المحتويات
· كل شيء يبتدئ من الطفولة
· تحية إلى المرأة العاملة
· لقاء مع المناضلة الجزائرية د. زينب الأعوج ـ أجرت الحوار: راوية
· المرأة السورية والإنتاج الاجتماعي
· معاناة الطفولة أحد آلام البشرية الأكثر وجعا: إعداد فرج
· أطفالنا وحب القراءة
· الانتفاضة مستمرة وممتاز البحر يجسدها في معرضه
· يوم في حياة امرأة: راوية
· التدخين صحياً واجتماعياً [طبيبة/ السويداء]
· امرأة واحدة وأربعة أطفال
· تضامن إعداد: فرج
· الخصائص النفسية عند الطفل أعدتها: سلام عبد الله
· نظرة إحصائية
· ماذا يعني صوت المرأة؟ جفرا
· حكاية زجل ميخائيل عيد
تحية إلى المرأة العاملة
كل عام وأنتن بخير أيتها القارئات العزيزات. عاملات في مواقع العمل وربات بيوت أو طالبات.
وبمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي لابد من تخصيص النساء العاملات بتحياتنا القلبية متمنيات لهن دوام الصحة والعافية برفقة أسرهن وإلى المزيد من المكاسب العمالية النسائية.
لقد ناضلت نساؤنا طويلاً وضحين بالكثير وحققن بعض المكاسب على طريق المساواة مع الرجل في العمل والأجر، والضمان الصحي والاجتماعي وخاصة لمن يعملن في القطاع العام والوزارات والمؤسسات حيث الإمكانات متاحة للمساواة بين الرجل والمرأة بما يزيد كثيراً عما في القطاع الخاص. على الرغم من أنه في القطاع العام والدولة أيضاً لا تزال كثيرة حالات التجاوز الإداري على القوانين بشأن حقوق المرأة ويجري ذلك عادة بحجج كثيرة منها التذرع بوضع المرأة الصحي أو البيولوجي وكونها الأم المسؤولة عن تنظيم العائلة بكافة أمورها.
ولجان المرأة العاملة التي شكلت في مختلف المعامل والإدارات والوزارات هذه اللجان معنية بالمطالبة أكثر فأكثر بحقوق المرأة العاملة وبجذب العدد الأكبر من النساء العاملات للعمل النقابي والمطلبي، لأن عدد العاملات النقابيات لا يتناسب مع العدد الكبير للنساء العاملات في مختلف الميادين، وقد تم التأكيد على ذلك في المؤتمرات النقابية السنوية. ونحن نقول للأخوات العاملات أن العمل النقابي هو الطريق الصحيح والأفضل للوصول إلى المطالب العادلة للمرأة العاملة في أي موقع كانت.
صحيح أن المرأة العاملة لا تنفصل عن الرجل العامل وتناضل معه من أجل القضايا العمالية العامة، مثل تأمين مستلزمات الإنتاج للمعامل لتشغيلها بالشكل الأفضل وزيادة فرص العمل على نطاق البلاد، لأن أكثرية النساء لازلن بدون عمل منتج ما خلا اللواتي يعملن في الزراعة بأشكالها المختلفة، وتناضل العاملات أيضاً من أجل تحسين الوضع المعاشي للأسرة والوضع الصحي في المعامل والشركات والوزارات المختلفة.
ولكن يبقى للمرأة العاملة قضايا خاصة بها بشكل نسبي ولا أحد يستطيع أن يحل محلها في النضال من أجل التوسع في إحداث دور الحضانة في أماكن العمل ورياض الأطفال في الأحياء السكنية، وكذلك تنشيط الصناعات المخففة للأعباء المنزلية مثل الكونسروة بمختلف أشكالها وأنواعها وكذلك تحسين الظروف السكنية للأسر العمالية في كل موقع. ولابد لنا من النضال أيضاً لتصبح إجازة الأمومة /4/ أشهر بتمام الأجر وإفساح المجال الواسع للتأهيل والتدريب المعني بكافة مستوياته وتعديل بعض الأنظمة والقوانين القائمة والتي لم تأخذ وضع المرأة العاملة بالحسبان والتي يمكن أن يقال أنها أصبحت بالية مثل قانون الأحوال الشخصية وما شابه.
وليكن عيد العمال العالمي حافزاً لنا لزيادة دورنا في بناء القاعدة الاقتصادية للبلاد ونشدد العزم للنضال من أجل الوصول إلى ما نصبو له من حقوق على طريق المساواة الإنسانية الكاملة في المجتمع والمشاركة الفعلية والتعاون الفعال ما بين طرفي المجتمع نساءً ورجالاً.
المرأة السورية والإنتاج الاجتماعي
ظلت مساهمة المرأة السورية في الإنتاج خلال مرحلة طويلة من الزمن مقتصرة على الزراعة. ومع بدايات الصناعات النسيجية والتحويلية ومع ظهور مؤسسات تابعة للدولة واتساع الجهاز الإداري والحكومي بدأت مساهمة المرأة بشكل أوسع في نشاط المجتمع وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت صناعة العزل والنسيج وبدأ استغلال قوة عمل النساء والأولاد لرخصها بحيث كانت المرأة تعمل بين 10 – 14 ساعة يومياً بأجر زهيد. وعلى أكتافها قامت مصانع بأكملها كمعامل الجوارب والتريكو والحياكة وتصنيع الصوف وتكونت بذلك نواه المرأة العاملة التي لا تملك إلا قوة عملها كجزء من الطبقة العاملة السورية.
وقد تطورت في العقود الأخيرة مساهمة المرأة في الإنتاج والأعمال الإدارية والخدمات والتعليم ويعتبر الوضع المعيشي الصعب للجماهير الشعبية واحد من أهم العوامل التي تدفع بأعداد جديدة من النساء إلى العمل في مختلف المجالات. وتطرق المرأة باستمرار أبواب جديدة في مجالات عمل متنوعة كانت خلال عهود طويلة حكراً للرجال.
ومع ذلك فإن مساهمة المرأة في الإنتاج المباشر مازالت ضئيلة بحيث لم يتجاوز عدد النساء المشتغلات في الفروع غير الزراعية حتى عام 1986 نسبة 22% من مجموع المشتغلين في بلادنا.
ويمكن تلخيص أبرز المعوقات أمام عمل المرأة في بلادنا بما يلي:
1- تخلف المجتمع ككل بنتيجة الأوضاع التي سادت البلاد خلال مراحل تاريخية طويلة.
2- العقلية السلفية والمحافظة التي ترجع بأصلها إلى النظامين العبودي والإقطاعي التي تسود أوساط البرجوازية الصغيرة والمتوسطة من سكان المدن حيث تتمركز معظم فرص العمل والتي تكرس تبعية المرأة للرجل وتعمل جاهدة وبمختلف أساليب التضليل والنفاق على ترسيخ قناعة المرأة بتفوق الرجل عليها فكرياً واجتماعياً محاولة إكساب هذا الوضع اللا إنساني رداءً شرعياً.
3- تلعب أجهزة الإعلام المختلفة وخاصة منها المسلسلات التلفزيونية التي تسلط الأضواء على دور المرأة الأنثى في المجتمع وفي أحسن الأحوال (الأنثى الأم) وليس المرأة العاملة والمنتجة دوراً هاماً في تكريس النظرة المتخلفة لدور المرأة كقوة عمل أساسية في المجتمع كما تكرس بعض مناهج التربية والتعليم هذا الدور الثانوي للمرأة وتكرس بذلك خطوطاً عامة لمساهمتها في الحياة الاجتماعية لا ينبغي لها تخطيه.
4- نقص فرص العمل الذي يرجع إلى بطء التنمية والتصنيع خاصة في المدن الريفية وحتى في حال توفر هذه الفرص فإن المشرفين على الإنتاج في الشركات والمؤسسات ومعامل القطاع العامل يفضلون استخدام الرجال على النساء تجنباً لمشاكل الأمومة والصحة والخدمات التي يتطلبها عمل المرأة.
5- النقص الكبير في الخدمات الاجتماعية العامة التي ينبغي توفرها لحفز المرأة على العمل وتخفيف أعباءها الأسرية والمنزلية. ففي مسح جرى عام 1985 بتكليف من الاتحاد العام لنقابات العمال. تبين أن أهم العقبات أمام مشاركة المرأة في العمل كما طرحتها العاملات أنفسهن كانت على التوالي:
44.5% من العاملات اللواتي ساهمن في المسح المذكور أرجعن السبب إلى نقص الخدمات. 43.6% منهن أرجعته إلى العادات والتقاليد. 9.6% طرحن مشكلة الأمية كعائق أمام مشاركة المرأة.
