المحتويات
·بيان بمناسبة يوم المرأة العالمي، مزيداً من النضال لتحقيق مطالب المرأة السورية
·يوم في حياة امرأة
·أم فدوى: جيهان ـ السويداء
·سعدية : أمل مجاهد
·لقاء: بقلم سناء
·بيننا وبينكن
·كاد أن يكون رسولا:
·ذكراهن خالدة
·الشهيدة البطلة وفاء نور الدين
·دمشق يا بسمة الحزن: رشا
·تضامناً مع نساء أفغانستان: المنظمات النسائية العربية في سورية
·تجليات المصادفة ـ شعر: شوقي بغدادي
·بيان صادر عن المنظمات العربية النسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
·مسألة المرأة
·زاوية تربوية: سلامة طفلك ـ أعدتها: سلام عبد الله
·زاوية صحية: التهاب الملتحمة ـ عفرين
التهاب السحايا: إعداد الدكتورة س
بيان بمناسبة يوم المرأة العالمي
مزيداً من النضال لتحقيق مطالب المرأة السورية
يا جماهير النساء في وطننا الأبي
ها هو فجر الثامن من آذار يوم المرأة العالمي يشرق علينا من جديد. إنه رمز لنضال المرأة في كل مكان… في سبيل حقوقها وهو رمز للدور الفعال الذي تقوم به النساء في العالم والذي يتعاظم يوماً بعد يوم في النضال من أجل السلام وحماية كوكب الأرض من الدمار.
إن يوم المرأة العالمي. هو يوم التضامن مع جميع النساء اللواتي لم ينلن حقوقهن في جميع أنحاء العالم.
أيتها الأخوات:
إن المرأة في سورية قد حققت عبر نضال شاق عدداً من الإنجازات. فقد ازداد دورها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ودخلت مختلف الميادين وعبرت عن كفاءتها في تحمل المسؤوليات.
إن رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة تقدر نهج سورية الوطني المعادي لمخططات الإمبريالية والصهيونية والتخاذل. إن هناك من يريد أن يحرف سورية عن هذا النهج وإركاعها وإخضاعها وضرب كل صوت يرتفع ضد الإمبريالية لذلك نحن نرى أن هذا النهج يحتاج إلى الحماية والدعم ومن أجل هذا لابد من:
1- إيجاد حل سريع للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الجماهير والقضاء على الغلاء الذي يتزايد يوماً بعد يوم وزيادة الأجور مع تثبيت الأسعار وخاصة المواد الضرورية للمعيشة.
2- ضرب نشاط البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية ومحاربة الاحتكار والتلاعب بقوت الشعب.
3- إيجاد حل سريع لأزمة السكن التي يرزح تحتها العديد من الأسر وخاصة الشابة.
4- تطوير قانون الأحوال الشخصية بحيث يتناسب مع روح العصر وكرامة المرأة.
5- توسيع الخدمات الاجتماعية والصحية.
6- إيجاد الطرق المناسبة لتوسيع مشاركة النساء في النشاط الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. لذلك لابد من نشر دور الحضانة ورياض الأطفال وكل ما يخفف عن المرأة عبء الأعمال المنزلية ويطلق طاقاتها الجبارة.
أيتها الأخوات:
ويطل الثامن من آذار والانتفاضة المباركة تدخل شهرها السادس عشر.. وأعيننا تتطلع على أخواتنا وإخواننا وأبنائنا في الأراضي العربية المحتلة، ترقب مطر الحجارة تنهال فتصيب كبد السياسة الإمبريالية والصهيونية وتدق إسفيناً عميقاً في نعشها.
بوركت أيديكم يا أطفال الحجارة. لقد ألهبتم الأرض تحت أقدام المحتلين وقلبتم كل الموازين وكشفتم ممارسات حكام إسرائيل العنصرية والنازية.
إننا نرفع رأسنا اعتزازاً ونحن نرى استمرار الانتفاضة التي لا مرد لها… إنها مستمرة بكل القوة والعنفوان.. إنها ابنة العشرات من الثورات الفلسطينية التي عمدت بدماء الآلاف والآلاف من الشهداء الأبرار.
إننا اليوم من جديد نعرب عن وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الوطنية على ترابه الحر الأبي.
وفي سبيل ذلك ومن أجل تحرير الجولات والجنوب اللبناني المحتلين لابد من أن يرتقي التضامن العربي المعادي للإمبريالية والصهيونية إلى مستوى أرفع وأن تتعزز أكثر وأكثر علاقات الصداق والتعاون مع الاتحاد السوفييتي وسائر البلدان الاشتراكية.
تحية إلى نساء الانتفاضة البطلة
تحية إلى المناضلات في المقاومة الوطنية اللبنانية
تحية إلى أخواتنا في الجولان الحبيب
تحية إلى النساء المناضلات في العراق ضد نظام صدام الديكتاتوري
تحية إلى جماهير النساء في بلادنا وإلى المزيد من النضال لتحقيق مطالبهن وكل عام وأنتن بخير
رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة
يوم في حياة امرأة
بطاقة الهوية:
الاسم: أم..
الجنس: امرأة
المهنة: امرأة عاملة
العمر: آلاف السنين
التاريخ: أحد أيام الأسبوع ـ لا فرق ـ مع الشمس استيقظت، شربت القهوة على المجلى… ارتديت ملابسي في المطبخ وأمامي أرغفة يصعب التعامل معها لتكون زاداً للصغار.
أيقظت الأطفال، وساعدتهم في ارتداء ملابسهم… أنا على وشك الخروج إلى العمل… ألقي نظرة خاطفة إلى المرأة نسيت تمشيط شعري. خرجت… ريح باردة لفحت وجهي، ولم تفلح في أن تصرف ذهني عن التفكير في طبخة اليوم… وما يجب عمله بعد عودتي.
دخلت دائرة عملي، رفعت رأسي… أشرقت في نفسي إنسانة أخرى… أنا هنا شيء آخر… شددت قامتي وبدأت… في غمرة العمل نسيت الطبخ، والغسيل، وتنظيف البيت و.. و.. وعشرات الأمور التي تنتظرني هناك. غرقت في هموم أخرى مختلفة تماماً… نجحت في علاج بعضها فغمرتني سعادة لا توصف، وفشلت في بعضها الآخر فلم أحزن… سأحاول مرة أخرى… وسأنجح. لا بأس ظروف العمل هكذا… لا شيء يدعو إلى اليأس. ليس الأمر كمرض الصغار وتعذر الشفاء، والركض لتجميع الدواء، ولا يشبه بحال من الأحوال السعي وراء المؤسسات الاستهلاكية، وتامين المواد الغذائية.. ولا تربطه صلة بأعباء المنزل والأسرة.. الأمر في العمل مختلف تماماً، يسير وفق نظام محدد. لا أخشى أن يهرب العمل مني، ولكني أخشى أن تتراكم هموم المنزل. لا أخاف زيادة في راتبي فسأستلمه آخر الشهر كما في الأشهر والسنوات السابقة، ولكني أرتجف من التفكير بزيادة الأسعار.. أحب أن يكبر الصغار، وأفكر بالملابس التي تضيق وتصغر وتطلب الاستبدال.. أحلم أن يتعلموا ويتخرجوا من الجامعات ويكملوا دراساتهم العليا.. وأترقب بقلق الصعاب التي ستواجههم بعد ذلك من السعي وراء العمل، إلى المتطلبات الكثيرة.
