكذلك توطيد العلاقات العائلية. وتتضمن تلك الحملات تشديد التوعية وتعزيز إلزام النساء من جميع الفئات الاجتماعية وممارسة تأثير على المعضلات وتشديد الضغط على الحكومات التي تتجاهل التقدم الذي تحقق على المستوى الدولي لجهة التشريع الخاص بالأسرة والمرأة والطفل.
– يجب أن تحرص جميع المنظمات النسائية على ممارسة تضامن فاعل مع النساء اللائي يعانين من الجوع والفقر والقهر ويناضلن في سبيل تحررهن ومن أجل التقدم الاجتماعي والاستقلال لأطفالهن.
موسكو، في 25 حزيران (يونيو) 1987 المشاركات في لجنة “المرأة، الطفل والعائلة”.
المقررة
د. هيبكه