وفي مقدمة الخدمات التي طالبت العاملات بوجوب توفرها تبرز دور الحضانة ورياض الأطفال. التي تمثل في العصر الحديث ضرورة تربوية واجتماعية لجميع الأطفال في المجتمع نظراً للدور الذي تلعبه كمكمل لدور الأسرة في مجال التربية وتمثل بشكل خاص ضرورة قصوى لأطفال النساء العاملات. ويقوم الاتحاد العام لنقابات العمال واتحاد عمال كل محافظة بدور هام في حل مشكلة دور الحضانة لأبناء العاملات. إن نسبة الاستيعاب حتى عام 1985 وصلت 40.9% من مجموع عدد أطفال العاملات دون سن ثلاث سنوات وفي رياض الأطفال 64.6% من أطفال العاملات بين 3 – 5 سنوات والجدير بالذكر أن رياض الأطفال ما زال معظمها في أيد القطاع الخاص. ويندر وجود رياض أطفال بإشراف مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة.
كما تشكل أزمة المواصلات وعدم توفر السكن الشعبي الرخيص قرب أماكن العمل وانعدام المطاعم الشعبية العمالية وصعوبات الطبخ والأعمال المنزلية الأخرى عائقاً جدياً أمام إقبال النساء على العمل.
هذا ويبين المسح المذكور أن 32.4% من العاملات متزوجات والباقيات إما عازبات أو أرامل ومطلقات مما يشير إلى أن نسبة عامة من النساء تترك العمل بعد الزواج الأمر الذي يوضح الارتباط الكبير ما بين نقص الخدمات الاجتماعية بمختلف أشكالها وبين دفع المرأة إلى العمل والإنتاج.
وبذلك يستمر تمركز عمل النساء في الزراعة بالدرجة الأولى (بلغت نسبة النساء المشتغلات بالزراعة 59% عام 1983) بينما بلغت نسبة النساء العاملات في الصناعة 7.6% إلى مجموع العاملين في نفس العام.
أما في قطاع الخدمات فبلغ عدد المشتغلات فيه 28%.
وطبيعي أن كبر حصة الزراعة في عمل النساء وتطور هذه الحصة في القطاع الخدمة وبطء تطوره في الصناعة لا يشكل أساساً متيناً للتطور بخاصة أن النسبة الكبرى من المشتغلات في الزراعة أو الخدمات إما يعملن ضمن نطاق الأسرة أو يتقاضين أجراً أقل بكثير من الرجل ولا يستطعن التصرف به إلا بعد موافقة الأب أو الزوج مما يضعف تحررهن. إن بقاء غالبية النساء ضمن جيش العاطلين عن العمل يعزز شعورهن بالتبعية للمعيل ويشكل بالتالي عاملاً هاماً من عوامل ابتعادهن عن الحياة الاجتماعية. إن أهمية نضال المرأة في سبيل التحرر والانعتاق أمر هام ولكنه غير كاف فلابد من تذليل الصعوبات التي تسهم في تحديد دورها في عملية الإنتاج ويقع عبء ذلك على المجتمع والدولة ولابد من القيام بخطوات جريئة، ملموسة في هذا الإطار أهمها:
– تشديد العمل من خلال أحزاب الجبهة والمنظمات الجماهيرية والنقابات لجذب النساء إلى ميادين العمل المتنوعة.
– تسخير أجهزة الإعلام المختلفة لإبراز أهمية عمل المرأة وتسليط الأضواء على الدور الفعال الذي ينبغي في المجتمع وفضح الفكر الرجعي المتخلف بشتى الوسائل.
– نشر وتوسيع العمل للقادرات عليه وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص دون تمييز بين الجنسين.
– نشر وتوسيع دور الحضانة ورياض الأطفال لتستوعب أبناء العاملات في كافة القطاعات وتطوير هذه المؤسسات الهامة وإعداد الكادر التربوي المناسب لها لتحقيق دورها في مجال التربية من جهة وفي بعث الطمأنينة في نفوس الأمهات من جهة أخرى.
– نشر وتوسيع المؤسسات الاستهلاكية في أماكن العمل.
– تأمين السكن الشعبي قرب أماكن العمل يشكل حافزاً هاماً للمرأة للتوجه إليه وتأمين المواصلات للعمال وأسرهم وأطفالهم بشكل واسع.
– سن القوانين والتشريعات التي تحمي المرأة وتصون حقوقها وتكرس مساواتها الفعلية بالرجل.
– تمديد فترة إجازة الأمومة وإصدار القوانين التي تفرض عدم إرهاق الأم الحامل.
– زيادة فرص التعليم والتدريب المهني أمام النساء وتمكينهن من الوصول إلى مراكز قيادية في الإنتاج والإدارة.
– التشدد في تطبيق الأمن الصناعي.
– إيجاد السبل المناسبة لحصر الأعداد الكبيرة من النساء اللواتي يعملن في المنازل (اللفايات) وتأمين حقوقهن، كما ينبغي العمل لإيجاد الوسائل المناسبة لحماية أعداد كبيرة من النساء اللواتي يعملن في منازلهن بالقطعة (أغباني ـ أدوات الزينة ـ خياطة ـ حبكة ـ صوف سجف البردى وغيرها) لحمايتهن من الاستغلال البشع الذي يتعرضن إليه من قبل مؤسسات القطاع الخاص المختلفة دون أن يتمعن بأي نوع من أنواع الحماية أو الحقوق.
إن مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي للبلاد أمر بالغ الأهمية وقد أثبتت المرأة قدرتها على ممارسة مختلف أنواع المهن والأعمال ويكفي أن نشير إلى أن نسبة النساء العاملات في البلدان الصناعية تبلغ 40% من مجموع العاملين وأن 80% من النساء في سن العمل يعملن فقط.
أطفالنا وحب القراءة
كثيرون من الأطفال في هذه الأيام لا يشعرون بمودة تجاه القراءة فكيف نحببهم بالكتب. وكيف نساعدهم لكي يستطيعوا التلذذ بالسحر والفرح والاندهاش الذي تجلبه الكتب؟
في هذا المجال يطرح الأخصائيون أفكاراً هامة قد تساعدنا في التغلب على هذه المشكلة ويمكن إجمالها بما يلي:
أولاً: ليس مهما ما الذي يقرأه الأطفال: فالمهم أن يقرؤوا أشياء ومواضيع يتحدث فيها أبطال هذه الكتب بلغة تكون في متناول الطفل، ويساعد في عملية شد الطفل لكتاب معين وجود صور تساهم في رسم جوهر الموضوع في ذهنه.
ثانياً: دعوا الأطفال يقرأوا ما يعجبهم: فالنقص في اهتمام الطفل بالقراءة يمكن أن يعلل بكونه لم يجد الكتاب الذي يتملك مشاعره ولحل هذه القضية يمكن الذهاب مع الطفل إلى المكتب وإفساح المجال أمامه لاختيار الكتاب الذي يعجبه من بين مجموعة الكتب المناسبة.
ثالثاً: اقرؤوا وارووا القصص لأطفالكم: فهذا يلعب دوره بالتأكيد في شد الأطفال إلى الاهتمام بالمطالعة.
رابعاً: اضربوا المثل لأطفالكم في حب القراءة: فالطفل الذي يوجد في جو أسري يهتم بالمطالعة سيتأثر بهذا الجو غالباً.
من المؤكد أن أحداً لا يولد وتولد معه الرغبة في الإمساك بكتاب بين يديه ولكن مثل هذه الرغبة يمكن أن تغرس في الإنسان منذ طفولته الباكرة وهناك يكمن دور التربية الأسرية ودور المحيط الاجتماعي.
الانتفاضة مستمرة وممتاز البحر يجسدها في معرضه
هزت الانتفاضة وحركت ضمير كل وطني مخلص، وها هي تصل إلى نهاية عامها الثاني ملهمة الشعب العربي الفلسطيني البطل لمزيد من النضال الأسطوري من أجل الحقوق الثابتة التي لا محيد عنها وهي الدولة الوطنية المستقلة.
الفنان ممتاز البحرة يستجيب بعواطف صادقة للفعل الثوري، لأطفال الحجارة، من خلال معرض أقيم في المركز الثقافي السوفييتي بتاريخ 13 – 23 آذار 1989.
احتوى المعرض على 45 عمل فني، 20 لوحة بقياس (35 × 25) و25 لوحة بقياس (35 × 50).
المعرض عمل متكامل لممتاز البحرة كل خط فيه مكرس لدعم الانتفاضة والإعجاب بأطفالها، كل لوحة تبعث الأمل بالانتصار. نداء للتحدي والمواجهة جدية في المحتوى علاج غرافيكي عالي التقنية للوحات تعبيرية صارخة وإن وجد في الكثير منها لمحات كاريكاتيرية لروح ممتاز المتوثبة التي أراد من خلالها أن يفهم من لم يفهم بعد بان الطفل المسلح بالحجر والثقة بمستقبل شعبه هو المواجه الحقيقي لآلة القمع الإسرائيلية الفاشية وهو المحطم لرهبتها.
قد لا تظهر هنا أهمية العمل من الناحية الفنية لأن الكثير من التفاصيل تغيب بالتصغير ولكن الأهم أن لوحات ممتاز تستفز النائمين بأن في الأرض المحتلة أطفالاً يواجهون بأيديهم آلة القمع الفاشية وأن أقل الإيمان أن نحس بهم وندعمهم.