أشقى وأعيش لكي يسعدوا، ويهنؤوا بحياة أسرية مستقلة، وبكل فكري من البحث عن حلول من أجل ذلك، من أين لهم السكن والدخل المناسب لحياة متواضعة ولكنها مريحة… ماذا حدث ها أنذا أغرق مرة أخرى في هموم بعيدة عن العمل! لا يجوز .. العمل عمل… والهموم هموم… يجب فصل احدهما عن الآخر.. لا بأس سأحاول مرة أخرى.
أعرف الآن ما الذي شدني مرة أخرى إلى المنزل وهمومه.. إنها الاستراحة .. أجل الاستراحة.. يجب إلغاؤها من نظام العمل… ففيها “تتفتق الجروح” وتلتقي الهموم… هذه قلقة على طفلتها المريضة التي تركتها عند الجيران.. وتلك فاتها باص الروضة فاضطرت أن تأخذ طفلها إلى والدتها التي تقطن بعيداً، وتلك، وتلك، وكانت ثالثة الأثافي تلك التي دخلت الغرفة العاصفة.. وانهارت على أقرب كرسي تشهق.. ودموعها تهطل مدراراً.. ولم نتمكن من لملمة قصتها إلا بعد جهد جهيد… لقد ضُربت… اجل ضُربت، لأنها تصرفت بجزء من راتبها دون علم زوجها… لم أصدق… هتفت غير مصدقة… بعبارات متقطعة لم أتمكن من صياغتها: ماذا تقولين..؟ لا يمكن..! لماذا تبكين… إن القانون.. صرخت في وجهي… القانون…! هيك وهيك منك ومن القانون… لم أغضب.. لأول مرة لا أغضب عندما أشتم… كل ما شعرت به هو القهر… القهر الذي لا يمكن وصفه… احدودب ظهري، وتقلصت قامتي.. وعجزت عن الرد… لأول مرة أعجز عن الرد… زميلة شابة متفتحة كوردة انفجرت في البكاء… فهمت سبب بكائها… قلبي وروحي فهما.
تابعت المنكودة صراخها بين الدموع: قال القانون قال…! هل تمكن القانون من حماية زميلتنا التي شرد أطفالها وتعست حياتها لأنها رفضت أن تكون الزوجة الأخرى.. هل رحمتها زميلاتها… ألا تذكرين ماذا قلن لها..؟ يجب أن تتحملي من أجل الأطفال.. الحق عليك ربما قصرت في واجباتك تجاهه، فالتفت إلى الأخرى، ربما وجد عندها ما لم يجده فيك.. ربما.. ربما.. لم نجد لها عذراً واحداً يومها… جميعنا أردنا لها أن ترضى بواقعها.. الشرع أباح له وهو يستخدم حقه.. أتذكرين..؟ ماذا فعل لها القانون. امرأة كادحة… تتحمل المسؤولية بصبر وتفان… وزوج يرفض التنازل عن أبسط نزواته ناهيك عن المساعدة… لم نوجه يومها ذرة من اللوم إليه.. ولم نتحدث عن القانون… ولم … ولم.. كلنا بحثنا عن حلول سهلة.. عن حجج واهية تجعلها ترضى بواقعها المر… وماذا حدث عندما لم تقتنع… فقدت الأسرة والزوج والأبناء.. واحتفظت بحريتها… حريتها..! ماذا تفعل ابنة الأربعين مطلقة بحريتها في مجتمعنا… قولي لي ماذا تفعل بها… قال القانون قال..!
لم أعد أصغي إليها… صرخت… هدأت… بكت.. صرخت.. لم أعد أستمع… تعطل عقلي. خرس تفكيري.. لم أبك، ولم أصرخ كما فعلت الأخريات… صمت عملاً بالقول المأثور: قل خيراً أو فاصمت…
ملاحظة: لم ينته النهار بعد ففيه بقية أعجز الآن عن تدوينها..
ولعلكم تدركون سبب عجزي.. إضافة إلى أن لدي الكثير مما ينبغي إنجازه، وسأترك الأمر إلى فرصة أخرى… إلى اللقاء.
راوية
أم فدوى
شاءت الصدف أن تعيدني ثانية لمدرستي الأولى التي تعلمت فيها طيلة المرحلة الابتدائية من حياتي، ولكن جئت إليها هذه المرة بصفتي مدرسة علي أن أساهم في المراقبة أثناء امتحان شهادتي الدراسة الإعدادية والثانوية.
إنها مدرستي التي تعلمت فيها الأحرف الأولى وجلست على مقاعدها ولعبت في باحتها المفروشة بالرمل الأسود، ذكريات كثيرة أعادتني للخلف إلى أيام الطفولة التي لن تعود أبداً… لقد كبرت ولكن مدرستي لم تكبر مازالت شابة ذات قلب كبير تستقبل كل عام وفوداً من أطفال بلادي الصغار ليدرجوا فيها ويكبروا ويقرأوا… وينقشوا على جدرانها صوراً وأسماء لا تمحى تحمل ذكراهم وشكواهم…
دخلت الممر وتمشيت في الغرف وطالعتني من أول نظرة (السقاية) أم فدوى… نعم هي بذاتها لا تزال في مدرستي… تلبس تنورتها الكحلية وفوطتها البيضاء… أم فدوى هل تذكريني يا أم فدوى… أنا… قالت وتطلعت إلي بعينيها السوداوين المكحلتين بأهدابهما الأشد سواداً: نعم أذكرك…
ربما قالت ذلك مجاملة ولكن يا أم فدوى لازلت أذكرك جيداً حتى الآن.
كنت كل يوم أدخل باحة مدرستي وأول من أرى شخصك الكريم، تجلسين على درجات المدرسة تتطلعين إلى الطلاب المرتبكين المترقبين وإلينا بحب وأمل وقد كبرنا… تشبكين يديك وتردين تحية الصباح ببسمة ناعمة من شفتيك… آه ليتني كنت رسامة لرسمتك ورسمت تلك النظرة الوادعة وتلك العينين اللتين أعادتا لي طفولتي وأيامي… أنا الآن تلميذة الصف الثاني تلبس مريولها الأسود وتغني مع رفيقاتها مدرستي حلوة…. مدرستي زينة.
نعم أتذكرك يا أم فدوى يوم كنت تدخلين الصف كأم تعتنين بكل طفل منا وتحرصين على نظافة صفنا “بيتنا الصغير” الذي كنا ننثر فيه أوراقنا الممزقة ولا نعبأ بنظافته أبداً.
