المحتويات
· رابطة النساء السوريات في العيد الحادي والأربعين
· بريد صوت المرأة
· بيننا وبينكن: إلى هيئة تحرير صوت المرأة
· فواز الساجر: المرأة لا تضرب حتى بوردة بقلم: مزنة
· جرح في الصميم: سهى من الطبقة
· وداعاً أنجي أفلاطون: بقلم أمل مجاهد
· الشهيدة البطلة ثائرة فخري بطرس
· زمن مدينتي: زويا من السويداء
· ماتت أنجي أفلاطون: نجاح ساعاتي
· الرابطية المكافحة زليخة مطر (أم أيسر) نجاح ساعاتي
· من أجمل ما كتب في الأم
· نداء الشهادة: حنان ـ السويداء
· زاوية تربوية: من أنتم بالنسبة لطفلكم أهل أم أصدقاء؟ ترجمة أبو علاء
· مؤتمرات نسائية في الشرق( 1 ): ترجمة: آحو يوسف
· تحية
· قصيدتان: نزيه أبو عفش
“صوت المرأة” مساهمة منها في تعميق الخط الديمقراطي للرابطة، بعد مؤتمرها السابع، تكرر دعوتها لكافة الرفيقات، والمنظمات في المحافظات، ولصديقاتهن وأصدقائهن… للمساهمة في رفع سوية المجلة ودعمها، كتابياً وفنياً بما يخدم تحرر المرأة في بلدنا ويعزز النضال الوطني والتقدمي
رابطة النساء السوريات في العيد الحادي والأربعين
دروب مضيئة مشرقة تلك التي سارت فيها رابطة النساء السوريات، مضمخة بطيب النضال المرير، مغمورة بشموس وضاءة من التضحيات… تضحيات أولئك اللواتي وضعن بأيديهن المثقلة بالتعب وبالإجهاد أولى أحجار ذلك الصرح العتيد في الثامن والعشرين من تشرين الثاني من عام 1948 ذلك هو اليوم الذي شهد ولادة تلك المنظمة النسائية التقدمية لقد كانت الأولى من نوعها، فانطلقت إلى الدفاع عن مطاليب المرأة المثقلة بالقيود.
· حق المرأة في العمل والتعليم.
· الأجر المتساوي للعمل المتساوي.
· المساواة في الحقوق المدنية والسياسية
· توسيع دائرة الخدمات الاجتماعية للأم والطفل
· ضمان العيش الرغيد للأم والطفل.
· وغيرها
تلك كانت الشعارات الكبرى التي نذرت الرابطة نفسها للدفاع عنها.
لقد كانت الرابطة، ومنذ نشوئها، قادرة على أن تربط بين تلك الشعارات الاجتماعية وقضايا الوطن. فهي تعلم علم اليقين أن الدفاع عن مطالب الجماهير عامة مرتبط باستقلال البلاد اقتصادياً بعد استقلالها السياسي. لذلك ساهمت الرابطة بالنضال ضد الديكتاتوريات المتعاقبة وتعرضت مناضلاتنا الأوائل للسجن والتعذيب والتجويع وغير ذلك من وسائل القمع، واستمرت الرابطة في دروب الحياة.
أيتها الأخوات… واليوم ونحن ننظر إلى هذا التاريخ الحافل، ننحني إجلالاً للمسيرة المجيدة ولذكرى رائداتنا الأول اللواتي رحلن. ونقدم أجمل التحيات لرابطياتنا اللواتي يواصلن النضال من أجل قضايا المرأة السورية ووحدة الرابطة. ويعززن نضالهن من أجل حل القضايا المعاشية وفي سبيل الوطن والسلام العالمي.
وكل عام وأنتن بخير
بريد صوت المرأة
ورد إلى بريدنا خلال الفترة ما بين صدور العددين 3 – 4 عدة رسائل ننشر ملخصاً عنها:
1- رسالة موجهة من المنظمات النسائية الديمقراطية العربية إلى لجنة النساء السوفيتيات بتاريخ 20/6/1989 تحيي فيها المنظمات الدور الفعال الذي تقوم به اللجنة في مجال بناء منظمة نسائية فاعلة على النطاق الداخلي والخارجي.
وتعبر المنظمات عن حرصها لحضور هذه الفعاليات فيما لو دعيت باعتبار أن المنطقة العربية من المناطق الساخنة في العالم وكذلك للاستفادة من تجارب وخبرات المنظمات النسوية ذات الإيديولوجيات المختلفة. ومن بين هذه المنظمات كانت رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة.
2- ناشدت رابطة المرأة العراقية مؤتمر المحامين العرب السابع عشر بتاريخ 19/6/1989 للتضامن مع المرأة العراقية لما تعانيه من محنة جراء الممارسات التي يقوم بها النظام الحاكم في العراق والمنافية لأبسط القيم الإنسانية.
و”صوت المرأة” تدعو كافة المحامين الشرفاء للعمل على إيلاء هذا المطلب الاهتمام اللازم وتضم صوتها إلى صوت الرفيقات الشقيقات في رابطة المرأة العراقية للدفاع عن حقوقهن وحقوق الشعب العراقي.
3- وجهت العديد من المنظمات الشبابية والطلابية والنسائية الديمقراطية في المنطقة نداءً عادلاً إلى كافة الهيئات الدولية في العالم للعمل على إيقاف التهجير القسري لأبناء مدينة “قلعة دزة” والقرى المحيطة بها والضغط على الحكومة العراقية بالكف الفوري عن سياستها الشوفينية ضد الشعب الكردي ومطالبتها باحترام حقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين. والرابطة من المنظمات التي وقعت هذا النداء.
4- بمناسبة يوم التضامن مع المعتقلات والمفقودات العراقيات المصادف 15/7/1989 أقامت رابطة المرأة العراقية مهرجاناً خطابياً وفنياً في قاعة الشهيدة حلوة زيدان وقدمت مذكرة باسم كافة المنظمات النسائية الديمقراطية العربية والفلسطينية الحاضرة تندد بأعمال التنكيل التي يقوم بها نظام صدام الفاشي.
5- أرسلت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية بياناً إلى بريد رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة بشأن إعدام 16 مواطناً كويتياً. مطالبة إرسال احتجاج المنظمات والهيئات السياسية والاجتماعية والحقوقية الدولية وإلى رجال الفكر والقانون إلى كافة مناصري حقوق الإنسان في العالم على جز أعناق المواطنين الكويتيين دون الاستجابة لمناشدة دولة الكويت ومنظمة العفو الدولية.
6- قدمت المنظمات النسائية الفلسطينية والعربية في سورية مذكرة إلى مقر الصليب الأحمر في دمشق بتاريخ 11/10/1989، تضامناً مع مدينة “بيت ساحور” في الضفة الفلسطينية وقد اعتصمت النساء الممثلات لمنظماتهن في مقر الصليب من ثم قدمت المذكرة إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وإلى هيئة الأمم المتحدة.
وقد طالبت المذكرة بالعمل الفوري من أجل:
1- وقف حملات المداهمة والمصادرة للممتلكات التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع.
2- إعادة الممتلكات المصادرة لاصطحابها.
3- وقف مصادرة الهويات الشخصية للمواطنين.
4- إلغاء العمل بالبطاقات الممغنطة للعمال.
بيننا وبينكن
إلى هيئة تحرير صوت المرأة
نشرت جريدة الثورة في 2/7/1989 وفي زاوية “الناس والقانون” رسالة لفتاة جامعية تبحث فيها مشكلة المرأة بشيء من المبالغة ولكن لن أستطيع أن أصف حالة الغضب التي انتابتني وبعض جاراتي اللواتي قرأن رد المحامي اليوسفي.