وصوت المرأة إذ تعرف بالفنان ممتاز البحر مساهماً في مسيرتها الجديدة، تعبر له باسمها وباسم عضوات الرابطة وصديقاتهن عن تحياتها الصادقة على معرضة الذي عبر فيه أيضاً عن مشاعرنا.
يوم في حياة امرأة
بطاقة الهوية: في العدد الماضي
اليوم: ذاته لم ينته بعد
عدت إلى البيت وإحساس بالقهر يلازمني، ولأنني امرأة تعودت التعامل مع الحياة، فقد اتخذت قراري بترك ما جرى في العمل هناك. ودخلت منزلي… واحتي الصغيرة أفيء إليها بعد طول عناء. زرعت غراسها بيدي، وسهرت الليالي أرعاها وأحنو عليها. لتكون موئلاً بعد عناء الطواف لم أنجب الكثير من الأبناء رغم حبي الشديد للأطفال حرصاً على توفير الإمكانات لرعاية أفضل.
دخلت المطبخ وغرقت به. ونسيت الكثير من همومي وأنا أعد القوت الذي يفضلونه. وأتصورهم عائدين من المدارس متعبين مرهقين. يزغردون عندما يجدون ما يحبون من طعام، وما يشته9ون من هدوء وراحة بال وأحلم بقبلاتهم التي ستزيل كربي، وتخفف همي ولكن. “لا تقول فول حتى يصير بالمكيول” على حد تعبير أهل ريفنا الكادح الذين مازالوا ينتظرون عطاء السماء أو “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” قرع الجرس ودخلت ابنتي ذات الإحدى عشر ربيعاً كالعاصفة تدمدم وتزمجر، وتقذف نعواً لم أعتد سماعها. التقطت هذه الكلمات المبعثرة “كأنها ليست امرأة هي ذاتها… كأنها لم تكن بنتاً… كأنها لم تعان يوماً… كيف يمكن أن يفعلوا ذلك.. ما الفرق… هل ولدوا من أمهات وآباء مختلفين… لن أرضى بذلك لسنا على كيفهم… وبالطبع لم أفهم شيئاً. رغم محاولات التهدئة والمرح التي حاولت اصطناعها. كانت كأنها تعاني قهراً هي الأخرى. ذكرتني بتلك الصبية التي انفجرت باكية اليوم في العمل. قلت لنفسي: اللهم اجعله خيراً… وقبل أن تهدأ ابنتي دخل أخوها الأصغر… وكأن دخوله كان القشة التي قصمت ظهر البعير. انفجرت ابنتي في وجهه صارخة اذهب.. أنت المدلل. هيا لا تزعج نفسك ارم أشياءك وأنا يجب أن أجمعها لك مد رجليك وارتح… و… و.. ولم يفهم الصغير شيئاً بل نظر إلي مستنجداً.. المهم… بعد جهد جهيد أمكنني تهدئة فتاتي… التي لم تجبني مباشرة بل جاءتني بكتاب التدبير المنزلي للصف السابع وأشارت لي إلى بعض فقرات قائلة: اقرئي ماما من فضلك اقرئي… وإليكم الفقرات التي أثارت حفيظة ابنتي: عنوان الدرس: صفات ربة المنزل وواجباتها.
“جميع ما يمكن للفتاة أن تحصله من المعارف والعلوم يعد ناقصاً إذا لم تكمله بعلم تدبير المنزل”، “عليها أن تكون سيدة مهذبة رقيقة المعشر، حسنة السلوك والتصرف، رحبة الصدر قادرة على ضبط النفس.. ممرضة مدربة، وطاهية ماهرة، لا تقف معرفتها على حد الملاحظة، فقد تقتضي الظروف أن تعمل بيدها…”، “لابد للفتاة من التدرب على أعمال المنزل منذ حداثة سنها” ثم يستعرضون بعد ذلك الأسس التي يتم عليها ترتيب المنزل. وتحويل القديم إلى جديد والتسويق، وأي أوقاته أفضل، والاقتصاد، وتربية الدواجن والطيور إذا كان لديها مزرعة صغيرة “هكذا بالحرف” والخياطة والرفو والتطريز والعناية بصحة الأطفال، وتربيتهم. والاهتمام بدراستهم… ويتابعون الفصل بعنوان: واجباتها نحو زوجها: “عليها أن تحترم زوجها وتحاول إقناعه بوجهة نظرها بطريقة لطيفة لبقة. وتحترم أهله. وتفهم طبيعته وتهيئ له الأجواء المناسبة حتى يشعر بالراحة والاستقرار في منزله. وتضيف إلى بيتها بعض التعديلات من حين لآخر حتى لا يمل منه، وتهتم بغذائه وصحته مع توافر أسباب التسلية له”.
ثم يختمون الفصل بخمسة أسطر مكللة بعنوان: واجباتها نحو نفسها: عليها أن تعتني بصحتها وغذائها “حتى تستطيع القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها وتشرف بنفسها على إدارة منزلها”، “وعليها ألا تهمل زينتها وملبسها، وعليها أن تثابر على الثقافة والقراءة حتى تكون على اطلاع بما يجري حولها فتكون محدثة لبقة ترتاح النفس إلى حديثها”.
قرأت ذلك كله. ونظرت إلى ابنتي محاولة إخفاء اضطرابي ومشاعري بابتسامة مشجعة قائلة ما وجه الخطأ فيما ذكر. ألا تحبين أن تكوني كما ذكور…
فأجابت بلهجة قاطعة: ومن يكره أن يكون إلهاً كاملاً مكملاً… أجل أحب ولكن على شرط أن يدرسوا أخي أيضاً كل هذه الأمور… وبنفس الصيغة على أن تكون مطلوبة منه أيضاً. قولي لي بالله كيف يمكنك يا ماما أن تكوني كل ذلك وقد نسوا أنك تعملين خارج المنزل أيضاً. لاشك أنهم وضعوا هذا الكتاب في القرن الأول “أني أسوق تعبيرات ابنتي دون تغيير حتى الآن” ولسيدات يملكن مزارع وحدائق، وأثاث، ومنازل كبيرة لسيدات عملهن الأساسي أن يكن سيدات… ولا بأس أن يكون لديهن خادمات وإن كان الكتاب يفضل أن “تشرف المرأة على كل شيء بنفسها”.
كانت تتحدث بسخرية مرة وكنت أفكر بالأمور التي لن تفطن الصغيرة إليها بمن لا تملكن القديم لتحويله إلى جديد، بمن تعيش مع حماتها وحميها وعائلة زوجها وجيش من الأطفال في غرفتين، بمن تنتظر الساعات الطوال لتحصل على ربطة الخبز، بمن لم يسمح لها بمتابعة التعليم بسبب الفقر والجهل، ولم تتح لها الفرصة بالتالي لإتقان فن “التدبير المنزلي” أفكر بمشاعر الفتيات رفيقات ابنتي اللواتي لم يسمعن أصلاً بمواد وأشياء، وأثاث مما ورد في الكتاب، بفتيات تعلمن الطاعة والخضوع منذ ولادتهن ولسن بحاجة لمثل هذه “النصائح القيمة” في فن الخضوع العصري. كانت ابنتي تتحدث وكنت أفكر بما لم تمكنها خبرتها في الحياة من تلمسه بعد. وأقول لكن الحق. شعرت بالتفاؤل والأمل أضعه في الأجيال المقبلة. بالطبع ستكبر ابنتي، وستخفف الحياة من حدة غلوائها… وستكون قادرة على فهم وضعها الاجتماعي ووضع أخيها ورفيقها، ستؤثر بهما بطريقة أخرى، ستتفهم طبيعة نضال المرأة في العصر الحديث، ولن تنسى أن تكون قدوة في تحمل المسؤولية إلى جانب رفيق حياتها على أساس التفاهم المتبادل، والمشاركة، والتكافؤ، ستدرك يوماً أن تحرير عقل وفكر شريك حياتها مسؤوليتها هي وستحمل عبء ذلك بجدارة… قولوا آمين. وإلى اللقاء في يوم آخر. مع تحياتي.
راوية
الزاوية الصحية
التدخين صحياً واجتماعياً
إن إحدى المشاكل الاجتماعية بحق في وطننا هي كثرة المدخنين فيه وانتشار هذه الظاهرة في أغلب أوساطه (نساء وشباباً وأطفالاً ورجالاً)…
وتأخذ هذه الظاهرة أبعاداً اجتماعية ضارة متعددة خاصة وأن تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد وانعكاسها على الجماهير الشعبية الأكثر فقراً تؤدي إلى زيادة المدخنين وزيادة عدد السجائر التي يدخنها الفرد الواحد يومياً وهذا يؤدي أيضاً إلى استبدال علبة السجائر برغيف الخبر أحياناً… لهذا يجب الانتباه لهذه الظاهرة ودراستها من جميع نواحيها والسعي للتخفيف منها ما أمكن.