دون تأفف تمسحين يد هذا وأنف ذك ووجه تلك… تبتسمين عندما نطلب منك ان تسقينا وتتدخلين عندما يحتدم عراكنا ويعلوا صراخنا وتنهمر دموعنا. ولازالت ابتسامتك أمام ناظري وها هي تعود اليوم أعمق وأعمق.
أتمشى بين المقاعد وأطلب من أحد الطلاب أن يلملم أوراقه ومن الآخر أن لا يحدث ضجة ثم أقف بالباب ثانية عين على أم فدوى التي تحمل أباريق الماء وتوزعها في غرف الامتحانات وعين على القاعة أرقب الطلاب وهم غارقون في امتحاناتهم..
– أم فدوى… كم سنة وأنت تشتغلين في هذه المدرسة.
أجابت بعد تنهيدة:
– خمس وعشرون سنة.
– وأولادك صاروا شباب.
– نعم الكبير منهم يخدم في الجيش وهذه أصغرهم بالصف الأول وأشارت إلى طفلة صغيرة سمراء تمسك بطرف ثوبها.
– وكم أجرك اليوم.
– 1100 ليرة سورية مع الزيادة الأخيرة. أنا لم أثبت إلا منذ سبع سنوات، ثماني عشرة سنة أعمل سقاية ولا أتقاضى أكثر من أربعين ليرة في الشهر.
– ألم يضموا خدماتك السابقة ـ أجابت بمرارة:
– لا وحياتك.
وتساءلت أم فدوى السقاية التي أمضت خمساً وعشرين سنة تكنس غرف الصفوف، تتنفس غبار الأطفال ـ تجمع الأوراق من الباحة ـ تلبي طلبات المعلمات والتلاميذ ـ لا يحسب من خدمتها سوى سبع سنوات.
وعدت إلى أفكاري وإلى ذكرياتي إلى أيام طفولتي يوم لم نكن نشعر بقيمة العمل والتعب الذي يبذله الآخرون من أجلنا لقاء أجر زهيد لا يبل الرمق والذي ينالونه لقاء تعبهم ويرافق ذلك المعاملة السيئة والنظرة المتعالية إليهم انطلاقاً من ترتيب المهن الذي اعتدنا عليه في بلادنا.
لقد أعادتني رؤية أم فدوى إلى حادثة انطبعت في مخيلتي منذ سنوات يوم زرت مزرعة للأبقار في أحد البلدان الاشتراكية، هناك طالعتنا عند المدخل صبية شقراء طويلة تنتقل بزهو وثقة وتلبس على ما أذكر جزمة (وأفرولاً) كحلياً وقد انكبت على عملها في تنظيف الزريبة، فسألت حين ذاك إحدى المسؤولات: ألا تعوضون عليها شيئاً لقاء هذا العمل الوسخ… فردت المسؤولة فوراً:
نحن ليس لدينا عمل وسخ وعمل نظيف العمل هو العمل. فضحك من معي وخجلت من نفسي.
أم فدوى… أيتها السقاية الطيبة، لا أنكر أنك زرعت في نفسي ألماً ولوعة ووداً وحباً… يا رمز أبطال العمل الحقيقيين في وطني.. أيتها الجندية المجهولة التي تملك قلباً من ذهب… وابتسامة من ياسمين… وجبيناً رسمت عليه السنون تجاعيداً تدين الظلم الاجتماعي وتدعو إلى أن يعطى كل إنسان حسب عمله وبقدر العرق الذي يبذله… إليك تحياتي
السويداء/ جيهان
11/ حزيران/ 1986
سعدية
“سعدية قفي بدورك”
وغمز عامل الفرن بعينه..
كان الكلام موجهاً لصبية في العشرين من عمرها، تتقدمني في الدور.
كانت “سعدية” ـ كما سماها عامل الفرن ـ تحاول أن تتجاوز بعضاً من نسوة يتقدمنها.
وصل الدور أخيراً إلى سعدية… دفعت نقوداً، وطلبت أربع ربطات.
لا شيء غريب حتى الآن…
نسوة تتدافع لحصل على أرغفة كانت مدعومة، وسقط دعمها.
أخذت ربطة من الخبز وخرجت مسرعة، لكن…؟!
فوجئت بـ “سعدية” تقف في زاوية قريبة من الفرن وتهمس: “بخمس ليرات… الربطة بخمس ليرات”.
نعم… “سعدية” ابنة العشرين عاماً… الجميلة.
ولم تكن “سعدية” وحدها.
كان يقف غير بعيد عنها طفلان يحمل كل منهما خبزاً يبيعانه، ولكن ليس بخمس ليرات للربطة، بل بسبع ليرات…!
لا أعرف لماذا يبيعان الخبز بأغلى من “سعدية”. ربما لأنهم رجال صغار فتعبهم “أثمن”. أو ربما لأن دور النساء أقصر من دور الرجال. أو لاعتبارات أخرى… لكن الذي أعرفه أن ما شاهدته في ذلك اليوم ليس استثناءً، بل أصبح ظاهرة من بيع الخبز إلى بيع الدخان المهرب بشقيه الوطني والأجنبي.
والذي أعرفه أن أحداً من الأهل لا يرضى في ظروف مختلفة أن يترك أطفال حتى ساعة متأخرة، وفي البرد القارس، يبيعون الخبز.
وكذلك لا توجد شابة يمكن أن ترضى بهذا العمل. فهل تغير الناس؟! أم أن ظروفهم قد تغيرت؟!
أظن أن الجواب لا يغيب عن أحد.
أمل مجاهد
لقاء
لن أذهب إليه… ياسر هذا سمسار.
مشكلتنا لا تعني له شيئاً، فكيف تريدني أن أذهب إليه، وأطلب منه تأجيرنا جزءاً من مستودعه، وأنا لا أكن له سوى الاحتقار. وبالكاد تنبس شفتاي برد تحيته.
يا مأمون إن مشكلتنا هي المأوى، ومعتز شقي ببعدنا، إننا مضطرون لإيجاد سكن بأي شكل… ألم تكفنا الآلام ومعاناة الفراق..؟! لأم يحن الأوان للم شمل العائلة وإيواء طفلنا المشرد..؟
مأمون مهندس شاب، يحمل سمات الإنسان الطيب والشهم… يحمل مشاعر الحب والوفاء للزوجة والأم سناء، والاحترام والالتزام لأمه وأخته.
تضيق ظروف الحياة ويسكن مع أهله بعد زواجه و… تظهر الخلافات بين الأهل والزوجة. يحاول تهدئة الأوضاع… يضيق الخناق على سناء فهي الأكثر وعياً، والأقرب إلى قلبه، ويرجو منها الهدوء والصبر.
يأتي معتز، يزين حياتهما المتوترة، يشد لحمة علاقتهما.
ويكبر الشقاق بين الأهل وسناء. يضيق ذرعاً، فأسباب الخلاف تافهة جداً، ولكن الطرفين دخلا الحياة من بابها الضيق، فضيقا فسحة العيش الجميل الهادئ.
اختار مأمون، وكرهت سناء كل شيء.
تشدد الأهل في موقفهم المتعنت.