اختلفنا في البداية، بين مؤيدة لما قالته الفتاة، وبين متحفظة عن بعض العبارات… ولكن هذا الاختلاف لم يمنعنا من استنكاره ورده.
هذا الرد الذي تبدو عليه أول ما تبدو ملامح السخرية من مشاعر هذه الفتاة الغاضبة.
هل تعرفن لماذا؟ لأنه ما عرف الإهانة من أخيه الأصغر ولا عاش مقيداً بتعليمات تبدأ من طريقة الأكل وحتى المسير والضحك… إلخ.
ولا عاش خاضعاً لنظام “مدرسي قاس” في الخروج والذهاب، واستقبال الزملاء ولم يجد مشكلة في انتقاء شريكة الحياة لأن المبادرة بيده، ولن يستطيع الأهل إرغامه على فتاة محددة، ولأنه لم يتحمل مسؤولية العمل خارج المنزل وداخله، ودون اعتراف بأدنى جميل، ولم يحمل همّ أطفاله إن كانوا مرضى أم جائعين، إلا عندما يبقى جزء من وقته الثمين.
ولم تهن كرامته مثل المرأة عندما يتزوج زوجها عليها. أو عندما تصعد فتاة شابة إلى “باص” مزدحم تلقى فيه ما تلقاه…
لكل هذه الأسباب، ولغيرها سخر “حامي الحق” من هذه الفتاة… لكن كيف سمح لمثل هذا الرد “التافه” أن يرد على أسطر جريدة يكثر قراؤها…؟ وكيف سمح لمثل هؤلاء بالتكلم باسم القانون…؟
وإذا كانت الأمور الاجتماعية ستشوه على أيديهم هكذا. فماذا سيفعلون بالقانون؟
أمل
الصديقة العزيزة:
لا نملك إلا التعاطف مع ما جاء في رسالتك، وفهم مشاعرك وصديقاتك تجاه رد الأستاذ اليوسفي على فتاة تركت لعواطفها العنان في التعبير عن ثورة عميقة الجذور تهز أعماقها تجاه كل ما هو بالٍ في مجتمعنا المعاصر.
إننا نفهم هذه الثورة منها كتعبير غير ناضج عما يجول في نفسها من مشاعر الرفض للوضع المهين الذي تجد نفسها فيه. ولاشك أنك معنا في أمرين:
1- أخطأت في التوجه إلى من هو عاجز عن فهم هذه المشاعر.
2- إن الأفكار المبالغ فيها التي تطرحها هي نتيجة حتمية لانغلاق هذه الفتاة على ذاتها وعدم محاولتها الخروج من أجل التحرر الذي تنشده جميع النساء في سورية والذي يرتبط بمجمل تطور الوضع الاجتماعي العام.
فلكي نتمكن من تحطيم العادات والتقاليد السائدة لابد من تغيير الأسس التي قامت عليها، ولابد من الاعتراف إن تغيير نظرة المجتمع إلى أمور سادت قروناً لا يتم إلا وفق شروط عدة. يمكن الحديث عنها في وقت لاحق.
مع تحياتنا الحارة لكن، وتضامننا اللامحدود معكن ندعوكن لمشاركتنا النضال على أسس علمية سليمة كي لا تعاني أمثال هذه الصبية ما تعانيه.
“صوت المرأة”
فواز الساجر: المرأة لا تضرب حتى بوردة
في إحدى أمسيات العمل على تدريبات “سكان الكهف”، وقبل أن تبدأ “البروفا” بلذتها وشقائها، كانت المجموعة المسرحية موزعة في الصالة، كل واحد منهم مشغول بأمر ما…!
منهم من يتدرب على لحظة انفعالية مستعصية… ومنهم من يبحث عن حركة مناسبة… والبعض يحاور البعض بهمس كان أعلى ضجيج.
في تلك الأمسية، كان أحد الممثلين يمازح زميلته فيجرب ملاكمتها، وكذلك كانت هي تفعل، لكنه أمسك بذراعيها فجأة وطواها خلف ظهرها، احتجت بدعابة لطيفة… وبينما هما في هذه الضجة الهادئة أتى صوت المخرج:
“ألا تعرف أن المرأة لا تضرب حتى بوردة…؟!”
ابتسم الممثل مرتبكاً…فدافعت زميلته عنه: “إننا نمزح يا أستاذ”. فيبتسم المخرج ابتسامة مبطنة ويقول: “حتى عندما نمزح معكن، يجب أن نكون دقيقين ورقيقين للغاية. أم تريدين غير ذلك…؟!”
وعند جملته الأخيرة يحمر وجهه الضاحك، ويغرق في مقعده، ليعلن بداية “البروفا” هكذا دائماً نتذكره…
كثيراً ما يحدث ويجتمع طلابه، وتحضرهم ذكراه، فتأتي الأحاديث الطويلة… منهم ن يعيد مفرداته بدقة.. وتلميحاته التي أحبها الجميع وبعضهم من يتحدث عن تمسكه بالأخلاق المسرحية، أو يتذكر حثه على اكتساب المعرفة والثقافة، ومطالبته طلابه أن يكون لهم أهداف في حياتهم… ومنهم من يراه ساخطاً غاضباً على الأخطاء مهما كانت صغيرة، والبعض الأخير ـ ونحن منهم يتذكره وهو يدافع عن المرأة وبشكل خاص عن التي امتهنت “التمثيل” ففي أكثر من مناسبة كان يطالب الممثلين الشباب بمعاملة زميلاتهم بحب واحترام حتى القدسية فكثيراً ما كان يقول: “لم تأت واحدة إلى هذه المهنة إلا وتتعرض يومياً للإهانات في الحي والشارع والمجتمع ومن الأقارب… إلخ. إنهن يتحملن هذا الضغط الاجتماعي الكبير وفي ذلك قوة وشجاعة تستحق التقديس…”
موقفه من المرأة كان جلياً في حياته كما في مسرحه… ففي أعماله عموماً لم يقدم امرأة هامشية لا دور لها، بل دائماً كانت صاحبة فعل أساسي، وأول من يدافع عن الأفكار السامية.
لم يدافع عن المرأة ـ في أعماله ـ بشكل مباشر وبفجاجة بل كان يركز على فعلها وعلى تأثيره في مجرى الأحداث.
فلنقف قليلاً عند “سكان الكهف”.
الفتاة هي التي حركت عند الدوق حبه للحياة ورغبته بالعمل… حبها له أعاد ثقته بنفسه كإنسان قادر على أن يحب ويُحَب: “الدوق: … إنني أستطيع الآن أن أرفع أنظاري وأصيح كيفما يحلو لي”.
والملكة هي التي تدفع الملك إلى الشجاعة والقوة، رغم مرضها وجوعها.
الملكة: أنت خائف أيها الملك… خائف من الموت… لكن بالله عليك يا رجل.. أرجوك لا تسمح لقليل من البرد وقليل من الخوف أن يجعلا منك أحمقاً.
أنا الأخرى أحس بالبرد، لكن إلى أن يضيع ذهني نهائياً عن الوجود أريد أن أبقى حية، كما لو أن هذا الصباح هو صباح يومي الأول، وكما لو كنت فتاة حبيبة يبحث العالم عنها.. أيها الملك… لا يوجد موت… رغم يقيني بأنني لن أبقى طويلاً في عداد الأحياء.
والملكة: هي التي تدفع الملك مرة أخرى ليفتح الباب للطارق:
“الملك: كيف نستطيع أن ننجد أحداً؟ ليس لدينا شيء ههنا، ليس ثمة طعام، ولا نار، فكيف نستطيع أن ننجد كائناً من كان؟!
الملكة: في ألا نكون خائفين، دون ريب.
الملك: هنالك عالم بأسره في الخارج، يعج بأناس محظوظين في بيوتهم الخاصة، فليمدوا لهم يد النجدة، … أنا لا أعرف من يكونون..