إن أهم فئتين تزيدان عدد المدخنين هما الأطفال والشابات ويقل كثيراً عدد الذين يدمنون على التدخين بعد الخامسة والعشرين من العمر. ومع الأسف لا توجد إحصاءات دقيقة عن ذلك رغم أهميتها.
إن انعدام الرقابة والتوجيه الصحيح في المدارس وعدم الاهتمام بتوعية الشباب وتنمية مواهبهم وفهم ميولهم المختلفة وجذب اهتمامهم لها كذلك ضعف التربية الصحيحة في البيت واستخدام الأساليب التعسفية في تنبيه الأبناء لمنعهم عن التدخين، وتركهم عرضة لأخطار كثيرة في الشارع وبين أصدقاء السوء كل هذا يؤدي إلى انجرار المراهقين وراء التدخين ظناً منهم أنهم بهذا يصبحون رجالاً ويكسرون أوامر آبائهم ويصبحون مسؤولين عن أنفسهم ويحققون بذلك شخصية مستقلة متكاملة هي محط إعجاب الآخرين.
أما الشابات في مقتبل العمر وهنا تبدو المفارقة فهن يخلطن أحياناً بين مفاهيم التحرر والتدخين ويدخل التدخين في حياتهن مثل أية صرعة أخرى أو موضة عصرية ـ وتكثر هذه الظاهرة فعلاً بين الشابات اللواتي “تعشقن” على السياسة كموضة أو كحلية يتحلين بها أمام الشباب أو كتعبير عن التمرد عن العادات والتقاليد وكأن هذه العادات لا يمكن لها أن تتلاشى إلا إذا أمسكن السيجارة بين أصابعهن ويهملن بذلك طريق النضال السياسي الطويل النفس والشاق والذي يحتاج إلى جذب الجماهير وليس لإبعادها عنا لأسباب تافهة كهذه.
هذا جانب أما الجانب الآخر فهو الجانب الصحي ولهذا فإن من الضروري معرفة بعض القضايا الهامة عن الدخان:
محتويات التبغ من المواد السامة:
1- النيكوتين: إذ أن حرق غرام واحد من الدخان يحرر /2/ ملغ نيكوتين في الجسم.
2- مادة النشادر: إذ أن حرق غرام واحد يؤدي لتحرير /3/ ملغ من النشادر الذي يؤدي لحدوث فرط إفراز اللعاب والسعال والدمع.
3- حمض سيان الماء: وهو مادة سامة جداً إذ أن حرق غرام واحد يؤدي لتحرير 1 ملغ من هذا الحمض الذي يتحول بالجسم لمادة سامة تؤثر على لزوجة مخاطية الرحم فتضعف إمكانية الحمل والتعشيش كما تؤثر على حركة الحيوانات المنوية وتقتلها.
4- غازا الكربون (Co2, Co) اللذان يعطلان عمل الكريات الحمراء بشكل غير قابل للتراجع.
5- يحوي التبغ كمية قليلة من الكحول المتيلي.
6- مواد قطرانية وهي أشهدها خطراً على الرغم من قلتها إذ أن للقطران تأثيراً مسرطناً إضافة لولعه بالنظائر المشعة إذ يستقطب النظائر المشعة الموجودة في الطبيعة ويخزنها في الجسم ويمنعها من الخروج.
الآثار الضارة للتبغ بشكل عام:
أ- على الفم: يؤدي إلى تشقق الشفاه وقد يؤدي إلى تسرطن الشفاه واللثة وضعف حاسة الذوق وجفاف الفم وقلح الأسنان وتخربها.
ب- جهاز التنفس: وله على هذا الجهاز عدة تأثيرات:
– تأثير التهابي سببه التخريش والجفاف.
– تأثير تحسسي إذ يثير نوبات الربو عند المستعدين له.
– تأثير مسرطن على الحنجرة والقصبات إذ وجد أن 97% ممن أصيبوا بسرطان القصبات هم مدخنون.
ج- الأوعية الدموية: يؤدي إلى تقبض وعائي وهذا بدوره يؤدي إلى نقص في التروية لأعضاء الجسم وخلاياه ولاسيما خلايا الأعضاء النبيلة (القلب ـ الكليتين ـ الدماغ).
كما أن استمرار التقبض الوعائي والتشنج يؤدي لحدوث تصلب وعائي غير قابل للتراجع إضافة إلى أن مادة النيكوتين تساعد على التصاق الصفيحات وتؤهب لحدوث الخثرات الدموية.
د- تأثيره على جهاز الهضم: يؤدي لسرطان مري ومعدة. كما يؤدي لزيادة حدوث القرحات المعدية والاثنا عشرية. كما أن التدخين يؤهب لنكس (انتكاس) القرحات.
ه- تأثيره على جهاز البول: يؤدي لتسرطن المثانة ولالتهاب المجاري البولية وإصابة الكلية بنقص التروية.
تأثير التدخين على النساء بشكل خاص:
يؤدي التدخين إلى نقص هرمون الاستروجين وهو الهرمون الأنثوي المسؤول عن الصفات الجنسية الثانوية (الأثداء ـ نعومة الصوت…) الأنثوية.
ومسؤول أيضاً عن بناء العظام إذ أن نقصه (الاستروجين) يؤدي إلى نقص تكلس العظام ولتخلخلها وسهولة حدوث الكسور العفوية كما يؤدي لإنقاص تروية المبيض وبالتالي ينقص نشاطه لذلك تصل النساء المدخنات إلى سن اليأس في أعمار (مبكرة أكثر من غيرهن).
تأثير التدخين على الحمل: تنبأ العلماء والباحثون والأطباء بخطورة التدخين على الحمل منذ عام 1902 إذ لاحظوا كثرة الإسقاطات وشيوعها بين المدخنان من الحوامل ثم أثبتوا أن التدخين يؤثر على كل من:
1- فعالية المبيض: تنقص وتضطرب حركة البوقين وحركة الحيوانات المنوية وكل هذه الأمور مجتمعة قد تؤدي إلى العقم بالإضافة إلى تغيرات حاصلة في الغشاء المخاطي لباطن الرحم. فيغدو غير مؤهل للتعشيش.
2- لوحظ ازدياد الإجهاضات العفوية بين المدخنات.
3- زيادة وفيات الأجنة قبل الولادة بنسبة 10% عنها عند غير المدخنات وترتفع هذه النسبة لتقارب 70% إذا كانت تغذية الحامل سيئة ومن بيئة فقيرة.
4- يزيد التدخين من نسبة ولادة الخدج (سبعة أشهر).
5- يزيد التدخين من نزوف الرحم سواء في الأشهر الأولى من الحمل أو في أشهره الأخيرة.
6- يؤدي إلى نقص وزن الجنين بشكل يتناسب مع عدد السجائر التي تدخنها الأم يومياً. وهذا النقص يتراوح ما بين 150 – 450 غ.
7- يؤدي التدخين إلى نقص تروية المشيمة وبالتالي نقص وزنها فترق وتتسع ويظهر عليها تكلسات وتليفات تساهم بانفكاكها قبل تمام الحمل وقطع التغذية عن الجنين.
آلية تأثير التدخين على الحمل والجنين:
أ- يعود نقص الوزن الحاصل عند الحامل لنقص الشهية للطعام الناجم عن التدخين.
ب- تأثير التدخين على المشيمة يعود لوجود غاز أول أكسيد الكربون (Co) الذي يعطل عمل الكريات الحمراء إضافة إلى نقص التروية الدموية عن المشيمة العائد للتقبض الوعائي الذي يسببه النيكوتين.
جـ – يعتبر التبغ مسؤولاً عن نقص حجم المصورة الدموية (نقص كمية الدم في الجسم) مما يفاقم خطر النزف وضياع الدماء الحاصل أثناء الولادة.
تأثير التدخين على الأطفال
1- يتأثر الجنين بالتدخين وهو في بطن أمه فتضعف بنيته وينقص وزنه.
2- في مرحلة الإرضاع: تنقل الأم لطفلها مضار التدخين بطريق الحليب كما تؤدي زيادة إشباع هواء المنزل بغاز أول أكسيد الكربون لمغص معوي عند لأطفال مجهول الآلية (السبب).
3- ثبت أن التدخين يؤدي إلى نقص وزن الأطفال ولقصر في طولهم لا يقل عن 1,5 سم قياساً بأقرانه كما يتأخر عنهم بالقراءة مدة تسعة أشهر ويتأخر إدراكه أيضاً.
علاقة التدخين ببعض العادات الاجتماعية الأخرى
1- الإدمان على المشروبات الروحية التي تشوه الجنين.
2- إكثار المنبهات ولاسيما الكافائين (كل حامل تتعاطى 6 فناجين قهوة يومياً تتعرض لخطر الإسقاط العفوي أو موت محصول الحمل).
3- الاضطرابات النفسية عند المدخنات والكحوليات كالعصاب والقلق والكآبة.
4- نقص الشهية والقابلية للطعام.