انفجر مأمون…
وكان “معتزهما” الضحية.
لجأت سناء إلى ذويها، ومعتز لحضن الجدة والعمة يملآنه حقداً على والدته التي تركته “دون رحمة”.
قالت له سناء: تذكر يا مأمون يوم افترقنا… كان يوماً أسوداً. لا تدعه يعود.
أرجوك اذهب لعند ياسر، فبإمكاننا دفع الـ “1000 ل.س” التي يطلبها إيجاراً لغرفتين ومطبخ ومستودعه.
إني احبك… أحب معتز. مشتاقة لبيت ضمنا جميعاً.
مأمون تحرك. لقد قمت بإعداد كل شيء، ولم يبق إلا هذا. أرجوك، حرصاً على حياتنا المشتركة.
سناء حبيبتي… تعبت من هذا الزمن الرخو. مات أبي وأنا صغير… عبثت أمي وأختي بحياتنا… حب الفقر حبنا، فهل سأجد الحل عند ياسر لتعيش هذا..؟
سأذهب إليه… وأطلب منه المنزل، فحياتنا نحن الثلاثة ـ جديرة بأن تعاش، ومن حقنا أن نكون معاً إلى الأبد.
خرجا من الحديقة، وتشابكت أيديهما… صمما على البقاء معاً فالحب أقوى من كل شيء.
سناء
بيننا وبينكن
كل عام وأنتن بخير
تحت هذا العنوان كتبت إلينا صديقة من دمشق. مهنئة بيوم الثامن من آذار عيد المرأة العالمي. وفيما يلي نص الرسالة:
يحتفل العالم هذا العام بعيد المرأة العالمي في ظروف صعبة جداً، حيث تعددت وتنوعت الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية في العالم وترملت نساء كثيرات، وتيتم أطفال بعشرات الآلاف منهم من فقد الأب ومنهم من فقد الأم ومنهم من فقد كليهما معاً. وحيث يزداد غلاء المعيشة، وتتعقد الحياة وتصعب تربية الأجيال.
لذلك وفي ظروف كهذه أود أن أقول: يجب أن لا نيأس بسبب مصاعب الحياة، أن لا نستسلم للغد المتشائم، بل نشد العزم، ونجمع قوانا، ونهيئ أنفسنا بروح مشرقة طموحة للمستقبل مهما بدا جائراً. ومهما كانت ظروفنا قاسية. كي نربي أجيالاً لا يعرف الخوف والحقد قلوبهم، بأمل أن يخبئ الغد لنا شيئاً ما من المتعة فالحياة حلوة بتنوعها، بأفراحها وأتراحها، وجمال الحياة يكمن في هذه الهرمونية من التكامل.
يجب أن نحتفل هذا العام، ونحن جديرون بأن ندافع عن أطفالنا ونسائنا وعن أطفال ونساء الحجارة، وعن جميع المنكوبين أطفالاً كانوا أم كباراً، وكلنا أمل في المستقبل والغد المشرق.
فلتشرق الشمس فوق رؤوس الجميع. في كل أنحاء العالم، وليحتجب إلى غير رجعة الظلام مهما كان شكله. وليعم السلام العالمي.
أرجو لكم طول العمر والعافية.
وكل عام وأنتن وجميع نساء العالم بخير.
وصوت المرأة إذ تشكر الصديقة العزيزة على تحيتها وتمنياتها المتفائلة تتمنى معها لجميع النساء في بلدنا وبلداننا العربية والعالم حياة ملؤها السعادة والرفاه والاطمئنان. والعيش الرغيد.
لقاء
كاد أن يكون رسولا
* كل عام وأنت بخير.
– وأنت وجميع أهل بلدنا بألف خير.
* منذ متى في التعليم الابتدائي؟
– سنوات طويلة. لعلها أجمل السنوات.
* سعيدة بمهنتك
– دفعتني الظروف للمهنة، ولكنني أحببتها وتعلقت بها.
* وهل يمكن التعلق بمهنة دفع لها المرء دون اختيار وتصميم مسبق؟
– قد لا ينطبق هذا على الكثير من المهن. ولكن التعليم مهنة ذات ارتباط وثيق بحياة الناس وحاضرهم ومستقبلهم. أعني أنها مهنة ذات حيوية وتجدد دائمين. وبذلك تجدين نفسك مرتبطة بها من خلال ارتباطك بالأبناء وأسرهم، من خلال عرقك وجهدك اللذين يمتزجان بعقول الصغار، ويشكلان زاداً لهم في الحياة من خلال ذلك كله ترتبطين بالمهنة.
* والهموم… ماذا عن الهموم. لنبدأ بالهموم الخاصة.
– التعليم مهنة شاقة. يصنفونها من حيث المشقة بعد العمل في المناجم والفرق أن عمال المناجم يتقاضون أغلى الأجور في بعض البلدان والمعلمين أقلها.
* هل أفهم أن مسألة تدني الأجر تحتل مكان الصدارة في هموم المعلمين الخاصة.
– عنها ينتج عشرات المشاكل الأخرى. فالوضع الاقتصادي للفرد يلعب دوراً هاماً في مجمل نواحي حياته أليس كذلك؟ هل أعدد لك ما ينتج عن ذلك مشكلة السكن ـ ارتفاع الأسعار ـ تأمين المواد ـ حضانة الأطفال ـ نفقات مختلفة تترتب على كونك معلمة. ملابسك تستهلك، أمراض المهنة متعددة ليس أقلها التهاب الحنجرة الدائم، الدوالي، آلام الظهر والفقرات وكلها تحتاج لوضع معاشي جيد للتغلب عليها، أو على الأقل التخفيف من حدتها.
* والهموم العامة؟
– هناك ارتباط وثيق بين معاناة المعلم الشخصية، وظروف العمل. فظروف العمل الصعبة، يترتب عليها أعباء إضافية للمعلم تستهلك قواه وأعصابه.
– لنأخذ عدد التلاميذ في الشعبة الواحدة، يتجاوز الأربعين، يعني عليك أن تتعاملي مع أربعين مشكلة دراسية. مع ثمانين دفتراً يومياً، مع خمس مواد متفرقة، فليس في الابتدائي تخصص كما تعلمين، وكل مادة تحتاج إلى وسائل معينة مختلفة عن الأخرى، وأسلوب مختلف، ولغة مختلفة وأنشطة وفعاليات مختلفة، وإذا كنت مناوبة في ذلك اليوم، فعليك إضافة إلى كل ما ذكرت أن تشرفي على النظام، وعلى سلامة 600 – 700 طفل خلال ساعة من الزمن في فترتين. أضيفي إلى ذلك كله. تلبية طلبات الإدارة، وإملاء بعض السجلات… والتحضير… و… و كل هذا في يوم واحد وكله مسؤوليتك الشخصية، هل اتضح الآن ما عنيته من ارتباط الهموم العامة وانعكاسها على طبيعة عمل المعلمين ومشاكلهم.