الملكة: لا أهمية لذلك، إنهم يطلبون العون… وهذا مسرح وليس كهفاً يا رجل، ونحن من أسرة المسرح ولسنا حيوانات.
الملكة: أيتها الفتاة… هل نفتح الباب.
الفتاة: نعم أيها الملك.
والملكة بزخم الحب الكبير الذي في داخلا، جعلت من سكان الكهف أسرة متحابة… فكانت تحد من طيش الملك الذي يظهر أحياناً رغم نبله، وتعطيه حباً كبيراً ليشعر بالأمان والقوة.
“الملكة: أيها الملك.
الملك: نعم ماذا تريدين أيضاً؟
الملكة: أنا أحبك أيها الملك…
وكانت تعتني بالطفل بدافع الأمومة الكبيرة:
لقد قدم في “سكان الكهف” أنموذجين لامرأتين تحملان كل سمات النبل والعطاء والحساسية فالفتاة حين تخطئ في تحديد مشاعرها لتكتشف أن حبها الحقيقي هو حب الفتى الأبكم… تعيش صداعاً وعذاباً شديدين:
“الفتاة: كيف يمكنني أن أكون سعيدة؟ الدوق يحبني وهو بحاجة إلي… وفي الليلة الماضية توسلت إليه ألا ينكر حبه… فكيف يمكنني أن أكون سعيدة؟
وعندما يهجر الدوق المسرح بعد اكتشافه حب الفتاة للأبكم، يزداد ألمها.
“الفتاة: إنه ليس كبيراً أبداً… إن حبي صغير جداً، ليس من رجل يحب كما يحب هو، ومع ذلك فأنا لا أحبه… والفتى لا يعرف أنني على قيد الحياة… أنا أكره الحب”.
الفتاة.. سأذهب للبحث عنه… سأقول له إنني آسفة، لقد كنت كاذبة حقاً.
شكراً أبتاه… فأنا لا أستحق هذا المكان”.
فسمات النبل هذه التي تميزت بها كل شخصيات العمل بلا استثناء… والنساء بشكل خاص، جعلتنا نفهم بأنه يحمل في أعماقه رؤية خاصة للمرأة، ولدورها الكبير في الحياة… نعود لنتذكر…
في الفترة الأخيرة من التحضيرات لـ “سكان الكهف” وفي إحدى الأمسيات الصاخبة، حيث الكل مشغول.. متوتر… خائف… منهك بألبسة المسرحية… بالإضاءة.. بالموسيقا بـ..
في إحدى هذه الليالي المتوترة… يدخل المخرج من أحد الكواليس الخلفية، وبيديه وردتين “حمر” ويقترب من الممثلتين “المشغولتين” ليقدم لكل منهما “وردة” ويهنئهما بعيد المرأة.
وهكذا كان فواز الساجر الذي لا يزال من الصعب تصديق رحيله وثم تحمل هذا الرحيل.
مزنة
جرح في الصميم
هكذا أصبح وفي أقل من دقائق معدودة… كل شيء في الحضيض.
نظر الطفل حوله فلم يجد إلا البيوت المحروقة، والحجارة المترامية هنا وهناك.
هكذا اختفت الشمس.
وخيمت الظلمة على المكان.
أصبح الناس سكارى.
حاول الطفل أن ينهض… لم يستطع.. حاول مرة أخرى وبإرادة أقوى، فتحرك جسده ولكن… قليلاً ثم تداعى الجسد، وهمد على الأرض ساكناً ولفترة من شدة الإعياء.
في الأطراف المترامية الأخرى.. إنسان.. بل ذئب بشري، يصرخ.. يعوي..
إذا انتزع قلب الإنسان من صدره ماذا يبقى منه
إنها أم لثلاثة أطفال
علقت مشانقهم أمامها.
تركوها تشهد مقتل أطفالها.
تركوها مع أجساد باردة… وابتسامة مخنوقة.
وعيون جاحظة فيها سؤال
تركوها مع كل هذا… فهامت على وجهها تعوي
والقلب يعتصر
لقد ذهب العقل ذهب المنطق
وحلت قوانين الغاب…
سهى ـ الطبقة
ذكراهن خالدة
وداعاً أنجي أفلاطون
بعد حياة غنية وبعد خمس وأربعين عاماً من نضال طويل وشاق من أجل حقوق المرأة المصرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحرية الشعب المصري، توقفت نبضات قلب انجي أفلاطون إلى الأبد.
رحلت أنجي أفلاطون التي كانت من المساهمات في تشكيل “رابطة فتيات الجامعة والمعاهد” والتي لم تنظر لقضية المرأة المصرية بوصفها قضية سفور أولاً، ولا هي قضية خاصة بالنساء فقط، بل هي جزء من قضية شعب مصر كله رجالاً ونساء.
وحملت أنجي على كتفيها عذابات المرأة المصرية وآمالها وطموحاتها، وخرجت بها إلى العالمية، لتربط قضايا المرأة في مصر بنضالات المرأة في كل مكان من العالم، فاشتركت في المؤتمر التأسيسي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس 1945، وألقت كلمة النساء المصريات في المؤتمر، وعند العودة أصدرت كتابها الأول “80 مليون امرأة معنا”.
ورغم قرار حل “رابطة فتيات الجامعة والمعاهد” ومرحلة التضييق والمطاردة للقيادات الوطنية التي بدأت في تموز 1946، واصلت أنجي مسيرتها النضالية، ففي عام 1950 كانت في مقدمة مؤسسي “لجنة أنصار السلم المصرية” وانتخبت عضواً في “مجلس السلام العالمي”، كما وأصدرت كاتبها الثاني “نحن النساء المصريات”
لقد اختارت أنجي وبشكل حاسم الوقوف لجانب العمال والفلاحين والطبقات الكادحة من أجل الاستقلال والحرية والاشتراكية، وبادرت إلى تكوين أول لجنة نسائية للمقاومة الشعبية، تعاون وتساند الكفاح المسلح في قناة ضد الاحتلال البريطاني، في عام 1951 وقبل أشهر من معرضها الفني الأول في آذار 1952، ذلك العام الذي شهد ولادة ثورة 23 تموز.
وساهمت بدور بارز في تأسيس وقيادة اللجنة النسائية للوعي الانتخابي في عام 1956، تلك اللجنة التي طالبت بأن يتضمن الدستور الجديد حق المرأة المصرية في التصويت والترشيح، وعملت جاهدة من أجل تعبئة النساء المصريات لقيد أسمائهن من جداول الانتخابات، ومن أجل إنجاح المرشحين التقدميين ودعم سيزا نبراوي التي رشحت نفسها في هذه الانتخابات.
أما في عام العدوان الثلاثي على مصر 1956، فقد عاودت مع رفيقاتها تشكيل اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية وعملت هذه اللجنة على تدريب المواطنات على حمل السلاح دفاعاً عن الوطن، ودعت وفداً من الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي لمشاهدة آثار العدوان الغاشم.
لكن وفي آذار 1959 اعتقلت أنجي أفلاطون لتغيب خمس سنوات خلف القضبان في سجن النساء بالقناطر الخيرية، حيث ضربت مثلاً في الصلابة والتماسك والصمود.
وعلى الرغم من قساوة تجربة السجن لأنجي إلا أنها كانت فترة خصبة للغاية حيث راحت تجسد رؤيتها وأحاسيسها ومشاعرها وانطباعاتها في مجموعة كبيرة من اللوحات من أبرزها “طابون الحمام” ، “عنبر السياسيات”، “زهور خلف القضبان” و”بيت القنصل”.
وبعد عرضها لهذه اللوحات ف عدد من البلدان حصلت أنجلي على وسام الاستحقاق الفرنسي بعد الجائزة التقديرية التي نالتها في مصر عام 1957.