27/4/1989
[طبيبة/ السويداء]
امرأة واحدة وأربعة أطفال
في أكثر بلدان أفريقيا سكاناً، نيجيريا، والتي يسكن فيها بحسب الإحصائيات 100 مليون إنسان بدأت لجنة مراقبة نسبة التوليد عملها في آذار الماضي وللمرة، المعلومات الرسمية النيجيرية تتوقع بأنه في عام (2000) سيكون عدد السكان 165 مليوناً وفي عام (2015) سيكون 280 مليوناً فهدف اللجنة إذاً تخفيض مؤشر نمو السكان التي تصل اليوم إلى نسبة 3.3% في كل عام بالمحصلة يكون نصيب لك امرأة بشكل وسطي من 6 – 7 أطفال وحتى يتم الهروب من الاصطدام بالتقاليد الشعبية لعائلات متعددة الزوجات وكثيرة الأطفال وهم حتى الآن يعيشون بكثرة في نيجيريا تقرر صدهم بالارتكاز على المشكلة الصحية.
(امرأة واحدة وأربعة أطفال) هذا هو شعار اللجنة، هذا هو الحد من أجل الحفاظ على صحة النساء، لأن العلم برهن بأنه يوجد خطر كبير على الأمهات عند الحمل الأول كذلك ما بعد الحمل الرابع… هكذا يشرح أحد الاختصاصيين.
وإلى جانب شعار (امرأة واحدة وأربعة أطفال) تعمل اللجنة على نشر النصائح البسيطة مثل [لا للأطفال عند النساء دون 18 عاماً] و[الفاصل بين طفلين يجب أن لا يبلغ أكثر من عامين] و[ينبغي التوقف عن الولادة بعد عمر الـ 35 سنة] هذه كلها نصائح فقط لا مواقف حقوقية وعمل اللجنة طوعي.
تخطيط الأسرة: هذه مهمة الاتحاد النيجيري لتخطيط الأسرة والذي تأسس عام 1963 ويقوم بعمله في 102 مستوصف موزعين على 16 إقليم من أصل 21 إقليم للبلد.
العائلة: تشكل صعوبة كبيرة في غياب الوسائل وكي تكون مسموعاً، هكذا يقول مدير الاتحاد، في ظروف الفورة النفطية والنمو الاقتصادي الذي يشكل 12% كان لابد من الافتراض بان تحديد النسل كان سيجري بشكل طبيعي كما في البلدان الصناعية المتقدمة لكن عندما توفر لدى النيجيريين أموال أكثر أصبحوا يرغبون بالإنجاب أكثر، إن فكرة تخطيط الأسرة تجد صداها لدى النساء وبشكل خاص اللواتي أصبحن أمهات لكن بين الرجال فإنها تلاقي تفهماً أقل.
وإذا علمنا أن نسبة نمو السكان عندنا في سورية تزيد عن نسبة النمو في نيجيريا… فمتى سنفكر في تأسيس مثل هذه اللجنة كي تقوم بحملة توعية لتخفيض معدلات نمو السكان قبل أن ندخل عام 2000!!
تضامن
بتاريخ 15 نيسان 1989 قُدمت /مذكرة/ تضامن مع المناضلة الوطنية اللبنانية سهى بشارة باسم الاتحاد النسائي العربي والمنظمات العربية المتواجدة في سورية. جاء فيها: “إن عشرات المناضلات والمناضلين ضد الاحتلال الإسرائيلي يزرحون اليوم في المعتقلات والسجون بما فيها السجون الإسرائيلية وبين هؤلاء المعتقلين المناضلة الوطنية سهى بشارة التي مارست واجبها الوطني، ونفذت حكم شعبها بالعميل الخائن أنطوان لحد.
إننا نناشدكم للعمل من خلالكم والمؤسسات التابعة لكم من أجل التدخل لإنقاذ حياة المناضلة سهى بشارة ورفاقها والإفراج عنهم”.
هذا وقد قامت ممثلات عن المنظمات بتقديم المذكرة إلى مقر هيئة الأمم المتحدة في دمشق والصليب الأحمر ولجنة العفو الدولية.
كما قدمت المنظمات /مذكرة/ تضامن مع الأسير الفلسطيني جاء فيها صورة موجزة عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها المعتقلون الفلسطينيون من جراء الممارسات التي تتخذها سلطات الاحتلال بحقهم.
وناشدت المذكرة كافة الهيئات الدولية للتضامن مع المعتقلين والوقوف ضد محاولة الاحتلال الإسرائيلي لإجهاض الانتفاضة.
كما ورد إلى بريد الرابطة /نداء/ من اللجنة النسائية الوطنية في الأردن بتاريخ 30/4/1989 يناشد الجماهير الأردنية والجماهير النسائية للمطالبة بالحرية لكافة المعتقلين والمعتقدات والحرية للطالبة تهاني الشخشير ومن أجل تشديد النضال لتحقيق كافة المطالب الجماهيرية المشروعة. وذكر النداء ممارسات الحكومة ضد الجماهير النسائية الأردنية.
ورابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة تعلن تضامنها الكامل مع الجماهير الأردنية ومن أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين والمعتقلات.
كما وردتنا رسالة من المكتب التنفيذي لاتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني تفضح بها سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس يومياً سياسة قتل الأجنة في أرحام الأمهات الفلسطينيات حيث تسببت ومنذ بدء الانتفاضة بإجهاض ما يزيد عن الألفي امرأة وذلك باستخدام غاز “السي. اس” السام والمسيل للدموع وفي الفترة 26 شباط حتى 6 آذار أجهضت /45/ امرأة ضمت الرسالة قائمة بأسمائهن.
والرابطة تعلن احتجاجها الشديد على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وتضامنها مع النساء الفلسطينيات.
زاوية تربوية
الخصائص النفسية عند الطفل
إن لكل مرحلة من عمر الطفل خصائصها التي تبرز نتيجة لمقدمات تطوره النفسي وشروطه، والمقدمات هي الخصائص الوراثية وكذلك الميزات الفطرية للجسم (تركيب الدماغ وعمله). أما الشروط فهي الوضع الاجتماعي ـ الذي يوجد فيه الطفل ـ ونشاطه النفسي. لذا لا يجوز النظر إلى الطفل على أنه نسخة منا نحن الآباء. غنما لكل مرحلة من عمره احتياجاتها واهتماماتها. وكذلك لكل طفل خصائصه الفردية.
ولدى الإنسان مجموعة من الأمزجة قد تختلط فيما بينها إلا أن المزاج الغالب هو الذي يحدد شخصية كل فرد.
والمزاج كتعريف: هو مجموعة من صفات الإنسان النفسية (السيكولوجية) المعنية تظهر بظهور المشاعر وبقوتها وثباتها.
وللمزاج أنواع:
1- المزاج الصفراوي، وتبدو سماته العامة لدى الطفل: مندفع منذ الولادة، سهل التهيج كثير الحركة، لا يستطيع أن يستقر لحظة واحدة في مكانه وحين ينشغل في عمل ما ينجزه بسرعة ولكن ليس بإتقان دائماً.
2- المزاج البلغمي: هادئ، مواظب لا يحب المعشر، يصعب عليه الانتقال من نوع معين للنشاط إلى آخر. ينفذ الوجبات بتمهل ولكن بعناية.
3- المزاج الدموي: رزين، محب للمعشر، حرك، تظهر الانفعالات لديه بسرعة، يحل إحداها محل الأخرى بسهولة، وليست انفعالاته عميقة جداً، مرح، يغني، لكن أية مشاحنة بسيطة مع رفاقه تخرجه عن طوره ويبكي، لكن سرعان ما ينسى ويضحك.
4- المزاج السوداوي: لا يتحمل التغيرات، يتعود بصعوبة على ظروف الحياة الجديدة والناس الجدد، الانفعالات تظهر عنده ببطء وقد تكون ثابتة، قلق، سريع التأثر بالإساءة، مرتاب، قليل الحركة.
وهاك أمثلة عن هذه الأمزجة:
تشكو الأسرة والمدرسة من الطفل “رامي” كونه حرك جداً وينصرف عن دراسته ليشاكس زملائه، لا يستطيع الثبات على عمل ما. فما كان من الأم إلا تقديم مجموعة من الألعاب له بحاجة إلى تركيز وثبات مثل المكعبات /الميكانو/ وطلبت منه صنع عربة قلاب ثم تركيب لعبة أدق وهكذا ثم طلبت منه مساعدتها في تنقية الحمص من الأحجار، بالطبع لم ترق لرامي هذه الأعمال في البداية إلا أن إصرارا لأم وصتها الهادئ وتشجيعها المستمر له قربت هذه الأعمال إلى نفسه وهكذا وببطء شديد وصبر استطاعت أم رامي مساعدة طفلها في التخلص من مزاجه الصفراوي هذا.