* وماذا عن علاقة المعلمين بالأسر والبيئة المحيطة
– ذكرتني الآن بعبارة تقول: المدرسة مركز إشعاع في البيئة المحيطة… إلخ… وذلك حق… وإذن أضيفي إلى كل ما ذكرت المشاكل الاجتماعية التي ينبغي التعامل معها، والتي تنعكس في سلوك التلاميذ، وتقصيرهم الدراسي الذي ينبغي معالجته أيضاً.
* ما هي أبرز هذه المشكلات؟
– تعنين المشكلات الاجتماعية؟ إنها في الريف غيرها في المدينة، وبين الأسر الموسرة غيرها بين الأسر الفقيرة، وبين الأسر المتعلمة أو المثقفة غيرها بين الأسر ذات التحصيل الثقافي المتواضع… بين الأسر التي تعمل فيها الزوجة غيرها بين الأسر التي تعمل فيها الزوجة زوجة فقط إنها بين الأسر كبيرة العدد غيرها بين الأسر الشابة قليلة العدد بين الأسر المستقرة المتلاحمة غيرها بين الأسر المفككة… وغير ذلك من الأمور والمشاكل التي لا يمكن الإحاطة بها في سطور والتي يجد المعلم نفسه أمامها سنوياً وعليه التعامل معها. كما يمكن أن يخفف ما أمكن من حدة انعكاسها على نفسية الأطفال وسلوكهم لقد قيل: كاد أن يكون رسولا… وأنا أقول: كاد! رغم أن المطلوب منه أن يكون نبياً فعلاً ليتمكن من الإحاطة بمجمل قضايا وهموم مهنته والتعامل معها بفعالية، دون أن يتأثر ذلك كله بمشاكله وهمومه الخاصة… وأوضاع أسرته وأطفاله هو.
* عيد المعلم ماذا يعني لك؟
– عيد المعلم؟ إنه مناسبة تكريمية لا أخفيك أن كلمات الشكر والعرفان تشد أزر المعلم وتسعده، ولكنها تذكره بوضعه البائس أيضاً… ومع الأسف لا يفهم الجميع المغزى العميق الكامن وراء هذه المناسبة. ويجري التعامل معها بنوع من الابتذال إذا سمحت لي، وأعني تحديداً مسألة الهدايا التي تحولت إلى هم اجتماعي للأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود لا أستطيع أن أفهم لماذا جرى تحويل هذا اليوم إلى يوم كرب لأهالي التلاميذ والمعلم على حد سواء… لماذا لا نستطيع أن نفهم بأن جهد المعلم لا يمكن تثمينه بشيء مادي مهما غلا. وإذن لابد من الاكتفاء بما هو معنوي فهذا أدعى للاحترام والتقدير… من المسؤول… الناس… أم المعلم؟ ربما كلاهما. وربما علي أن أعود للوضع المعاشي لهما معاً فأعتبره المسؤول الأول عما يلحق بالمعلم من مهانة في هذا اليوم.. وما يخلقه من إرباكات للتلاميذ وذويهم.
* وإذن ماذا تنصحيني أن أرسل مع طفلتي لمعلمتها غداً؟
– باقة من زهور الربيع… ندية فواحة كطفلتك، رقيقة جميلة كمشاعرك تجاه معلمتها. ليست من القرنفل أو لا أدري من أسماء زهور أجنبية بل باقة ربيعية تحمل عطر هذه الأرض الطيبة التي لولا عشق المعلم لها ما كان معلماً.
لم أجد بعد كلماتها ما يمكن إضافته، فودعتها شاكرة متمنية لها ولجميع معلمين ومعلمات بلدنا كل الخير، بكل الحب، كل السعادة والعمر الطويل.
ذكراهن خالدة
الشهيدة البطلة وفاء نور الدين
وفاء نور الدين ابنة المقاومة الوطنية اللبنانية كانت في العقد الثالث من عمرها عندما قادت مجموعة الشهيدة لولا عبود للقيام بعملية فدائية قرب حاصبيا ضد قوات العميل لحد.
وحتى تحمي أفراد مجموعتها فجرت نفسها فقتل ضابط وزوجته ومجموعة من أفراد الدورية ـ حسب اعتراف إذاعة العدو.
وفي طلب انتسابها للمقاومة الوطنية اللبنانية قالت: “إن الانتساب إلى جبهة المقاومة يعني الانتساب إلى الوطن وإلى القضية الوطنية”.
وأكدت أنه “لا معنى للقضية من دون شهداء ولا معنى للأرض دون دماء”.
وبينت “إننا نحب الحياة ولأننا كذلك قررنا الاستشهاد وليحيا أطفال لبنان وأطفال سورية وأطفال فلسطين وكل أطفال الأمة العربية وحتى تتحرر آخر حبة من تراب أرض الوطن”.
المجد لذكرى الشهيدة البطلة وفاء نور الدين.
إن شعباً أنجب أمثال هذه البطلة وأخواتها لولا عبود وسهى بشارة لابد أنه منتصر.
دمشق يا بسمة الحزن
– لم تكن أول من كتب عن المرأة العربية.. لكنها كانت أصدق من عبر عنها بحدس واقعي… إنها الأديبة “ألفة الأدلبي” والرواية هي بعنوان “دمشق يا بسمة الحزن”. وأحداث هذه الرواية تدور في دمشق إبان الانتداب الفرنسي… ويتداخل فيها الحدث الاجتماعي بالوضع السياسي. وتبرز صورة المرأة العربية ولاسيما المرأة الدمشقية بشكل خاص واضحة جلية… فالمرأة في روايتها تحاول جاهدة أن تثبت وجودها سواء في مشاركتها للثوار أو في خروجها في المظاهرات ضد الفرنسيين. ولكن تقف دونها العوائق الاجتماعية فتسحقها إنسانياً وفكرياً ونفسياً. وتعتبر هذه الرواية بمثابة تراث حقيقي يمثل البيئة الدمشقية بكل صدق وبحرارة الأيام الماضية تعود بنا إلى أيام “البيوت العربية” التي تزينها العرائش وتعبق فيها رائحة الياسمين ونانرج… ولا تخلو الأحداث من تداخل العبارات والأمثال الشعبية التي كانت متعارفة آنذاك… كما تظهر العادات والتقاليد فيها جلية حيث تصور لنا المراسيم المتبعة في الدفن والأعياد والمناسبات.. وللحب أيضاً جانب مضيء ضمن ضباب الأحداث المتأزمة.
ولكن رغم الأيام الغائمة التي كانت تظلل ديار دمشق الحزينة آنذاك كانت ثمة ابتسامة مضيئة تكشف عن عتمة الضباب لتبشر بيوم الجلاء المجيد هذا هو ملخص أحداث رواية دمشق يا بسمة الحزن وهذه دعوة للصديقات لقراءة هذه الرواية.