والتحمت أنجي بالقوى التقدمية التي أسست حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي عام 1976. وكانت في عام 1979 عضواً مؤسساً في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية.
وقبل وفاتها بشهور قليلة وتقديراً من الاتحاد النسائي التقدمي لكفاحها في الحركة الوطنية المصرية والحركة النسائية المصرية والعالمية، تم اختيارها عضواً في سكرتارية الاتحاد.
نعم رحلت أنجي أفلاطون لكن المشوار الذي بدأته ورفيقاتها سوف يكمل من أجل الحرية والاستقلال والمساواة والاشتراكية.
إعداد: أمل مجاهد
ذكراهن خالدة
الشهيدة البطلة ثائرة فخري بطرس
الشهيدة ثائرة بطرس (سمية سالم)، مناضلة عراقية من مواليد 1955 عضوة في رابطة المرأة العراقية.
ساهمت الشهيدة منذ صباها في نضال القوى الوطنية التقدمية العراقية من خلال انتسابها لرابطة المرأة وصفوف الحزب الشيوعي العراقي وعملت في جريدته المركزية “طريق الشعب”.
وتعرضت الشهيدة ثائرة إلى ملاحقة واضطهاد النظام الفاشي، كما تعرض ويتعرض أبناء وبنات الشعب العراقي بعربه وأكراده وأقلياته القومية لهذه الحملات الفاشية المسعورة.
اضطرت الشهيدة لمتابعة النضال في لبنان، وما لم يستطع النظام الدكتاتوري فهل، قام به جيش القرصنة الإسرائيلي، عندما قصف مواقع القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية، والمقر الإداري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الهجوم الوحشي الغادر على منطقة الفاكهاني، أحد أحياء بيروت.
فاستشهدت ثائرة وهي تتابع النضال في مطبعة المستقبل قسم المونتاج والإخراج الفني بتاريخ 17/7/1981.
إن قضية الشهيدة ثائرة بطرس وأخواتها الشهيدات عميدة عدبي حالوب (أحلام) وأم سرباز والمعتقلات عائدة ياسين، بدرية علاوي، شذى البراك، أمينة عبيد، هدية الركابي، كرامة نعمة إلخ… لابد أن تنتصر، وسيأتي العراق الحر والشعب السعيد.
زمن مدينتي الرائعة
– تتصدع خلايا الأرض…
وتقذف بقوة… وحنق..
أحجاراً حمراء… ملتهبة…
فيخال أنها النهاية…
ولكنها الولادة…
إنها انتصار للحياة…
– يا مدينتي الجميلة…
من الأحزان تُصاغ
المآثر… والمعجزات…
– يا مدينتي الجميلة…
أذهلني صمتك… وتعبك…
فقد يسلبون … يهدمون… يحرقون..
يقتلون…
لكنهم … لن يشلوا الضوء القادم..
لن يطفئوا الحياة…
– إنه زمن الأفق الواحد…
والغضب الواحد…
والدم الواحد…
حين تصبح رائحة البحر
فصل الأعياد… والمطر… والمحار..
وحين تنكسر مدنتي
منديلاً ودمى
وقرنفلة حمراء
قطع لهب
وطعم دمع وسكين…
إنه زمني
وزمن مدينتي الرائعة…
حيث فرّغت السماء
أنجمتها بين أضلعي
لتذكريني بالركب…
والبحر … والمقاصل…
وبعُري مدينتي
زويا ـ السويداء
ماتت أنجي أفلاطون
أنجي الأرستقراطية المنبت، صديقة سيزا نبراوي، وتلميذة هدى شعراوي، أنجي، التي ثارت على طبقتها البرجوازية عندما تحسست آلام المسحوقين وجوع المحرومين وتبنت الأفكار الاشتراكية، أنجي الفنانة التشكيلية والشخصية النسائية التقدمية المصرية التي قبعت في السجون من عام 1960 حتى 1965، تركتنا ولن تعود أبداً.
هل صحيح أن هذه السيدة الوديعة الطيبة الهادئة الذكية لن ترجع؟
إني أذكرها في مرسمها في القاهرة يوم 8 آذار عام 1956 تروح وتجيء بين المدعوين ترحب بهذا، وتلقي التحية على ذاك، تمسكني بيدها، تعرفني على أصحابها واحداً واحداً. وعندما قدمتني لألقي كلمة في عيد المرأة العالمي لم تترك صفة حلوة إلا وأضفتها على المرأة السورية المناضلة ضد الأحلاف الإمبريالية وفي سبيل تحرر المرأة ومساواتها بالرجل، في سبيل وطن حر وشعب سعيد.
كيف أنسى يوم كنا على الباخرة عام 1969 نجوب البحيرات حول برلين ومعنا حشد كبير من بلدان كثيرة جاؤوا يحضرون مؤتمر أنصار السلم. كانت الدكتورة لطيفة الزيات تمزح وتضحك كعادتها، تملأ الجو فرحاً وسعادة، فكانت أنجي تهدئها بين الحين والآخر: اهدئي، حاسبي يا لطيفة ده كتير! فكانت الدكتورة لطيفة ترد عليها بضحكتها الرنانة الحلوة، ما أجمل تلك الأيام إنها لن تعود.
اهدئي يا أنجي، فالقافلة تسير ولن تهدأ طالما هناك على الأرض جوع وفقر وحرمان واستثمار وظلم!
كوني على ثقة بأن ذكراك دائمة في قلب كل امرأة مناضلة في سبيل نشر العدالة والمساواة، في سبيل أن يعم السلام العالم.
الدكتورة نجاح ساعاتي
الرابطية المكافحة
زليخة مطر (أم أيسر)
من قرية القريا ـ محافظة السويداء ـ مواليد 1943 انتسبت إلى الرابطة عام 1973 وما لبثت أن أنشأت في القريا منظمة رابطية، دأبت تعمل على تطويرها وتوسيعها بكل تفان وإخلاص وسبيلها إلى ذلك التضحية بالجهد والوقت والنقد الجريء البناء في مجابهة أي فتور أو تقصير، وهكذا حتى وافتها المنية في 10/10/1988 وقد عرفت بسماتها الأخلاقية الطبقية الشريفة وبإخلاصها للأفكار التقدمية وتعاونها مع التقدميين في أكثر من مجال كما وقد نجحت في مجابهة الفقر في بيت أهلها كما في بيت زوجها، واستطاعت برغم الظروف المادية الصعبة أن تضع أولادها الستة ـ بنين وبنات ـ على طريق العلم والتقدم، وحققت بذلك هدفاً نبيلاً.
ومن نشاطاتها المأثورة أن تخلصت من الأمية في السنة الأولى من انتسابها للرابطة مع أنها لم تدخل أية مدرسة من قبل، كما وأنها نتيجة ظروف خاصة كانت تمر بها المنظمة الرابطية خرجت بمفردها إلى المجتمع لتوقيع عريضة جمعت عليها أكثر من (250) توقيعاً تطالب بتعيين طبيب لمستوصف القريا وتزويده بالدواء وكان لها ما أرادت بعد عشرة أيام من تقديم العريضة، وبمثل هذه النشاطات كانت قدوة ومثالاً يحتذى واستحقت تقدير واحترام جمهور المواطنين وثقتهم.
من أجمل ما كتب في الأم
… هناك خطر قد سيطر علي، ألا وهو البحث عن سر المرأة، لقد قلت لنفسي: علي أن أتحقق منه. وأخذت أمعن النظر إلى النساء، لكن السر لم ينكشف لي في أي واحدة من النساء اللواتي دققت النظر فيهن، رأيت إحداهن جالسة في أحد الأيام، فبدت لي كأمي، لكنها نهضت وعندئذ لم تعد تشبهها. وفي مرة أخرى كانت تسير أمامي امرأة وكانت تشبه أمي بصرتها المكورة وحركاتها. هذا ما رأيته أنا، ولكن ما أن تجاوزتها ورأيت وجهها حتى ذهب التشابه، وحدث لي أيضاً أنني كنت أسير في أحد الأيام ساهماً، وفجأة سمعت صوت أمي، رفعت رأسي فرأيت امرأة تتكلم، لكن صوت أمي لم يعد إلى سمعي.