أما أم راما فقد لاحظت بعد فترة من دخول ابنتها المدرسة أنها تعود تعبة وأصبحت مصرة في دروسها وحساسة جداً تبكي لأقل ملاحظة، وأول ما تبادر إلى ذهن الأم أن طفلتها مريضة لذا أخذتها إلى الطبيب وهناك بدت راما خجلة وجهها يحمر تارة ويشحب تارة أخرى ولا تجيب الطبيب على أسئلته مما أزعج الأم وهددتها بالعقوبة في المنزل فازداد شحوب راما. لكن كل ما في الأمر أن الأم لم تكن تعرف مزاج ابنتها العصبي السوداوي وأثره على سلوكها.
وفي هذه الحالة فإن راما بحاجة إلى عناية أكبر وحنان ونزهات ومجموعة من الأطفال حولها يشاركنها اللعب وكل ذلك يساعد في تحسين مزاجها وتنشيطه.
ويبقى لدينا المزاج البلغمي والدموي وهما مزاجان حسنان للأطفال ولا يشكلان هماً على العائلة. وإلى جانب الأمزجة لدى الأطفال هناك الأمراض النفسية الشائعة بينهم وهي: الخجل ـ الغيرة ـ القسوة.
الخجل: هو حالة نفسية تظهر في الارتباط والميل إلى الصمت وتباطؤ الكلام. وإذا تكررت هذه الحالة فقد تتحول إلى صفة ملازمة للطفل طيلة حياته. سببها الرئيسي هو التربية غير السليمة مثل (منع الطفل مشاركة رفاقه اللعب في الحي مما يؤدي إلى عزله بشكل مصطنع عن مجموعة الأطفال، الزجر بشكل دائم والطلب بصيغة الأمر وبصياح فإنه يفزع من كل حركة يقوم بها أو أي طلب يريده).
إن هذه الأمور كلها تؤدي بالطفل إلى الانعزال والحجل ويشارك المربون بتكوين هذا المرض لدى الطفل بالإشارة إلى عيب جسدي لديه مثل (اعوجاج القدم، تلعثم النطق، لون البشرة… إلخ) والسؤال الآن كيف يمكن مساعدة هؤلاء الأطفال؟
المهم في الأمر عدم المبالغة بهذه القضية وإقناع الطفل الخجول أن باستطاعته أن يعمل كل شيء بشكل جيد مثل غيره. ودمج الطفل في مجموعة الأطفال ومشاركته النشيطة فيه. كذلك يجب جلب ألعاب تتطلب نشاطاً ذهنياً وتحليلاً كلامياً. ويجب على الأهل والمربين تشجيعهم بشكل كبير أثناء اللعب ومشاركتهم. وعلى المربين أن يعطوا هؤلاء الأطفال فرصة قيادة مجموعتهم ومساعدتهم باستمرار للتغلب على خجلهم.
غيرة الأطفال: إن معاملة الأهل غير المتساوية لأطفالهم الكبير منهم والصغير قد تكون سبباً في الغيرة ومن عادة الأهل تقديم العطف للصغير والمتطلبات للأكبر. وهنا يأتي رد الفعل الدماغي لدى الطفل الكبير ليثبت وجوده وغالباً ما يأتي هذا الرد على شكل احتجاج وتصرفات سلبية تلفت نظر الأهل إليه.
وينبغي على الأهل في هذه الحالة أن يحسنوا الكلام مع الطفل الغيور وتجنب الملاحظات الانتقادية التي تجرح شعوره مثل: (متى ستتعلم ذلك ـ كم مرة قلت لك … إلخ).
إن غيرة الطفل ليست رد فعل غير مضر كما يظن البعض فإن لها عواقبها إذ أن استمرار خطأ الأهل يجعل من الغيرة عادة لدى الطفل إضافة إلى العناد والمشاكسة والانطواء وعدم الثقة مما يجعل هذا الطفل ضمن مجموعة من الأطفال ـ في أغلب الأحيان ـ سلبياً ومؤذياً.
القسوة: إن القسوة لا تظهر لدى الطفل من تلقاء ذاتها، شأنها شأن الطيبة، وغالباً ما تظهر لدى الطفل الصغير قسوة في عمل ما دون أن تكون له في ذلك مقاصد سيئة.
إلا أن التعامل بلا اهتمام تجاهها ـ مهما تكن الدوافع التي أثارتها ـ لا يجوز إذ أن إهمال ذلك يؤدي إلى تكون عادة لديه. مثال: “طفل يؤذي رفيقه في المدرسة، طفل يعذب عصفور… إلخ).
فهما هو أساس القسوة؟
إنها عادة التلذذ بفزع وعذاب الآخرين. ولكن بملاحقة الأهل لأطفالهم وكذلك من يقوم مقامهم (معلم ـ مرب) فإن هذه العادة يمكن أن تتحول إلى صفة خلقية لدى الطفل وكلما كان التنبيه والمتابعة مبكرة كلما كانت النتائج أفضل إذ أن طواعية الجهاز العصبي لدى الطفل وتقبله أسهل في السنوات الأولى من حياته.
وكلمة أخيرة في نهاية استعراضنا السريع لخصائص الطفل النفسية وللأمراض النفسية أن نتائج توجيهنا للطفل لن تكون سريعة إنما هي بحاجة إلى وقت طويل وجهد كبير وتبقى المسؤولية الكبيرة عن صحة طفلنا النفسية هي مسؤوليتنا. لذا يجب على الأهل ـ رغم متاعبهم الكبيرة ـ أن لا يعكسوا أمزجتهم وهمومهم على أطفالهم بل أن يسعوا لتجنيبهم إياها وإلى اللقاء في زاوية تربوية قادمة.
أعدتها: سلام عبد الله
كل شيء يبتدئ من الطفولة
البسمة ترتسم… والفرحة تكبر وعيون الأطفال تبرق مبشرة بغد مشرق إنه الأول من حزيران عيد الطفولة العالمي.
بسمة ترتسم لرغيف شهي أو للعبة خاطتها الأم وعبأتها بما تيسر من خرق بالية أو ربما لليرة أو أكثر لن تشتري لهم شيئاً يرضي لهفتهم.
وفرة تكبر عندما ينتقلون من صف إلى أعلى وعندما يطل العيد أو عندما تقتصد الأسر، دريهمات تشتري بها ثوباً جديداً أو خفاً للصغير الحبيب.
عيون تبرق عندما تجد حجراً وتجل لتخطط كيف ومتى سيلقى على رؤوس الأعداء.
أطفال يطالون الشمس في عليائها ويصبحون لا كالرجال ولا كالنساء بل كالأبطال عيداً آخر يأتي وأطفالنا يدفعون الثمن الغالي للأزمة الاقتصادية التي تخنق الأهل فلا “الخرجية” عادت تنفع لشيء ولا العيد يحمل المسرات أو “العيدية المحرزة” ولا الطعام بقي كما كان.
وفوق هذا كله فالكل يسأل عن الـ “باب” أين هو قبل الظهر في العمل وبعد الظهر في العمل وفي الليل عندما تنام عيون الصغار يأتي الأب ليختلس قبلاً قبل أن تبزغ الشمس ويتأبط قوته ويذهب.
طفولتهم أفضل من طفولتنا صحيح.
لكن الزمن يمشي إلى الأمام فلماذا نريد أن نعاكسه.
والأهل يحسبوا ألف حساب عندما يضطرون للطبيب ويعشعش الهم في جنباتهم عندما يحين موعد افتتاح المدارس.
أعواد رقيقة تخرج إلى معمعان الحياة وهي غضة بعد لضيق ذات اليد أو لأن “العلم لا يطعم خبزاً”.
أمثلة كثيرة وكثيرة وآمال كبيرة، نناضل من أجلها مستعدين للوقوف في وجوه أولئك الذين يسرقون لقمة أطفالنا ويختسلون البسمة من شفاه صغارنا. فنضع أمام أعيننا شعاراً واضحاً طفولة سعيدة.
لقاء مع المناضلة الجزائرية د. زينب الأعوج
في شهر آذار الماضي جرى لقاء بين سكرتاريا “رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة” وبين الدكتورة “زينب الأعوج” سكرتيرة “جمعية الدفاع عن حقوق المرأة وترقيتها” في الجزائر. تم في الاجتماع تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتبادل التجارب بين المنظمتين الشقيقتين. و”صوت المرأة” كانت هناك. وأجرت مع الدكتورة زينب الحوار التالي:
– أهلاً بك في دمشق:
دمشق بلدي الثاني، فيها أمضيت أحلى أيام عمري أثناء تحضيري شهادة الدكتوراه، ولا حاجة للترحيب بالمرء في وطنه.
– لقد استقطبت أحداث أكتوبر 1988 في الجزائر اهتمام الجميع في بلادنا وفي العالم. ماذا عن التحرك النسائي خلال وبعد هذه الأحداث؟ وماذا عن منظمتكن.
هناك تحرك نسائي هام منذ /5/ أكتوبر، تجلى بإضرابات ومظاهرات. كما شُكلت عدة لجان نسائية منها لجنة ضد التعذيب وتضم مجاهدات وطالبات وغيرهن.