رشا
تضامناً مع نساء أفغانستان
قام وفد يمثل المنظمات النسائية الجماهيرية الديمقراطية العربية والفلسطينية العاملة على الساحة السورية بتاريخ 29/2/1989 بزيارة السفارتين الأفغانية والباكستانية وقدم الوفد لكل من السفارتين مذكرة تضامناً مع الثورة الأفغانية، وقد وقع على المذكرتين /14/ منظمة عربية وفيما يلي نصهما:
·مجلس نساء عموم أفغانستان،
نتابع وبقلق بالغ أنباء التصعيد العسكري الذي يتم وبتحريض من الإمبريالية الأمريكية والنظام الباكستاني، وتدخلهما الفظ في الشؤون الداخلية لبلدكم الصديق بهدف وقف مسيرة الثورة الأفغانية والقضاء على ما حققه الشعب الأفغاني، من منجزات على طريق بناء دولته الحرة المستقلة وفي سبيل تقدمه الاجتماعي والاقتصادي.
إن منظماتنا النسائية إذ تستنكر وتدين الاعتداءات والأعمال الوحشية التي تقوم بها قوى الثورة المضادة، والتي يذهب ضحيتها سكان المدن والقرى الآمنين، وأغلبيتهم من النساء والأطفال، تثمن المبادرات السلمية التي طرحتها وتطرحها الحكومة الأفغانية، والتزام الاتحاد السوفييتي بسحب قواته تطبيقاً لاتفاقيات جنيف التي لاقت التأييد من قوى الخير والسلام في العالم.
إن منظماتنا النسائية تعلن عن تضامنها التام مع النساء الأفغانيات والشعب الأفغاني المناضل من أجل إحباط مخططات الإمبرياليين والرجعيين، وفي سبيل صيانة وحدته الوطنية واستقلاله، وتدعو كافة المنظمات النسائية العالمية والإقليمية لإعلان التضامن مع الشعب الأفغاني البطل.
عاش الشعب الأفغاني.
الفشل الذريع لمخططات الإمبريالية والرجعية وعملائهما.
·السيدة بنازير بوتو المحترمة،
رئيسة حزب الشعب الباكستاني رئيسة وزراء الباكستان.
تحية طيبة،
كان الأم يحدونا عند قيامكم بتشكيل الوزارة، بأن الباكستان ستقوم بخدمة قضية السلام والديمقراطية في المنطقة والعالم، وأنها سوف تلتزم بمبادئ القانون الدولي وتقيم علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.
ولكننا نلاحظ وللأسف الشديد أن الباكستان لازالت تقدم الدعم والسلاح لقوى الثورة المضادة الأفغانية وتصعد من تدخلها في الشؤون أفغانستان المسالمة.
باسم منظماتنا النسائية ندعوكم إلى احترام اتفاقيات جنيف بخصوص القضية الأفغانية ومبادئ القانون الدولي ووقف التدخل في شؤون أفغانستان والكف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم لقوى الثورة المضادة الأفغانية التي تعمل على وقف مسيرة الثورة الأفغانية وتهديد استقلال وأمن الشعب الأفغاني الصديق.
المنظمات النسائية العربية في سورية
تجليات المصادفة
كانت مصادفة
أم آن الريح تخلط من جديد
كل أوراق الشجر
وتعيد قسمتها
فيرجع لي نصيبي
أم أن آخر خطوة في الغاب
تكشف وحدها الأغصان
عن وجه الحبيب
كانت مصادفة
وقد ألقت بساط الريح قدامي
لأصعد ثم تصعد
ثم يبتدئ السفر
أم أن طبع الليل
أن يغري بصيد اللؤلؤ المنثور
في بحر السهر
في هذه اللحظات لا يأتي المساء
مضمخاً عبثاً برائحة المطر
ويطل بدر دوّرته الدهشة الأولى لمرآنا
نطير إلى القمر
في هذه اللحظات لا تدع أجيال مكانها
وتشارك العشاق نزهتهم بلا بسبب
ولا ترمي السهول لحافها عنها
لتقتنص الخبر
كانت مؤامرة إذن
رسم المساء خطوطها
وتواطأت كل العناصر في الطبيعة
كي تنقذ ما تجاهله القدر
أم أن بستان الطفولة لم يكن يكفي
فلم ينضج
ولم تطرح فواكهها الشجر
والآن… في هذا المساء الفذ
تكتمل الفصول
فإن هززت الغصن أبسط هزة
سقط الثمر
أواه… في إبانها تأتي المواسم
أم نداورها لتأتي
أم نلفق للقطاف الصيف
ثم نضيف وهج المهرجان
كانت يداي على يديك
وكنت أعزف فوق بشرتك الطرية
بعض ما فوّت من ماضي الزمان
وكنت ترتعشين، ثم تخاطرين بلمسة
كي تخطفي بعض الفتات من الزمان
وأنا أردد بالأصابع
نغعمة هبطت على مهل
وساحت فوق رسغك
مثلما القوس الحنون على الكمان
لم أخترع شيئاً خرافياً
وقد حلقت في هذي الأنامل
نحو منطقة الأمان
إذ مال رأسك نحو كتفي
فاستراح هناك، واسترخى
فذبت من الحنان
وانساب شعرك فوق صدري
فاطمأن الكون من حولي ولان
ورأيت فيم رأيت
أرضاً لا سياج لها
وجوّابين لا يتوقفون ليسألوا: من أين؟
ثم رأيت كرّامين غير مسلحين
يرحبون ويقطفون
ويسكبون بلا حساب
ورأيت دباكين من كل القرى
يتحلقون على مدار الأرض زناراً
يحرض خصرها
ورأيت نفسي وسطهم شيخ الشباب
ورأيت ثوبك خيمة، فدخلت
واندفع الجميع وراء إيقاعي
فطرت بنا إلى قمم الهضاب
لنصير سكان الفضاء الآخر
الآتين في سفن السحاب
*
كانت يداك على يديّ
تؤكدان بأبسط اللمسات
إعجاز التفاهم دون شرح من أحد
ليست مصادفة
فلتك سريرة للروح
عتّقها، ونقّطها الجسد
في لحظة يتنهد العدّاء فيها
مستريحاً عن مواصلة السباق إلى الأبد.
شعر: شوقي بغدادي
بيان صادر عن المنظمات النسائية العربية في سورية
صدر بيان عن المنظمات العربية النسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة جاء فيه:
تستعد البشرية التقدمية في جميع أنحاء العالم للاحتفال بالذكرى التاسعة والسبعين ليوم المرأة العالمي عيد كل النساء ـ عيد صانعة الحياة والأمل والسعادة. والثامن من آذار يمثل وحدة نضال النساء على المستوى العالمي.
وتدخل الانتفاضة شهرها السادس عشر مع هذه الذكرى وقد حققت العديد من الانجازات الكبيرة وتواصل نضالها يعزم لا يلين. وقد وصل عدد الشهيدات إلى أكثر من سبعين شهيدة.
لقد قدمت المرأة العربية في الأرض المحتلة براهين حسية جديدة على طاقاتها التي لا تنضب إننا نعبر عن تضامننا الكامل مع المرأة الفلسطينية والانتفاضة الشعبية الفلسطينية، كما نعبر عن تضامننا مع المقاومة الوطنية اللبنانية التي تتصدى للاحتلال الصهيوني، والتي تشكل مع الانتفاضة الفلسطينية الشجاعة ومع صمود أخواتنا وإخواننا في مرتفعات الجولان السوري قوة كفاحية للأمة العربية في نضالها القومي التحرري لدحر المعتدين الصهاينة.