عندئذ أخذت أفكر بأن أمي أصبحت تبدو وكأنها تتكرر مفتتة إلى أجزاء، وإلى أجزاء صغيرة أيضاً، موزعة ما بين نساء أخريات، وقد أعجبني ذلك في البدء، فكنت ألاحقهن بحذر بينما السر يجول في خاطري ويأخذ بالانتشار في جسدي كله.
وفيما بعد، أصبحت أتضايق لأنه لا يمكن لأي امرأة أن تكون كأمي في أي شيء.
من قصة “الموت في الشارع”
للكاتب الكولومبي خوسيه فيليكسن فويخاريور
نداء الشهادة
(1)
قالت له: ولدي حبيبي هل قررت الذهاب سأبقى وحيدة في الحياة؟ أجابها: أجل يا أمي لقد قررت الذهاب الآن. إن هناك نداء قوياً يدفعني للذهاب… سقطت أمه جاثية أمامه تتضرع إليه أن لا يذهب ويبتعد عنها.. توسلت إليه كثيراً. قالت له إن الذي يذهب إلى الحرب لا يمكن له أن يعود ثانية، قالت له: إنك وحيدي إنني عشت في هذه الدنيا وأعيش لك فكيف تتركني وتذهب؟ وقالت… وقالت… لكن ذلك النداء كان أقوى من صوت أمه.
(2)
كان يلهو ويلعب ويمرح كثيراً كان يعبث بكل شيء. كانت الحياة حديقة صغيرة ملك يديه يقطف منها الزهرة التي يريد، وينام على العشب متى أراد ولكن نداء الشهادة جعله يبحث عن نفسه وعن سبب وجوده في الحياة جعله يتساءل كثيراً. لكنه استطاع أخيراً أن يعرف ما هي غاية وجوده.
(3)
كان جالساً صامتاً كالأموات لكنه بين الفينة والأخرى يختلس النظر إلى أمه التي أعياها التعب والحزن. ويختلس نظرة أخرى إلى صورة والده وأخيه الأكبر اللذين استشهدا. كان يحب أن يصبح شهيداً كأبيه وأخيه، ولكنه يخاف على أمه التي لا تستطيع أن تستمع إلى كلام يدور عن الحرب. فأخذ يحدق في الصور ويتمنى لو تعلق له صورة بجوارهما لكن أمه لن تستطيع أن تقدم أكثر. لقد قدمت زوجاً وولداً ولن تستطيع أن تقدم غيرهما. ومع ذلك كانت تدرك بأن ابنها الذي لم يبق لها سواه يحب أن يصبح شهيداً، ولكن هي أن قدمته سوف تقدم روحها معه لأن قلبها لن يحتمل صدمة ثالثة. وكانت ترقبه وتدرك ما يدور في خلده. وعندما رأته على هذه الحال أدركت أن توسلاتها لن تنفع، وهو أن صمت اليوم، فلن يصمت غداً.
فقامت إلى الباب متثاقلة تحاول أن تخنق غصة في قلبها وفتحته وأشارت إليه أن ينطلق فإن الشهادة تفتح ذراعيها لاستقباله وبعدها سقطت دون حراك.
(4)
كان يجلب المشاكل دائماً لوالديه ولأمه خاصة، كان دائماً يريد ويريد يطلب… ويطلب كثيراً. كان ولداً عاق كما كان يسميه أبوه… وكان ولداً لا يعرف المسؤولية أو الرجولة. كان طفلاً كما كانت تقول له أمه، لكن نداء الشهادة الحزين جعل العاق شهيداً والعابث رجلاً، وجعل أمه تدرك بأنها فقدت رجلاً، ولم تفقد طفلاً.
(5)
حمل بندقيته، وفتح الباب لينطلق لكن أمه استوقفته متسائلة عن وجهة ذهابه… فأجابها: إلى المكان الذي يصنع به الرجال إلى الشهادة التي تنتظرني فقالت له: ودموع التوسل تنهمر من عينيها، وكيف يمكن للموت أن يصنعك رجلاً وكيف يمكن للشهادة أن تعيدك إلي؟ توسلت كثيراً أن يبقى إلى جانبها، جثت على ركبتيها أمامه، عله يتراجع عن عزمه، لكنه كان ينظر إليها صامتاً لا يقول شيئاً وعندما صمتت توسلاتها أخذ يدها وقبلها، ومشى بخطى ثابتة دون أن يلتفت إلى الوراء.
حنان ـ السويداء
زاوية تربوية
من أنتم بالنسبة لطفلكم أهل أم أصدقاء؟
كثير من علماء النفس يعتقدون أن الأهل الساعين للعب دور الصديق في علاقاتهم مع الأطفال ينسون أن الطبيعة نفسها قد فرضت عليهم أن يكونوا سنداً لطفهم.
أهل أم أصحاب؟ فلتجربوا أن تجدوا جواباً في هذا التحليل الموضوع من قبل عالم النفس /غرام بيين/.
1- طفلتكم تطلب تغيير البرنامج التلفزيوني من الفيلم الذي تتابعونه بإعجاب إلى برنامج موسيقي فماذا تفعلون؟
أ- تنفذون الطلب وتتابعون معها البرنامج الموسيقي.
ب- تجيبون: أن عليها الانتظار حتى انتهاء الفيلم.
ج- تعدونها بشراء تلفزيوناً صغيراً لها.
د- تقومون بأعمال أخرى بينما تتيحون المجال لطفلتكم الاستماع إلى برنامجها الموسيقي.
2- أنتم ترون في أطفالكم:
أ- أناساً مساوين لكم.
ب- هؤلاء الذين من الممكن أن يساعدوكم بأن تعيشوا مرحلة الشباب من جديد.
ج- شباباً صغاراً.
د- هؤلاء الذين بحاجة دائماً إلى نصائحكم الطيبة.
3- أنتم أهل متوسطو الأعمال وتفخرون بشعركم، أي تسريحة تختارون؟
أ- تلك التي تليق بكم أكثر من أي شيء.
ب- تلك التي تتجاوب مع آخر موضة.
ج- تلك التي تتشابه مع تسريحة نجمة السينما المحببة لكم.
د- تلك التي تتشابه مع نمط الابن (الابنة).
4- لنتحدث عن أعماركم:
أ- هل يعرف أطفالكم كم بلغتم من العمر؟
ب- انتم تفضلون عدم الاعتراف وعدم التأكيد على الفارق في العمر بينكم وبين أطفالكم.
ج- هل تخفون عمركم عن أطفالكم.
د- أتلحون أنتم على أنكم تعرفون أكثر لأنكم أكبر؟
5- كيف تختارون ألبستكم؟
أ- تقلدون نمط نجوم السينما المحببة لابنكم (لابنتكم).
ب- تسعون لاتباع نمط الابن (الابنة) معتقدين أن ذلك يساعد على تأسيس صلة وثيقة بينكم.
ج- تختارون الألبسة التي تليق بكم أكثر من غيرها.
د- تتماشون مع الموضة الشبابية لأنكم تشعرون بأنكم أصغر سناً.
6- كيف تتصرفون إذا لاحظتم أن ابنكم المراهق قد وضع في صدره قلادة؟
أ- تعتقدون أن هذا من شأنه.
ب- تهزؤون من أنوثته.
ج- تقولون له أن هذا موضة، غير راغبين أن يعتقد بأنكم شختم على الموضة.