تضم جمعية الدفاع عن حقوق المرأة وترقيتها حالياً وطنيات ومجاهدات ومثقفات وطالبات ويجري العمل على تحويلها إلى منظمة نسائية جماهيرية مستقبلاً. وتلعب هذه المنظمة دوراً هاماً في الوضع الحالي ويجري العمل لتكريس الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، كيوم لتكثيف النشاط ضد الرجعية.
– هل هناك تنظيمات نسائية أو عامة أخرى تشارك فيها النساء بفعالية إلى جانب جمعية الدفاع عن حقوق المرأة وترقيتها؟
أجل… هناك عدد منها، “كالتنظيم الصحفي الحر” ومن عدد عام من النساء مثل ملكة عبد العزيز ودهبية يوسف. وهناك أيضاً تشكيلة المثقفين وبينهم أيضاً عدد من النساء الصحفيات وأستاذات الجامعة. أمثال ناديا جندوز (شاعرة) نجاة خده (كاتبة) مريم باثي (رسامة وروائية وشاعرة) وأيضاً سيدة حجاجي في ميدان الجامعة، والمجاهدة زهور زيراري، والأستاذة فاطمة حمدي وغيرهن.
– ماذا عن أهداف هذه التجمعات والتنظيمات؟ ما هي الأساليب التي تتبعنها لنشر أفكاركن بين النساء؟
تجتمع هذه التنظيمات والتشكيلات على أهداف مشتركة تهم جميع المواطنين الجزائريين كالدفاع عن الحريات الديمقراطية، وحرية الرأي، وضد الرقابة.
أما أهم أهداف التنظيمات النسائية الآن فتتركز على الوقوف في وجه الفكر الظلامي الذي يحاول عرقلة تطور المرأة، وإعادتها إلى البيت والذي وصل إلى حد تهديد النساء بالحمص، ولذلك فقد تصدت فئة واعية من النساء للوقوف ضد هذه الأخطار والتصرفات، لإثبات وجوها في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
لابد من أجل ذلك من الانفتاح على جميع الفئات الاجتماعية في الجزائر وجذب العاملات وربات البيوت إلى صفوفنا وكذلك ضحايا 5 أكتوبر، وأعتقد أن أفكارنا في الدفاع عن الاستقلال الوطني، والحريات الديمقراطية، وتحرر المرأة، تشكل عامل جذب لجميع هؤلاء اللواتي يملكن مصلحة حقيقية بذلك.
– نعلم أن معظم الوجوه النسائية المعروفة والتي ذكرت قسماً منها قبل قليل كانت تعمل في الاتحاد النسائي للمرأة الجزائرية، فما هو جوهر التغير على ساحة النضال النسوي في الجزائر الآن؟
بحكم تطور الجزائر، والواقع الملموس، كان من الضروري إيجاد تنظيمات جماهيرية ديمقراطية تستطيع الوصول إلى أوسع الفئات الاجتماعية، وهكذا تشكلت جمعيتنا، وأعلن عنها رسمياً عام 1989، رغم أنها بدأت النشاط منذ عام 1987.
– مازال الكلام لك دكتورة زينب فما الذي تريدين إضافته أو التأكيد عليه؟
أود التأكيد مرة أخرى على أن جميع التشكيلات التقدمية والوطنية الديمقراطية في الجزائر تناضل من أجل رفع مستوى المرأة والرجل، ومن أجل قضايا المجتمع بشكل عام، ودفع دور المرأة في الحياة، والوقوف في وجه الفكر الكلامي الذي ينتشر في الجزائر، والذي يسيء إلى المرأة والرجل على السواء، فلا يخفاك أن اعتبار المرأة “عورة” هو تعرية للرجل من إنسانيته ووعيه أيضاً.
حاورتها: راوية
نظرة إحصائية
أردنا من استعراضنا الإحصائي هذا والمتعلق بواقع الأطفال في سورية أن نستنتج معاً المكاسب التي حصل عليها أطفالنا حتى عام 1986 وفق معطيات المجموعة الإحصائية الأخيرة لعام 1987 الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء. وكذلك النواقص التي مازالت موجودة لكي نعمل والجهات المختصة معاً من أجل أطفالنا.
شمل الإحصاء التعداد السكاني للقطر والمدارس الابتدائية والمشافي والأحداث ولم يشمل كافة المحافظات إنما اقتصر على المحافظات الرئيسية في القطر وهي /دمشق ـ حلب ـ حمص ـ حماه/ مع مقارنة بين عامي 1984 و1986:
عدد سكان سورية:
السنوات | ذكور | إناث | المجموع |
1984 | 5074 | 4860 | 9934 |
1987 | 5603 | 5366 | 10969 |
تقرير عدد سكان سورية حسب فئات السن في منتصف عام 1987 بالألوف:
السنوات | مجموع حضر وريف وذكور وإناث |
دون السنة | 401 |
1 – 4 | 1668 |
5 – 9 | 1872 |
10 – 14 | 1464 |
التربية والتعليم العالي:
بلغت الموازنة العامة عام 1984 (41289000) خصص منها للتعليم دون العالي (1492546).
أما عام 1986 (43841000) خصص منها للتعليم دون العالي (2582415).
المدارس الابتدائية حسب ملكية المدرسة وجنس التلاميذ
السنوات | رسمية | خاصة | ||||
ذكور | إناث | مختلطة | ذكور | إناث | مختلطة | |
1984 | 579 | 199 | 7387 | 9 | 2 | 217 |
1986 | 349 | 131 | 8222 | 9 | 22 | 230 |
شعب المدارس الابتدائية
السنوات | رسمية | خاصة | ||||
ذكور | إناث | مختلطة | ذكور | إناث | مختلطة | |
1984 | 7162 | 2688 | 62826 | 68 | 18 | 1178 |
1986 | 5009 | 1874 | 73663 | 66 | 21 | 1300 |
معلمو المدارس الابتدائية
السنوات | رسمية | خاصة | ||
ذكور | إناث | ذكور | إناث | |
1984 | 26641 | 37802 | 196 | 1494 |
1986 | 30005 | 45559 | 189 | 1703 |
تلاميذ المرحلة الابتدائية
السنوات | رسمية | خاصة | ||
ذكور | إناث | ذكور | إناث | |
1984 | 962095 | 779597 | 26261 | 21502 |
1986 | 1050472 | 888622 | 30676 | 25413 |
مشافي الأطفال في القطر
السنوات | العدد |
1977 | 1 |
1984 | 4 |
1986 | 5 |
رياض الأطفال
السنوات | العدد | الأطفال | ||
ذكور | إناث | المجموع | ||
1984 | 493 | 28804 | 23424 | 52228 |
1986 | 610 | 33932 | 28056 | 61988 |
توزع رياض الأطفال في المحافظات لعام 1986
المحافظات | العدد | الأطفال | ||
ذكور | إناث | المجموع | ||
دمشق | 73 | 4572 | 3531 | 8103 |
حلب | 79 | 6002 | 4910 | 10912 |
حمص | 66 | 2635 | 2209 | 4844 |
حماه | 59 | 1886 | 1658 | 3544 |
الأحداث المدانون حسب الجرائم والمحافظات لعام 1985
نوع الجرائم | دمشق | حلب | حمص | حماه |
الجرائم الواقعة على السلامة العامة | 11 | 60 | 7 | 2 |
الجرائم الواقعة على الإدارة العامة | 3 | 4 | – | – |
الجرائم الواقعة على السلطة العامة | 2 | 4 | – | – |
الجرائم الواقعة على الدين والأسرة | 12 | 60 | – | 3 |
الجرائم المخلة بالأخلاق والآداب | 76 | 24 | 46 | 10 |
الجنايات والجنح الواقع على حياة الإنسان | 101 | 148 | 41 | 23 |
الجرائم التي تقع على الأموال | 607 | 110 | 49 | 66 |
جرائم القباحات | 10 | 4 | 1 | 10 |
الجرائم التي لم تذكر في قانون العقوبات | 1264 | 1426 | 432 | 316 |
مدارس وشعب ومعلمو وتلاميذ المرحلة الابتدائية حسب الجنس والمحافظات عام 1986
المحافظات | المدارس | الشعب | ||||
ذكور | إناث | مختلطة | ذكور | إناث | مختلطة | |
دمشق | 110 | 87 | 264 | 1850 | 1294 | 847 |
حلب | 159 | 31 | 196 | 1988 | 283 | 15433 |
حمص | 6 | 3 | 680 | 67 | 30 | 7150 |
حماه | 13 | 4 | 803 | 228 | 45 | 7291 |
المحافظات | المعلمون | التلاميذ | ||
ذكور | إناث | ذكور | إناث | |
دمشق | 1923 | 4477 | 104479 | 95862 |
حلب | 6341 | 7622 | 237350 | 184300 |
حمص | 2220 | 5463 | 100934 | 91459 |
حماه | 2725 | 4557 | 90470 | 79648 |
نحن نعلم أن دراسة الإحصائيات وما يترتب عليها من نتائج بحاجة إلى مختصين في هذا الشأن ولتكن المعلومات التي قدمت في النظرة الإحصائية هذه دعوة للباحثين لمشاركتنا بخبرتهم وإفادة قراء صوت المرأة بنتائج عملهم.