وجاء أيضاً:
إن النشاط البارز لجماهير النساء في هذه الجبهات الساخنة من النضال الوطني ضد المحتلين الصهاينة يؤكد على الدور الكفاحي الهام الذي تشغله المرأة العربية في النضال الوطني والقومي التحرري ضد الإمبريالية والصهيونية وفي النضال من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي وفي سبيل الوحدة العربية.
وفي ختام البيان وجهت التحيات إلى النساء الفلسطينيات اللواتي يساهمن بكل بسالة في الانتفاضة الشعبية الفلسطينية. وتحية للمرأة اللبنانية المناضلة والمقاومة الوطنية اللبنانية ولابنتها البارة سهى بشارة. وتحية لأخواتنا في الجولان وتحية لكل النساء المناضلات في العالم.
والمجد للشهداء والنصر للانتفاضة الفلسطينية الباسلة.
دمشق ـ آذار/1989
المنظمات النسائية العربية في سورية
مألة المرأة
إن قضايا مساواة المرأة في الحقوق تنتصب بشكل حاد في البلدان النامية، ورغم إحراز النجاحات في تحرير المرأة في سياق النضال التحرري الوطني في عدد من هذه البلدان، لا تزال تؤثر في وضعها عوائق متنوعة منها التأخر الاقتصادي، والأمية، والجهل، والأوهام، ودوام التصورات البائدة عن مكان المرأة في المجتمع والعائلة. وفي النضال من أجل تحسين وضع النساء من أجل حقوقهن، تضطلع الحركة النسائية العالمية بدور كبير، لكن هذه الحركة غير متجانسة من حيث طابعها وبعض من هذه المنظمات تقدم على التعاون مع الحركة النسائية الديمقراطية المتمثلة في اتحاد النساء الديمقراطي والعالمي الذي تأسس عام 1945 وهذه المنظمة النسائية العالمية الأوسع جماهيرية تضطلع بدور كبير في تنشيط الحركة النسائية وفي النضال لا من أجل مساواة النساء في الحقوق وحسب بل أيضاً من أجل صيانة السلام وتوطيد الاستقلال الوطني، وتأمين الحرية والديمقراطية لجميع الشعوب.
عن معجم الشيوعية العالمية
زاوية تربوية
سلامة طفلك
– لكي نؤمن سلامة طفلنا ونحميه من الحوادث، لابد من تحديد السلوك السليم لعدد كبير من المواقف الخطرة التي قد يتعرض لها. وتعليمه وتدريبه بصبر وتذكيره بها كل فترة.
وباتباعنا هذا السلوك باستمرار نقي أطفالنا ـ قدر الإمكان ـ من الحوادث التي قد تودي بحياتهم أحياناً أو تصيبهم إصابة معوقة طيلة حياتهم.
تعالي صديقتي نقرأ معاً في كتاب الدكتور هشام برهاني “وقاية الأطفال من الحوادث والإسعافات الأولية” ليكون معيناً لنا في سلامة أطفالنا.
متى تقع الحوادث؟
1- عندما تكون الأم مريضة أو حاملاً، حيث تضعف قدرتها على مراقبة وملاحظة أطفالها.
2- عندما يكون الأطفال خائفين أو جائعين فيأكلون ويشربون ما تصل إليه أيديهم.
3- عندما يكون الوالدان أو من يجالسون الطفل قليلي الخبرة.
4- عندما ينشغل الوالدان بالمشاجرة مما يدعو الطفل لسلوك غير مألوف يثير فيه اهتمام أهله ويعبر عن ضيقه من المشاجرة.
5- عندما يلجأ الأهل للراحة عند القيلولة والمساء.
سلامة الأطفال في الحمام
أين يكمن الخطر في الحمام؟
1- الكهرباء
يجب تحذير الطفل وإفهامه أن الأيدي المبتلة، أو الوقوف حافي القدمين أو أثناء الاستلقاء في حوض الحمام، كل ذلك ينقل الكهرباء عبر الجسم ويؤدي إلى الموت.
لذا يجب علينا القيام بالأمور التالية تجنباً لمثل هذه الحوادث:
أ- إخراج جميع الأدوات الكهربائية من الحمام (مجفف الشعر ـ مدفأة…) وإذا كان لابد من وجودها يجب وضعها في مكان مرتفع.
ب- تغطية جميع مآخذ الكهرباء بغطاء خاص أو بقطة من اللاصق.
ج- يؤدي تطاير الرذاذ في الحمام إلى انفجار المصباح الكهربائي فيجب وضعه في مكان مرتفع جداً.
2- السقوط في الحمام
إن بلاط الحمام المبتل يعتبر سطحاً أملساً خطراً يمكن أن ينزلق عليه الطفل. لذا من المهم فرش أرضه بغطاء من المطاط أو البلاستيك الخشن. وأن يكون بالقرب من المغسلة أو الحوض مسكات خاصة يستعين بها الطفل أثناء النهوض أو التحرك. وأن تكون ستارة الحوض مثبتة جيداً وأن تحفظ الصابونة في مكان خاص بعيداً عن يد الطفل لكي لا تقع على الأرض وتكون سبباً للانزلاق.
3- الحروق في الحمام
الماء الساخن قد يسبب حروقاً شديدة لدى الأطفال. لذلك لابد من وجود أحد الوالدين معهم. ويجب التأكد من حرارة الماء قبل الاستعمال وذلك بجسها بكوع اليد. كذلك الانتباه إلى بعد الطفل عن مدفأة الحمام.
4- الغرق في الحمام
إذا كان الحمام مجهزاً بحوض “بانيو” يجب عدم ترك الطفل بمفرده ـ ولو كان الماء قليلاً ـ فقد يسبب غرق الطفل لذا يجب الانتباه دائماً إلى جفاف الحوض من المياه طيلة الوقت لاحتمال دخول طفلك إلى الحمام في غير وقت الاستحمام وإبقاء باب الحمام مغلقاً في حال عدم استعماله.
5- جروح الأطفال في الحمام
إن شفرات الحلاقة خطرة لذا يجب التخلص من الشفرات القديمة وحفظ الجديدة في مكان مغلق لا تصل إليه أيدي الأطفال.
6- التسممات في الحمام
يحدث التسمم من تناول الأدوية أو المنظفات الكيماوية التي لم تحفظ بعناية في “صيدلية المنزل أو غيرها”. إذ يمكن للطفل أن يتسلق المغسلة ويصل إلى الرفوف.
إن حفظ هذه المواد في مكان بعيد عن متناول الطفل مع اتباع التعليمات التالية يبعد الخطر عنه:
أ- تدريب الطفل على عدم تناول الدواء دون استشارة الوالدين.