د- تشترون مثل هذه القلادة وتلبسونها مسايرين ابنكم.
7- يقول الابن (الابنة) بسماع الموسيقى بأعلى صوت أما أنتم:
أ- تسدون آذانكم بالقطن وتتابعون أعمالكم.
ب- تخفضون الصوت.
ج- تسلمون بهذا بما أن طفلكم هكذا يرغب.
د- تقولون أن هذا رائع، على الرغم من أن الموسيقى في الواقع تقرعكم على رؤوسكم.
8- عند الخلاف مع الأطفال:
أ- نادراً ما تقولون أنهم مخطئين خوفاً من أن ينبذوكم في كل شيء.
ب- توافقون على أن تغيروا من موقفكم لأن متابعة النقاش بلا فائدة.
ج- تتيحون لهم أن يملكوا الكلمة الأخيرة لأن الحياة قصيرة جداً.
د- تعترفون بأنهم محقون إذا كانوا فعلاً محقين.
9- قام الأطفال بدعوة أصدقائهم لزيارتهم وأنتم:
أ- تدعونهم وشأنهم ليفعلوا ما يشاؤون.
ب- تشكلون معهم مجموعة ساعين إلى وضع أنفسكم على قدم المساواة معهم.
ج- تسألون الضيوف إن كان أهلهم مرحين مثلكم.
د- لا تتدخلون على الإطلاق بل تفهمونهم أنكم إلى جانبهم إذا حصل شيء طارئ.
10- الأطفال يتأهبون للذهاب إلى حفل راقص ولا يدعونكم وأنتم:
أ- لا تتعجبون لأنهم يعرفون كم صعب عليكم تحمل الرقصات الجديدة.
ب- تحزنون لأنكم ترغبون بالرقص معهم.
ج- تستاؤون لعدم مشاركتهم إياكم فرحهم.
د- تنزعجون لأنكم هيأتم أنفسكم للذهاب معهم ولم يدعوكم.
11- متى تحاولون أن تتصرفوا كأنكم لستم أكبر عمراً من أطفالكم ولماذا تفعلون هذا؟
أ- لكي تكون لكم مع أطفالكم علاقات جيدة.
ب- لأن هذا يساعد على تقليص الفارق في العمر.
ج- لأن هذا يساعد في المستقبل على المحافظة على الأسرة معاً.
د- لأن هذا شيء طبيعي بالنسبة لكم.
12- في علاقاتكم مع أطفالكم أنتم:
أ- تعاملونهم معاملة الكبار.
ب- تعاملونهم معاملة الصغار.
ج- تسعون لأن تكونوا أصدقاءهم.
د- ترون أن تكونوا كما يجب أن يكون الأهل.
احسبوا علاماتكم:
|
أ
|
ب
|
ج
|
د
|
1-
|
3
|
0
|
2
|
1
|
2-
|
3
|
2
|
1
|
0
|
3-
|
0
|
2
|
1
|
3
|
4-
|
1
|
3
|
2
|
0
|
5-
|
2
|
3
|
0
|
1
|
6-
|
0
|
1
|
2
|
3
|
7-
|
1
|
0
|
2
|
3
|
8-
|
3
|
1
|
2
|
0
|
9-
|
1
|
3
|
2
|
0
|
10-
|
0
|
2
|
1
|
3
|
11-
|
3
|
2
|
1
|
0
|
12-
|
2
|
1
|
3
|
0
|
ماذا تعني علاماتكم؟
بين 25 و36
أنتم على الأغلب تعتقدون انه من الممتع قضاء الوقت مع الأطفال، ساعين أن تكونوا معهم على قدم المساواة في كل شيء، ولكن هذا الآن. أما فيما بعد من المحتمل أن تدفعوا الثمن. أنتم تبالغون كثيراً، آخذين على عاتقكم لعب دور الصديق لأطفالكم، واضعين إياهم على درجة واحدة معكم.
إن أكثرية الأطفال تفهم هذا بشكل رائع ولكن وكما يعتقد الخبراء إن هذا النوع من التعامل يؤدي إلى ازدياد عصبية الأطفال.
أن نكون صديق للطفل هذا غير كاف. الأطفال يحتاجون إلى قيادة، ويجب أن تفهموا بأنه لا يمكن تجاوز قضية الفارق في السن ومن المهم أن تعوا بأنكم يجب أن تخلقوا لدى أطفالكم الشعور بالآفاق المستقبلية. والتعاقب ومعرفة جذورهم واختيار دورهم في الحياة.
بين 14 – 24
تبدون وكأن أطفالكم لا يعرفون بشكل دقيق الطريقة الصحيحة للصلة معكم. أنتم تحاولون غض النظر وعندما تحتاجون للصلة معهم تحاولون الظهور بدور الأهل عاجلاً أم آجلاً وتصرون على مواقف معينة تجاه قضية مهمة وهذا سيشعر الأطفال بالظلم ولكن أنتم لم تسيروا بعيداً في هذا الأسلوب ويمكنكم الامتناع عن لعب دور الصديق لكي تظهروا للأطفال الأسلوب الناضج والمسؤول، ولا تخشوا من أن الأطفال سيكفون عن حبكم إذا أنتم انتقلتم إلى لعب دور الأهل.
بين الصفر و13
يجب الاستمرار أيها الأب (الأم) فأنتم تحاولون بشكل مذهل فهم وتقييم حاجات ومزاج أطفالكم المتغيرة باستمرار. أحياناً تتراجعون لصالحهم، وهذا غير سيء. لأنه وكما هو واضح أنتم تسعون وبشكل كاف لبناء العلاقة مع أطفالكم وبشروطكم أنتم وليس بشروطهم هم.
الخلافات لا يمكن التخلص منها نهائياً، ولكن أطفالكم يحبونكم، والأهم أنهم يرون فيكم الأهل المحبين والمخلصين.
في حالة النجاح تنتظركم سعادة عائلية والتي تسمح لنا بها الحياة العصرية بكل ما فيها من صعوبات وإخفاقات.
ترجمة أبو علاء
مؤتمرات نسائية في الشرق
تنفرد “صوت المرأة” بنشر ملف كامل عن “مؤتمرات نسائية في الشرق” كتبته في حينها “نجيبة” وترجمة آحو يوسف نقلاً عن مجلة “مواد في مسائل القوميات والمستعمرات” وهي عبارة عن ملحق لمجلة “الشرق الثوري” التي كان يصدرها القسم الشرقي للكومنترن وعددنا سيضم القسم الأول واعدين إياكن بتتمته في عددنا القادم.
خلال تشرين الأول وتشرين الثاني 1932 انعقدت في بلدان الشرق الأوسط ثلاثة مؤتمرات نسائية تمت إضاءتها من قبل الصحافة الأوروبية إضاءة شحيحة جداً ولم تذكرها الصحافة السوفيتية بتاتاً. هذا في حين أن المؤتمرات المذكورة تستحق الاهتمام ولاشك.
إن دعوة هذه المؤتمرات للانعقاد، تعكس، دون شك، تلك التحولات الطبقية التي تجري في وسط الجماهير الواسعة في المستعمرات وأنصاف المستعمرات بالشرق، فالأزمة التي تزداد عمقاً أدت إلى إفقار هائل لدى الجماهير، وثقل الأزمة يضغط، بشكل خاص على كاهل المرأة الكادحة، المستعبدة، في الشرق. وليس مستغرباً، لذلك، أن تسعى الطبقة الحاكمة في المستعمرات وأشباه المستعمرات إلى سبق انفجارات محتملة للسخط الواسع لدى الكادحين، وأن تحاول توجيه الحركة النسائية إلى المجرى الذي يرضيها.