ماذا يعني صوت المرأة؟
بما أن الفكر يدين بشدة السطحية والمجاملة الزائفة بل ويحتقرهما فلابد إذا من الصدق والعمق في النظر إلى جريدة “صوت المرأة” تلك التي تعكس صورتنا كنساء، طريقة تفكيرنا، ما نطمح إليه، أهدافنا.
ولابد أيضاً من النقد البناء لاجتياز الهفوات التي نقع بها لا أن نوسعها، إن أول ما يلفت النظر في جريدة “صوت المرأة” و عنوانها بالذات وليس هذا فقط بل ومحتواها النسائي البحت وهذا يذكرني أيضاً بتقسيم الأدب إلى أدب نسائي وأدب رجالي تلك النظرة التي تدل على العنصرية وعلى التجزئة والتقسيم مع أننا نحارب كل هذه الأشكال ليس على الصعيد السياسي فحسب بل بكل المجالات كيف سنتحرر إذا كنا لا نزال نتعامل بالتفرقة ومن أبسط مظاهرها الجنسية وأود هنا أن أطرح بعض الأسئلة: هل نريد التحرر نحن النساء وأن نمتلك زمام السلطة على الرجال. أو بمعنى آخر هل قضيتنا تحرر المرأة من الرجل؟
هل للمرأة مطالب تتمتع بخصوصية تختلف به عن ذاك الرجل الذي تهمه أشياء أخرى بعيدة عنها، أم أن المرأة تود الرد على الرجل الذي أبقاها أمداً طويلاً سجينة بيتها بأن تتحرر منه وبأن لا تعترف بوجوده معها؟
لنفترض أن المرأة تحررت من الرجل مطلقاً واستطاعت أن تتحكم به فهل هذا ما تريده امرأتنا المفكرة؟
بالحقيقة أن المرأة تنسى في غالب الأحيان أننا لا نريد الحرية لأجل أن نقاتل الرجال بالعكس فنحن نريد الحرية لنا وللرجال أيضاً بالرغم من تحررهم المظهري إلا أنهم لا يزالون مقيدين بالتقاليد والجمود والعقائد البالية إن جوهر تحررنا ليس المرأة أو الرجل بل كلانا معاً كيف ستنكر المرأة الرجل مع أنه قبل كل شيء إنسان وهو إلى جانب ذلك أب وأخ وزوج وصديق ورفيق وزميل وإنسان لها مرة ثانية.
وبما أن المرأة أصبح تفكيرها مختلفاً تماماً عن تلك النظرة التقليدية بأن ترد اعتبارها عن طريق فرض سيادتها على الرجل بل ينبغي منها الآن أن تجعل المرحلة اندماجية وهي في غمرة إيجاد الوطن والحرية والخبز والسلام والديمقراطية تعرف أنها تسير باتجاه “الأممية” وهي تدرك تماماً انه لا وجود تفريق على أساس الجنس، الدين، العرق، اللون، أي امتياز آخر…
ولا أدري لماذا لا يزال البعض تنتفخ أوداجه وهو يصرخ بأن أصل البشرية هو الرجل لأن حواء خلقت من ضلع آدم وماذا يهمنا من كون آدم الأصل أو حواء طالما أن وجودهما كان في تاريخ واحد وخلقا البشرية معاً أيضاً، وهذا ما تقع به جريدة صوت المرأة مع الأسف تحاول أن تؤكد في نصف نشاطاتها أن للمرأة كان الدور في اكتشاف النار أو إيجاد الأشياء وتصنيعها من الطبيعة أو أي شيء آخر. ونحن لا نريد المراوحة في المكان أو الاستظلال بذكريات ماضي المرأة العريق إنما نريد أن نمشي ونسرع أيضاً ونعوض ما فاتنا.
هناك ناحية أخرى أود الإشارة إليها بأن الجريدة تأخذ الخط السياسي غالباً مع أن السياسة لا تبتعد عن العامل الاقتصادي كما أكد كارل ماركس بل أن السياسة تستوجب معرفة البنية التحليلية “الاقتصادية” وهذا ما تبرهنه أيضاً الدكتورة نوال السعداوي في معظم كتبها فهي تؤكد دور العامل الاقتصادي في جعل المرأة تابعاً للرجل حيثما هو يعمل وهي تظل في بيتها ومن هذا كله أريد القول بأنه يجب علينا أن نلغي كل شرط يحد من عمل المرأة في أي مجال كان إذ أن الدولة غالباً ما تعطي الأولوية للذكور أو حتى تحدد شروطها بالذكور وهذا من شأنه أن يعكس علينا حالات إضافية من التفرقة أو حتى الآن في قبول طلبات المعاهد أو الوظائف الشاغرة بحجة أن الرجل بإمكانه مثلاً في حالة التخرج أن يسافر حتى ولو كان المكان بعيداً بينما المرأة فأمر غير وارد. إن لمثل هذه الحالات يجب أن نشير إليها ونحارب وجود مثل هذا النوع من التعامل معنا وللجريدة دور كبير في أن تكشف مثل هذه الأمور لتكوين تمهيد لحلها.
وأخيراً ماذا لو أن جريدتنا تزيد من عنايتها بالناحية الأدبية والثقافية وتشارك فيها جميع كتاب التحرر والسلام بغض النظر طبعاً عن الجنس وهذا ما سوف يجعلنا في صفوف متقدمة وخاصة إذا أغنيناها أيضاً ببعض المواد المترجمة.
ومن هذا كله لا أريد أن أكون في موقف من يلقي النصائح وإنما هي نظرة جديدة أحببت أن أشير إليها لكي لا يغب عن أذهاننا كنساء أن تحررنا سندمجه بالتحرر الكامل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي لكي تكون دروبنا مفتوحة لا دائرة مغلقة.
آذار/ 1989 جفرا
وصوت المرأة: إذ تشكر الصديقة العزيزة على اهتمامها بالمجلة وحرصها على تطويرها، وتحسينها، تود أن تضيف الأمور التالية:
أولاً: أن اسم المجلة وتوجهاتها الرئيسة مقرة في المؤتمر السابع للرابطة باعتبارها المجلة الناطقة باسمها.
ثانياً: ليس في نية المجلة التوجه إلى النساء فقط رغم أنه طبيعي والدليل على ذلك أن زاوية بيننا وبينكن في العدد ما قبل الماضي كانت من أحد الأصدقاء.
ثالثاً: كثيرا ما تتضمن صوت المرأة مقالات ودراسات بأقلام “رجالية” على حد تعبير الصديقة “جفرا” منها على سبيل المثال لا الحصر “دراسة حول رعاية الطفولة والأمومة في بلغاريا والنساء الوحيدات” إلى جانب الكاريكاتير والرسوم التي تخطها أقلام فنانين وليس فنانات إذا استثنينا العدد الأخير… وغير ذلك من المواضيع التي أغفلت من التواقيع.
رابعاً: إن المجلة تحاول التعبير عن مشاكل المرأة وتتمركز حولها أسوه بباقي المجلات النسائية التقدمية.
خامساً: للأدب مكان في مجلتنا، وصفحاتها مفتوحة لكل عمل أدبي “نسائي أو رجالي” ونرجو أن تلقى صرختك أذناً صاغية لدى أدبائنا الشباب.
سادساً: نوافقك تماماً على أهمية طرح المشاكل والصعوبات التي تعانيها المرأة في ميدان العمل أو في ميدان صراعها مع الوضع الاقتصادي في محاولة لتحسين أوضاع أسرتها المعاشية. ونرحب بكل دراسة أو “ريبورتاج” يسلط الأضواء على مثل هذه المعاناة “فصوت المرأة” إنما وجدت من أجل ذلك حصراً.
مع شكرنا الجزيل لك، وبانتظار المزيد من الآراء والدراسات التي ستكون مساهمة جدية في سد الثغرات التي تحدثت عنها. لك منا أطيب التحيات.
حكاية
الطفل: شو عم يصفر؟ شو عم يعوي؟
مين دق الباب؟
يمكن ديب، يمكن واوي.
هربان من الغاب!
الأم: برد، برد، تغطى مليح
يا حبيب الماما
ولا تفزع عالباب الريح
عم تعزف أنغاما
الطفل: حكيلي حكاية قبل النوم
وبحضنك ضميني
عم انتظرك طول اليوم
تاتجي تسليني
الأم: كان بيني عصفور
شي كبرو جناحاته
رف وطار صوب النور
وغنى غنياته
وبكرة رح تكبر وتطير
للأيام الجاي
وتنسى انك كنت صغير
تغفى عالحكاية
برد، برد تغطى ونام
وتهنى بأحلامك
الحب، الحرية، السلام
يغمرو أيامك
زجل ميخائيل عيد