ب- وضع إشارة على الأدوية التي لا تؤخذ عن طريق الفم، وإشارة على الأدوية الخطرة مع إغلاقها بشريط لاصق.
ج- إحكام إغلاق زجاجة الدواء بعد استعمالها فوراً.
د- التخلص من بقايا الدواء في دورة المياه وغسل الزجاجات الفارغة قبل رميها بالقمامة.
تعليمات عامة
1-التأكد من أن جميع المشاجب في الحمام أعلى من مستوى رؤوس الأطفال والبالغين.
2-عدم السماح إطلاقاً باللعب في الحمام.
3-أن يكون مفتاح الحمام من الخارج فقط فقد يضيع وقت ثمين حين وقوع الحادث أثناء فتح الباب.
4-إبعاد مستحضرات التجميل (الكولونيا ـ مثبت الشعر ـ صابون الحلاقة…) عن متناول طفلك كون أغلبيتها تحفظ في علب مضغوطة سهلة الاشتعال.
ربما تكون جميع هذه التعليمات معروفة لدينا لكن نعود إلى البدء ونقول: إن التذكير باستمرار لنا أولاً ولأطفالنا ثانياً يفيد في تجنب حوادث مؤسفة لهم ومؤلمة أشد الألم لنا.
ونتمنى السلامة لجميع الأطفال، مع تحياتنا.
أعدتها
أعدتها: سلام عبد الله
الزاوية الصحية
التهاب الملتحمة
التهاب الملتحمة الفيروسي.
هو عبارة عن التهاب يصيب ملتحمة العين ويؤدي إلى خلل في وظائفها. يبدأ المرض بإصابة العين ثم ينتقل إلى العين الأخرى، ثم تمكن الإصابة المباشرة للعينين. تنتقل العدوى إلى العين بواسطة اليدين أو الاستحمام في مياه ملوثة موجود فيها الفيروس المسبب للالتهاب.
انتشر هذا المرض في هذا العام واكتشف بأن الفيروس المسبب لالتهاب الملتحمة موجود في مياه حمامات الشيخ عيسى.
الأعراض:
1- يشعر المريض بوجود جسم غريب في العين يشبه الرمل.
2- يحصل احمرار في العين والجفون.
3- حكة في العين.
4- ورم في الجفون.
5- سيلان الدموع أو مادة قيحية.
العلاج:
يتم من قبل الطبيب الأخصائي بأمراض العين لذلك من الضروري الذهاب إلى الطبيب عند ظهور الأعراض وعدم التأخر لمنه حدوث مضاعفات.
العلاج يتم باستعمال مرهم (جنتاميسين) وقطرة (ارشيفنيكول) ومضادات حيوية عن طريق الفم أو حقن عضلية.
الوقاية:
1- يجب عزل المريض عن الأصحاء مباشرة بعد كشف المرض.
2- عدم استعمال الأدوات الخاصة به.
3- عدم مصافحة المريض كون يديه حاملة للفيروس نتيجة مسحه للعين المصابة.
4- عدم الاستحمام في مياه ملوثة (خاصة الحمامات العامة).
عفرين
التهاب السحايا
يتوطن التهاب السحايا في أفريقيا في المنطقة المعروفة بحزام التهاب السحايا المخية الشوكية والتي تشمل عدة دول منها السودان وتشاد ونيجيريا وغيرها. وفي دول الحزام الأفريقي يحدث انتشار كبير للجراثيم المسببة بين مواطنيها في فصل الشتاء وتصل نسبة حَمَلة الجراثيم إلى ما يقارب 40 – 50% مع نهاية الشتاء ثم تأخذ في الهبوط مع تغير الظروف البيئية.
العامل المسبب
ينجم التهاب السحايا عن المكورات السحائية وهي جرثوم سريع العطب يموت بسرعة خارج الجسم. وللمكورات السحائية عدة أنماط منها: (A, B, C, X,Y, Z, W135) ولتحديد هوية المسبب أهمية رئيسية في الترصد الوبائي وفي تحديد نوع اللقاح الذي يلزم. والآن في القطر يتم التلقيح بلقاح A + C.
مستودع العدوى
هو الإنسان إما حامل للجراثيم أو مريض. وحملة الجراثيم أكثر خطراً نظراً لكثرتهم وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية، ومن المعروف أنه:
1- يوجد ما يزيد على /100/ أو أكثر من حملة الجراثيم مع كل حالة إصابة.
2- حامل الجراثيم هو المسؤول الرئيسي عن استمرار العدوى ولاسيما في غير مواسم المرض.
طرق انتقال العدوى
الجراثيم المسببة سريعة العطب ولا تعيش خارج الجسم إلا لفترات محدودة. ويمكن القول إن الطريقة الوحيدة للانتشار هي الاختلاط المباشر بدرجة تسمح بانتقال الرذاذ مباشرة من حامل الجرثوم أو المريض إلى الشخص السليم.
دور الحضانة
حضانة الجرثوم ما بين 3 – 10 أيام ومتوسطها سبعة أيام.
المناعة
في المجتمعات التي يستوطن فيها المرض يجد بعض المناعة عند المواطنين، أما في المجتمعات التي لا يستوطن فيها فلا توجد هذه المناعة. وتوجد لقاحات واقية ضد بعض الجراثيم المسببة كاللقاح الواقي من النمط (A) المنتشر حالياً في سورية وللقاح فعالية كبيرة في منع حدوث المرض 90%.
وجرعة اللقاح (0.5) مل تحت الجلد مرة واحد فقط. والمناعة نوعية وتستمر مدة تقارب ثلاث سنوات.
الوقاية بالمواد المضادة للجراثيم
في حال حدوث المرض في مجموعة محدودة مثل المعسكرات أو مدرسة داخلية فهذا يعني انتشار الجرثوم المسبب بينهم بدرجة غالباً ما تكون واسعة وهنا يمكن إعطاء المجموعة كلها مضادات الجراثيم الفعالة لمدة /5/ أيام يتم خلالها القضاء على الجراثيم.
وإن مركبات الريفادين (الـ بناميسين) من المركبات الفعالة في هذا المجال.
الوقاية
1- إجراء تقصيات متتالية (مرة كل أسبوع أو أسبوعين) طوال فترة احتمال انتشار الجرثوم يتم فيها فحص محدود من المواطنين لتحديد معدلات حملة الجراثيم منهم.
2- مراقبة المخالطين واحتمال إعطائهم جرعات من مضادات الجراثيم المناسبة لمدة يومين.
3- العمل على منع الازدحام في المصانع والمعسكرات والمدارس وتوفير التهوية الجيدة واتباع شروط النظافة التامة.
التحصين:
يجب أن تشكل خطة المكافحة والوقاية ضد المرض باللقاح وتتحدد ضرورته بناء على الوضع الوبائي ونوعية المسبب ومن الفئات التي تعطى الأولوية: المجندون والتلاميذ والعمال.
ويفضل عدم إعطاء اللقاح للحوامل والرضع دون السنتين من العمر إلا في حالات الأوبئة الشديدة.
إعداد الدكتورة: س