لنستعرض قصة انعقاد المؤتمرات المذكورة والقرارات التي اتخذت فيها. إن قصة دعوة المؤتمرات تتلخص، من حيث الأساس، فيما يلي:
منظمة هذه المؤتمرات الثلاثة هي شخصية سورية تدعى نور حمادة ولدت في عام 1898 وهي درزية الأصل، بنت الشيخ محمد حمادة، حصلت على تعليمها المتوسط والعالي في بيروت وتجيد الفرنسية والإنكليزية.
قبل عدة أعوام تم في بيروت تأسيس جمعية تحت اسم “عصبة المحمديات” التي دخل إلى صفوفها، بموجب معطيات الصحافة الفارسية ما يقارب 500 امرأة سورية ومصرية. بعد ذلك تم توسيع هذه الجمعية وأطلق عليها اسم “جامعة النساء العربيات” ولكن بعد حين اعتبر أنه حتى هذا الإطار ضيق جداً فتم تحويل الجمعية إلى “اتحاد جميع النساء” ومع اتساع نشاط الجمعية تقرر دعوة لعموم نساء الشرق. وانعقد هذا المؤتمر عام 1930 في دمشق، مع العلم أنه قد شاركت فيه ـ حسب تصريحات منظمته ورئيسته السيدة نور حمادة ممثلات عن كل البلدان الشرقية. للأسف، لا يوجد مزيد من المعلومات عن هذا المؤتمر، من المعروف فقط أنه قد تقرر في أثنائه دعوة المؤتمر التالي في طهران، حيث يؤخذ بعين الاعتبار أن “بلاد فارس” حالياً دولة مستقلة تماماً ومتحررة من أية مؤثرات أجنبية”.
بقصد التحضير لمؤتمر طهران، دعت نور حمادة ذاتها إلى مؤتمرين اثنين خلال تشرين الأول 1932، واحد في دمشق بين 14 و17 تشرين الأول والثاني في بغداد بين 23 و28 تشرين الأول، في المؤتمر الأول المنعقد بدمشق شاركت ممثلات عن فلسطين وشرق الأردن ومصر وكذلك عن سورية (عن جبل الدروز وحوران ولبنان). وقد وضعت السلطات السورية تحت تصرف المؤتمر مبنى الجامعة، الذي رفرفت عليه، بهذه المناسبة أعلام الدول العربية: سورية والعراق وشرق الأردن وفلسطين ومصر.
شاركت في المؤتمر ممثلة عن عصبة الأمم وعن المنظمة النسائية العالمية هي مدام أندريه ريدر التي عبرت في الكلمة التي ألقتها عن سرورها بأن المنظمة التي تترأسها نور حمادة قد انضمت إلى المنظمة النسائية العالمية.
استغرق المؤتمر ثلاثة أيام، ولكن لم تتسرب إلى الصحافة أية معطيات عن القرارات المتخذة فيه.
بعد ذلك توجهت المندوبات جميعاً إلى بغداد بالسيارات وهناك انضمت إليهن مندوبات العراق. وكانت “راعية” المؤتمر هذه المرة هي زوجة رئيس الحكومة العراقية نوري باشا وترأسته كما في السابق، نور حمادة.
لقد كتبت “نير أيست” (Near East) بتاريخ 12/11/1933، في مقالة مكرسة للمؤتمرات النسائية العربية أنه قد تمت مناقشة قضايا الصحة والوقاية والوفيات بين الأمهات وقضايا الملكية وحقوق المرأة وما شابه. وترددت في المؤتمر شكاوى بأن المرأة محرومة حتى من حق أولي كالحق في استنشاق الهواء في الشوارع والساحات مساء، بغض النظر عن شدة الحر، فالمرأة مجبرة، حتى في ظروف الحر الذي لا يحتمل أن تبقى جالسة بين أربعة جدران، ذلك لأن الرجال يمانعون ظهورها في الشوارع مساء.
وارتفعت في المؤتمر أصوات: لماذا يتم تنوير المرأة وتثقيفها وتعريفها على العالم، ومن ثم حبسها بين أربعة جدران”.
وتكلمت أمام المؤتمر فتاة عراقية شابة حول موضوع “هل الإسلام عائق أمام تطور المرأة؟” فصرحت أنها تظهر لأول مرة حاسرة الرأس، مع العلم أنها كشفت عن وجهها رغماً عن إرادة والدها، لقد استدعت هذه الكلمات تصفيقاً حاداً. ووقفت الحكومة العراقية من هذه الأمور موقفاً سلبياً، فقد أبلغ ملك العراق فيصل النساء العربيات المجتمعات في المؤتمر، من خلال ممثلة المنظمة النسائية العالمية ريدر، بأنهن “يرغبن في الطيران قبل أن يتعلمن المشي”.
فيما تبقى كان استقبال العراق للمشاركات في المؤتمر ودياً جدياً، حيث استقبلهن الملك وحاشيته وأقيم على شرفهن عدد من الاستقبالات الرسمية والمآدب وحسب كلام “نير إيست” فإن القسم الأكبر من وقت مندوبات المؤتمر كان مشغولاً بهذه التسليات الاجتماعية، وحتى هذه المجلة الرجعية مجبرة على الاعتراف بأنه فقط النساء اللواتي ينتمين إلى أوساط مثقفة يفهمن أهداف مؤتمرات كهذه، أما بالنسبة للنساء البسيطات فتلك الأهداف غير مفهومة. وتعلن “نير إيست” أن أولئك النسوة قد يبدأن بفهم هذه الأمور حين تبدأ المؤتمرات النسائية بإعارة الاهتمام للتقارير والمناقشات أكثر منه لحفلات الغداء والاستقبالات المسائية وحفلات الـ “فايف أو كلوك” وما شابه.
بعد انتهاء مؤتمر بغداد سافرت ممثلات البلدان العربية إلى طهران، حيث كان من المفترض أن ينعقد ـ حسب الخطة المسبقة ـ المؤتمر الثاني لكل نساء الشرق. من الصعب أن نقول بالتأكيد هل حضرت مؤتمر طهران فعلاً ممثلات عن كل بلدان الشرق أم لا، ذلك لأن أخبار الصحافة الفارسية في هذا الصدد متناقضة. هكذا كتبت “شفاهيي صورح” في 3/11/1932 أنه سوف تشارك في المؤتمر ممثلات عن سورية ومصر والعراق وبلاد فارس وأفغانستان والهند وأن مندوبات الحجاز والبلدان العربية الأخرى، نظراً لعدم تمكنهن من الحضور شخصياً في المؤتمر، سلمن صلاحياتهن إلى مندوبات أخريات. على العكس من ذلك، تشير “إيران” في عددها الصادر بتاريخ 27/11/1932، أثناء الحديث عن موعد افتتاح المؤتمر في ذلك اليوم. أنه سوف تشترك في أعماله مندوبات عن: بلاد فارس وتركيا وأفغانستان ومصر والعراق واليابان والهند والصين وسورية والحجاز وجاوا وأستراليا وغيرها. في الوقت ذاته تقول الجريدة أنه سوف تتحدث أمام المؤتمر، بمثابة مندوبات: زوجة السفير التركي وابنة السفير الأفغاني ومندوبة مصر ومندوبة سورية ومندوبة العراق ومندوبة اليابان ومندوبة الهند، وبعدئذ سوف تتلى نداءات مندوبات الهند والحجاز (زوجة وزير الصحة في الحجاز محمود بك حمودي!) ومندوبات أستراليا وجاوا والصين.
على العموم، تعطينا الصحافة تصوراً دقيقاً عن السحنة الطبقية لهذا المؤتمر النسائي الذي ضم ممثلات النخبة الإقطاعية والانتجلنسيا البرجوازية.
فور وصولهن من بغداد، في الأيام الأولى من تشرين الثاني، باشرت المندوبات نشاطهن في الإعداد للمؤتمر. وقد تجلى ذلك في زيارة عدد من رجال الدولة الفارسية وعقد عدد من الاجتماعات التمهيدية وإعطاء مقابلات لمراسلي الصحف، وما شابه.
ولم يمض يوم ليبدأ آخر حتى تم استقبال المندوبات من قبل تيمور تاش (الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير البلاد) وقد أبديت لهن حفاوة ودية.
في هذا اليوم (الثاني) أعطت منظمة المؤتمر نور حمادة مقابلة صحفية لجريدة “شفاهيي صورح”، حيث استعرضت قصة دعوة المؤتمر وهدفه وأشارت إلى مهمتين مطروحتين أمام المؤتمر ـ مهمة عامة ومهمة خاصة. تتلخص المهمة العامة للمؤتمر حسب كلام حمادة في التقارب والتعارف بين بلدان الشرق. والمهمة الخاصة تتلخص في إقامة الروابط الإيديولوجية وضمان الوحدة والتقدم بين نساء الشرق. في اليوم الثالث أعطت نور حمادة مقابلة لمراسل جريدة “إطلاعات”، فتحدثت عن مشاركة المندوبة الفارسية قدسية خانم أشرف في مؤتمر عام 1930 ومدحت خطابها أمام ذلك المؤتمر.
في الخامس من تشري الثاني قامت المندوبات بزيارة وزير التعليم وطلبن منه إصدار توجيه بأن تحضر جلسات المؤتمر معلمات المدارس. بعدئذ، وفي نفس اليوم زارت المندوبات سفارة تركيا والمبعوثية العراقية وأجرين محادثات عن مشاركة ممثلات تركيا والعراق في المؤتمر.
استمرت زيارة الشخصيات المسؤولة من قبل المندوبات في الأيام التالية أيضاً، وقد قام وفد بزيارة أحد الفقهاء البارزين، حيث جرى معه حديث عن وضع وحقوق النساء في ضوء القرآن.
عدا عن هذه الزيارات تم تنظيم عدد من الاجتماعات انعقد أول اجتماع في قاعة الجمعية الأدبية وحضره 200 إنسان بين نساء ورجال. في هذا الاجتماع ألقت نور حمادة كلمة قالت فيها إن هدف التنظيم النسائي والمؤتمرات النسائية هو تشكيل اتحاد بلدان الشرق وتجسيد التضامن الشرقي. فيما بعد تحدثت المتكلمة عن أن الحضارة المعاصرة مدينة بوجودها للإسلام وأنه الآن قد حان الوقت لكي تشارك النساء في الحياة الاجتماعية على قدم المساواة مع الرجل. وقد عبرت، بشكل خاص، عن أملها في أن “الحكومة الفارسية الحالية، التي تقف عالياً جداً، سوف تهتم بتعريف النساء الفارسيات على الثقافة”.
أما في الاجتماع الثاني الذي انعقد في دار مستورة خانم أفشار (رئيسة الجمعية النسائية الوطنية في بلاد فارس) تلت مندوبة سورية فاطمة سعيد مراد تقريراً عن حقوق النساء، تبرهن فيه أن منح الحقوق للنساء لن يلحق الضرر بالرجال.
وفي الاجتماع الثالث الذي انعقد في إحدى المدارس النسائية حظيت مسألة الحجاب بالاهتمام الأعظم. من الملفت للنظر أنه قبل مناقشة هذه المسألة في الاجتماع المذكور كانت “سيتاريي إيران” بتاريخ 9/11/1932 قد نشرت ملحوظة صغيرة حول أن مسألة الحجاب لن يتم تناولها في المؤتمر، لأن المندوبات يفضلن ترك الحل في هذه المسألة لسير الأحداث الطبيعي وللتربية. رغم ذلك نوقشت القضية في الاجتماع التمهيدي المذكور، ونوقشت ـ على ما يبدو ـ بحماس كبير، لكن بروح التعقل الخارق والخضوع للتقاليد السائدة.
خطبت في الاجتماع الفارسية فخر الزمان مشتيق وأعلنت أن خلع الحجاب سيكون نافعاً فقط حين تتم إعادة تربية المجتمع واعترفت نور حمادة نفسها في الخطاب الذي ألقته بان النساء لا يجب عليهن خلع الحجاب طالما أن الرجال والنساء يعيشون في جهل وطالما أن الأخلاق فاسدة.
لكن حتى هذا الكلام بدأ ليبرالياً بالنسبة للسيد أفرنق، عضو المجلس الذي كان حاضراً والذي أعلن أنه في اليوم الذي سترغب فيه النساء بخلع الحجاب سيتوجب عليهن البرهان بأن الحجاب يعيق التقدم فعلاً.
في ذات المساء انعقد اجتماع آخر في الجمعية الأدبية، حيث قرأ رئيس الجمعية السيد أفشار قصيدة شعرية عن تعدد الزوجات، حيث قيل إن المرأة العاملة نفسها لن تتزوج رجلاً لديه زوجات.
في أحد الاجتماعات اللاحقة شكل الحضور حوالي 400 إنسان، مما دل على تزايد اهتمام معين بالحركة النسائية في الأوساط النسائية الفارسية. ألقيت في هذا الاجتماع تقارير حول المواضيع التالية: “حول ضرورة تأسيس الاتحاد النسائي لبلدان الشرق”، “عن الأهمية الحقيقية لتحرر المرأة”، “عن اختلاف التربية بين الشرق والغرب” وغيرها.
البقية في العدد الاول 1990
تحية
لم تكن الانتفاضة التي بدأت يوم التاسع من كانون الثاني قبل عامين ـ وليدة يومها، إنما هي نتيجة حتمية لنضال خاضه الشعب الفلسطيني منذ بدء احتلال أرضه ليومنا هذا.
الانتفاضة لغة التضاد للمساومات والتنازلات والمشاريع الاستسلامية.
الانتفاضة هي ثورة الحجارة والمقلاع والاكتفاء الذاتي
الانتفاضة عمادها الطفل الفلسطيني والشابة والرجل والمرأة والشيوخ.
فتحية إلى الأيدي التي صنعت الانتفاضة
تحية إلى الطفل الذي يلوح بحجر يوجهه إلى صدر العدو
تحية إلى الأم التي تدفع بأولادها إلى ساحة المجابهة.
تفقد شهيداً ويجرح آخر وتضم في رحمها بطل قادم
تحية إكبار لهذا الشعب البطل.
تحية إلى الانتفاضة في عامها الثاني وإلى الأمام.
قصيدتان
شعر: نزيه أبو عفش
(؟!…)
سعداء
نعيش كما لا يعيش أحد
قبرنا واسع وجميل
عصرنا غامض وثقيل
سقفنا غيمة، ولحاف بيننا زبد
ندفع اليأس بالأغنيات
ونداري كآبتنا بالجميل من الكلمات
ونحب ـ على قدر ما نستطيع ـ الحياة
ولكننا… حين ندعى إلى موتنا
سنموت… كما لا يموت أحد
***
(؟!…)
هنا سوف نبقى
وُلدنا هنا
ونموت هنا
وهنا سوف نبقى
على هذه الأرض،
لن نتزحزح قيد ذراع
ولن نتسامح قيد ذراع
ونبقى…
لنجعل من هذه الأرض فردوسنا
أو نعد لأوهامنا الأضرحة
سنصبر حتى يجن الطغاة
ونبرأ من هذه المذبحة
جميعاً سنبقى
ولو مادت الأرض من تحتنا
وأغارت علينا المياه
سيدفن واحدنا وحده
وسوانا سواه
سنبقى لنحرس هذي القبور
وندفع عن ساكنيها النعاس
سنبقى، لأنا سنبقى
نلوك الحصى وننام على نصل خنجر
سنبقى
لأنا هنا قادرون على الحقد أكثر
سنبقى إلى أبد الآبدين
نعد توابيتنا … ونرش على الموت سكر